tag:blogger.com,1999:blog-315726832024-03-07T19:16:17.117+00:00... كلمات فقطهذه كلمات كتبتها ... ربما تعجب القليل جداً وأجزم انها سوف لا تعني شيئ للكثير ... لا يهم ... كل ما أردت هو أن أدون ما كتبت وما سوف أكتب في مكان لأني سئمت من ضياع أوراقي المبعثره في أكثر من بلد ... كحياتي تماماًبالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.comBlogger22125tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-47615944912671383192010-07-02T10:05:00.002+01:002010-07-02T13:17:00.496+01:00رسالة أمستردام - مالم يقله همام<div align="right"><span style="font-size:130%;"><span style="font-size:100%;color:#ff0000;">نظراً لعدم إكتمال الجزء الأخير من القصة قررت نشر هذه الرسالة التي لم ترسل</span> </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">ملاكي<br />.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أكتب إليك من أمستردام عاصمة الورود والطواحين. تلك العاصمة ذات التاريخ العريق. تاريخ امتد إلى أقاصي الأرض. مشارقها ومغاربها دون أن ينسى شمالها وجنوبها. على الرغم من كبر سنها لكنها لازالت جميلة. بينما غيرها أصبحن مجرد عجائز شمطاوات</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">كلما وطئت قدماي أحد تلك البلاد التي لك أن تشم عراقتها في أزقتها أشعر بالرهبة. رهبة كون تلك الأزقة لو سمح لها الزمن لأفردت حكايات كثيرة. ممتع منها ومشمئز. كما هي في جميع المدن القديمة التي حافظ عليها أهلها دون الحاجة لتدميرها بحجة بناء مدينة عصرية كما هو الحال في مدننا. تكاد تقرأ أسطر كتبها رجال قبل مئات السنين مكتوبة على كنائس ومباني قديمة بنيت بطراز معماري فريد. كما هو الحال في مدريد وبرشلونة وفيينا وغيرها من المدن التي تفننت بتخليد تاريخها عبر صروح متميزة </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">قررت ان أستغل وجود ساعتين من الفراغ قبل الإجتماع القادم الذي من أجله حضرت لأقوم بجولة في المدينة. جولة على الأقدام أتخلص فيها من تعب الجلوس في الطائرة. يبدو أن كبر السن بدأت تظهر آثاره بقوة. آلام في أسفل الظهر. آلام في القدمين. نسيان. شعر بدا يختفي منه اللون الأسود. عيون بدأت تذبل. هذا أنا اليوم </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">تجولت في أنحاء المدينة ووجدتها ساحرة. القنوات المائية والقوارب تنتشر في كل مكان. الدراجات الهوائية تكاد تكون أكثر من السيارات. الهولنديون شعب يحب البيئة. يحب الورود. يحب الحياة. يحب الطبيعة. أمستردام تشبه فتاة فارعة في الطول ناهدة في عمر الورود مليئة بالحيوية تلبس فستان لونه برتقالي. تحمل الفتاة سلة ورد لونها برتقالي. سلة الورد مليئة بورود عطرة لونها برتقالي. تناغم عجيب للألوان رغم وجود لون واحد. تنظر للفتاة التي تحمل سلة بها ورود ولا تملك إلا أن تبتسم</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">وجوه ذات سحنة عربية بين محلات بقالة عربية في كل مكان. اعلان للكوكاكولا باللغة العربية على واجهة أحد تلك المحلات. لا أدري لماذا ساورني شعور بأنني سأرى لافتة تقول أن الأسلام هو الحل في أحد الشوارع. أرى الحجاب منتشر بكثرة على رؤوس فتيات يبدو أنهن أبناء المهاجرين الذين جاءوا من سنوات لطلب العيش. تماماً كهمام الذي جاء دون شهادة أو حرفة لأمستردام ومع ذلك نجح في شراء مطعم والزواج من الفتاة الجميلة التي احبته وبالطبع هزم الرجل اليهودي في النهاية</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">وأنا أمشي وجدت نفسي فجأة في منطقة علمت فيما بعد أنها تدعى المنطقة الحمراء. وجدت نفسي في منتصفها دون سابق إنذار. محلات تبيع أدوات جنسية. فترينات المحال تعرض البضاعة دون حياء أو خجل. رجل مثلي مشى في اقصاع الأرض يطيح الخجل بنظرى للناحية الأخرى. ألتفت حولي لأرى إن كان أحد قد لاحظ خجلي المباغت. لا أحد يبالي بأحد هنا. البعض يعاين البضاعة دون خجل والبعض الآخر يلتقط الصور التذكارية بجانب المعروضات وهم يتبادلون النكات </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">بجانب تلك المحلات تجد العديد من المطاعم وكأنما من جاء لتلك المنطقة جاء ليتسوق ثم يقصد أحد تلك المطاعم ليقتل جوع في بطنه. العديد من تلك المطاعم تعلن أنها تقدم الأكل الحلال. الحلال والحرام يقفون كتفاً بكتف كالبنيان المرصوص. أجد هذا التناقض مقزز. هل وصل الحال أن نتاجر بحلال الطعام ونغض النظر عن الحرام الآخر! ترى هل كان همام يأكل هنا عندما جاء لأمستردام؟ ربما</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">دون خجل ودون أن يرف لهم جفن ... يدعوني العاملين العرب في تلك المطاعم للتفضل بالدخول وطلب الأكل الحلال. أبتسم بإشمئزاز وأنا ألمح لافتة الأكل الحلال التي يتقدما الفلافل وهي مكتوبة بعدة لغات ... فلافل حلال يا ملاكي. كدت أجربها فقط لأعرف الفرق. أتجاهل العمال واحداً تلو الآخر بصمت رغم أن عقلي يطلب مني أن أقول شيئاً. ربماً شيئاً يحمل الكثير من التقريع. طعام حلال وسط بحر من الحرام. وما زال همام يتاجر بعقول الشباب الحالم بمستقبل أفضل في أمستردام</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لم تكن تلك المفاجأة الوحيدة لي في تلك المنطقة الحمراء المليئة بالمفاجئات. فقد تبين لي أنه من المسموح به بيع وتناول نبات الماريجوانا المخدر. مقاه ومحلات تفرد اعلانات تدعوك لتجريب العديد من الأنواع. كل ما عليك هو أثبات أن سنك يطابق الحد الأدنى المسموح به قانونياً. دخلت لأحد تلك المقاه من باب الفضول. شممت رائحة ذكرتي بفترة سابقة من حياتي كنت أود نسيانها. هي مرحلة الحياة قبل وجودك أنتي في حياتي. انتابني شعور غريب وأنا بالداخل. لم يلبث هذا الشعور أن تحول إلى شعور مريح مرح وسط ضحكات على الفاصل الكوميدي الذي يقدمه النادل. أسارع بالخروج لأنني أعرف أن الفاصل الكوميدي هو فاصل بليد والشيئ الوحيد الذي يجعله ممتعاً هو تأثير تدخين الماريجوانا. أخرج قبل أن يضحك علي أبليس الخناس ويجعلني أجرب النبتة البريئة. أبليس اللذي يلاحقني بصورة مستمرة منذ سنوات طويلة كما يلاحق عزازيل هيبا. أنا وإبليس أو عزازيل لنا تجارب عديدة. أغلبه مرة ويغلبني مرات. ربما حكيت لك عن إحداها يوماً ما</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أهرب من هذا كله لأرى فتيات صغيرات بالسن لا تتعدى أي واحدة منهن التاسعة عشر يقفن في فترينات محلات وهن يرتدين ملابس فاضحة. جنباً إلى جنب تجد فترينات أخرى بها نساء دميمات سمينات. نساء وفتيات جئن من مختلف أنحاء الأرض. كل فترينة خلفها غرفة صغيرة. تقوم كل إمرأة بتسويق نفسها فهي البضاعة وهي البائع في نفس الوقت. رجال يحومون حول المحال كما الليث الذي يحوم حول قطيع من الغزلان يفحصهم ليختار إحداها لعشاءه. شبان مراهقين ربما كانوا يريدون بدء حياتهم الجنسية مع إمرأة لن تضحك على رهبتهم عندما تنفرد بأحدهم للمرة الأولى في حياته. فتيات ربما كانت لهن أحلام بمستقبل أفضل بكثير مما هن فيه الآن. أحلام كانت قبل أن يكتشفن أن الحياة تلوك الأحلام وتبصقها في الوجوه ثم تعود لتطالبك بثمن البصقة التي لا تملك ثمنها في معظم الحالات فتغدوعبداً بيدها. هل فكرت إحداهن وهي تلعب بدميتها أنها سوف تصبح تلك الدمية التي تتبادلها الأيدي وهي عارية فقط تطلب القليل من المال والذي مهما كثر يبقى قليل مقارنة لما تعرضه</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">وتظل الفترينات بجانب الأكل الحلال. وتبقى محلات الجنس بجانب الفلافل المذبوحة حسب الشريعة السمحاء. ويبقى همام الوحيد الذي ملك أمستردام في الأحلام والأفلام</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أعود للفندق منهكاً مشمئزاً مما رأيت. كنت حزين للغاية. المدينة التي أحببت قبل ساعتين كرهتها قبل ساعة. ربما كان علي ألا أدخل تلك المنطقة. ربما كان علي أن التزم بالطرق الرئيسية فقط دون الطرق الجانبية. ربما يجب ألا آخذ الأمور بتلك الحساسية. لا أدري. كل ما أعرفه أنني لا أحب تلك المدينة كثيراً الآن</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لم أسمع منك منذ فترة</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">تجاهلك لي في الفترة الأخيرة أصبح يوترني. غيابك من حياتي دون سبب هل له علاقة بما قلته آخر مرة؟</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أكتب هذا وأنا في المطار متوجهاً إلى لندن</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">كيف أنتي</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">مرحباً</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أنا</span></div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com3tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-51843670812889227612010-05-09T12:42:00.004+01:002010-05-10T11:55:02.501+01:00أسرة من خمس أفراد - الجزء الثاني<div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">منزلنا الجديد عبارة عن فيلا رحبة واسعة. حقيقة بهرت من منظرها الخارجي عندما رأيتها للمرة الأولى. الواجهة مكسية بحجر يميل لونه للإحمرار يذكرك بلون قرص الشمس وهي تميل لوداع اليوم. عندما تقرر الأرض أنها قد ملت النور بما فيه من علنية. تريد أن تهرب لسواد ليل تبيت في أحضانه بعيداً عن كل من هناك</span></div><p align="right"><span style="color:#000000;"><br /><br /></span></p><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">سور الفيلا منخفض تتوسطه بوابة حديدية راقية. بين البوابة والفيلا نفسها حوش مكسيٌ بسيراميك خشن ذو لونين يخيل لك أنك تنظر للوحة شطرنج. ترى هل فكر من قرر هذا الكساء بما تعنيه تلك اللعبة الماكرة أم أنه فقط أراد الشكل وليس الجوهر الذي يجب أن نبحث عنه كما يقول إمام الجامع</span></div><p align="right"><span style="color:#000000;"><br /><br /></span></p><div align="right"><span style="font-size:130%;"><span style="color:#000000;">الفيلا عبارة عن دورين وسرداب. مقارنة بما تعودت عليه سابقاً يعتبر هذا قصر ... ثم ماذا يعني وجودي في منزل كهذا؟<br /></span></div></span><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />يعني أن سوف يكون لي خصوصيتي للمرة الأولى في حياتي. غرفة لي وحدي أقفل الباب بالمفتاح إن شئت. لن يدخل أحد أخوالي أو أعمامي دون إستئذان. جدتي التي أحب أن لا أحب ... لن تأتي لتعبث بمحتويات حياتي وهي تبحث عن محتويات حياة أمي</span></div><p align="right"><span style="color:#000000;">.<br /></span></p><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">مرات ومرات كنت أحلم باليوم الذي لن أرى فيه بيوت جدودي التي عرفتها من دلالات عديدة ... عندما لا يكون هناك مساحة كافية لسرير فيتم تعويض عن ذلك بالنوم على الأرض. فقط مرتبة تحول بين جسدك والأرض التي منها وإليها نعود كما يقول إمام المسجد<br />.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><span style="color:#000000;">عندما تريد تهرب من الجميع فلا تجد مكاناً تنزوي إليه وحدك<br />.</span></div></span><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">عندما كل ما تريد هو أن تجد مكاناً لوضع حاجياتك الخاصة ولا يجدها متطفل دون أن يبحث عنها </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">عندما تشارك الجميع الماء الساخن قبل أن ينتهي وسط وقتك أنت ... سوف يكون لي حمامي الخاص. لا داعي لإستعجال كون هناك من ينتظر دوره</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">عندما تريد أن تتنفس هواء دون مشاركة أحد. الزنزانة شيئ موحش. على الرغم من أنني لم اجربه بحالته المنفردة لكنني أجزم أنني أعرف شعور من فعل. هل هناك ثمن لهواء طلق ... لا أعرف ... بل ربما ... بل يجب </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">لن يعرف معنى ما أقول سوى من عاش في بيئة مزدحمة كعلبة سردين تفوح رائحة السمك منها لمسافة بعيدة</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">لم أحب السردين في حياتي ربما لأنني أجد نفسي كسمكة في علبة صدئة</span></div><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">أبي ينظر لي بإبتسامه فخر. يربت على رأسي وهو يقول ... ألم أقل لك أن الغد أفضل من اليوم وحتماً أفضل من قبله<br />أراهُ على حق هذه المرة. بدأت أفهم مقولته للمرة الأولى في حياتي. هذا ما كان يقصده. غريب كم نأخذ من الزمن لنكتشف حقيقة بسيطة نراها بوضوح أمام أعيننا. ربما أحتجنا في النهاية لعلماء الدين. غشاوة تزال بذكر الله ... هذا ما قاله لي إمام المسجد القريب من بيتنا البارحة</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">كان يوعد والدتي بأن الفرج على بعد بيعة أسهم في الوقت المناسب. سنوات مرت ولم يتوقف عن ترديد هذه المقولة حتى أصبحت إسطوانة مشروخة تعيد نفسها كل مرة. مقطع واحد من أغنية تحب أن تسمعها فيقرأ مشغل الإسطوانات فكرك فيقرر أن يعيدها عشرات المرات كل يوم. تسمعها بحب أول مرة. أول خمسين مرة تتفاعل معها. يخفت حماسك عندما تسمعها للمرة المائة. لا تبالي بها عند المرة المئتين. تكرهها عند الثلاثة مائة. تود أن تكسر الجهاز لأن سماع المقطع بدأ يصيبك بالغثيان. والدتي بدأت تصاب بالغثيان من سماع تلك الجملة. بيعة أسهم في الوقت المناسب جملة أصبحت حقيقة. والحقيقة هنا تعني الفرج. والفرج يعني بيت. والبيت يعني نهاية الشتات </span></p><p align="right"><span style="color:#000000;"><span style="font-size:130%;">.</span><br /></span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="color:#000000;"><br /></span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">أمي تقتات على فرحة التجهيز للمستقبل. لها نظرة متفائلة لا تنتمي لزمنها. لسنوات عديدة ظلت تشتري وتخزن لهذا اليوم. أواني منزلية. شراشف. أطقم تقديم. كل هذا تم التمهيد له خصيصاً لهذا اليوم. حتى هي نفسها ربما كانت قد اشترت شخصية جديدة ابقتها مخزونة في داخلها لهذا اليوم</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">في بعض الأحيان كنت أراها تهرب مما هي فيه من لحظات عصيبة تمر بها لتختبئ في عالمها الخاص. هكذا كانت تجد راحتها في تجهيز مملكتها القادمة. لم يكن والدي يطيق هروبها الدائم لما كان يترتب عليه من شروخ لميزانيته الخاصة لكنه لم يكن يقدر على مواجهتها بذلك لعلمه بأسباب حاجتها لمثل هذا الهروب</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">عندما تدخل البيت تجد هناك صالة واسعة فسيحة تنتظرك. في وسط الصالة سلم لولبي واسع يذكرني بالأفلام القديمة التي تشاهدها والدتي طوال الوقت. الأفلام العربية المصرية على وجه التحديد عندما كانت الأفلام أفلام ومصر مصر كما تقول والدتي وهي تشاهد فلم دعاء الكروان للمرة الألف </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">السلم اللولبي الواسع يقود إلى الدور العلوي من المنزل. الدور العلوي عبارة عن أربعة غرف نوم مع غرفة معيشة تختلف عن تلك التي في الدور الأرضي</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">تقول أمي أن تلك الغرفة هي لنا لنجتمع ونشاهد التلفزيون وخلافة والدور الأرض وقاعاته هي للضيوف فقط. كنت أجد أن الأمر مضحك وخيالي ومستغرب في نفس الوقت. فنحن مازلنا نحن. وجلدنا هو نفسه لم يتغير. لكن يبدو أن جلد التمساح بدأ يتآكل خلال يوم واحد فقط وبدأ جلد جديد يظهر أسفله. كل ما في الأمر أننا إنتقلنا لمنزل أكبر وفجأه أصبح لنا غرفة معيشة تختلف عن غرف إستقبال الضيوف. نحن يا من كنا نعيش في غرفتين هما غرف المعيشة والطعام والنوم ومكتب ودراسة وإستقبال الضيوف المفترضين في آن واحد. أمي تقول أنها سوف تقوم بدعوة صديقاتها الآن دون خجل من ظروفها السابقة. تاريخ مضى وإنتهى. الغد أفضل من اليوم وحتماً أفضل من الأمس </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="color:#000000;"><span style="font-size:130%;">في أسفل السلم اللولبي هناك باب يقود للسرداب. السرداب عبارة عن غرفة واحدة كبيرة بحجم الدور الأرضي دون أن تقسمها حوائط. مساحة واحدة مفتوحة دون شبابيك. لولا بعض العواميد لأصبحت تلك المساحة رائعة كملعب داخلي. لم يكن هناك إنارة فيه. يقول أبي أن الكهرباء بحاجة لبعض التصليحات. كان الجو فيه خانق بعض الشيئ كونه لم يتهوى منذ فترة. أشعة الشمس لم تدخله منذ أشهر. هواءه كزفير لم يخرج. رطب بعض الشيئ. ربما نما عفن في الظلام كما ينمو في قلوب الناس كما هي الحال في أخوالي وأقرباء والدي ... والأقرباء أولى بالمعروف وعفنهم أزكم </span><br /></span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">قرر أبي أننا سوف نستخدم الدورين الأرضي والعلوي للمعيشة والسرداب سوف يكون إستعماله في الوقت الحالي كمخزن لكل ما لسنا في حاجة له في الوقت الحاضر. بعدها يقفل الباب بالمفتاح ولن يسمح لأحد بالنزول حتى تتم التصليحات. قال هذا وهو يقفل الباب ويضع المفتاح في جيبه. كان هذا القرار موضع تندر مني كوني كنت اترقب الوقت الذي يكون السرداب واحة لعب لي ولأخوتي. قلت ذلك لأبي فلم يمانع هذا الحلم لكنه طلب مني تأجيله لمدة بسيطة لا تتعدي بضعة شهور كما قال. اقنعني بأنه يحتاج لصيانة تكلفتها غير متوفرة الآن. لا أعلم إن كان بحاجة لإقناعي أو فرض رأيه. كان يخاطبني كرجل وهذا كان له أثر طيب في نفسي لم أستطع أن أجادله بعدها. شاربي الذي مل اختفاءه تحت جلد شفتي وقرر أن يبدأ بشق طريقه للخارج كما تنمو وريقات شجر تبحث عن شمس. بدأ شاربي بعد هذا النقاش يبدوا أوضح في عقلي</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">لم يكن البيت قديماً. لم يكن البيت جديداً. كانت العائلة التي ملكته في السابق قد أقامت به لفترة ليست بالطويلة قبل أن يقرروا بيعه لأسباب إقتصادية كما شرح والدهم لأبي عند إتمام عملية الشراء. أو كما قال لي أبي أنهم لم يقدروا على سداد أقساط المبلغ الذي إستلفوه من البنك لشراء هذا البيت ... "عاشوا بمستوى أكبر من مستواهم". لم يكن والدي مصدقاً الحلم الذي يعيشة. لم يستوعب أن يأتي هذا اليوم الذي يجد فيه المنزل الحلم بسعر لا يمكن أن يكون واقعاً بل ربما فقط بالأحلام. كان يتندر بأن مصائب قوم عند قوم فوائد ومصائب الفقراء الذين يودون لو عاشوا كالأغنياء فوائد لمثله. نسي أبي أنه فقير كهؤلاء وكيف كان يستجدي غرفة في بيت أبيه قبل أن يطرد منها في آخر الأمر. النسيان نعمة لكن ليس في جميع الأحيان. والأنسان ليس لديه سوى التشبت بالنسيان. وأبي إنسان</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">رحل آخر عامل نقل بعد أن مل من التسكع هنا وهناك أملاً في إكرامية أكبر مما أنقده والدي. لم يكن نصيبة من المبلغ بالقليل لكنه كأي إنسان يطمع بأن عمله الذي أداه مقابل أجر معين متفق عليه برضاء الطرفين هو مبلغ غير كافي. ربما لم يحتسب رب العمل مكافأة العرق الإضافي الذي نزل من جسده والذي ربما له ثمن. ربما تسكعه بحجة الصلاة لم تنفعه كثيراً. دائماً هناك من يتصدى ليكون المحتسب لدى رب العمل نيابة عن الآخرين. طبعاً للمحتسب أجره بين أتباعه وأعوانه. قال لي مدرس التربية الإسلامية بأنني يجب أن أعطي الأجير أجرة قبل أن يجف عرقه. لربما أبي قد سمع نفس الجملة فحرص على دفع الأجر بسرعة كبيرة. هل ترى هو فعل ذلك فرحاً ببيته أم خوفه من علماء الدين الذين نقدس قولهم ونبديه قبل أن نرى ما تمليه علينا إنسانيتنا في المقام الأول </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">ما أن أغلقنا باب البيت خلف العامل حتى بدأت نسوة الحي بالتقاطر على بابنا. كان هناك قدر كبير وواسع من الفضول منهن جمعياً بلا إستثناء. كلهن كانوا يريدون معرفة أكبر كمية من المعلومات عنا وكأنهن كن في سباق محموم تفوز به من تجمع قصة حياتنا من البداية حتى اليوم. يكلمون والدتي وعيونهم ترقص في أنحاء البيت تريد معرفة خبايا غير ظاهرة. ربما كشف صندوق عما يحويه من أسرار لم ترد والدتي إشراك أحد بها. في وسط كل هذا يطلب منها أخي الأصغر شيئاً يأكله فتنهره بإبتسامة مصطنعة تتحاشى بها إظهار حقيقة مشاعرها. تطلب منها شقيقتي أن تلعب بالخارج. تقبلها بحنان مبالغ وتسمح لها بما تريد. يشير لها والدي بأنه خارج للصلاة بالمسجد القريب. تبتسم بخجل لتلك وترد على الأخرى. كانت فرحة بما تمر فيه. لم يكن لديها خبرة سابقة بالتعامل مع مواقف كتلك. وهنا ظهرت الشخصية الجديدة الأرستقراطية. الشخصية التي تم شراءها وتخزينها لهذا اليوم. يبدو أن المبلغ الذي أشترت به قناعها هذا لم يذهب هدراً. ابتسمت لعلمي بحقيقة لا تعرفها تلك النسوة. فقط كنت آمل أن تختفي تلك السيدة وتعود أمي بلا قناع بعد أن تذهب النساء لبيوتها </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">تختفي النساء واحدة تلو الأخرى. كما جاءوا بضجيجهم عاد الهدوء برحيلهم. سكنت ساحة المعركة مخلفة بقايا كرم حاتمي ظهر فجأة على ذوي دخل اقل ما يمكن أن يقال عنه محدود في أفضل الحالات. تلتقف عينا والدتي أخي وتقذفه بصرخة لما سبب لها من إحراج أمام الجارات برغبته التي كان لها أن تنتظر حتى خروجهن. تلتفت حولها وهي تصرخ تطالب شقيقتي بالمثول أمامها الآن لتأخذ نصيبها من الزعيق لكونها تعرف أن قانون الأسرة يمنع اللعب بالخارج. العقاب وارد في تلك اللحظة. ربما أصبح عقابها أكثر من صيحة. لا ترد شقيقتي فتطلب مني والدتي أن أناديها من الخارج. أعود لأبلغها أنها غير موجودة فربما كانت في الدور العلوي. أعود لأخبرها بعدم وجودها هناك أيضاً. يبدأ الدم بالدوران بسرعة مضاعفة في عروق والدتي. تنسى غضبها ليتحول ندائها إلى رجاء بالظهور. أكاد أسمع دقات قلبها بوضوح. تهتز الجدران من دقات قلبها التي اصبحت مسموعة بصوت عالي. أنصت لأكتشف أن ما اسمعه هي دقات قلبي . تصرخ تنادي أبي الذي لم يكن موجوداً أصلاً. تمني نفسها بأن أبنتها موجودة معه. تنزل دمعه من عينيها وهي تنهي المكالمة مع والدي. دمعتها تقول أن شقيقتي ليست معه. دموع بين صراخ. صراخ بين فزع. فزع بين خوف. خوف يعيدك لدموع. دائرة متكاملة ليس لها بداية أو نهاية. مجرد أن تبدأ لن تجد النهاية</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">صرخة تنادي اسمها دون رد. صعود ونزول للدور العلوي وكأنما نسعي بين الصفا والمروى. زوجة إبراهيم النبي تريد الماء لولدها وحيدها وأمي تريد أن تجد وحيدتها ولا تريد الماء. وتبقى النتيجة كما هي. خروج إلى الشارع يعقبه سؤال الجيران دون جدوى </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">في وسط كل هذا نسمع دقات على الباب الخارجي. نظرات الجميع تلتفت ناحية الباب ثم ترجع لتلتقي. صمت لأقل من ثانية يبدو كتوقف عقارب الزمن لأجل بعيد. أركض ووالدتي سوياً نحو الباب. نفتحه. خلفه كانت فتاة في عمر شقيقتي تقريباً. رثة الملابس. لا ترتدي حذاء. متسخة الوجه شعرها أجعد لم تلمسه قطرة ماء منذ زمن. وجهها أصفر باهت. شفيتيها يابسة متشققة. عينيها جاحظة بطريقة مقززة. مرعبة تلك الفتاة بما تعنيها الكلمة. رائحتها نتنة. جيفة تتحرك. نظرت لها والدتي وسألتها عن مرادها. لم ترد تلك الصغيرة. تقدمت نحو والدتي. دخلت بيني وبين أمي. أكملت طريقها للداخل. تجمدت أمي في مكانها. صرخت وهي في مكانها توقفي أيتها الصغيرة. لم يكن هناك رد. تتجه الفتاة ناحية باب السرداب تفتحه وتدخل. تقفل الباب خلفها</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">تقرر أمي أن تحمي بيتها بنفسها وسط سخط على الرجل اليافع الذي تعبت بتربيته. ترميني بنظرة قاسية كافية لإفهامي من هو هذا الرجل. إلى هذا اليوم لم أكن في نظرها سوى ولد وأصبحت رجلاً الآن</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">. </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">لم تقدر أمي أن تتحرك من مكانها حتى أختفت تلك الفتاة عن أنظارها. لم تكن الوحيدة. جمودي كان أكبر من جمود أمي. طلبت مني أمي أن أمسك تلك المتشردة. ردة فعلي أو لا ردة فعلي كانت أكبر من أن لا تلاحظ</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">ركضت ناحية السرداب خلفها. فتحت الباب. لم يفتح الباب بيدها لأنه كان مقفولاً بالمفتاح</span></p><p align="right"><span style="color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">"أين المفتاح" تسألني </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;"><span style="color:#000000;">"عند والدي" أجيبها وأنا غير مصدق لما يحدث أمام عيني </span></p></span><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">كيف فتحت الباب تلك الفتاة وهو مقفول ... بل كنت واقفاً بجانب والدي عندما أقفله بيده ووضع المفتاح في جيبه</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">من هي </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">ولماذا هي هنا</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">وأين شقيقتي<br />.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;"><span style="color:#000000;">نسمع طرقاً على الباب الخارجي. تصرخ والدتي بفرحة أنها لابد أن تكون أبنتها عادت لبيتها. ننسى السرداب وتلك المشردة. ننسى كيف فتحت الباب وهو مقفل بفتاح في جيب والدي. نركض سوياً نحو الباب الخارجي. تجمد يد أمي قبل أن تصل لعروة الباب. أنظر إلى وجهها الجامد. أسمع طرقاً يأتي من ناحية السرداب. هناك من يطرق الباب من داخل السرداب</span></p></span><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">يتبع جزء ثالث ربما يكون الأخير</span></p>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com6tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-69885644054479847012010-04-14T10:28:00.003+01:002010-04-15T14:01:16.022+01:00أسرة من خمس أفراد - الجزء الأول<div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">والدتي تبكي بحرقة شديدة وهي تلطم وجهها. تنظر لنا في المقعد الخلفي ثم تنتقل لأبي. تبكي بصمت وهو شئ لم أعهده بها أبداً. تقول كلمات لا تنطق بها. أصبح صوتها خواء. دمعها يختلط بلعابها الذي يترنح بين شفيتها. لعاب يختلط بدوره بسوائل تصب من أنفها. سوائل تسري من عدة أفئدة تصب على وجهها وتلتقي أسفل الحنك ليسقط قطرة قطرة على عبائتها. يتطاير رذاذ هذا كله كلما نزلت لطمة من يدها على جبينها. لطمة تلحقها لطمة أخرى على خدها. تقبض على رأسها كمن يصارع صداع يشق رأسه</span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">أبي يقبض على المقود بقوة. يده ترتجف بعنف ظاهر لم يقدر حتى هو أقوى إنسان عرفته في حياتي أن يخفيه. يعض على شفته العليا تارة والسفلى تارة أخرى. يقاوم دموعه. دمعه تغافله فتنزل مسرعة على خده قبل أن يحبسها بين مقلتيه كسجان أهوج. يمسح دمعته بسرعة. يحاول تصنع رباط الجأش. يعدل وضع غترته المسدوله على رأسه وكتفيه. يحاول إخفاء مايمكنه إخفائة بتلك الغترة. تبقى عينيه مسمرتين أمامه فقط. يتحاشى أن ينظر لوالدتي أو أي منا. أحسه ضعيف للمرة الأولى في حياتي. البركان الثائر أبتلعه البحر فأصبح مجرد جبل صخري</span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">أخي الأصغر تائه في محيطه الشخصي. ليس له علاقه بما يحدث حوله. ربما سنه الصغير يعذر تصرفاته. لم ينسى لعبته المفضلة رغم كل شيئ. يعبث بها ثم يتركها ليعبث بحزام الأمان لثواني قبل أن يشد إنتباهه شيئ آخر</span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">عينا شقيقتي ملتصقتين خارج السيارة. تبتسم رغم كل شيئ. ترسم بأصبع يدها على الزجاج الخلفي وتحدث نفسها. تقول ما تقول بصوت عالي أو من غير صوت لا أدري فلست أسمع أحداً</span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">وأنا بينهم محتار فيما أرى. أنتقل بنظري من شخص لآخر. لا أقدر أن أنبس ببنت شفة وإن قدرت أو رغبت فلا أدري ما أقول. أذناي تخونان الموقف. كطفل أبكم لم يتعنى أحد أن يعلمه لغة البكم. أراقب المشهد أمامي كفيلم سينمائي يعرض بسرعة بطيئة دون صوت. الأبطال حولي أعرفهم بشخوصهم الحقيقية. ثم فجأة تزيد سرعة الفيلم. تصل للسرعة الطبيعية. يعود الصوت فيذهب صممي. وحدها الألوان بقيت بعيدة. مازال اللون الأبيض يعانق الأسود</span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">أكتشف أن أمي تبكي بصوت عالي </span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">أكتشف أن أبي ينوح بصوت عالي </span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">أكتشف أن شقيقتي تقول شيئاً بصوت عالي</span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">أكتشف أنني الوحيد الذي لم يكن يسمع شيئاً </span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">ما زالت أذناي تخونان الموقف. هل أقول شيئاً أم أعتبر أن السكوت من ذهب للمرة الأولى في حياتي </span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">ترى كم مرة في حياتنا قلنا ماذا لو... كل منا له "ماذا لو" الخاصة به. مهما أختلف البشر في خلقهم سوف يجتمعون في هذه ال "ماذا لو" حتماَ</span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">ماذا لو لم أذهب للعمل اليوم </span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">ماذا لو أني لم اعشقها هي بالذات</span></div><br /><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></p><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">ماذا لو أنني سلكت طريق آخر </span></div><br /><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></p><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">ماذا لو أشتريت أو بعت السهم في ذاك اليوم </span></div><br /><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.</span></p><br /><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">ماذا لو تعقب ماذا لو أخرى<br />.<br />.<br /></span></p><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;"></span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">ماذا لو أني لم اشتر هذا البيت ... آه على تلك الأخيرة التي سمعتها مرات ومرات من أبي </span></div><br /><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></p><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">ألم يعلم أن لو تفتح عمل الشيطان كما قال لي مدرس الدراسات الإسلامية في مدرستي</span></div><br /><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></p><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">ألم يسمع مدرسي هذا بمن ساقته أفكاره ليسأل نفسه أسئلة لا يجد إجابة لها فوجد الحل لمعضلته. وهو الأمر أو المثال الذي يسوقه المبدعون للتمهيد لمخترعات كثيرة بينما نحن نقول انها قد توصل لحافة الكفر أو شيئ من هذا القبيل كما قال لي المدرس ذاته. لا يجب أن نسأل أنفسنا أسئلة مخافة الكفر. لا عجب في أن نجد ضالتنا عند علماء الدين دون غيرهم. العلماء اللذين فقط درسوا الدين نسعى إليهم دون غيرهم لكل مشكلة تحط بين ايدينا. من الفضاء إلى الخراء كلها مسائل يتصدى لها علماء الدين بالنيابة عنا ولا عزاء للعقل</span></div><br /><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></p><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">أعود لوالدي الذي لم يفتأ يذكر تلك الجملة الأثيرة بأنه لو لم يشتري بيت الأحلام لما كنا في ما نحن فيه من ألم. أبي يتصور أن عذابه ومعاناته هي بسبب قرار أتخذه ذات ليلة دون حساب أي اعتبار لجملة تبدأ بماذا لو الممنوع عنه التفكير بها حسبما قال له استاذ الدراسات الإسلامية هو أيضاً. ترى هل يريد دفن إخفاقاته بالدين! حقيقةً لا أعلم. أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد. من سار على هذا النهج ربما وجد طريق للهرب من اخفاقاته بسهولة. كل ما عليك هو أن تمرر أرادة الله التي لم تشأ. ملتزماً أم منحرفاً. متزمتاً أم متراخياً</span></div><br /><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></p><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">ما أعلمه وأعرفه حق المعرفه أن والدي كان مثال الرجل الشرقي المتفتح التقليدي. يصلي الفروض دون أن يفوت أياً منها خاصة الجمعة المباركة التي يحرص على أخذي للمسجد معه. لكنه في الوقت نفسه لا يمانع كأس من النبيذ الأحمر الطيب وربما الأبيض عندما يخرج عن حدود الوطن طالما أنه لا إسراف ولا تسريف. والأهم من هذا وذاك لا عيون لشرقيون مثله. يمكنك أن تراه في سهرة منسجماً مع الطرب في وجود راقصة جميلة ناهده اليوم ثم تراه في الصباح التالي يصلي فوق سجادته التي ترافقه أينما حل. تورع وخشوع يتبع شراب ومتع. خير وشر. ليل ونهار. صدق وكذب. ابيض وأسود. سمها ما تشاء فهي في النهاية مجرد تضارب في الأفعال لإرضاء من حولك دون أن تكون صادقاً مع نفسك قبل كل شيئ</span></div><br /><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br /></span></p><br /><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />ربما وجب علي وضع بعض النقاط على الحروف. تزوج والدي منذ سنوات عشر وزادت خمس. خلالها انتقلنا ما بين العديد من المنازل المستأجرة وبيتي جدي لأمي وجدي لأبي. تعدوت على سماع والدي وهو يلقن مندوب صحف الأعلانات طلبه المتكرر. مطلوب شقة لعائلة صغيرة من ثلاث أفراد. تطورت الأمور فأصبحت عائلة من أربع أفراد. ثم أستقرت عند العدد الحالي ليصبح الإعلان : مطلوب شقة لعائلة صغيرة من خمس أفراد. حاول أن يبقي على كلمة "صغيرة" في الإعلانات لكن أصحاب العقارات لم يقبلوا هذا التصنيف لعائلة من خمس أفراد فأزالها مضطراً</span></p><br /><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></p><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">طبعاً في بيوت جدودي تم الترحيب بنا في أول الأمر ثم تم طردنا في آخر الأمر، ولو أنه لم يتم إستعمال هذا المصطلح بعينه، إنما كانت تظهر فجأة الحاجة للغرفتين التين تم إعطائهما لنا. عجيب كيف تتبدل قناعات البشر في فترات قصيرة جداً. العلاقات الأسرية في بلادنا متينة جداً ... على الورق طبعاً. كانت هناك فترات قاسية مررنا بها كعائلة. لا أعتقد يمكن لأحد تصور العيش في بيت قريب وهو يرى تبدل الشعور نحوة تدريجياً حتى يصل لمرحلة الكراهية والحرب المعلنة والملاكمة بدون القفازات كما يقال. تلك أمور ولو أنها كانت قاسية ألا أنها قربت افراد عائلتي بعضنا لبعض. كنا نحس أننا كعائلة يجب أن نلتصق معاً لنضمن سلامتنا وسط ما كنا نعيش به من مؤامرات نراها تحاك لنا فراداً وجماعاً ممن كنا نعيش في كنفهم. </span></div><br /><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></p><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">كان هذا الأمر صعباً على والدي عندما عشنا في بيت والده كونه كان يوضع في خانة الأختيار بينهم وبين أمي. كان يحاول التوسط كلما وضع في هذا الموقع حتى لا يجبر على الإختيار. ولم تكن تلك الخطة لتنجح كل مرة فيضطر آسفاً لإختيار جانب والده أو والدته وربما أشقائه أو شقيقاته أحياناً على حساب أمي. لم يكن والدي قوي الشخصية أمام أفراد عائلته. كان أصغرهم في مجتمع يحفر في عقلك المخفي والمعلن أن صغير القوم خادمهم. ولو كان كبيراً فيضل صغيراً. يتخذ تلك المواقف التي غالباً ما تكون ضد ما تراه أمي إلا قليلاً .. ثم يضطر بعد ذلك لجبر خاطرها وهو يتوسل بأنه لم يكن لديه حل آخر غير ما أعلنه أمامهم، وبأن الفرج قريب. هي مجرد بيعة أسهم في الوقت الصحيح سوف تذلل جميع تلك مشاكل. ينسى أن يعترف بأن خبرته في أسواق المال تماماً مثل خبرة جدتي في الأنترنت. هكذا كان يقول لأمي كلما سألته إلى متى عليها أن تصبر هذا العذاب. لم تكن أمي ترضى بسهولة كل مرة. ربما كانت لديها أيضاً أجدنتها الخاصة بها. لن أتدخل أكثر من ذلك فقط لأنني لا أريد معرفة الثمن بينهما</span></div><br /><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></p><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">كان أبي يجمعنا ويقول لنا نظريته في الحياة. يقول أن الغد لابد وأن يكون أفضل من الأمس وبالتأكيد أفضل من اليوم، يدرك الأمس هذا الأمر فيعلن الحرب على اليوم والغد عن طريق زرع طريقك بالأشواك وبالمشاكل والإحباطات فقط ليزرع اليأس في قلبك ولينهكك حتى لا تكتشف أن الغد هو فعلاً أفضل .. حسب منطق أبي الغد أفضل في كل الحالات حتى لو كان أسوأ من الأمس وقبله لكنه قد لا يبدو أفضل كون الزمن يحارب غدك!! يقول أبي أن الأمس هو رب مشاكل الغد. كم وددت أن أقول له أن كلامه لا أفهمه</span></div><br /><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />.<br /></span></p><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">المضحك المبكي بالأمر أن السحر انقلب على الساحر عندما انتقلنا من بيت جدي لأبي لبيت جدي لأمي. وكأنما التاريخ يعيد نفسه تماماً. أمي أصبحت هي الوسيط وقت المشاكل وهي التي اصبح عليها الاختيار وأصبح عليها مراضاة أبي بعد الأختيار الذي كان تقريباً دوماً في غير صالحه. جدتي لم تكن تطيق والدي. كانت تتعمد إهانته بشكل علني. كنت احسه يتألم لكون الأمر يمس جوهر رجولته. أراها تتحدث عنه بطريقة بشعة أمامي وكأنما كونها جدتي يشفع لها أي أمر كان. لطالما أحسست أن عائلتي الكبيرة ليس لها أساس في قلبي. ربما ساعدت تلك الأيام على ترسيخ تلك الفكرة في رأسي. وربما تصرفات أخوالي الفجة مع أبي وما كانوا يتفوهون به أمامي عنه ساعد أكثر. </span></div><br /><p align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br /></span></p><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">ثم هناك الحالات التي كان الخلاف بسيطاً لكن والدي كان يحاول تمرير الموقف على أنه خلاف كبير ينبغي أن تتم مراضاته وتجبير خاطره بشئ لم يبح به. كان الأمر مضحكاً بعض الشئ كونك تشاهد والدك وهو يتصنع الزعل في بعض الحالات لغاية في نفسه لهو أمر مضحك. خصوصاً لمن هو في سني الذي مكنني من فهم إشارات وإيحاءات والدي الجنسية لوالدتي. هم يظنون أن الأطفال لا يفقهون ما يدور حولهم وتلك المشكلة عندما أكون أنا الولد ذو الرابعة عشر ربيعاً بينهم وهم يتصرفون وكأنني لا أفهم تلك الإشارات والرموز الواضحة المعالم لي والمبهمة في قاموسهم حسبما يتصورون<br />.</span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.<br />أبي يبدو عليه التعب. لقد أجهد نفسه طوال اليوم ما بين نقل العفش من منزلنا السابق إلى المنزل الجديد. كان متحمساً جداً وكأن اليوم هو يوم ولادتي ... أو هكذا قال لي هو عندما سألته عن مدى فرحته اليوم. يسابق عمال النقل بنقل حاجات معهم. يرشد بالصوت والصورة للطريقة المثلى في حمل الحاجيات من أثاث وصناديق. يخاطبهم بلهجة الأب الحنون تارة وبلهجة المعلم الشديد تارة أخرى حسب ما تقتضيه الأمور. والدتي هي الأخرى تركض في كل اتجاه. ترتب هنا وتفرغ صندوق أواني هناك. منذ سنين عديدة وهي تشتري أواني ومفارش وحاجيات كثيرة ثم تقوم بتخزينها للبيت الجديد، لبيتها الذي سوف لن يشاركها فيه أحد</span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">.</span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#000000;">يتبع ... جزء ... جزئين ... حقيقة لا أدري </span></div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com8tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-52774650174741618742010-03-07T01:25:00.003+00:002010-03-09T14:40:28.293+00:00رسائل لم ترسل - رسالة نيويورك<div style="TEXT-ALIGN: right" align="justify"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"><br /></span></div><div style="TEXT-ALIGN: right" align="justify"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"><br /></span></div><div style="TEXT-ALIGN: right" align="justify"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;">ملاكي </span></div><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"><br /><br /><br /></span><div align="justify"><div style="TEXT-ALIGN: right"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"><br /></span></div><div style="TEXT-ALIGN: right"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;">أكتب هذه وأنا في نيويورك ... تلك المدينة المثيرة الصاخبة ذات الحياة المستمرة. مدينة أشبهها بالفتاة الجميلة المثيرة المتمكنة من فن الإغواء. تبرز مفاتنها بطريقه فاحشة. لا تبالي إن كان نهديها بارزين للعلن. تتحدث بصوت عالي وترقص أمام الجميع من غير خجل. تستعمل لغة يعف اللسان عن ذكرها وتعف الأذن عن سماعها. ربما تصرفاتها تخيف الكثير من الناضجين أو من يعتقدون أنهم ناضجين. الكثير جاؤوا ولم يتمكنوا منها. نساء يحلمن بالمجد. رجال يحلمون بالثراء. لكن تلك الفتاة المثيرة الصاخبة ما أن تتقرب إليها تجدها قد فتحت ذراعيها لك. تحضنك بحنان وتهمس بأذنك كعذراء خجلى. طرية، جميلة، رقيقة. تحاورك بذكاء وتجد فيها ما تشاء من متعة ومن العمل. من الغنى ومن الفقر. من الجمال ومن القبح. لسانها يرد عليك بشتى اللهجات واللغات. أحلام أصبحت واقعاً وأخرى تهدمت تحت قدميها. في مجلسها تجد الأمريكي والعربي واليهودي والروسي والكوبي بجانب الأبيض والأسود والأصفر والأحمر. تجد أن كل ما سبق وما تلى هو جزء مما هي. هذه نيويورك التي أعرفها</span></div></div><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"><br /><br /><br /></span><div align="justify"><div style="TEXT-ALIGN: right"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"><br /></span></div><div style="TEXT-ALIGN: right"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;">كنت مستلقي في فراشي والأنوار مطفأة. الساعة تقارب منتصف الليل. الثلوج تهطل بشدة في الخارج. أحدق في السقف الذي ورغم العتمة مازلت اتبين لونه الأبيض. ظهر لي وجهك الندي على السقف وكأنني أراك هنا أمامي. لم تكوني صورة جامدة بل كنت متحركة كاملة الأحاسيس. تبتسمين. تحركين خصلات من شعرك الكستنائي القصير سقطت بدون إستئذان على عينيك. تزيحيها لتظهر عينيك اللتين ترقدان أسفل سيفين. لك حركة مميزة ترفعين فيها احد السيفين مع نظرة يملئها تهكم من لاشئ. تقولين شيئاً لا أسمعه. تضعين حجابك على رأسك وترسلين لي قبله في الهواء</span></div></div><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"><br /><br /><br /></span><div align="justify"><div style="TEXT-ALIGN: right"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"><br /></span></div><div style="TEXT-ALIGN: right"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;">أتربع على سريري. ألتفت حولي علك تظهرين على حائط امامي. كعادتك معي ... تجذبيني نحوك حتى أقترب منك كما لم أقترب من قبل فقط لتختفي من أمام عيني. يمنعني كبريائي أن أسقط على ركبتي و أن أمد يدي لتأخذيها بيدك. أراك تمضين وأكاد أجزم ان هناك ابتسامة رضا على وجهك. كلما تعودت على الحياة من غيرك تظهرين ثانية فأعود مرة ثانية أتوسل اللقاء من غير كلام. لو أن علم الإرسال الحسي كان حقيقة لأصبحت من علمائه الفاشلين</span></div></div><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"><br /><br /><br /></span><div style="TEXT-ALIGN: right" align="justify"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;">لا أعلم كم مضى على حبي لك. لن أسألك نفس السؤال لأنني لا أعتقد أنك تبالين بحساب كم مضى. أراك تحتفلين بمناسبة مرور سنة على كذا وثلاث على كذا وربما ستة وهكذا تمضي المناسبات ولا أرى لي مكان بينها. أحاول أن اتصنع لك الأعذار. باتت أعذاري تتصنع لي أعذار شفقة بي<br /></span></div><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"><br /><br /><br /></span><div align="justify"><div style="TEXT-ALIGN: right"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;">في كل علاقة حب هناك طرفان. لابد لأحدهما أن يكون كريماً جداً في إعطاء الحب بغير حدود. ولا بد للآخر أن يكون أناني جداً ليستقبل هذا الحب الطائل بغير حدود. لو كان الأثنين كريمان أو أنانيان كما تعلمنا في الفيزياء نجدهما يتنافران لأنهما متشبهان جداً. ألم تسمعي عن أن الإختلاف فضيلة. فكرت كثيراً في من انا بين الأثنين. كريم أم أناني</span></div><div style="TEXT-ALIGN: right"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;">.</span></div><div style="TEXT-ALIGN: right"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;">قررت في هذه العلاقة أن أكون الكريم</span></div><div style="TEXT-ALIGN: right"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;">.</span></div><div style="TEXT-ALIGN: right"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;">قررت في هذه العلاقة أن أكون الأناني</span></div></div><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"><br />.<br /><br /></span><div style="TEXT-ALIGN: right" align="justify"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;">علاقات الحب بين البشر هي عبارة عن شعور متبادل أو شعور غير متبادل. متبادل حين تكون المشاعر متشابهة يبذل كل طرف ما بوسعه لتعريف الآخر بما يكنه له من حب أو عدمه (لاحظي كم أمقت إستعمال لفظ الكراهية). هناك أيضاً الحب من طرف واحد مثلما يحب طرف بينما الآخر يمقته وتلك مشكلة. وهناك أيضاً حب من طرف واحد عندما يحب طرف الآخر دون أن يبادله الآخر نفس درجة المشاعر وتلك مشكلة ... أما أنا فحبي لك عبارة عن حب من طرف آخر</span></div><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"><br /><br /><br /></span><div align="justify"><div style="TEXT-ALIGN: right"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"><br /></span></div><div style="TEXT-ALIGN: right"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;">ربما ليس من العدل أن أضع اللوم كله عليك. لا أعلم أن كنت قد فهمت هذا من كلامي. الحق يجب أن يقال بأنني في لحظات الخلوة مع النفس أجد الكثير من الاعذار لك. العمر، البيت، العمل، الحياة وتجاربها السخيفة كلها لها دورها في إنشغالك اليومي أو بعدك الإرادي ... وبعد هذا أطلب منك بكل أنانية مفرطة أن تكوني لي ... ربما تنطبق أغنية عبدالله الرويشد على الوضع. تلك الأغنية التي يقول فيها ... أنا ناقص حب ثاني أنجرح منه وأعاني</span></div><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"></span></div><p><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"></span> </p><p><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"> </p><div style="TEXT-ALIGN: right" align="justify"> </div><div style="TEXT-ALIGN: right" align="justify"><br /> </div></span><div style="TEXT-ALIGN: right" align="justify"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;">قبل يومين كنت في أحد المقاهي أتناول القهوة وإذا بالفتاة الجالسة بقربي تبدأ حديثاً معي. قالت لي أنني أشبه زوجها السابق الأمر الذي أصابني بداية بذعر من المقارنة. أكتشفت أنها فتاة فارسية تعيش هنا في نيويورك. فتاة في مقتبل العمر ذات جمال شرقي مميز. لازمتني يومين تناولنا خلالها غداء وعشاء وقهوة وشراب. قالت لي أنها تحب الرقص وأرادت أن آخذها لأحد المراقص. لاحت نظرة مني لمرآة بجانبي فرأيت رجل بدأ يهرم. رجل بدأ الشيب يغزو رأسه بلا هوادة. تجاعيد بدات تظهر بجانب عيني. جسدي الرياضي بدأ يذبل. جلدي لم يعد مشدوداً كما كان. وتلك المرأة الفارسية تحثني على الرقص. وجدت الأمر أكبر من طاقتي. أراها تنظر لشفتي برغبة. باحت لي بظنها أنها وجدت فارس أحلامها. رددت بأنني لست فارساً لأحلام أحد. بل أنني أكره الجياد. ولم أكن فارساً في شبابي فكيف وأنا في هذه السن. استأذنت الرحيل وسط ذهولها وأنا أردد ... أنا ناقص حب ثاني أنجرح منه وأعاني</span></div><div style="TEXT-ALIGN: right" align="justify"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"><br /></span></div><div style="TEXT-ALIGN: right" align="justify"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;">سوف أعود الليلة إلى لندن. كوني جميلة كما أنتي دائماً</span></div><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;"><br /><br /><br /></span><div align="justify"><div style="TEXT-ALIGN: right"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;">الأناني دائماً</span></div><div style="TEXT-ALIGN: right"><span class="Apple-style-span" style="font-size:large;">أنا</span></div></div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com9tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-84960808723941834092008-01-23T10:26:00.000+00:002008-01-23T23:14:49.251+00:00طفولة تقاتل لتعيش<div align="right"><span style="font-size:130%;">ترى كم من مرة صادفتنا لحظة تفكير عندما نمسك فاتورة مطعم بعد وجبة سخية غداء كانت أم عشاء فنفكر في المبلغ الذي نحن على وشك أن ندفعه. نفكر فيمن لا يجد لقمة يوم واحد</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">أنا عن نفسي عادة لا أفكر بتلك الأمور. أقولها صراحة ودون حرج. أنا أذهب لأفخر المطاعم لأمتع نفسي بما لذ وطاب دون أن يرف لي جفن او حتى أفكر بغيري. ليس الموضوع أنانية مني أو عدم انسانية لكنه فقط لم يخطر ذلك على بالي</span></div><br /><br /><span style="font-size:130%;"><div align="right"><br />بالأمس خرجت وزوجتي لتناول وجبة الفطور في أحد المقاهي المنتشرة في أحياء لندن. وجبتنا كانت عبارة عن قهوة وسندويتش لكل منا و أعتقد أن زوجتي طلبت كأساً من عصير البرتقال. عندما طلبت الفاتورة بعد الإنتهاء من الوجبة كان المجموع خمسة وعشرون جنيهاً أسترليني أو ما يقارب الخمسين دولاراً أمريكياً</div><div align="right">.</div><div align="right">.</div><div align="right"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">قبل حوالي شهرين أو أكثر بقليل قرأت مقال في أحد الصحف الكويتية كانت قد كتبته سيدة كويتية تحدثت فيه عن زيارتها للبنان. الغريب بالأمر أنها لم تتحدث عن سعادتها بالأجواء الفرحية اللبنانية أو السهرات الجميلة على أنغام وائل كفوري أو أصالة نصري. لم تتحدث عن الإستحقاق الرئاسي أو الاعتصام وسط بيروت أو حتى الدور السوري وحركة 14 آذار. بل على العكس من ذلك تحدثت عن مأساة انسانية يعيشها بشر مثلي ومثلك. بشر نسيهم التاريخ الذي أصبح يمجد من يعيش في القصور ويرفع راية النصر بأصبعين أثنين ويترك الباقي للتاريخ ليكتبه بباقي الأصابع</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">تكلمت تلك المقالة عن بشر يعيشون دون أن يكون لهم عون في هذه الدنيا. بشر يعيشون دون ... لن أقول الفقر بل دون مستوى الحياة لأن من يعيش دون مستوى الفقر قد يعتبر بشراً هؤلاء يعيشون في أجواء ربما نهين البهائم إن طلبنا منها أن تعيش فيها</span></div><br /><br /><span style="font-size:130%;"></span><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">المقال كان كالآتي</span></div><br /><br /><span style="font-size:130%;"></span><br /><br /><br /><span style="font-size:130%;"></span><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#3366ff;">أنت يا من تقرأ هذه السطور ولا تعرفني.. دعني أولاً أعترف لك بأني أكتب ما أكتب لعلي أستطيع بعده أن أنام، فأنا منذ وطئت قدمي مخيم برج البراجنة في ذلك اليوم من الأسبوع الفائت لم يغمض لي جفن ... تطاردني طوال الليل أقسى ملامح البؤس والشقاء .. لنبدأ من الأول </span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><br /><span style="color:#3366ff;">قادتني حرب تموز 2006 على لبنان إلى دروب العمل التطوعي الذي بدأ شبه منظماً حيث كنا مجموعة صغيرة قمنا حينها بتوزيع التبرعات التي جمعناها تحت مظلة الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان في قرى جنوب لبنان المتضررة من الحرب وبشكل مباشر لأيدي مستحقيها واستمر العمل التطوعي فردياً بعد ذلك حتى بات جزءاً اساسيا منى.. جزءاً عشقته حتى الإدمان<br /><br />بعد عدة جولات في قرى الجنوب وعلى مدى شهور تهيأ لي أني شاهدت من لبنان قمة بؤسه وأني تعرفت عن قرب على وجهه الحزين وذلك حتى أقترح علي بعض الأصدقاء في لبنان أن أغير وجهتي في هذه الرحلة (وقد كانت رحلة توزيع مبالغ زكاة عهدت إلي من بعض الأهل والأصدقاء خلال الشهر الفضيل) إلى بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان، ترددت بداءة وتوجست من الأمر بسبب ما اسمعه عن الأوضاع الأمنية الدقيقة في المخيمات حتى طمأنوني أننا لن نتوجه إلى أي من المخيمات ذات التواجد المسلح وإنما سنقصر زياراتنا على مخيم برج البراجنة ومخيمي صبرا وشاتيلا.. وما أدراك ما برج البراجنة وما صبرا وشاتيلا<br /><br />كنت قد شاهدت من قبل عدة تقارير متلفزة عن الأوضاع في المخيمات إلا أنه لم يدر بخيالي أبداً أن الأوضاع قد تكون مثلما شاهدت بأم عيني .. دهاليز ضيقة بين المباني السكنية لا يرى فيها النور ولا تسمح بمرور شخصين متجاورين، مياه المجاري تجري بين رجليك تزكم الأنوف روائحها النتنة ... تدخل البيوت أو ما يسمى مجازاً بالبيوت وهي أقرب منها إلى القبور وإذا برطوبة عفنة تلفح وجهك وتصيبك فجأة بالغثيان ولولا الحرص على كرامة ساكنيها كنت غطيت بيدك على أنفك خوفاً من أن تتقيأ.. بيوت تملأ أرضياتها المياه في عز الصيف .. بيوت مساحتها لا تتجاوز متر ونصف في خمسة أمتار تقطنها أسراً كاملة من أناث وذكور يتشاركون في دورة مياه ليس لها حتى باب ... أية كرامة في حياة منزوعة الإنسانية<br /><br />مشيت ساعات طويلة في أزقة برج البراجنة وحواري صبرا وطرق شاتيلا ودخلت ما يقارب الثلاثون بيتاً لم يكن بينها واحداً صالحاً للسكن الآدمي .. شاهدت مئات العيون الشقية.. تبحث عن لقمة .. عن دواء .. عن أجر فحص طبي أصبح مسألة حياة أو موت .. عن قيمة قسط مدرسي لطفل أو اثنين أو سبعة .. شاهدت شعباً نسيهم العالم المتمدن .. وأية مدنية تلك التي تسمح بوجود كل ذاك الظلم بيننا ولا نحرك ساكناً ؟ .. أية مدنية تلك التي نحرت أنسانية مئات الآلاف من البشر على مذابح الشعارات ؟ .. تارة لمنع التوطين .. وتارة لإرساء حق العودة .. ولكن حتى يعودوا أما يحق لهم أن يأكلوا ويشربوا ؟ .. أن يتعلموا ويتطببوا ؟ .. مرفوعي الرأس دون ذل .. ودون مصادرة لإنسانيتهم .. أما يحق لهم أن يحيوا كسائر البشر وحسب ؟؟<br /><br />أيها المحسنون في بلادي ويعلم الله كم أنت كثر ... هناك في المخيمات الفلسطينية في لبنان .. في صبرا وفي شاتيلا .. وفي برج البراجنة .. هناك بشرٌ مثلكم .. عربُ مثلكم .. مسلمون مثلكم .. يئنون .. يتجرعون القهر كل يوم ..يبصرون نعيمكم وفقرهم .. قصوركم وقبورهم .. بذخكم وعسرهم .. هناك بشرُ كل فجر هو لهم همُ جديد<br /><br />ليكن جهدنا بقدر شهامتنا خالصاً .. لا يحسب للسياسة حساباً ولا يضع للطائفية اعتباراً .. ليكن تحركنا مؤسسياً .. كبيراً مثلنا .. بل ضخماً .. ولكن حتى ذلك الحين سأقول لديالا أن تشمع الكبد سيقضي عليك يا صغيرتي قبل أن نتحرك .. وأنت يا آية .. ها نحن نقف مكتوفي الأيدي ننتظر بتر رجلك حتى نتحرك .. وأنت يا محمد فعما أحكي لهم؟ عن السرطان الذي تفشى في كبدك أو عن القيروس الوبائي الذي نخره وأنت لا تملك ثمن علاجاً كيميائياً قد يحفظ حياتك ويجنب جميلة وحمزة وأحمد والطفل الذي سيرى النور بعد أيام ويلات اليتم ... أما أنت يا ألفت البريئة .. ذات الإبتسامة الملائكية ..يعني ألا تكفيك نصف كلية !!! هذه هي الحياة يا ألفت يا صغيرتي .. من قال لك أنها عادلة<br /><br />اللهم أني بلغت ... اللهم فاشهد<br />أتراني سأغمض عيني الليلة ؟؟</span></span></div><br /><br /><span style="font-size:130%;"></span><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">انتهت المقالة</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span><br /><br /><br /></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">منذ أن قرأت مقال تلك السيدة وأنا افكر في هؤلاء البشر. أفكر في هؤلاء الأطفال. بشر كل جريمتهم أنهم ينتمون إلى الشعب الذي يريد التاريخ أن ينتقم منه لا لشئ </span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">لا يهمني السياسيين</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">لا يهمني الكبار</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">لا يهمني علماء الدين </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لا يهمني جنرالات الجيش</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لا يهمني زعماء المقاومة</span><br />.<br /></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لا يهمني أحد</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">يهمني فقط الطفل وسط تلك المعادلة الصعبة</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">هل من الممكن تخيل ما يحسه هذا الطفل الذي وُلد ليجد نفسه في في وضع لا يمكن أن يضمن له كبير العائلة وجبة واحدة باليوم عندما يحس بالجوع ... والصغير لم يخلقه الرب ليحتمل الجوع كالكبير ... مثلي ومثلك</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">لا يضمن له الكبير الدواء عندما يمرض ... والصغير كما الكبير لا يمكنه تحمل الألم</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">هذا الصغير لم يطلب تعليم عالي وهو حق له</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">لا يطلب تعليم بسيط وهو حق له</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">لا يطلب أن يحاور أحد حول الديمقراطية وأهدافها وهل هي ضد الاسلام أم الشورى هي الحل وهو حق له</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">هذا الصغير لا يطلب بنفس النعيم الذي نعيش به أنا وأنت كل يوم</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أكاد أسمع همسات ترد علي بأنها هي لا تعيش بنعيم</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">هذا الطفل نعيمة وجبة واحدة باليوم. هذا الطفل نعيمة دواء يحتاجه اليوم اليوم قبل الغد ... وربما يحتاجه منذ الأمس</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">عندما أتت الفاتورة لي ولزوجتي قررنا أن الخدمة كانت أكثر من مرضية وعليه فإن الاكرامية لابد وأن تكون على مستوى الرضى. لذلك كانت تعادل 25% من قيمة الفاتورة. أعرف أنني كما الجميع يحب أن يترك أكرامية سخية. وهكذا بدون تخطيط أو مجهود بعد وجبة فطور واحدة دفعت ثلاثون جنيهاً استرليني أو ما يقارب 60 دولار أمريكي</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">ترددت كثيراً في الأتصال بتلك السيدة بعد قراءة المقال. فأنا أعيش في بريطانيا وهي تعيش في الكويت والأطفال فلسطينيون يعيشون في مخيمات اللاجئين في لبنان. كيف أشرح أن مقال نُشر في عامود في صحيفة قبل أكثر من شهرين جعلني أعيد النظر في الحياة. هل هذا ممكن ان يصدق؟ أصدقكم القول بأنني لا أدري فلم أمر بمثل هذا الشعور من قبل. ثم الأهم من هذا هو أنني أصلاً لست بالرجل الثري. بل أعمل جاهداً منذ الصباح الباكر وحتى بعد مغيب الشمس مقابل ما اعتبره لا يفي بطموحي فكيف لي أن أشرك معي أحداً! ثم كيف لي أن أعرف أن تلك المساعدات لن تذهب إلا لمن يستحقها</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">ليتني لم أتصل ... ربما كان علي أن أتجاهل ما كانت تلح به علي أنسانيتي أن أقوم به. أكتشفت كم هو ضحل تفكيري. كم هو بسيط عقلي عندما يصور لي أن الحياة جميلة وكاملة مادمت أنا وأطفالي بخير. ياإلهي كم أنا ساذج. وكم هي كبيرة تلك السيدة التي تجمع تبرعات وصدقات وأموال زكاة وتترك بيتها وعيالها لتضع بنفسها تلك الأموال بيد من يستحقها</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">حكت لي عن بيوت شيدت ووجبات وزعت واموال وُصلت في جميع أنحاء لبنان ... للجميع دون النظر لمذهب أو أنتماء أو جنسية. مسلم مسيحي شيعي سني درزي ماروني يقدس جنبلاط ، ابو عمار ، الحريري ، نصرالله أو عون</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">سألت سؤال كان الغرب قد حاول لسنين عديدة أن يغسل مخي منه دون فائدة ... سألت إن كان هناك توصيف معين لمستحق تلك المساعدات؟ يبدو أنها أذكى مما تصورت فقد ردت بحزم ودون تردد قائلة بأن هناك فعلاً توصيف واحد لا غير وهو أن يكون متلقي المساعدة <span style="color:#ff0000;">بشر فقط </span></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">سألتها بكم ممكن ان اساعد طفل مريض</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><p align="right"><span style="font-size:130%;">قلتها وأنا أفكر في حسابي البنكي</span></p><p align="right"><br /><span style="font-size:130%;">قالت 50 دولار أمريكي بالشهر تفي بحاجة طفل يكاد يموت لعدم توفر المال لشراء الدواء</span></p><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">لكنني للتو دفعت أكثر من هذا المبلغ لتناول وجبة أفطار واحدة</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">. </span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">ألم أقل أنني شعرت بأني ساذج بعد تلك المكالمة</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">من لديه القدره ويرغب بالتبرع بقيمة ما يدفعه لوجبة فطور أو غداء بما يعادل 50 دولار أمريكي أو حوالي 15 دينار كويتي تكفي لشراء دواء يحتاجه طفل مريض لمدة شهر كامل ارسال إيميل لي وسوف أزوده بطريقة الوصول لتلك السيدة</span></div><br /><br /><div align="right"><a href="mailto:baldesar@gmail.com"><span style="font-size:130%;">baldesar@gmail.com</span></a></div><br /><br /><span style="font-size:130%;"></span><br /><br /><br /><span style="font-size:130%;"></span><br /><br /><br /><span style="font-size:130%;"></span>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com27tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-5218964790827150312007-12-11T11:20:00.000+00:002007-12-11T21:38:09.247+00:00رسائل لم ترسل - رسالة مدريد<div align="right"><span style="font-size:130%;">هذه رسالة من رسائل كتبتها في أسفاري دون أن ارسلها لأحد</span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">تركتها كما كتبتها في حينه دون تغيير</span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">سوف انشر بعضاً منها كلما حان الوقت</span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>مدريد 17 أكتوبر 2007</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ملاكي</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="justify"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>تعرفين أنني كثير السفر. وحيث انك تكونين معي بفكري أينما حللت. فلقد قررت أن أكون أنا معك أيضاً. سوف أكتب لك من كل بلد أحط فيه. فقط لأقول لك أنني اشتقت لك أكثر مما اشتقت اليك في البلد السابق. ولسوف أظل أفعل ذلك حتى أكتب لك ... أنني هنا بجانبك </strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>أحلم بأنني أخط السطور وأنتي تقرأين ما أكتب أولاً بأول. تحطين رأسك على كتفي وتزاحمين عيني بين كلماتي وأنا أبتسم سعيد بهذا الزحام وانا من يكره الزحام وانتي تعرفين ذلك. ربما كان أساس كرهي للزحام هو زحام محبيك حولك. وربما لأنني أود أن أكون أنا وحدي بين يديك وأذنيك وخديك وعينيك لاثماً شفتيك. لا أكثر ... هل هذا كثير</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">يوم أمس كان طويلاً جداً. خرجت من منزلي في لندن في الصباح ولم أصل الى الفندق في سراقوسطة إلا بعد العاشرة مساء. فندق بسيط ذو ثلاث نجوم. وربما كان لصاحبه علاقه قوية مع أحد المسؤولين فأهداه نجمتين فوق النجمة الوحيدة التي يستحقها. فندق بارد جداً ولا أقصد برودة طقس. أثاثه أقل من بسيط. إضاءه خافته. أصوات سكارى بالخارج تضحك وتتشاجر بنفس الوقت. وفراش صلب احتجت قرصين من الحبوب المنومة فقط لأتمكن من النوم عليه</span><br /><br /><br /><br /></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>هذه ثاني مرة أزور فيها سراقوسطة ذات التعداد الأقل من المليون بقليل. في المرة السابقة تم تفجير نفس القطار الذي استقليته بعدها بيومين فقط من قبل اشخاص يريدون نشر الاسلام. كنت متوتراً وأنا اركب القطار هذه المرة بعد أن عادت لي الذكريات وكيف كان من الممكن ان أكون انا في ذلك القطار</strong></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ما بين المطارات والقطارات من مدريد الى هنا كنت قد وصلت لمرحلة الانهاك التام. أول ما فعلته بعد تغيير ملابسي هو تشغيل هاتفي النقال لأرى أن كنت قد تذكرتني برسالة قصيرة ... لاشئ</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ثم جاء دور الشئ الثاني الذي أقوم به وهو قراءة كتاب كنت قد اهديتني اياه. هذه المرة كانت رواية بعنوان "تلك العتمة الباهرة" للطاهر بن جلون. كاتب مبدع لم أعرفه من قبل. وأجزم أنه لولاك لما عرفته ولما كنت قادراً أن اناقش أحد في الأدب العربي. لا أدري ما سر عشقك لكتاب المغرب العربي. هو عشق جميل أصبحت اشاطرك إياه. لا أنسى عندما كنت ذات مرة في باريس وكنت يومها أقرأ رواية لواسيني الأعرج. كانت السيدة العجوز التي تقوم بترتيب الغرف من أحد بلاد المغرب. لا يمكن أن اصف فرحتها بي عندما رأت غلاف الرواية. وعندما ذكرت بعض الأسماء المغاربية التي قرأت لها لمحت دمعة في عينيها. سألتها لماذا الدمع؟ قالت انها تذكرت كيف كانت تقرأ الروايات في مراهقتها في بلادها. أهديتها الرواية وأهدتني قبلة على خدي</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>أعود لرواية الطاهر. لست أدري ان كان لديك هدف من اهدائي تلك القصة والتي تدور حول رجل مكث في سجن ثمان عشر سنة ... هل يمكنني أن اقارن بين سجن حبك وسجن تزمامارت؟ ... باقي من الزمن ثمان سنوات وشهرين وثلاث أيام فيصبح العد كما في الرواية. بعد ذلك هو نال عفو ملكي. أما أنا يجب أن ينالني عفو ملائكي ولاشئ أقل من ذلك</strong></span></div><strong>.<br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /></strong><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>هذه عادتي في السفر. دائماً احرص أن تكوني معي بطريقة أو بأخرى. وأكثر تلك الطرق هي رواية منك. كم أحب ذوقك. تهديني روايات لا تتعبني قراءتها ولكن ما يتعبني حقاً هو محاولة معرفة لماذا اخترتي تلك الرواية بالذات. أحس أنني عجينة طرية بين يديك تشكلينها كيفما شئتي. والغريب أنني سعيد بيديك حولي. ترى هل اشكلك بكتاباتي كما تشكلينني بقرآتي؟</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>هذا الصباح كنت على موعد مع الأجتماع الذي من أجله جئت. كان هناك سبعة أشخاص، أنا وستة آخرون. الستة الآخرين اما أسبان أو يتحدثون الأسبانية بطلاقة بحكم عيشهم هناك. أما أنا فلا أعرف إلا جملة واحدة وهي ... هذا غير مقبول إطلاقاً بالنسبة لي</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>استعملت هذه الجملة كثيراً من قبل معهم. لكنني اليوم لم أكن بمزاج لنقاش عربي أسباني. أكتشفت خصلة عربية بالأسبان وهي حبهم للنقاش الطويل الذي لا يؤدي لشئ. فقط أبداء وجهة نظر ثم الدفاع عنها بضراوة وسط تنكيل شديد من الآخرين. تصوري بعض تلك الاجتماعات تصل لثماني ساعات متواصلة في بعض الحالات. بلا مبالغة هناك أربع ساعات نقاش حول شرعية الكتالونيين في حكم الأقليم الذين يعيشون به وسياسة مدريد العاصمة تجاه السكان المحليين. وثم ينتقل الحوار بقدرة قادر جبار لكرة القدم ويبدء نقاش طويل حول من سيفوز باللقب ريال مدريد أم برشلونة؟ ومعظم هذه النقاشات تبدأ بالأنجليزية ثم تختفي تدريجياً ويتم استبدالها بالإسبانية فأجلس انظر لتعابير الوجوه وأبتسم لهذا ولذاك. حتى أمل فأضرب بيدي على الطاولة لأقول جملتي الوحيدة ليتم قفل باب النقاش. ربما عرفتي الآن لماذا تعلمت تلك الجملة الوحيدة</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="justify"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>لا أدري لماذا لم أكترث اليوم لهذه النقاشات البيزنطية المتواصلة. بل على العكس من ذلك كلما انشغلوا بالحديث باللغة الاسبانية لم أقاطعهم. بل على العكس كنت أستمتع بذلك. فتلك كانت فرصتي لأسبح في خيال بحرك. كنتي معي في مدريد نجلس في احد المقاهي أنظر لعينيك فتبتسمي وتقولي لي كف عن هذا فلسنا مراهقين. نتجول في الأسواق ... يخرب بيتك فلقد اقنعتيني بطريقة أو بأخرى أن أشتري تلك الشنطة الغالية بمبلغ لا تقدر ميزلنيتي المتواضعة على تحمله. مبلغ لا ادري كيف دفعته. ثم تلك القبلة التي قلتي بها شكراً جعلت الثمن الذي دفعته للتو بخساً. قبلة تفتدي كل أموال العالم </strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>كنتي معي حول طاولة الاجتماع وأنا أقول لك بالعربية "يلعن أبو الأسبان لنهرب من هنا" فتضحكين ثم ننسحب بهدوء دون أن يحسوا بنا وسط نقاشهم العاصف. نجري للخارج ونرمي أجسادنا بأول تاكسي أمامنا ونقول له خذنا إلى مكان تريده أنت فلا نعرف أين نريد أن نذهب بل لا يهم ما دمنا هنا بجانب بعضنا. تقتربين مني ونحن جالسين في المقعد الخلفي. ربما تودين أن تبوحي لي بشئ. أقترب منك وأنا ألاحظ سائق التاكسي يراقب حركتي بمرآته لكنني لا أبالي. أحس بشفتيك تعضان شفتي السفلى فألمس شفتي بأصابعي لأكتشف أنك لست معي وأنني مازلت في الإجتماع ... كل هذا في أحلامي وأنا أنظر للأسبان الستة وهم يتناظرون حول لاشئ. قاطعتهم بسؤال عمن كان يجلس في الكرسي الذي رأيتك تجلسين فيه قبل دقائق. نظروا لبعض مستغربين ومبتسمين وقالوا لا أحد هنا سوانا. قلت في نفسي بل لا أحد هنا سوى أنا وأنتي فقط</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="justify"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>لم ينتهي الإجتماع إلا بعد ست ساعات من البدء في تمام التاسعة. طريق العودة كما هو طريق القدوم لكن بالعكس ... قطار ثم قطار ثم مطار فطائرة. نفس الشعور المتوتر الذي احسسته بالأمس عاد لي مرة أخرى. سوف أكون في لندن متأخراً بعض الشئ. ربما عندما أصل هناك وأشغل هاتفي تكون هناك رسالة منك</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>تعرفين أحلى رسالة منك هي "هل أشتقت إليَ؟" يا الهي كم تهزني تلك الكلمات الثلاث منك</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>هذه رسالة مني لك ... هل أشتقتي إليَ؟</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><strong></strong></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>الفرق الوحيد أنني أكتب رسائل لا ترسل</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ورسائلك ترسل</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>وتصل إليَ</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>لكنك بخيلة جداً</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>أحبك يا بخيلة</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><br /> </div><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">أنا</span> </strong></div><br /><br /><br /><div align="right"></div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-82242461960457450022007-10-24T01:27:00.000+01:002007-10-30T17:10:47.271+00:00عيون تدمع رماد<div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>لا أدري إن كان يجب علي أن أكون ممتناً لأي أحد فقط كونه السبب في وجودي في هذه الحياة. هل من المطلوب أن أقدس التراب الذي يمشي عليه فقط لأنه أبي؟ هذا الرجل الذي لم أحس يوماً أنه كان قريباً مني بل على العكس تماماً لم أره إلا بعيداً ويبتعد تدريجياً كما المركب الذي لم يُحكم ربطه بالمرسى فبدأ الموج الخفيف يحمله رويداً رويداً تكاد لا تحس بإبتعاده حتى تكتشف أنه وصل لنقطة اللاعودة وعندئذ تفكر في جدوى السباحة خلفه أم تقول لنفسك بأن الحياة يجب أن تمضي رغم كل شئ وتترك قاربك يسبح لعله يكون نجاة أحدهم من غرق. عموماً أشك أن يكون هذا الرجل والمكنى بأبي أن يكون نجوى أحد</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ولدت في بيت صغير لأجد نفسي أكبر أخوتي الثلاثة. ولدان آخران وبنت واحدة. الولدان أحدهم جاء قبل البنت والآخر بعدها. أشقياء بعض الشئ لكنهم مواظبون على دروسهم. شقيقتي الوحيدة أسمها دعاء وهي ولدت بقلب ضعيف مما جعلها تمرض كثيراً في طفولتها لكنها تعافت من كل شئ الآن. ورغم ذلك لاتزال المفضلة لوالديَ ربما بداعي الشفقة أو ربما كونها الوحيدة وسط ثلاثة أولاد. والدتي ذات تعليم بسيط لم يؤد إلا لوظيفة لا تقل بساطة عن تعليمها. موظفة في أحد الجهات الحكومية. تعمل يوماً وتتمارض ثلاثة أيام. تزوجت والدي بطريقة تقليدية بحتة. عندما تقدم لخطبتها لم تكن تعرفه أو حتى سمعت به لكنها وافقت كون سنها بدأ يقترب من تلك المرحلة التي تبدأ في تصنيفها في خانة العوانس خصوصاً كونها لا تحمل مؤهلات يمكن لبعض الشباب التغاضي من خلالها عن سن الفتاة كثراء العائلة أو تعليمها العالي أو حتى جمال متميز</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>بقي والدي. والدي رجل ترعرع في كنف أب غني لكنه مقتر على نفسه قبل أهله. توفت والدته في سن مبكرة فلم يجد له من يأخذ بيده أو يرشده. بل على العكس كان هناك العديد ممن كان مستعداً لسقيه جميع الممارسات الخاطئة. طبعاً لم يكن التعليم من أولوياته لذا كوالدتي لم يكن يحمل شهادة أو وظيفة مميزة. وعندما وصل لسن بدأ الشيب فيها يتسلل لرأسه أحس بأن الوقت قد حان ليتزوج. ولتكن من تكون فليس هناك مواصفات معينة في باله فقط المطلوب أن تعتني به في غير أوقات نزواته وأن تقدم له الطعام ونفسها كلما جاع أو اشتهى جماع لا أكثر ولا أقل. أما البيت والعيال فهما من مسؤولياتها التي يجب أن تعتني بها </strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>طفولتي كانت مضطربة نوعاً ما فلقد إستيقظت على العديد من الخناقات بين والدي ووالدتي خاصة عندما يعود مترنحاً من إحدى سهراته. كان فظاً عندما يشرب الخمر فيبدأ بكيل السباب لوالدتي من غير سبب فقط لأنها لم تستيقظ عندما دخل المنزل أو أي أمر أتفه من هذا. لم يتوقف هذا عندما جاء أخي حمد من بعدي ثم دعاء وأخيراً أخي الأصغر ناصر بل ربما زاد الأمور تعقيداً عندما مرضت دعاء فأصبحت والدتي ترعاها بإهتمام مضاعف وسط إتهامات من والدي بأنها السبب في مرضها وأن جيناتها الوراثية التي ورثتها عن أهلها هي السبب في المرض. فجأة أصبح الرجل الذي لم يكمل الشهادة المتوسطة يتحدث عن الجينات وأكاد أجزم أنها جملة سمعها في أحد السهرات قبل أن يغيب عن الوعي وسط الملذات</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>كوني الأكبر الذي كان يكني باسمي لم يشفع لي أو يمنحني أية حظوة لديه. لا أذكر عدد المرات التي لطمني فيها دون سبب. أو المرات التي نهرني فيها أمام أصدقائي وسط سيل لاذع من الشتائم، وكأنما كان يريد اهانتي بتعمد وسبق اصرار وترصد، لأنني لم أسق الزرع أو لأنني لم أخرج كيس القمامة مع العلم أن هناك في المنزل من يُدفع له ليقوم بتلك المهمات لكن الأمر سيان عنده فقد سمعته مرة يقول لوالدتي بعد أن تدخلت لتمنعه من ضربي بأن تلك هي الطريقة الوحيدة لتربية الأولاد. حاولت الرد عليه أكثر من مرة دون جدوى. بدأت تلك المحاولات تزيد كلما كبرت عمراً وبدأ عودي يشتد لكن نظرته تلك المخيفة لا تزال تعيدني لمكاني وكأنني في المدرسة أمام مدرس شرير ولم أعمل الواجب أو احفظ الدرس </strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>كان الجميع في المنزل يهابه. وكان يفعل المستحيل لإبقاء الأمر كذلك. إلا عندما يكون مع شقيقتنا دعاء فهي التي تفعل وتقول ما تريد ويكون برداً وسلاماً على قلبه. وكلما طلب منه أحد أمراً نهره حتى تأتي دعاء فتقول له كن فيكون. كان دائماً ما يقول أمام الجميع في حضوري أنه فقد الامل بي وأنها فقط دعاء من سيرفع رأسه وتصبح مدرسة في الجامعة. سألته ذات مرة لماذا يتمادى في حرماني ويتمادى في إرضائها. رد بعد أن جذبني نحوه من أذني بطريقة شككت فعلاً أنها سوف تُخلع من مكانها بأنه أولاً لا يفرق بيننا وثم هي مريضة وتستحق بعض الخاص من المعاملة وعندما رددت بأنها قد شُفيت تماماً ازدادت عصرة أُذني إلى أن تأسفت على وقاحتي</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>بخل جدي الشديد أصبح من سمات والدي فهو يكاد لا يصرف شيئاً على المنزل. وأكاد أجزم أنه لولا عمل والدتي لبتنا جياعاً ليال عديدة. أذكر يوماً كنا معه في سيارته في طريقنا للمدرسة. لم نكن نتكلم لأنه لا يحب أن يسمع أي صوت غير المذياع. كنا فقط نتبادل النظرات كلما أراد أحدنا أن يقول شيئاً لأحد. وعندما وصلنا للمدرسة تجرأ ناصر وطلب بعض النقود ليشتري شيئاً من المقصف. لم يرد عليه ولو بكلمة. بل كل ما فعله أن رمقه بنظرة غاضبة وكأنما طلب منه ناصر أن يقوم بعمل معيب، هز والدي رأسه بشدة فهمنا جميعاً أنه يأمرنا بالنزول من السيارة. التفت لناصر وإلا بدموعه تنسدل على خده. لم يغير ذلك شيئاً من موقف والدي فنزلنا ومسكت ناصر من يده وقلت له وأنا أشد عليها بأن الدموع ليست للرجال. كان من الغريب أن أقول ذلك وأنا من ينام كل يوم ودموعه على خده تبلل وسادتي وأقاوم بشده أن يكون بكائي بصمت ... صمت الرجال عندما تبكي</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>هل من الممكن أن يكون هذا هو الشخص نفسه الذي رأيته مرة صدفة مع أصحابه في أحد الأماكن العامة؟ كان الرجل الذي رأيته مرحاً للغاية يضحك بشدة بل اشتبك بطرقة كوميدية مع أحد رفاقه فقط للحصول على شرف دفع فاتورة الحساب. هذا الرجل الذي لم أره مرة يخرج ورقة نقدية من جيبه بداعي عدم وجود أي منها بحوزته كانت محفظته تكاد تنفجر من النقود. هذا الرجل الذي عندما يعود إلى المنزل من عمله يلقي التحية بهزة رأس ثم يدخل فراشه لينام ولكن ليس قبل أن يقبل ويحضن دعاء وسط نظراتنا جميعاً وهي تستصرخه وتقول ماذا عنا نحن. ننتظره حتى يصحو من نومه حتى نأكل فمن غير المسموح لنا ان نأكل قبله. يصحو من قيلولته ليقول لنا على الفور بأنه بمزاج غير قابل لسماع أي صوت. تدعوه والدتي لتناول الغداء فيأكل بصمت. تحاول هي أن تستنطقه فتبدأ بالحديث عن مشاكل البيت والخادمة وأم نوال جارتنا وخناقها المستمر مع أم هاني الجارة الأخرى. وبينما هي وسط حديثها يتوقف فجأة عن الأكل ويقوم من المائدة دون كلمة. أحس بشعور والدتي بالحرج والمهانة فأمسك يدها وأسألها عن نوال بنت الجيران وكيف هي وفجأة تنسى والدتي ما قد حدث لها للتو وتبدأ بالحديث عن ابنة الجيران التي تقول بأنها لي. يحدث هذا تقريباً كل يوم. لا أدري إن كانت والدتي بسيطة الأحاسيس أم أنها مجرد امرأة جعلتها الحياة بجلد تماسيح يقوى على أقصى المهانات التي كنت أود لو أنها أوقفتها قبل أن أولد فلا أجد نفسي في هذه المواقف. وقبل أن نقوم من المائدة يكون هو في طريقه للخروج من البيت ولا يوقفه شئ حتى منتصف الليل عندما يعود مترنحاً. رجل ذو شخصيتين، واحدة لبيته وعياله وأخرى خارجه. لطالما تفكرت في رجال كهذا. رجال لا يمكن وصفهم إلا بالدكتور جيكل والمستر هايد. بشر ينقلبون تماماً وكانك تنظر لشخصين. وللأسف ظفرنا نحن بمستر هايد وربما حظيت دعاء وكل بشر خارج محيط بيتنا بالدكتور جيكل</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>كل هذا أثر سلباً في نفسيتي فلم أعد مهتماً بالمواظبة على دروسي. وكلما رسبت في مادة جاءتني لطمات هزت أركان وجهي حتى لم يعد هناك إحساس بالألم. بل أصبحت أتحداه كل يوم لأرى عينيه وهي تمتلئ بالحقد ويده وهي تهوي على وجهي فقط لأضع وجهي قريباً منه ثانية ليلطمني مرة أخرى. لم يكن شعوراً بالسادية أو شيئا من هذا بل كنت أريد أن أراه يفقد أعصابه كما يفقدني أعصابي كل لحظة. كنت أريد أن أرى يده وهي ترتجف بعد فاصل الضرب وهو يشتم كل الدنيا ومن فيها وأنا أبتسم بداخلي رغم كل ما قد حدث</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>بدأت بالتلصص عليه كل ليلة عند عودته من الخارج وهو يترنح. ربما فعلت ذلك من باب التشفي أو من باب حماية والدتي إن حاول الإعتداء عليها كما فعل أكثر من مرة قبل ذلك. وهكذا كلما سمعت صوت حركة في الصالة قفزت من سريري بخفة وأختبأت خلف الحائط أو أحد قطع الأثاث. كنت أجازف بالاقتراب منه بعض المرات فقط لأرى نظرته السكرانة. أراقبه حتى أتأكد أنه دخل سريره أو أنه نام في أي مكان آخر كما كان يفعل مرات وينام على السلم. وبهذا أكون قد أطمأننت فأعود لفراشي</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>أستمر ذلك لفترة طويلة حتى كان ذلك اليوم الذي بعد أن تأكدت من نومه رجعت لسريري. لم يكن سكراناً ليلتها على غير العادة. سمعت صوت أقدام فقفزت تلقائياً من السرير ولم يراودني أي تساؤل عمن يكون المصدر خصوصاً وأن والدي قد دخل السرير. وقبل أن أصل للسلم رأيته ينزل من أمامي وهو يحمل عصاً غليظة. يبدو أنه قد سمع الصوت نفسه. وعندئذ فقط اكتشفت أنه لابد وأن يكون هناك لصاً أو شيئاً من هذا القبيل. اختبأت لأرى ما يحدث وأبقيت عيني على والدي وهو ينزل ببطء. وفجأة ظهر شخص في منتصف القاعة. مشى إلى المنتصف ووقف ينظر بإتجاه أبي. رفع والدي يده بالعصا ليكون المتسلل على علم بوجود سلاح. لم يحرك الشخص الغريب ساكناً. كان واقفاً ينظر لأبي دون حراك. نزلت بعض الخطوات حتى أسمع ما يحدث. أشار الشخص لوالدي أن ينزل العصا ودار بينهما هذا الحديث</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>والدي: من أنت؟</strong></span><br /><br /><br /><br /></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>الغريب: أنا من ينتظره الجميع</strong></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>والدي : أنت لص أو قاتل. سوف أطلب الشرطة الآن</strong></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>الغريب: لن ينفعوك كما هي عصاك </strong></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>والدي: من أنت وماذا تريد بحق الجحيم؟</strong></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>الغريب: يبدو أنك في عجلة من أمرك للذهاب هناك</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>والدي: أذهب أين؟</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>الغريب: الجحيم ... ألم تذكره للتو</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>والدي: وهل انت من يقرر من يذهب للجنة و من يذهب لجحيم</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>الغريب: طبعاً لا ... لكنني أعرف أكثر مما تظن عنك وعن أهل بيتك</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>والدي: وكيف لك ذلك</strong></span></div><strong><br /><br /></strong><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>الغريب: قلت لك أنا من ينتظره الجميع لكني آتي بغير ميعاد. أنا أمر بك وبغيرك خمس مرات كل يوم أنظر بالوجوه غيرك لأبشرها انني قادم لا محالة</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>والدي: ما هذا الجنون ... كيف تمر على كل البشر وكيف أنني لم أرك من قبل ... انت مخمور او حشاش ... من تظن انك تخدع بحديث كهذا ... أياً كان فأنصحك ان تغرب عن وجهي الآن </strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>كنت أرتجف وأنا أسمع هذا الحوار الغريب. مددت رأسي حول العمود لأرى شخصيته فوجدته ينظر إليّ في عيني بعينيه اللامعتين. له وجه جميل جذاب لكنه يشع بالقوة من خلال تقاسيم رجولية أضفت عليه رزانه. كان مخيفاً وهو يكاد يخترق جسدي بنظرته بل أقسم أنه قد فعل ... حتى سمعت صوته مجدداً</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>الغريب: عادة لا يراني أحد لكنني أردت ان يراني بشر هذه المرة لأنني أريد أن يُسمع قولي ... قال هذه الجملة وهو ينظر ناحيتي فأرتددت خلف العامود لأخفي جسدي .. ثم اطرق مكملاً ... أفعل هذا كل يوم حتى يأذن لي ربك بقبض الروح التي أمامي. وكما ترى فأنا هنا لقبض روح أحد في هذا البيت</strong></span></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>قال ذلك وعينه بدأت تشع نوراً ... لم أعرف ماذا أفعل وأجزم أن أبي انتابه نفس الشعور. لكنني سمعته يقول ... يا إلهي هل أتيت لأخذ ابنتي الوحيدة ... قالها وهو يركض ناحية السلم متجهاً للطابق العلوي. مر من أمامي بسرعة دون أن ينتبه لي ودخل غرفة دعاء وإلا بالرجل الغريب ينتظره هناك. هنا أيقنت أن الرجل لم يكن يكذب وأنه لابد أن يكون كما يدعي ملك الموت الذي سمعت عنه في حصص الدين المدرسية وإلا كيف يكون قد وصل قبل أبي وقبلي وقد تركناه للتو في الأسفل. عندما نظرت وجدت والدي يحاول أن يقف كالسد مابين الملك ودعاء رغبة منه في حمايتها. كان يبكي ويصرخ وهو يقول دعها تعيش لقد قاست في صغرها كما لم يقاس طفل آخر. لم يرد الملك كان ينظر لدعاء بنظرة ثاقبة وكان يتمتم بكلمات. نظر لوالدي وقال: لا تخف لم آتي لها</strong></span><br /><br /></div><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">صرخ والدي: ابني الأكب</span><span style="font-size:130%;">ر</span></strong></div><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>لم أستوعب ما سمعت ... أنا المقصود؟ أنا الميت؟</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ركضت لفراشي وكان الملك واقفاً مقابل سريري ينظر إلي. امتلأت الحجرة برائحة زكية تشبه اللافندر الذي ينمو في الحدائق. اختبأت تحت لحافي وأنا أرجف من الخوف. أسناني تصطك بعضها ببعض. لم أكف عن قول بسم الله الرحمن الرحيم. لم أعرف ماذا أقول غير ذلك وظللت أرددها بهمس وسط اصطكاك الأسنان. دخل والدي الغرفة ورما نفسه على جسدي وهو يصرخ لا ... كان يقول لي كم هو آسف على مافعله معي. كان يصرخ ويطلب مني المغفرة. سمعته يقول: سامحني لم أقصد أن أهينك كل هذه الإهانات. سامحني على كل مرة مددت يدي عليك. أنا آسف أنا آسف</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>أخذ يدي وبدأ يمسح بها على جبهته ووجهه. كانت دموعه تنسدل بغزارة على خده. كنت أرتجف وأنا أحس أن الميعاد قد حان. لم أحس وإلا بسائل دافئ على رجلي. تبولت على نفسي دون أن أحس. كنت خائفاً من أن أفتح عيني لأرى ما يحدث حولي. لم أعرف ماذا أفعل. وكيف لي أن أعرف كيف يموت الإنسان وما هو شعور خروج الروح ... وهل هناك من يأخذ بيدي وإلى أين ياخذني ... مازلت صغيراً لم اعش بعد والخوف يقتلني ... ووالدي هل أسامحه قبل أن اموت؟</strong></span><br /><br /></div><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">سمعت صوته يسأل أبي: ألم تدمي انفه كل يوم ... هل الآن اصبح من تحب ... الا تود ان تضربه مرة اخيرة<br /><br /></span><br /></strong><strong><span style="font-size:130%;">كان أبي يبكي وهو يرد بانه لم يضربني مرة الا ليعلمني شيئاً ... لا أدري لماذا حتى وانا في هذا الموقف وددت لو أنني اعترضت على كلامه ... مرة اخيرة<br /></span></strong></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>وفجأة سمعت صوت الملك يقول لوالدي ليس هو. لم أعرف ما إذا كان علي أن أفرح بسماع ذلك أم أحزن لكون هناك من هو ميت في عائلتي. صرخ والدي خوفاً من أن المقصود هما حمد وناصر وكانا ينامان في الغرفة المجاورة. تكرر المشهدان السابقان مع الولدين ولم يكونا هما المقصودين أيضاً. هنا قال والدي بصوت مخنوق بأنه لم يتبق سوى والدتي. سقطت على الأرض عندما سمعت ذلك فهي سندي في الحياة ودونها ربما كان الموت أجدى وأهون من العيش. عندما وصلت لغرف والديّ وجدته على الأرض ممسكاً بيدها وهو يبكي. كان يطلب السماح منها وهي لا ترد. كانت عيناها مغمضتين تبدو كملاك. لم أراها بهذا الجمال من قبل. لا أدري ان كانت كما هي لكنني اراها جميلة لعلمي أنها لن تكون معي بعد هذه اللحظة</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>والدي يبكي ويضرب وجهه بيديه الأثنتين ثم يدني وجهه منها ويقبل جبينها. وأنا واقف خلف الباب وأحس بقطرات البول تنزل من سروالي على ساقي. دموعي تنهمر وسط ما أراه ورغم ذلك أخشى أن أقول شيئاً فيحس الأثنان بوجودي. بدأ والدي يطلب من الملك أن يبقيها ليوم واحد فقط. وعندما سأله لماذا قال ليعتذر لها عن كل ما بدر منه في السنوات الماضية. ضحك الملك وقال الآن اكتشفت أنك تريد يوماً واحداً. كانت حولك كل يوم ولم تحس بها كإنسانه والآن تريد يوم واحد؟ بشر عجيب</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>رمى والدي نفسه عند قدمي الملك وبدأ يقبلهما وبدأت أقترب لأشارك والدي فعله فلربما رق لحالنا الملك وشفع عند من ارسله ليبقيها ... فرمقني الملك بنظر تسمرت في مكاني منها ولم أتحرك ... همست له أرجوك أبقيها لي لا تبقيها له ... لم يرد</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>قال له الملك لاتحاول فقد قضي الأمر وليس هناك من تبديل لكنها ليست هي من جئت لقبضها ... بل أنت</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>كان هناك صمت قبل أن يقول أنه أبي المقصود. ثم كان هناك صمت أطول هذه المرة. كان أبي يمسك يد أمي بكلتا يديه وفجأة وجدت يدها تسقط وأبي يخر على الأرض بجانب سريرها. وهنا نطق الملك وقال: الآن عرفت قدر زوجك وأبنائك ... أنظر لجسدك هناك مسجى في الفراش ... لقد قبضت روحك في اللحظة التي سمعت بها صوتي أول مرة</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>نظرت لفراش أبي ولهول مارأيت كان فعلاً هناك. نائماً أو تحسبه نائم. لكنه كان أيضاً موجوداً أمامي على الأرض بجانب والدتي. غطى والدي وجهه بكفيه وبدأ يبكي بصوت مرتفع أسكته صوت الملك قائلاً بأنه من الآن لن يسمع بكاءه أحد فقد أصبح روحاً. لا أدري لماذا كنت أسمعه رغم ما قاله. حاول أن يمسح دمعه فقط ليكتشف أن عينيه لا تدمعان ... وكيف تدمع ... فهو روح ...وعيون الأرواح تبكي لكنها لا تدمع</strong></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>فتحت عيني على صوت بكاء وعويل لأرى نفسي في فراشي وأمي تلطم وجهها عند باب غرفتي. كانت تصرخ بي بأن أقوم من النوم فأبي قد مات ... نظرت حولي فلم استوعب الحلم الذي مر علي البارحة ... أوكان حقاً حلم أم حقيقة ... هل كنت أنا هناك ... أم أن كل ما رأيت كان مجرد خيال صادف عقلي فيه ما حدث فعلاً</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>تحركت في سريري لأخرج منه وإذا بي أحس برطوبة وبلل يملأ فراشي وملابسي ... رائحة البول النتنة ملأت أنفي ... قشعريرة قوية رجت جسدي النحيل ... ترى لماذا تبولت ... هل خوفاً من شئ أو احد</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">سنوات مرت منذ ذلك اليوم</span> </strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>أتخيل تلك العيون تلاحقني كل مكان ... بل في أوقات معينة أحس بأنفاس في وجهي ... كلما شممت رائحة اللافندر في مكان تلفت حولي لعلي أراه و أرى من جاء ليقبض هذه المره ... أقف ساكتاً حتى تتبخر الرائحة من حولي فأعلم أنه لست انا ... هذه المرة على الأقل</strong></span></div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com31tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-70876405398333205752007-07-17T01:14:00.000+01:002007-08-01T10:02:42.324+01:00عندما حلمت أنني أمين معلوف<div align="right"><span style="font-size:130%;color:#ff0000;">تحديث: شكراً للصديق العزيز سلوقا على التصحيح الإملائي لبعض الأمور</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#ff0000;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#ff0000;">.</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#3333ff;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#3333ff;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#3333ff;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#3333ff;">البارحة وبينما أنتظر شبح النوم</span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#3333ff;">جاءني مارد اليقظة</span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#3333ff;">سحبني من فراشي وقال لي أكتب</span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#3333ff;">قلت لاشيء في رأسي</span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#3333ff;">قال بل هناك شيء</span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#3333ff;">قلت شيء غير مفهوم لأحد</span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#3333ff;">قال ومنذ متى تكتب شيئاً مفهوماً حتى تعترض</span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#3333ff;">أيقنت أنه أياً كان عرفني على حقيقتي</span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#3333ff;">دنوت منه وقبضت على يده لأقبلها</span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#3333ff;">سحبها بسرعة ثم وضع قلماً في يدي وقبَل جبهتي ومضى</span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;color:#3333ff;">فكتبت سطورا لن يفهمها أحد</span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">.</span></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>لم أحلم أن أكون شخصاً غير شخصي</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>لم أتمنى أن أكون غير نفسي</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ليس لأنني جبار أو مميز</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>بل لأنني رضيت بمن أكون منذ زمن بعيد</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>منذ أن اكتشفت بأنني أنا </strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>إذن لماذا أريد الآن أن أكون شخصاً غيري؟</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>لماذا أريد أن أَغير من أكون؟</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>أليس لي الحق بأن أعرف السبب على أقل تقدير؟</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>أسئلة تدور في عقلي منذ أن عرفتك</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>سوف أحاول أن أجيبها هنا الآن</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>هل تعرفين لماذا؟</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>فقط لأنني سئمت الانتظار</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>نعم سئمت الانتظار لكي تكتشفين بنفسك </strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ثم بعد أن تكتشفي الحقيقة خلف قناعي </strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ربما </strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ربما تنتبهي لي</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>فتقولين لي بصوتك المبحوح ذي اللكنة الأجنبية، التي ربما أكون الوحيد الذي يعتقد أنها إلهية، بأنك اهتديت لي</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>بدأت الكتابة منذ سنوات عديدة. لم أكن وقتها أقرأ لأحد. كنت متيقناً أن القراءة لا تصلح لي أو لغيري. وعلى الرغم من ذلك كنت أتمنى أن تقرئي ما أكتب. هل هو غرور أم أمل؟ لا أدري ماهو ردك. لكنني أتمنى أن لايكون فضولاً غير قاتل أو شفقة</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>كتبت ما أعتبره الآن شخابيط في كراس. وأعتبرتِهِ قمة في الإنجاز. الآن أعرف أنه شخابيط متفرقة. لكنك لم تقولي لي ذلك. إن صح تعبيري كنت تقولين أنك كنت تبيتين ودموعك بين عينيك حائرة فيمن كتبت عنها ومن هي. ترى هل عرفت وقتها أنني كنت أراك فقط في خيالي! ألم تدلك كلماتي على من أريد أن يراني وهي تراني كل يوم؟ لكنك فضلت أن تقرئي بصمت مستخدمة عينيك الجميليتين دون أن تسمحي لعقلك الجبار أن يتدخل لمعرفة ما بين السطور أو ورائها أو أينما كانت الرموز</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>سنوات مرت منذ ذلك الوقت. تزوجتِ بغيري . لم تنقطعي من فكري لحظة واحدة. كنت كالمجنون أستمع إليك وأنا أراقب عينيك. كنت أحاول أن أقرأ مالم تريدي البوح به. لم أستطع أن أخرج بالكثير فأنتِ ماهرة في التنكر حتى وإن لم تكوني سعيدة فوجهك دائماً مضيئٌ بإبتسامة. يا إلهي لا أدري مصير من يلعب البوكر أمامك وأنتِ تملكين تلك النظرة التي قد تدفع الجميع للاستسلام دون أن تملكي ورقة رابحة واحدة. هكذا أحس وأنا مستسلم لعينيك. أضع أوراقي على طاولة اللعب لأنسحب بعد أن دفعت بكل أموالي نحو منتصف الطاولة ثم أنظر لعينيك فأخر على الأرض مقراً بقوتك وضعفي أمامك</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>قبل فترة فتحت صندوق ذكرياتي. كل ما كان بداخله عن طفولتي وحياتي. اكتشفت أن ما فيه غير مهم. تخيلي لم أجد شيئاً يتحدث عنك وأنا الذي لا أرى نفسي إلا كويكباً يدور في فلك نور شمسك. كل شيء مصيره العدم مالم يكن لك ذكر فيه. تاريخي بدأ عندك. كدت أقول وانتهى عندك. بل كتبتها ثم مسحتها لأنني لا أريد أن أنتهي عندك بل أريد أن أستمر معك وإياك إلى أن تعترفي لي بأن الأرض لم تنجب سواي كما أقريت ذلك عنك منذ عرفتك</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>هل تعرفين أنني أفكر ألف ألف مرة قبل أن أكتب أي جملة خشية أن تقرئيها ثم عندما أسألك عن رأيك تبعدين عينيك عني لتنظرين بعيداً ثم تعودين نحوي لتري أين هي عيني ثم تنظرين في أوراقك فقط لتقولي أنها كانت جيدة ثم تغيرين الموضوع إلى أي شي كان بعيداً عما كتبت. ربما أكون مخطأً لكنني أدلل نفسي بأنني أعرفك تمام المعرفة كما أعلم علم اليقين انك تقرئينني ككتاب مفتوح. وكيف لي إلا أن أكون كتابا مفتوحا بين يديك وأنت من كتب سطوري بأصابعك</strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>لم أحس أنك أنت حتى تحدثت إلي يوماً عمن تحبين أن تقرئي لهم. حدثتك عن نجيب وإحسان والسباعي وغيرهم ممن نحس بأننا يجب أن نقول أننا قرأنا كل ما كتبوا ونعشقهم كما يحس المرء بأنه يجب عليه أن يقول بحب أم كلثوم وعبد الوهاب خشية أن يصنف من ضمن الرعاع وإن لم يكن قد استمتع بهم ولو مرة. لازلت أتذكر كيف هززت رأسك مبتسمة قائلة بأنها تخاريف عرب لا تقرأ. كنت مذهولاً بك وكأنني لم أكن مذهولاً بك من قبل من الأساس. قلتِ لي أن الأدب العربي فقط يقرأ لهؤلاء كونهم هم، ولكن من يريد أن يستمتع فيجب أن يقرأ لمن كتبوا حديثاً. حقيقة لم أعرف كيف أرد على ما تقولين فقط نظرت لك بأن تتمي حديثك. قلتِ لي وقتها بأن من يريد أن يقرأ فليقرأ لأمين معلوف وأحلام وواسيني. صمت برهة ولم أعرف كيف أرد فلم أسمع بهم من قبل. ثم بدأتِ تحدثيني عنهم. لا ولم أنسَ كيف تحدثت عنهم واحداً واحداً وكيف كان الحب ينبت من بين خلجات صدرك. كنت تتكلمين عن أشخاص تمنيت أن أكون أي واحدٍ منهم بلا استثناء. حتى جاء الحديث عن معلوف. كانت تقاسيم وجهك كلها تنشرح وتبتسم. كانت يداك ترتجفان وأنت تصورين لي عبقريته. كنت تتكلمين بتأتأه خفيفة تضيف عليك جاذبية لم أعهدها فيك من قبل. دائماً ما تتملكك تلك التأتأه عندما تريدين إيصال فكرة سريعة بشيء أنت مقتنعة فيه تماماً وكأنما تخشين أن ينتهي الوقت قبل أن توصلي الرسالة. لكنها وصلت حتى لم أعد أراك إلا شخصية من شخصياته نحتها بعقله وتقمصتِها بروحك. أنتِ جميلة بالداساروحبيبة الخيام وقبرصية طانيوس ومصرية ليون الوزان ... وانتِ أنتِ ... سمرقند حياتي </strong></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">والآن بعد كل هذا ... </span><span style="font-size:130%;">كتبت رواية أنتِ بطلتها</span></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>أتريدين أن تقرئيها؟ أتمنى ذلك</strong></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>كان يا ما كان في قديم الزمان رجل أحب إمرأة</strong></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>كتبت ذلك ثم فكرت أنني لا أحبك بل أعشقك ... وكل وصف غير العشق أعتبره كذباً</strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>فغيرت الجملة لتكون </strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>كان يا ما كان في قديم الزمان رجل عشق امرأة</strong></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>أكاد أعرف ما تفكرين به ... سوف تقولين أنها مجرد حكايات أساطيرأو شيء من هذا</strong></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>وأن معلوف لايمكن أن يبدأ ب كان يا ما كان</strong></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>فأعود وأضع التغيير الأخير الذي لن أعيد كتابته بعد الآن ... كتبت</strong></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong>.</strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>رجل عشق امرأة </strong></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">انتهت الرواية</span><br />.</strong></div><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ويستمر عشقك</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ويستمر الحلم</strong></span></div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com51tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-48243920424596638442007-06-05T00:00:00.000+01:002007-06-04T23:11:55.736+01:00أحد عشر كوكباً<div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"><em>لا زلت أفكر في ذلك الرجل وما قد يكون قد حل به</em></span></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"><em></em></span></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"><em>ترى هل أكون انا السبب في تعاسته؟ </em></span></strong></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"><em>أسئلة تدور في بالي كل يوم ولا أجد سبيلاً لإجابتها</em></span></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">أعود بذاكرتي لعصر ذلك اليوم الذي كنت أمشي فيه مع ولدي الأوسط. كان يبكي في المنزل لعدم وجود أيس كريم وأدى زعيقه المستمر بلا هوادة بزوجتي للوصول إلى مرحلة الكفر بكل ماهو مقدس. فقررت أن آخذه إلى خارج أسوار المنزل لأعطيه فرصه العمر بتفضيله على أخوته بقضاء وقت معي وحدنا وربما كانت هناك مفاجئة تنتظره وهي أختيار أي نوع من الأيس كريم بنفسه دون أي تدخلات أبوية. وفي نفس الوقت إعطاء زوجتي بعض الوقت لإلتقاط الأنفاس قبل بدء مرحلة جديدة معه ومع اخوته</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">أحب المشي الهادئ مع طفلي هذا بالذات كونه شقياً للغاية في المنزل فهو بالكاد يتحدث بجملتين متتاليتين دون القفز بينهما على الحائط أو احد اخوته. ولكن عندما نكون وحدنا في الشارع فهو طفل مؤدب يمسك بيدي ويتحدث بأسلوب محبب لقلبي. لا أدري إن كان من يمكنه الإعتراف بتفضيل أحد أبنائه على الآخرين. ولا أدري إن كان من العدل فعل ذلك. لكني أقر وأعترف بقربه إلى قلبي أكثر من أخوته. لقد كانت والدتي تفضل أحد أخوتي علينا رغم إنكارها الشديد لتلك الفكرة كلما واجهناها بها حتى يومنا هذا فهي متمسكة بتلك الجملة المأثورة والتي لا أصدقها بأننا جميعاً متساوون في قلبها. لكنها كانت تفعل عكس ما تدعيه. وهاأنذا أفعل تماماً ما كنت لا أحبه فيها. ثم من قال أن تفضيل أحد الأبناء بجريمة؟ ألم يفعلها يعقوب النبي مع يوسف وأخوته الأحد عشر كوكباً؟ أليس الدين يقول بعصمة الأنبياء ومع ذلك لم يعدل في حبه حتى أتاه قميصه مخضب بدم ذئب محمولاً بأيدي عشرة كواكب</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">عموماً لم تصل الأمور بيني وبين أخي للبئر رغم وجوده في بيتنا العتيق. ربما كان خوفي من ذلك البئر الذي كنت جازماً انه مرتع الجن وان اللعب حوله أو حتى الإقتراب منه قد يؤدي بي إلى تلبس بجن كافر يجعلني عبداً له أو يخنقني بأصابع غليظة لها رؤوس مدببة كالمسامير تقربك من وجه شيطاني له شعر من أفاعي تتدلى حول رقبته. المضحك أو المخجل أن والدي بدلاً من أن فقط يشرح لنا خطورة اللعب بجانب البئر، تمادى في تخويفنا بقصص مرعبة جعلت مني رجلاً راشداً يخاف أن ينظر في أسفل بئر ماء. بل أذهب أبعد من ذلك وأقول أني مازلت أخاف النظرفي أي حفرة كانت مخافة أن يجذبني ذلك المخلوق ذو الأصابع المدببة </span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">إبني يجرني من أصبعي نحو محل البقالة في آخر الطريق يريد أن يأخذ مكافئته على الإلتزام بتعليماتي الصارمة التي إلتزم بها ككتاب مقدس.لا أدري إن كان إلتزامه حباً في المكافئة أم إحترام لي أم خوف من عقاب! هكذا نحن لا نعمل شيئاً فقط لنعمله فدائماً هناك مقصد لنا في آخر الطريق. ربما يكون طفلاً ولكن حتى الأطفال وإن إختلفت أهدافهم تبقى اهداف في نهاية الأمر والغاية تبرر الوسيلة كما يتقول علينا فلاسفة الأنانية البشرية. وفي النهاية لابد لي أن أنصاع لرغبته مهما كانت ... ألم أقل انه عزيزي</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">لا أدري ما الذي جعلني أسلك طريقاً غير طريق العودة إلى المنزل. شيئاً ما جذبني نحو أحد الأزقة التي لطالما مررت بجانبها ولم أفكر حتى في النظر إليها. كنا نمشي أنا وصغيري عندما لفت إنتباهي لشيئ مرمي على الأرض. مشينا نحوه ولفرط دهشتي وجدت لوحة زيتية تبدو عالية الدقة توحي بأن راسمها قد أفنى وقت طويل فيها ليضع كل مقاييس الجمال الحسي والذوقي التي تشدأرواح من ينظرون اليها من اللحظة الأولى. كانت اللوحة مبروزة بإطار أقل ما يمكن أن أقول عنه أنه باهض الثمن مذهب الأطراف جميل بدقة صنعه. كانت اللوحة وإطارها متناسقين بشكل يدل على أن من زاوج الأثنين يمتلك حساً رفيعاً في الحياة. اللوحة عبارة عن مجموعة من الأولاد يقفون بجانب بعضهم البعض وينظرون إلى خارج اللوحة. كان هناك ستة أولاد بعضهم يلبس ملابس بالية وآخرون يلبسون ثياب تبدو غالية الأثمان. أصدق القول أنني لا أفهم بالفن ولا بالرسم على الأخص لكنني أحسست بأن اللوحة تجذبني نحوها. أحببتها من أول نظرة هو ما يمكن أن أصف شعوري. ولا بد أن أشير إلى غبطة زوجتي عندما أدخل البيت متأبطاً تلك اللوحة الجميلة والتي لم أدفع قرشاً واحداً لأمتلكها</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">لا أعرف كيف وصلت لمنزلي فأبني يشدني من يدي والأخرى تحمل الغنيمة التي قد غنمناها أنا وهو للتو. لا أفكر بشيئ غير تفكيري بصورة زوجتي وهي تاخذ اللوحة من تحت أبطي وتشهق شهقتها المعتادة كلما رأت شيئاً جديداً وكانما هي لم تخرج من بيت ثري كانت لها الكلمة الأخيرة قبل الأولى إن لم تكن الأثنتين معاً وربما في آن واحد. أما أبني هو الآخر فيبدو أنه دخل على خط المفاجأة السعيدة فلم يعد يفرق بين خطواته يريد لوصول للبيت الآن قبل الآلان. شيئ واحد أعادني لوعيي هو صوت الفرملة المدوي الذي سمعته فجأة بجانب رأسي وجسدي وكلي ... وقبل ذلك ابني. كدت أموت في موقعي عندما نظرت ليميني فرأيت سيارة مسرعة بإتجاهي تحاول تفادي أن يكون ذبحي بين عجلاتها في اقل من ثانية. رأيت سنين عمري كلها تمرق من أمام عيني. وتيقنت أنني ميت لا محالة لولا أن توقفت العجلات قبل دهسي وطفلي بمسافة لا تزيد عن أصابع يد واحدة ممدودة ... نظرت للسائق وكأن لسان حالي يعتذر عن تطفلنا دون قصد ... طبعاً لم يعجب السائق إعتذاري فرأيت منه ما يثبت ذلك بالدليل القاطع إن لم نقل بالإصبع القاطع! ترى ماذا كان ظن ولدي وهو يراني أعتذر لرجل كاد أن يدهسني وإياه فقط لأعتذر له ليبادر بدهس كرامتي أمامه؟ </span></strong><br /><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">لم أقدر أن أصدق فرحت زوجتي بدخولي المنزل وأنا احمل شيئاً جديداً ... هل لي أن أسأل إن كانت النساء كلها هكذا؟ لا أدرى فلم أكن يوماً بالرجل الخبير بهن ... بل أود أن أذهب أبعد من هذا بأن أقول بأنني لا زلت لا أعرف كيف تفكر بنات آوي أقصد حواء. ربما أبتعدت أكثر مما ينبغي أو تقولت بما لست بمحل تقوله ليس تطيراً بل مخافة وتلك الحقيقة ولا أكثر من ذلك</span></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">هل يمكن أن يفرح شخص بكل ما أوتي من مال بشيئ فقط لكونه من دون مقابل؟ هذا كان سؤالي لسيدة بيتي وعقلي ... لم ترد علي كعادتها عندما أتدخل في أمور ليست من صلب الرجال وكأنما الرجال خلقوا من ضلع اقل اعوجاجاً من النساء. لست أدري أينما أنا ذاهب بتلك المناظرة الغير مجدية لأحد سواي ... أنا أعوج من ضلع حواء وتلك الحقيقة. </span></strong><strong><span style="font-size:130%;">لم تصدق زوجتي قصتي حتى تدخل أبننا بناء على رغبتي بشرح ما حصل دونما أن يخطئ بالتطرق لحادثة الدهس التي لم تكن ودونما أن أطلب منه ذلك ... ألم أقل بداية أنه عزيزى وكوكبي الذي ربما سجدت له لو تطلب الأمر ذلك</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">قبل أن اجلس على كرسيي المثير المفضل والذي يرغب الجميع بالجلوس عليه ولا يُسمح لأحد بالجلوس عليه عداي ... كانت زوجتي قد قررت أين ستعلق اللوحة الهدية السمائية في غرفة الجلوس العائلية لتكون بمثابة المناصف لكل شيئ ... فالأولاد ينقسمون لجزئين ... هم ستة أولاد ثلاثة بملابس بالية وثلاثة ملابسهم غالية وكأنما قررت زوجتي تعليم الأبناء درساَ من درس الحياة التي لم تفتأ تعلمها للأبناء عن وجود الغنى والفقر والخير والشر والضد والمضاد ... وأصدق القول بأني لا أعرف إن كانت تراني بمضادها او إن كانت ترى انها هي الخير وأنا بعكسه ولا أقول الشر كوني لا أزكي نفسي لكني جميل الطلعة والخلق ... فكيف ومن تكون هي؟ لست بالشجاعة التي كنت عليها يوماً ما لأرد على تسائل سألته نفسي ... ما اجبنني ... عربي أنا أخشيني كما تدعي الأغنية السخيفة</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">لم أكد أمضي لحال سبيلي في المنزل حتى جائني ولدي الآخر وهو يمطرني بطلب واحد لكنه كعادته يطلبه مئة مرة بالدقيقة. كان يلح علي أن أذهب للطابق العلوي من المنزل لأقوم بنفخ القلعة التي كنت قد طلبتها لهم وأتت للتو قبل أن ندخل المنزل بدقائق عن طريق البريد. طلبت منه أن يطلب من والدته عمل ذلك فبين لي انها هي من أرسله نحوي قائلة أنها من أعمال الرجال المنزلية التي لا تخص النساء. لا أذكر ما تمتمت به لكني أذكر أنه لم يكن حميداً. مسك يدي وجرني من الكرسي وبدأ يقودني كما تقاد الشياة أو الأعمي لا فرق. إستغرق الامر مني قرابة الساعة قبل أن انتهي من نفخ القلعة اللعينة والتي بدت أكبر بكثير مما توقعت ولولا المنفاخ الآلي لكنت بلا بلعوم ولا رئة الآن ولا أعتقد أن أبنائي كان يهمهم أمري الآن فهم يرون شيئ واحد فقط ... القلعة المنفوخة</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">لا أدري لماذا أصرت زوجتي على تعليق تلك الوحة في غرفة الجلوس. لا أعرف الكثير عن علم تصفيف الأثاث الذي تعرفه هي وتعايرني به طوال الوقت بل تطلق عليه لقب الديكور الداخلي وكأنما تريد أن تجد تبرير لوضع قطع من الاثاث هنا وهناك وتستند لعلم ومعرفة لتفعل ذلك رغم أن كل ما في الأمر أن الموضوع لا يتعلق بأكثر من إطار يعلق على الحائط. ثم ما بي أريد التعليق على أتفه الأمور وكأنما حياتي وحسابي معلق بها. على أي حال أصبحت اللوحة الآن في غرفة الجلوس وأنتهى الأمر على ذلك. الأمر الوحيد الذي تغير هو طريقة تعاملها معي فكأنما أصبحت رجلاً جديراً بالحب ولو ليوم واحد وكأني رجل العصر الحجري الذي عاد لغاره بعد شقاء يوم في الصيد بغزال أو ما شابه وبدأت نساءه بالنظرإليه بإعجاب يفوق نظرات الفخر وربما يدعوه لشيئ أكثر. لم أحضى بنظرة كتلك منذ آن لذا فقد تقبلت ذلك بصدر يفوق بالرحابة</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">كنت أسمع صراخ الأولاد بالدور العلوي وهم يلعبون. كان صراخهم على شدة قسوته وعلوه جميل جعلني أحس بإحساس غريب بأنني قد وصلت لقمة السعادة. وكيف لا ولدي من الأبناء العديد وكلنا نعيش رغد العيش وليس هناك ما ينغص علينا عيشنا. سرحت أفكر بأمور كثيرة قبل ان يقطعها صراخ أبني الاكبر وهو يناديني وأمه بصورة أقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها هيستيرية. قفزت من مكاني أركض نحو الدرج المؤدي للدور العلوي وصعدت السلمات أربع أربع حتى وصلت له. كان يصرخ ويقول بأن علينا أن نلحق أخيه. دخلت حجرة اللعب فوجدت صغيري وقد لف عمود القلعة البلاستيكي حول عنقه وخنقه. كان فمة يزبد وعينيه مبحلقة. طار صوابي ولم أعرف ماذا أفعل. بدأت بفك الرباط من حول رقبته ثم وضعت رأسي على صدره لأستمع لدقات قلب صغير لم يكن قد أكمل عامه الرابع بعد. لم يكن هناك دقات. كان الجميع حولي يصرخ بخوف. أمه تضرب على وجهها بيديها. أخته غطت وجهها بيدها وهي تصرخ بعنف. وأنا لا أعرف ماذا أفعل. حملته مسرعاً نحو السيارة وصرخت بأمه أن تأتي خلفي بسرعة. القيته في المقعد الخلفي وطلبت منها أن تجلس معه وأن تحاول عمل التنفس الصناعي. كانت تصرخ أنه لافائدة فإبننا قد مات وهي تضرب على وجهها. لا اعرف كم مضى من الوقت قبل أن كنا قد وصلنا المستشفى القريب من منزلنا</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">لم أعد أستوعب ما يدور حولي. ولدي ذهب بلا عودة. كيف لأحد أن يتقبل أمر كهذا؟ قال لي احدهم في المستشفى وهو يحاول مواساتي بأن ألله يعطي وألله يأخذ! من قال ذلك؟ وهل من تفوه بهراء كهذا ذهب له طفل يكاد يعبده! ثم لماذا حبيبي يُأخذ ويُبقى غيره؟ هل هذا هو العدل الذي يجب أن نعيش ونتقبله بلا مسائلة؟</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">قلبي يتفتت وِشعري يشيب وروحي تذوب كل ثانية لتعود مرة أخرى فتذوب ثانية </span></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">كان قلبي ينفطر عندما يبكي</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"></span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">والآن قلبي يتمنى أن يسمعه يبكي مرة واحد </span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"></span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">أود لو أشمه مرة أخرى</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"></span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">أفكر فيه وجسده البارد </span></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">أفكر فيه وهو وحيد</span></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">أفكر فيه وهو خائف فلست أنا بجانبه أمسك يده لأطمئنه أن كل شيئ بخي</span></strong><strong><span style="font-size:130%;">ر</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"></span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"></span></strong></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">كنت وأنا طفل صغير يطلب مني أبي أن أُحضر له شيئ من الثلاجة الواقعة في المطبخ الخارجي. كنت أشعر بالخوف الشديد من الظلام فأركض بشدة نحو المطبخ وأنا أُغني بأعلى صوتي لأطمئن نفسي وأخيف من هناك ... أرواح كانت أم غيرها ... وعندما أصل لوالدي أكون منهكاَ من تعب الركض والغناء معاَ في نفس الوقت وكنت أرى في نظرته تشجيع لي ليطمئنني أنه كان هناك خلفي يحمي ظهري</span></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"></span></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">ترى من لك هناك ليغني لك بصوت عالي </span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"></span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">ترى من هناك ينتظرك ليعلمك أنك وصلت لأمان لن تخاف من بعده</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"></span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">أكاد أهذي من الألم </span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"></span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">بل هو الألم الذي يهذي بلساني</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"></span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">هل هو ذنب إقترفته يدفع هو دينه أم كانت خطيئة كان هو كفارتها؟</span></strong></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"></span></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">مرت حياتي وحياته كشريط متقطع الأوصال. تارة أنا وتارة هو</span></strong><br /><strong><span style="font-size:130%;">مولده وطفولتي ... أول سن نبت في فمه وأول مرض أذكره في طفولتي ... أول مرة نطق بإسمي وأول مرة قابلت أمه ... ضحكته التي تنير الدنيا علي وسفري الدائم بعيداً عنه ... أصدقائه الصغار وصديقي حسام... أول خطوة خطاها وأول أمرأة عاشرتها ... وآخر مرة أرتشفت فنجان الشاي في فراشي ... أول مرة مشينا سوياً وطعم النبيذ الأبيض في شفيتها ... والإمرأة التي تزوجتها وتلك التي أحببتها </span></strong></div><br /><br /><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"><em>ترى من أنت أيها الرجل الغريب؟</em></span></strong></div><br /><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"><em>لماذا لم تقف عندما ناديت خلفك وكأنما أسرعت الخطى لتهرب مني</em></span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">عدت وزجتي للمنزل فإستقبلنا باقي الأبناء بوجوم وكانما قرأوا ما حدث على وجوهنا فإندفع الجميع نحونا ولملم الجميع بعضه وبكينا ككتله واحدة أصابها مقتل. كان الجميع بلا إستثناء يبكي بحرقة. أخذت أقبل رأس أبنائي واحد واحد وهم يبكون أخاهم. لا أعرف كيف شعور فقد الأخ لكني بت اعرف أن فقد الأبن عظيم. لا أعرف إن كنت أواسيهم أو كانوا هم من يواسيني فقد كان الجميع منهاراَ بدون إستثناء فكيف لا وفجأة وبدون إستئذان يدخل الموت بيننا فيختار أحدنا ثم يمضي دون أن يمهلنا أن نقول لمن نحب كم نحبهم؟ هل هذا هو العدل؟ ومن هو الموت الذي يفعل مايريد .. الموت كلمة فقط أم معنى؟ هل لي الشجاعة أن اطلب منازلته؟ وإذا فزت ماذا عساي أطلب منه؟ وإذا خسرت هل أنا مستعد لدفع الثمن</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">عندما دخلت المنزل لأول مرة بعد الأحداث. كنت متعباَ لا أقوى على الوقوف على قدماي ولم أعد أقدر أن أتحدث لأحد فقررت الصعود لمخدعي لأرتاح قليلاَ ... أو هذا ما أوهمت نفسي عمله. ما أن صعدت درجات السلم حتى سمعت صرخة مدوية من زوجتي. كانت صرخة كفيلة بتجميد الدم في عروقي. ولم أكن في حال يستحمل سماع صوت أحد. ركضت نازلاَ السلم وبينما أنا أفعل ذلك سمعت دوي جسد يرتطم بالأرض. كان مصدر الصوت هو مصدر الصرخة ذاتها فقد كانت زوجتي فاقدة الوعي عندما وصلت إليها. صرخت بإبنتي الكبرى بأن تحضر بعض الماء البارد الذي رششته على وجهها. لم تلبث أن أفاقت من إغمائتها. لممتها إلى صدري وهمست بإذنها أن تكف أن تحميل نفسها أكثر من وسعها وأن تشد من أزرها أمام الأبناء فهم في حالة يرثى لها وهم بحاجة لأم وأب أقوياء. لا أدري إن كنت حقيقة أقول هذا الكلام لها أم كنت فقط أُسمعه لنفسي لأقوي عزيمتي. لم ترد علي ... أبعدتها عن صدري ونظرت في عينيها. كانتا شاخصتين بعيداً عني وكأنما كانت غائبة الوعي بأعين مفتوحة. هززتها بعنف وأنا أناديها بإسمها لم ترد أيضاً. صرخت بها بأن ما بك؟ وببطئ شديد رفعت يدها اليمنى وهي تمد أصعبها ناحية الحائط. </span></strong><strong><span style="font-size:130%;">نظرت إلى الحائط وإذا بزوجتي تشير إلى اللوحة. كانت تتمتم بأشياء غير مفهومة وشفتاها ترجف وعينيها تدمعان</span></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">نظرت إلى اللوحة ولم أرى شيئاً فيها. صرخت بها أن تكف أن هرائها فليست هي الوحيدة من سرقت سعادته وحياته اليوم . لم ترد علي بل إستمرت بالإشارة إلى نفس المكان وهي شاخصة. سايرتها عيني حتى وقعت على اللوحة مرة اخرى. لم أصدق ما رأيت. كان هناك سبعة اولاد لا ستة. تركت رأسها على الأرض دون أن اعيي كيفما تركته حتى أنني لم ألحظ إرتطام رأسها. قمت من مكاني حتى أصبحت مقابل اللوحة أحاول أن ألحظ كيف أصبح هناك سبعة. لدهشتي ولأسوأ ما جاء بفكري كان هناك بالفعل ولد جديد ولم يكن غير حشاشة فؤادي. كان وجهه ينظر إلي بعينين تشعان بالخوف والحزن. كان بنظرته يتوسل إلي أن أخرجه من هذا المكان. ولدي أصبح داخل تلك اللوحة الملعونة دون أن أقدر على فعل شيئ. الآن فقط عرفت لماذا كان هؤلاء الأولاد لهم تلك النظرة المليئة بالخوف والرجاء من الخلاص. لقد أسقط في يدي فليس هناك من شيئ أفعله. لم أحس إلا ودموعي تنهمر بغزارة على خدي. جثوت على ركبتي وأنا اصرخ بأعلى صوتي بإسم إبني اللذي ذهب ضحية لعنة جلبتها بيدي لبيتي وكأني أسئل السماء أن تنقذني من هلاك أوقعته على نفسي بنفسي. كان هو داخل الصورة بنفس ملابسه التي مات فيها. يا إلهي لماذا تعاقب الضعفاء بجريرة آبائهم؟ لماذا لم تاخذني أو ... لم أريد أن أكمل الفكرة لأن أولادي جميعهم من صلبي ووجب علي حبهم بنفس القلب </span></strong><br /></div><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">لم اشعر بنفسي إلا وأنا أنزل اللوحة من على الحائط وأتجه نحو الشباك ولم تكن إلا ثوان حتى سمعت صوت إرتطامها على الأرض في الخارج. إتجهت نحو زوجتي وكان بقية أطفالي قد تجمعوا حول أمهم فجلست على الأرض بجانب رأسها وكانت قد ذهبت في غيبوبة جديدة. قبلت رأسها وأخذت أقبل وأواسي الأطفال. كانوا يرتجفون بقوة فلقد رؤوا بأعينهم أخاهم وهو يظهر لهم من داخل اللوحة فليس هناك ريب فيما شاهدوه لكنه الخوف من المسكون والخوف من الملعون هو اللذي يخيم على قلوبهم الآن. كنت أواسيهم ولا أعرف كيف أفسر ما حدث. فكيف لي أن أفعل ذلك وأنا خائف وأرتجف مثلهم تماماً</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">لا أدري كم من الوقت مضى ونحن على الأرض عندما سمعت همهمات وضحكات تأتي من الخارج. كانت تأتي من مقابل الشرفة تماماً. قمت من مكاني وتوجهت لأنظر فيمن يكون هذا. لم يكن سوى رجل وولده الصغير. لم يكن هناك شيئ غير طبيعي سوى أنهم كانوا يقلبون فرحين تلك اللوحة اللعينة وكان يبدو على الرجل نفس علامات السعادة التي كانت علي عندما وجدتها. بل خيل لي أن ما يحدث أمامي هو فقط شريط سينمائي عشته بالسابق. طار عقلي من مكانه. أيكون عندما وجدتها كان يعلم من رماها بماهيتها؟ لم أكن أريد معرفة الإجابة الآن بل يجب أن أحذر هذا الرجل قبل فوات الأوان. ناديت عليه من الشرفة وكان قد بدأ يبتعد وأبنه يحملون غنيمتهما بسرور واضح. لم يرد على ندائي فقررت أن أنزل لألحق به. كنت قد وصلت لباب المنزل قبل أن أسمع زوجتي تناديني بصوت خافت أن إبقى بجانبي. لم أعرف أي جهة أذهب. هل أحذر الرجل الغريب أم أبقى بجانب من فقدت ولدها؟ لم يكن الخيار سهلاً لكنني في النهاية قررت الذهاب خلف الرجل الذي كان قد توارى عن أنظاري وذهب بحال سبيله ولم أعرف أي طريق سلك ... وأختفى</span></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">.</span></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">. </span></strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"><em>ترى ماذا حل ببيتك أيها الغريب؟</em></span></strong></div><br /><div align="right"></div><br /><div align="right"><em><strong><span style="font-size:130%;">مازلت أرى صورتك وإبنك كل ليلة في منامي </span></strong></em></div><br /><div align="right"><em></em></div><br /><div align="right"><em><strong><span style="font-size:130%;">أحلم بأنك تشكيني للرب يوم نبعث وتقول هذا هو من قتل إبني</span></strong></em></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;">.</span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;">وأقسم لك أمامه أنني حاولت ولم أفلح</span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;">. </span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;">بل أنا من يجب أن أشكي أحداً للرب</span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;">. </span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;">ولولا مخافة لشكوته هو</span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;">.</span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;">.</span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;"></span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;">هل لك أن تسامحني؟</span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;">.</span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;"></span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;">.</span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;"></span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;">.</span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;"></span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;">.</span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;"></span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;">.</span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;">.</span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;">.</span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><em><span style="font-size:130%;">.</span></em></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">إستسغت عدم وضع مجال للتعليقات فقررت الإبقاء عليه هذه المرة أيضاً</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">فكما قلت في السابق غاية رجائي أن يستمتع ولو القليل منكم بما سطرت</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"></span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">عموماً لمن يريدالتواصل يمكنكم مراسلتي على الإيميل</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">baldesar@gmail.com</span></strong></div><br /><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"></span></strong></div><br /><div align="right">بالديسار</div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-54726327142223160602007-01-01T21:01:00.000+00:002007-01-02T09:02:05.832+00:00عندما تموت الحياة هل يستمر المطر؟<div align="right"><span style="font-size:130%;"><em><strong>كتبت هذه السطور في مقهى في أحد المتاجر في وسط العاصمة البريطانية عندما جلست مقابل شاب وفتاة غارقين في الحب فلم أستطع أن أقاوم الكتابة</strong></em></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>حبيبي</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><strong></strong></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>أجلس هنا في زاويتنا المفضلة على نفس الطاولة التي كنا نجلس عليها يوم الجمعة في كل أسبوع من الساعة الثانية عشرة حتى الواحدة والنصف. لم أكن أعرف أنني سوف اكتب لك شيئاً حتى رأيت الشاب والفتاة الذين يجلسون بقربي قد بدأوا بقبلات وضحكات أثارت مواجع فوق مواجعي التي أحس بها وأنا أجلس هنا بدونك. لا أدري لماذ رأيت نفسي ورأيتك فيهما. هو جميل للغاية وهي كذلك. يجلسان متقابلين وهو يمسك يدها وكأن العالم قد توقف حولهما ولم يبقى فيه غيرها في عينيه. يدع أصابعه تسري خلال شعرها الكستنائي وهو يتمتم بكلمات لا أسمعها بأَذني لكني أسمعها بقلبي. وهي تنصت لما يقول ولا اجد غير نظرات حب تخرج من عينيها له</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>تصور أنني لم أحضر إلى هذا المكان منذ ثلاث سنوات ونصف منذ أن فارقتني، ومع هذا ما إن دخلت حتى هب لي المدير مرحباً. لقد أصر أن يشتري لي القهوة على حسابه ورغم رفضي لم يسمع ما أقول وعلى الرغم من تقديري لما فعل أحس بانه كالجميع يفعلون ما يريدون لي دون أن يكون هناك مكان لما أريد أنا. سأل عنك وهو يحضّر قهوتك البيضاء ،كما تحبها دائماً ،فأعلمته أنك لن تأتي اليوم ... ولا غداً ... ولا أبداً</strong></span></div><div align="justify"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>لم أقصد أن أجلس هنا في المقهى في هذه الساعة بالذات، بل جئت إلى هذا السوق لأتسلى قليلاً ثم أتناول القهوة فيما بعد. الغريب أن قدماي قادتني نحو الزاوية تماماً عندما دقت الساعة لتعلن قدوم الثانية عشر منها. وعندما جلست لم أقدر أن أحبس دمعتي فجريت إلى ركن القرطاسية وأشتريت كراس وقلم لأكتب لك هذه السطور. أعلم أنك لن تقرأها لذا سوف أمزقها بعد أن انتهي منها وأرميها في الهواء فوق النهر فلربما قرأها النهر وعرف كم أحبك</strong></span></div><div align="justify"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>كل يوم يمر علي لا يخلو من دمعة عليك. لست أدري هل ألوم نفسي في موتك أم ألوم القدر الذي لم يمهلك أن تعيش حياتك كما كنت ترغب. ترى هل هو خطئي عندما لم أتأكد من قفل الباب مثلما كنت أفعل كل يوم أم هو قدري أن أراك تلفظ أنفاسك بين يدي. ترى هل سلمتك بيدي لقاتلك دون أن أدري. هل تعرف أنني لم ألحظ يوماً زهرة منذ أن تركني! تريد أن أخبرك بما يجول بخاطري؟ أنا لم أعد أفرق بين ربيع وخريف فكل أيامي أصبحت شتاء بارد جاف بغيرك. أصبحت لا أرى الحياة ولا حياة تراني. أصبحت كالعشب الميت الذي ينتظر المطر ليحيا وإن أتاه المطر إكتشف أنه ميت في الجذور فلن يكفيه المطر بعد الآن فقد فات الأوان</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>لازلت أفكر كيف جئنا إلى لندن قبل سنوات ست لنبدأ مسيرة كفاح ومليون خطوة كما أسميتها. كنت تقول دائماً أننا سوف نعيش هنا أجمل سنوات عمرنا بل وعدتني بذلك ولعمري فقد أوفيت حتى رحلت. وفيت بعهد قطعته بنفسك على نفسك فكنت لي الحبيب والصديق والأخ والأب والأم وحياتي وكل نفس نفسي. أعرف أنك تعرف ذلك لكني بحاجة أن أبوح لك مرة أخيرة بما أحسه داخل نفسي نحوك</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>هل تعرف أنني رسمتك لوحة؟ نعم فعلت ورب الكعبة</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>رسمتك بريشتي التي لم أعرف أنني أملكها وعندما إكتشفتها لم أعرف كيف أستخدمها حتى بدأت برسمك</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>رسمتك مركب جميل ذو شراع كبير يملؤه الريح وهو يقطع البحر الهادر وسط سماء زرقاء تتخللها سحب بيضاء وطيور تطير حول شراع المركب ربما تريد أن تهتدي بهداه أو تدله على مرسى </strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>رسمتك وأنا أشعر أنك المركب الجميل الذي لا تهزه ريح ولا موج عن بلوغ مراده </strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>رسمتك شراع عظيم يملؤه الريح القوي فيتماسك رغم كل شيئ ليقود المركب لبر الأمان</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>رسمتك موج هادر كما أنت دائماً تخاف علي من همس الريح</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>رسمتك سحاب أبيض كما هي روحك </strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>رسمتك طائر يطير حول المركب وحولي كل يوم في كل ساعة في حياتي أنت طائر تطير أمامي أراك في كل مكان فأبتسم لك دون أي شعور مني</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>لو تعرف كيف أنظر لك في لوحتك التي أسميتها <span style="color:#000000;"><em>حياتي</em></span> كما رسمتك. كنت سحابي وريحي وشراعي وطيري وموجي وسفينة نجاتي، وهل لي أن أرسمك بغير ذلك؟</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ربما تقول لي نعم. لكني لا أعرف أن أرسمك بغير ما كنت تمثل لي في حياتي. وكنت تمثل لي كل شيئ في هذه الدنيا. أين انت يا مرساتي</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>هل تعرف أنني ذهبت لمقر عملك اليوم؟ هذه المرة الأولى التي أزور فيها منطقة عملك في حي المال. لا أدري لماذا ذهبت هناك ربما قادتني قدماي وربما قادتني روحي هناك. وقفت خارج المبنى أراقب الداخل والخارج علك تظهر لي فجأة من هذا الباب. كنت أعرف أنك لن تخرج لكن قلبي كان يحن إلى رؤياك بشدة. وقفت ساعتين في نفس المكان أنظر للباب وكلما لمحت شخصاً له معالم رسمك قفزت رافعة يدي ألوح بها كالمجنونة حتى أتقين أنه ليس أنت فأعود لمكاني خائبة الرجى وألهم نفسي صبراً علك تكون الشخص التالي الذي يظهر من وراء الباب</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>عبرت الشارع الى كثيدرائية القديس بول وجلست على أحد الكراسي الخشبية مقابل مبناك أنظر إليه وأحس بك تطير حولي. الجو بارد ولم أحضر معطفي معي ليقيني هذا البرد. لم أحسب أن الجو بارد هكذا فلم أرتدي سوى كنزة شتوية دون معطف والنسيم البارد يعصف بي قليلاً من كل جنب. أحس بك قربي أكثر. أحس بجناحيك من خلفي تلمني بهما وتفردهما لتغطيني بريشها الأبيض. أشعر بالدفئ حولك كما أحسسته دائماً وأنا بقربك. أُسند رأسي للخلف وأضعه على كتفك وأحس بك تضع رأسك على كتفي الآخر وبأنفاسك على رقبتي. كم أحس بالأمان الآن وأنا بين يديك. أهمس لك أن احبك في أذنك وتهمس لي بأنك لن تنساني أبدا. أقبّل خدك وأمسح دمعة عليه بللتها بعطرك. أمسك يدك واضعها على جبيني وأنزل بها إلى خدي ثم أقبّلها قبل أن أضعها على قلبي لتحس بنفسك كم يخفق هو لفقدك. ثم أحس بك ترفع يدك لتمسح دمعتي التي نزلت دون ان ادري وتقبّل أصابعك المببلة بدمعي كما تفعل دائماً عندما تريد أن تعلمني بمدى غلاة دمعي عندك. لماذا أنت هكذا؟ لماذا أحببتني لتلك الدرجة التي لا أستطيع أن لا أحبك بمثلها؟ </strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">تلتفت لي العجوز الجالسة على الكرسي بقربي وتبتسم قائلة: هل هو معك الآن؟ وكأنما تعرف ما أمر به. إبتسمت وقلت نعم وربي هو الآن هنا بجناحيه يدفيني. قالت أنها تشعر بك أيضاً ... هكذا أنت دائماً تحرص على إرضاء الجميع على حساب نفسك. </span><span style="font-size:130%;">أضحكتني تلك العجوز عندما طلبت مني أن أبلغك برسالة لتوصلها لزوجها الذي حسبما قالت لم يزرها ولو مرة واحدة ... لن أقول لك الرسالة لأنها مليئة بالسباب </span></strong></div><div align="right"><strong></strong></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>قررت أن أمشي على خطاك فتوجهت ناحية الجسر الألفية الذي لطالما عبرته لتصل لمتحف الفنون الحديثة في الضفة الأخرى من النهر. وقفت على الجسر في وسطه تماماً مثلما كنت تفعل كل يوم كما كنت تقول لي. نظرت إلى المراكب النهرية وهي تعبر أسفل الجسر وبها الأطفال والسياح الجميع يضحك محتفياً بمن معه .. إلا أنا لم يبقى لي أحد أحتفي به من بعدك</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>قبل فترة كنت أعبث بأغراضك الشخصية أبحث عن شيئ جديد لم أعرفه عنك وأنا التي كنت أدعي أنني أعلم كل صغيرة وكبيرة عنك. هل تعلم مدى دهشتي عندما إكتشفت أنك كنت تكتب القصص! لم تعلمني بذلك أبداً. كم غريب أنت في قصصك ومواضيعك المنفرة. أجزم أن قلة قليلة تحب ما تسطر. هل تعلم ماذا فعلت؟ طبعت ما كتبته على أوراق وظللت أشرب قهوتي وأنا أقرأ لك. أضحك على جنونك وأبتسم لأنني شعرت بأنك تكتب وتفكر بي وبقرائك. لذا شعرت بأن علي أن أستلذ بما تكتب ولو كان على حساب ثلاث ساعات متواصلة من عمري ... ربما كان هذا مبرراً لهروبي من حياتي. قرأت ما كتبت وأنا أستمع لأغنية ،لا أعرف من يغنيها، لكن تقول في كلماتها أنت عالبال يا عيوني. ولم ألحظ إلا ودموعي تسيل من كل مكان. آه لو كنت أستطيع أن أفديك عيوني لما ترددت</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ربما تعرفني أكثر من اللازم وتعرف أن وجودي هنا له مغزى. لقد خطبني صديق شقيقي منذ سنتين ورفضت. لم أرضى أن يحل أحد محلك في قلبي فأنت دائماً سوف تبقى الوحيد فيه. وكرر خطبته أكثر من مرة حتى ألح علي جميع من حولي أن أقبل به. بل أصر شقيقي أن أقابله قبل أن أرفضه. ففعلت فقط حتى يتركني وشأني. لا تعلم كم هي الحياة صعبة من بعدك. لا أحد يحتمل أرملة شابة في بيته حتى وإن كان من لحمك ودمك. بل جل وقته يريد أن يزوجها لأول قادم حتى يرتاح من مسؤوليتها على الرغم من أنني لم أطلب أن أكون مسؤولية أحد بل كل ما طلبته أن أعيش على ... الهامش ... لا أكثر</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>قابلته في نهاية الأمر وقلت له كلاماً كثيراً كان أغلبه عنك. وكأني أراك تضحك من خلال السحاب الآن. تعرف أنني دائمة الحديث عنك أينما كنت ولم يختلف الأمر هذه المرة. قلت له أنك الوحيد الذي في قلبي وأنك حبي الأول وأصدقك القول لم أقل الأخير لأنني أحسست بدمعته في عينه تجاهد للبقاء هناك. كان متفهماً جداً لم يطلب شيئاً. بل على العكس قال أنه لم يتوقع أن أكون قد نسيتك بهذه السرعة ولو كنت لولى الأدبار كوني لا أحفظ العشرة كما قال. أنه إنسان طيب كنت أحببته لو عرفته. بل أجزم أنك لو كنت تريد أن تصونني مع أحد من بعدك لما ذهبت بعيداً عنه في إختيارك</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">هو الآن زوجي ... لكنه زوجي على الورق حتى الآن ...</span><span style="font-size:130%;">طلبت منه أن نقضي بضع أيام هنا في لندن. أسماها الجميع حولنا شهر عسل بينما أتفقنا أنها أيام للراحة فقد قلت له أنني بحاجة لزيارتك هنا. لم يمانع فهو يعلم مدى حاجتي للبوح لك بما يجيش في نفسي قبل أن أمضي في حياتي. أعلم أنك مدفون في بلادنا لكني أشك أنك تركت هذه البلاد فأنا أعلم علم اليقين مدى حبك لها. أليس كذلك! أنا هنا فقط لأسألك الرضى عني فأنا مازلت لعشرتك صائنه لكني أريد منك أن تبارك لي خطوتي التي لم ولن أخطيها قبل أن ترضى بها. ربما اكتب لك ما أكتب كي أقول لك ما يدور في خلدي وأريدك أن تعرف أنه مهما حدث فلن تكون غير الاول في قلبي إلى أن نلتقي يوماً فتلمني بجناحيك مثلما فعلت من قبل فأشم فيك العبير الذي ابتغيه ولا أبتغي غيره. أحببتك يوم إلتقينا ويوم تعرافنا ويوم زواجنا ويوم فراقنا وسأحبك حتى ... أبعث حيا ... فنعود كما كنا روحين في جسد فتمسك يدي وتسري أصابعك في شعري وتهمس لي كلمات أسمعها بأذني وقلبي وليتوقف الزمن عندها كما يشاء </span></strong></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>أحبك</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>.</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><em><strong>ملاحظة: لقد تعمدت عدم ترك مجال للتعليقات </strong></em></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><em><strong>كل ما أتمناه أن يستمتع القليل منكم بما سطرت ولا أتمنى أكثر من ذلك</strong></em></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><em><strong></strong></em></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><em><strong></strong></em></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><em><strong></strong></em></span></div><div align="justify"><span style="font-size:130%;"><em><strong></strong></em></span></div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.comtag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-22341653411608472572006-11-27T12:55:00.000+00:002006-12-23T23:31:38.809+00:00الزنزانة<div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>1</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ما الذي يحدث هنا</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>كل ما أعرفه أنهم أخذوني من منزلي من بين أهلي هذا الصباح وأحضروني هنا. لم يسمحوا لي بتوديع والدتي ... زوجتي ... أبنائي </strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ماذا يريدون مني فلم أفعل شيئاً لأحد فأنا مسالم بطبعي، بل أنا جبان بطبعي ودائما تجدني أمشي بجانب الحائط</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ليست هذه بالمرة الأولى التي يأخذون فيها أحدنا. لكنها بالتأكيد المرة الأولي التي أكون فيها أنا السجين ... بل الأسير. ترى هل سيسمحون لي برؤية أحد. أتمنى ذلك فلا أريد أن أكون وحيداً هنا. المكان بارد ولا يوجد شيئ لتدفئته. الهواء راكد وغير نقي بل غير صحي. الأوساخ في كل مكان على الأرض والحائط. يا إلهي هل تلك بقايا جسد ... بل فضلات جسد ... ترى متى آخر مرة كانت عندما نُظف هذا المكان؟ يجب أن أتولى ذلك بنفسي ... ترى هل أطلب من أحد أن يمدني بيد العون لننظف المكان ... حقاً أنني مجنون فكيف أفكر بتنظيف الزنزانة بدلاً من أن أفكر بالهروب من هنا ... أو على الأقل معرفة ماذا أفعل هنا على أقل تقدير</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>2</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>مضت ساعتان ولم يحضر أحد لينظر حتى بوجهي ... على الرغم من أنني أحس بأنني مراقب طوال الوقت. لماذا أنا هنا؟ أسئلة تكاد تهلكني وأنا لا أملك إلا التفكير بها. الجوع بدا يشق طريقه لجسدي النحيل أصلاً. ترى بماذا يفكر أبنائي الآن؟ هل كانت هي المرة الأخيرة تلك التي سمعت بها عراكهم هذا الصباح. ما أحلى صوت العراك عندما يكون من أبنائي. أعلم أن هذا لم يكن رأيي هذا الصباح لكني أعترف بتغييره الآن وإلى الأبد. وأمهم الحنون ... آه يازوجتي العزيزة كم أحبك يا قمري وأوعدك أنني سوف أعود لكي قبل أن تفتقدينني. أحس أنني سأعود لأحضانك قريباً جداً. المشكلة الوحيدة في الأمر هي أنني أحس أن ما أقوله الآن هو لأُطمئن نفسي فقط لا أكثر</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>3</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>أسمع أصوات تأتي من بعيد. ربما أحضروا بعض الطعام. أرجو ذلك فقد مرت على الأقل عشر ساعات وأنا هنا محبوس وحدي أمشي من زاوية لأخرى ومن حائط لحائط. الآن عرفت إحساس السجين الذي لطالما سمعت عنه. الوحدة القاتلة. هذا كثير علي </strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>وفجأة تفتح الأبواب ويُرمى جسد بجانبي على الأرض. لم يتحرك. هل تراه ميتاً أم عُذب لدرجة أنه لم يعد يستطيع الحراك. أهذا مصيري أيضاً؟ دنوت منه ببطئ ... لمسته ... تحرك جسدة بعيداً عني ... كانت ردة فعل فما زال رابضاً في مكانه لا يتحرك. أحس بتلك النظرات من خارج أسوار الزنزانة تراقب ما يحدث بالداخل وكأنما يريدون معرفة ما إذا كان السجين الجديد سوف يعيش أم لا. وفجأة دبت فيه الروح. تحرك. نظر إلي. إقترب مني. حام حولي. تسمرت مكاني ساكتاً فلم أعرف ماذا أقول له. يبدو وجهه كالعفريت. له تقاسيم شيطانية بل أقسم أنه شيطان. هل أقول له مرحباً بك في بيتك الثاني؟ من المجنون الذي أمر بوضع هذا المعتوه هنا معي في نفس المكان؟ أقسم للجميع أنني لم أفعل شيئاً فأنا شخص مسالم. كل ما أريده هو أن اعيش وأموت بين أهلي، هل هذا بالطلب المستحيل؟ أم أصبح العيش للعصابات والقوي يفتك بالضعيف والكبير يأكل الصغير ولعمري شكل هذا الوحش يوحي بأنه سوف يأكلني لامحالة</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>منذ متى أنت هنا يا هذا ... قطع علي شتات فكري بسؤاله</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>منذ الصباح الباكر. تخيل لم يعطوني فرصة لأودع أهلي. بل أخذوني عنوة. إقتحموا مسكني دون إستئذان و وو</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>هل طلبت منك أن تروي لي قصة حياتك؟ لا أعتقد ذلك أنا جائع ومنهك وأريد النوم</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>وانا أيضاً لكني أريد أن أعرف متى سيطلقون سراحي</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>نظر إلي وضحك وهو يقول ... أنت أغبى مما يوحي شكلك به. لن تخرج من هنا إلا وأنت ميت أو إلى سجن آخر</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>كان وقع كلامه علي وقع العاصفة التي تدوي فجأة وسط سكون الليل فتدمر كل شيئ في طريقها ... ماذا تقصد بكلامك ... سألته </strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>ما أقصده أنك هنا للأبد يا غبي</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>مشيت للطرف الآخر من الزنزانة وأنا أفكر في كلامه. هل يمكن أن يكون ما يقوله صحيح أم أنه يريد ترويعي فقط لا أكثر. إن كان ذلك قصده فقد أحسن العمل فأنا أحس بخوف شديد مما هو آت</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>نظرت ناحيته وإذا به ينظر إلي نظرة غريبة. ثم إنطلق نحوي بسرعة. بدأت أعدو في دوائر حول الزنزانة وهو يجري خلفي. لا أدري لماذا يهاجمني ولا أدري لماذا أركض. أسمع ضحكات تأتي من الخارج. يبدو أن أحدهم يستمتع بما أنا فيه الآن من عذاب وهذه قمة السادية على ما أعتقد أن هذا أسمها. قررت بيني وبين نفسي أن أقوم بمهاجمته بدلاً من العيش بخوف للأبد. وقفت وإلتفت ناحيته وصرخت صرخة كبيرة ثم بدأت أركض ناحيته. يبدو أن شجاعتي المفاجأة كان لها أثرها فقد بدأ هو يعدو في حلقات وأنا خلفه. لا أدري لما أجري خلفه أو ماذا سأفعل لو أنني أمسكت به. بدأت أسمع الضحكات بالخارج تتزايد. لا أقدر أن أستمر خلفه فهو ذو طاقة عالية. بدأ يضحك بشدة ثم توقف قائلا ... أرجوك أنا أستسلم ... قالها وكأنما ما حدث للتو لم يكن أكثر من مزحة للترفيه عن نفسه. اليوم كله بحذافيره غريب. بل غريب جداً</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>4</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>وقفنا كل في زاية من المكان. بدأت أحس بتلك النظرات بالخارج تقترب من الباب. يفتح الباب وتُرمي بعض الفتات من الطعام ويغلق الباب بسرعة. نظرت للطعام ثم إلتفت ناحية الشيطان فتلاقت نظراتنا وبدون أي كلمة هجمت على الطعام. كانت ردة فعلي متأخرة جداً فقد إستحوذ على جميعه وبدأ يأكل بشراهة غريبة </strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>هل لي ببعض منه أسُد به رمقي فلم آكل شيئاً منذ الصباح ... قلت له</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>لم يرد علي بل إستمر بالأكل وكأنما لم يسمع ما قلته له. ألا يشم رائحة الطعام النتئة. كيف يمكن أكله؟ أكاد أتقيأ من رائحته. أقول قولي هذا وأنا على أتم الإستعداد لمشاركته فيه إن سمح لي ... لكنه لم يفعل</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>جلست في الزاوية أفكر فيما يحدث. يبدوا أنني منهكاً جداً فلا أستطيع أن أبقي عيني مفتوحة أكثر من ذلك. أغمضت عيني قليلاً عل النوم ينسيني جوعي وقلقي. بل ربما فتحت عيني فوجدت نفسي بين زوجي وعيالي فأحكي لهم حلمي المزعج هذا</strong></span></div><div align="right"><strong></strong></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>5</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>فتحت عيني. تلفت حولي. لا أري أحداً بجانبي. أين ذهب يا ترى؟ في الزاوية الأخرى من الزنزانة كان جسده مستلقياً لا يتحرك. بطنه منفوخ. يا إلهي لقد مات. يبدو أن الطعام كان فاسداً. هل أحاول أن أسعفه أم أحمد ربي أنه كان أنانياً ولم يدعني أشاركه الطعام. وقبل أن أتحرك نحوه ... فتح الباب ... مُدت يد إلى داخل الزنزانة ... إلتقطت جسد السمكة الميتة لخارج الحوض وأقفلت الباب خلفها لأبقى وحيداً في الحوض الصغير ... زنزانتي ... مرة ثانية</strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong></strong></span></div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com55tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-1162938592375299172006-11-11T13:27:00.000+00:002006-12-23T23:32:55.723+00:00أطفال المقابر<div align="right"><span style="font-size:130%;"><br /><br /><strong><em>هذه أوراق وجدتها ملقية على الأرض في أحد الشوارع. يبدو أنها مذكرات شخصية لأحدهم. قررت نشرها ربما قرأها أحد وعرف كاتبها</em><br /><br />السبت 11 نوفمبر<br /><br />فتحت عيني على صوت الهاتف يرن بجانب رأسي. لا أدري لماذا أضعه هنا وكلما رن وأيقظني من النوم شتمت نفسي ومن دعته نفسه للاتصال في هذا الوقت. مددت يدي ببطئ وكأنني أتمنى ان يكف الهاتف عن الرنين بعد أن يمل المتصل من الانتظار. يبدو أن المتصل ذو طاقة عظيمة على الصبر فلم يتوقف عن الرنين وكأنه يلح علي بالرد.<br />كانت والدتي على الطرف الآخر<br />أهلا يا أمي .. هل أنت بخير. سألتها ذلك كونها لا تتصل في مواعيد كهذه إلا في حالات طارئة<br />خالتك يا أبني خالتك ماتت<br />أي خالة . سألت وأنا أحاول أن أتصنع تأثر في صوتي كوني لا أهتم حقيقة للعائلة الكبيرة من أعمام وخالات وما يتبعهم من أبناء وبنات. بالنسبة لي هؤلاء امتداد أمام الأغراب فقط للتحدث عنهم أمام من يسألني إن كنت أقرب لفلان منهم. بالنسبة لي أخوتي وأخواتي وما يتبعهم من أبناء هم عائلتي. ووددت لو قلت أنني لا أهتم إن فكر أحد أبنائهم بي كما أفكر بأعمامي وخالاتي فالأمر سيان عندي<br /><br />قطع صوت أمي تفكيري وهي تسألني إن كنت لازلت معها على الخط. المسكينة تحسبني لست معها وقد تشتت تفكيري حزناً بعد سماع الخبر. سألتها أي خالة ... ردت علي بصوت فيه بعض الحنقة " ألم أقل لك خالتي أم سعود ما بالك ألا تسمع"<br />يبدو أنها قد قالت لي من الذي توفى وأنا أفكر في علاقاتي بأعمامي. المضحك أو المؤسف في الموضوع هو أنني عندما سمعت بمن توفي كدت أن أقول لأمي ولماذا تزعجيني بموضوع لا يهمني أصلاً! إن كنت لا أبالي إن ماتت خالتي أخت أمي فهل من المفترض أن أبالي بموت خالة أمي؟ لا أعتقد أن الإجابة لها داع هنا<br /><br />قفلت الخط بعد أن وعدتها بان أذهب للمقبرة حالاً فمراسم الدفن سوف تكون هذا الصباح. كم اكره الذهاب للمقابر. يبدو أن هذا الكره له علاقة بطفولتي عندما كنا نعيش تحت خط الفقر بجانب أحد المقابر ولم اعرف كطفل غير هذا المكان لألعب فيه. بينما عاش أخوان وأخوات أبي وأمي في مناطق راقية ولم يفكر احد في زيارتنا<br /><br />لي في المقابر ذكريات اعتبرها الآن حزينة بينما كانت في وقتها سعيدة. أليس هذا ما يقوله الفقراء ليسلوا به أنفسهم بأن تلك الأيام هي أجمل الأيام وأن الأغنياء ليسوا براحة الفقراء. لا أعرف من بدأ بهراء كهذا! أقسم أنه أحد الأغنياء الذين لم يودوا أن يحسدهم الفقراء على ما هم به من نعمة فقال لهم أنه يعيش في هم وغم وكم يتمنى أن يعيش براحة بال الفقير الذي لا يفكر في الأموال وما تأتي به من غث للبال. مضحك منطق الفقراء السذج اللذين صدقوا مثل هذا الهراء بل ربما هم يستحقون أن يعيشوا بهذا المستوى جزاءاً بما كانوا يصدقون من أكاذيب بسيطة. ألم أقل أنني اكره المقابر لأنها تعيد لي ذكريات أحاول أن امحيها من ذاكرتي<br /><br />ارتديت ملابسي بعد أن أخذت حماماً سريعاً. خرجت من المنزل على عجالة لألحق مراسم الدفن فكوني من أفراد العائلة فلن يغفر لي أحد تأخري. وفي الطريق إلى المقبرة بدأت أفكر في تلك الخالة التي كنت صديقاً لحفيدها الذي يقربني سناً. تلك العجوز التي كنت دائماً ما أراها تأتي لزيارة والدتي. وعلى الرغم من أن والدتي لم تكن تزورها أبداً بداعي الانشغال بأمور الحياة، إلا انها والحق يقال لم تقطع صلة الرحم. يبدوا أنني أتبع والدتي في علاقاتي بأهلي. بل تلك الخالة هي الوحيدة التي كانت تسكن قربنا أيام المقابر كما أسمي تلك الفترة ولم تقطع عادة التواصل منذ ذاك الوقت<br /><br />خالة والدتي لديها ولد واحد من زيجة يتيمة سابقة لم يكلل لها النجاح. ولدها له ولد وبنت من زيجة سابقة لم يكلل لها النجاح! كدت أن أضحك من توالي الأمور في تلك العائلة فحفيدة تلك الخالة لها ولد من زيجة سابقة! وحده الحفيد، سليمان، من نجا على الأقل من كلمة الزيجة السابقة حيث أنه لازال متزوجاً حتى الآن. أدعو الرب أن يبقيه في سعادة مع زوجه وعياله فهو صديقي قبل أن يكون قريبي ولي معه صولات وجولات عديدة منذ أيام الطفولة حتى مرحلة الشباب<br /><br />وصلت للمقبرة وإذا بأعداد كبيرة من المشيعين الذين جاءوا إما لمعرفة سابقة بأحد أفراد العائلة أو لكسب الأجر وأنا أشك في وجود أحد في هذا اليوم الحار طلباً للأجر فجميعهم ربما مثلي هاتفتهم أمهاتهم هذا الصباح لتأمرهم بالذهاب للمقبرة. وقبل أن أترجل من سيارتي خفضت صوت المذياع الذي كان يصدح ولو بصوت معقول بأغاني من المؤكد أنها لا تتناسب مع المكان أو المناسبة ففعلت ما فعلت من باب الكياسة واحتراما للمكان وليس لمن جئت من اجلها<br /><br />أمضيت الدقائق القادمة في تحيات وعتابات مع أبناء عمومة لم أراهم منذ سنين. كان كل منا يلوم الآخر على عدم التواصل بينما الحقيقة في داخل النفوس هي أننا جميعاً لم نهتم أو نتأثر من عدم التواصل لكننا نقول ما نقول من باب المجاملات الاجتماعية التي فرضتها علينا التقاليد البالية. كان المنظر لا يوحي بحزن لفقيد من العائلة. ربما الأمر له علاقة بسن المتوفيه فقد جاوزت التسعين من العمر والجميع هنا أتى لتأدية واجب فرض عليه لا أكثر. ربما كنت أنا أكثر المستاءين من وجودي هنا فلم أكن يوماً قريباً لأحد من عائلتي كما أسلفت ولم أؤمن يوماً بخالق أو مخلوق. لا أقول هذا الكلام لأحد خشية أن يتم هدر دمي فمن أعيش حوله لازال يفكر بتقاليد دينية بالية ليس لها مكان الآن في هذا العصر، ربما كانت ذات قيمة يوما ما في عصر ما لكنه وبكل تأكيد ليس عصري أنا<br /><br />صاح أحدهم بصوت عال بأنه قد حان موعد الصلاة على المتوفاة. دلفنا للمسجد الصغير في المقبرة وأتممنا الصلاة على روح خالة أمي والتي بالمناسبة كنا أناديها بخالتي. لا ادري لماذا كنت أحس بعاطفة أكثر وأنا أنادي العجوز التي تقوم على خدمتي في بيتي بخالتي ولم أشعر بمثل تلك العاطفة مع تلك الخالة<br /><br />كان أبن المتوفية هو الوحيد الذي بان عليه التأثر الواضح. يبدو أن وجوده حول أمه طوال الوقت تلك السنين جعل فراقها أصعب عليه من أي أحد آخر. وجدت نفسي لا شعورياً اتجه إليه لمواساته في والدته. تصنعت بعض الحزن وأخذته في أحضاني. وفجأة بدأ في البكاء على كتفي. أحسست أنني قد وضعت نفسي في موقف أستحقه فليس هناك من أحد ألومه غير نفسي، فأنا من ذهب إليه ليواسيه بينما كان يجب أن أنتظر قليلاً واذهب إليه وسط مجموعة من المعزين. بدأت أحس برطوبة دموعه على كتفي. وكدت أن أدفعة فليس هناك ما اكرهه أكثر من إفرازات احد على جسدي، ولو كان هذا الشخص يبكي والدته. تلفت عن يميني وشمالي إلا أن إلتقت عيني بعين سليمان فأشرت له بعيني إن تعال وخذ والدك من على كتفي. وهذا ما فعله<br /><br />وما هي إلا لحظات حتى تم حمل النعش على الأكتاف لأخذ المتوفية والبدء بمراسم الدفن. كنت أشعر بإنقباض شديد في صدري، فهذا الشيئ الذي أتحاشا القدوم للمقبرة من أجله. لا أدري إن كان خوفي من أموت قريباً أو عدم التزامي بأي شيء حث الشرع والدين على الالتزام به وربما الاثنين معاً. منظر الميت وهو ينّزل في القبر وصوت ملقّن الشهادتين وهو يلّقن الميت ولحظة البدء بإهالة التراب هي أسوأ المناظر. وربما منظر القبر والجميع يمشي بعيداً ليتلاشوا في ديناهم ويبقي وحيداً تحت التراب يساويه بالسوء هو ما يجعلني أنسحب ببطئ لحظة البدأ بإنزاله. الفرق الوحيد اليوم هو أنني لن أستطيع الهروب كوني من العائلة. ربما كان علي أن أترك الهاتف يرن هذا الصباح ... لو كنت أعلم<br /><br />كنت سارحاً بفكري قبل أن يقطعه وخزة من الشخص الواقف بجانبي والذي إكتشفت لاحقاً أنه أجد أبناء عمومتي، كان يريد جلب إنتباهي للموقف الحاصل وهو عندما طلب الملقن من محارم المتوفية أن يقوموا بإنزالها. وعندما لم يتقدم غير حفيدها وظل ولدها الوحيد بعيدا غير قادر على السيطرة على مشاعره، إلتفت الجميع نحوي كوني من محارمها بحكم القرابة. وددت بيني وبين نفسي لو أن الأرض إنشقت لتبلعني وتخلصني من هذا المأزق. إنتظرت لثوان وعندما لم تنشق الأرض علمت حينها أنه لا من مفر سوى الإنصياع لهم. تقدمت بخطوات متثاقلة نحو القبر. وقفت على حافته. كان الملقن و سليمان في الداخل. نظرت إلى المكان فعلى الرغم من ترددي على المقابر، لم أرى في حياتي قبر بهذا القرب فكنت دائما أقف بعيداً كما أسلفت. لازلت حتى وأنا على الوشوك أن انزل اتمنى أن يقفز أحدهم من حولي ويقول لا تبالي دعني عنك في هذه، لكن لم يحدث شيئ من هذا القبيل، الم أقل إنني لا أحب تلك العائلة<br /><br />نزلت وجلست على الأرض بجانب خالتي بعد أن أنزلناها. المكان ضيق، ووددت أن أقول أنه ضيق كالقبر كما أقول دائماً لكنه هو القبر بعينه وضيقه. وفجأة حدث شيئ لم يكن في حسباني أو خيالي. سأل الملقن عما إذا تم وضع شيئ ما ،لا اذكر ما هو الآن، داخل الكفن تحت رأس خالتي. كان الجواب من أحدهم بالنفي فإستشاط الرجل غضباً وطلب أن يؤتى بذاك الشيئ. ولما أجيب طلبه، طلب أن تتم غطية القبر بملاءة حتى لا تنكشف المرأة على الرجال. هل ذكرت أنها كانت قد تعدت التسعين من العمر! وهل يلام المرء عندما ينتقد تلك التقاليد البالية! ليس لي حتى تخيل المنظر داخل القبر مع الميتة وأنا وسليمان والملقن. أصبح القبر مظلماً بالشيئ الكثير من الملاءة.أحسست أني لن أخرج من هنا وأن تلك نهايتي. لم أحس باني مت مثل تلك اللحظة<br />ثم بدأ الملقن بتلقين الشهادة وعندها طلب منا أن نهز جسدها بأيدينا. كان هذا من أصعب المواقف التي مررت بها، فأنا الذي أخاف من القبور وجدت نفسي داخل قبر مغطى وأهز جسد الميت الذي لم يمضي على موته سوى سويعات! لا أعرف مغزى هز الجسد فإن كان الميت لا يسمع هل سوف يسمع إن إهتز جسده ... لا أعرف<br />كانت يداي ترجفان وقلبي يخفق بشدة خوفاً أو رهبة من الموقف لا يهم أيهما الحقيقة. كنت في الطرف ناحية القدم والحفيد بيني وبين الملقن. كنت أحاول ألا انظر للجسد، فأشحت بوجهي للناحية الأخرى وإذا برجل جالس بجانبي. قفزت من مكاني وأصدرت صرخة. تلاقت نظرتي مع سليمان الذي يبدو انه كان شاهد ما شاهدت. نظرت الرجل مرة أخرى فلم يكن هناك احد. بدأت تصدر أصوات من خارج القبر تتساءل عما يحدث وهذا بالضبط ما سأله الملقن فأجبته أنني هيئ لي رؤية عقرب. إبتسم رغم الموقف والمكان الذي نحن به. كنت أريد الخروج من هنا في أسرع وقت. وهذا ما حدث، حيث قفزت خارجاً ما أن قال الرجل أنه يمكننا الخروج. أسرعت الخطى نحو السيارة ولم أبقي لإتمام المراسم فكل ما كنت أفكر فيه الآن هو ذلك الرجل في القبر. ترى من هو وما ذا كان يفعل معنا ولماذا كان ينظر لي هكذا. لم تكن نظراته ودودة. لا أعرف كيف وصلت إلى منزلي ولم أجد نفسي إلا في الحمام تحت الماء الساخن. كنت أحس أنني لست على ما يرام، تقيأت كثيراً. وكيف أكون على مايرام وقد حدث لي ما حدث. فكرت فيمن يمكن أن أقول له ما حصل. لا يوجد أحد غير سليمان فلقد كان هناك وكانت نظراته توحي لي بأنه قد شاهد شيئاً هو الآخر. لا أدري لماذا أقول توحي بل أكيداً أنه شاهد بأم عينه ما رأته عيني. ذلك الرجل الذي لم يكن شاباً أو شيباً بل بينهما، ولم تدل هيئته على شيطنة أو رهبنة بل بينهما أيضاً. كان لابساً ملابس موقرة وذو شيبة ونظرة وديعة. غرقت بفكري فيمن رأيت حتى دلفت لفراشي وما هي إلا لحظات إلا وجدت نفسي غارقاً في النوم<br /><br />الأحد 12 نوفمبر<br /><br />هذا العصر ذهبت إلى بيت جدي الكبير لتلقي العزاء في خالتي. جلست في طرف القاعة. كنت أنظر لسليمان الذي كان يجلس في الطرف الآخر. كنت اريد أن ألفت إنتباهه لأسأله عن أحداث يوم أمس لكنه للأسف كان مشغولاً عني. كان جالساً بجوار والده في بداية الصف فوراً بعد جدي الذي أعتقد أنه جاوز المائة من العمر بمائة أخرى. يبدو أن الأثرياء يعمرون أكثر من غيرهم لأسباب تعتمد على من تسأله، فالأغنياء يرجعون ذلك لمدى حرصهم على الأنظمة الغذائية الصحيحة وعدم تورطهم في عادات مضرة بالصحة. أما الفقراء فيقولون بطريقة فيها الكثير من التشفي والحقد أن الرب يمد باعمارهم ليعذبهم أكثر في الآخرة. ولو سألتني لقلت أن الفقراء سفهاء في تفكيرهم كالعادة<br /><br />جلست أتجاذب أطراف الحديث مع من جلس بجانبي من أفراد العائلة بين قيام وقعود لتلقي العزاء. كنت أجول بنظري في وجوه الجالسين فلربما وجدت وجهاً مألوفاً بينهم. نظرت للجهة المقابلة لي وإذا بالرجل نفسه يجلس مقابل لي. ذلك الرجل الذي شاهدته بالقبر يوم أمس. كان ينظر لي بنظرة غريبة. نظرت إلى سليمان وإذا به ينظر للجهة المقابلة له لكنها عكس الجهة التي كان الرجل فيها. كان شاخص البصر ووجهه محتقن بحمرة دمه. خرجت مسرعاً وإذا بسليمان يلحق بي، أوقفني وقال لي بصوت مخنوق "الرجل هنا" سألته أي رجل يقصد " أنت تعرف أي رجل أقصد ... إنه هنا يجلس أمامي في الجهة المقابلة لي" كدت أسقط على الأرض لا لأنه يرى الرجل الذي أراه لكنه يراه في الجهة المختلفة عني ... أي أننا الأثنين كنا نرى نفس الرجل يجلس في جهتين! ماذا يحدث لنا. قلت له أأنت متأكد مما رأيت. نظر إلي بنظرة غضب قائلاً أنني اعرف أن ما يقوله صحيح ولربما رأيت مثل ما رآه ولهذا خرجت مسرعاً أتلفت حولي كالمجنون. كان محقاً فيما قاله. لم أرد عليه بأكثر مما قال وتركته ومضيت لمنزلي<br /><br />ألإثنين 13 نوفمبر<br /><br />فتحت عيني لأرى ذلك الشخص جالساً على سريري ينظر إلي. صرخت فيه بأعلى صوتي محاولاً إذعاره لكنه لم يبين أدنى ردة فعل. وبهدوء شديد قال لي: ربما تريد أن تعرف لماذا أنا هنا<br />قلت: بالطبع أريد أن أعرف وأريد أن أعرف أكثر من أنت وكيف دخلت هنا<br />قال: إذا لنبدأ منذ البداية. أنت و صديقك كنتما دائماً ما تلعبان في المقبرة. صحيح؟<br />لم أرد أو أبدي أي شيئ بينما هو أكمل حديثه دون إنتظار لجوابي<br />عندما تم دفني وفي نفس اليوم أتيت أنت وصديقك ودنستما قبري. ما فعلتموه كان كبيراً جداً<br />قاطعته قائلاً: ماذا تقول ... أي قبر وأي تدنيس تتكلم عنه<br />قال: ربما لا تعلم ما فعلت وربما لا تتذكر أو لا تريد أن تتذكر. ما فعلته أنت وهو كان في نفس الوقت الذي بدأ فيه حسابي وقد كان فعلكم كبيراً أنني منذ ذلك الحين وأنا أنتظر اليوم الذي أنتقم منكم. لكنني لم أقدر أن أخرج لكم حتى تئتوني بأنفسكم. بل تكوني تحت الأرض معي وهذا بالضبط ما فعلته أنت وهو وما أن تمت تغطية القبر حتى أصبحت أنا وأنتم تحت التراب وجاء وقتي لأخرج لكم<br />قلت: وما تريد منا الآن فأنت خارج قبرك فأتركني وحالي أرجوك فلقد كنت طفلاً عندما فعلت ما تدعي أنني فعلته وعلى الرغم من أنني لا أعلم ما تتكلم عنه فأرجو أن تقبل إعتذاري<br />قال: لقد فات أوان الإعتذار والآن جاء دور الإنتقام. سوف أجعل الأمر بسيطاً عليك. كل ما عليك فعله هو إعطائي جسد صديقك لأعيش به بقية عمره<br />قلت: لم أفهم كيف أعطيك جسده لتعيش به<br />قال: تقتله بيدك ثم أدخل بروحي في جسده في تلك اللحظة التي تخرج روحه من جسده<br />قلت: أنت مجنون ... مجنون ... بالطبع لن أقتله ... لن أقتل صديقي ... أنت مجنون ... أُخرج من هنا<br />قال: هل تعرف ما قاله لي من تصفه بصديقك هذا عندما عرضت العرض نفسه؟ لو عرفت لما قلت ما قلته الآن<br />قال كلمته متجهاً ناحية الحمام الذي دخله وأختفي هناك<br /><br />جلست أفكر فيما قاله لي. كان الموقف خيالياً لا يصدق. فكيف يكون شخص ميتاً طوال تلك الفترة ليأتي لي الآن يريد أن ينتقم! ولماذا الآن ولماذا ينتقم عن طريق قتل نفس وكيف، إذا سلمنا أنه سوف يعيش بنفس الجسد، كيف له أن ينتقل وهل سيعيش عيشة صاحب الجسد أم ماذا؟ أسئلة محيرة لا أجد لها جواب. لكن الجواب الذي أعرفه هو أنني لن أقتل قريبي وصديقي الوحيد ... لماذا أجبت هاتف الصباح<br /><br />الثلاثاء 14 نوفمبر<br /><br />أليوم حدث تصرف غريب من سليمان، فطوال فترة العزاء كان صامتاً يرمقني بنظرات غريبة. كان شارداً مقتضباً في ردوده مع الجميع وخاصة معي. حاولت أن أفتح معه حديث حول ما حصل لي لكنه لم يكن مستعداً لسماع أي كلمة مني. بدت ردوده مريبة بعض الشيئ خاصة عندما سألته بطريقة مباشرة إن كان هذا الشخص قد زاره وإن كان فعل فهل طلب منه شيئاً بعينه. رد علي بطريقة أشبه ماتكون بالآلية بأنه لا يعرف عن ماذا أتحدث<br />ترى هل نجح في قلب كيان سليمان ضدي؟ هل من الممكن أن يفعلها لينقذ نفسه بالتضحية بي؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهني جميع إجاباتها ليست لدي<br />لا أدري لكني بدأت أتقين شيئاً فشيئاً أن سليمان يدبر لي أمراً وكيف لا وهو كان ينظر لي بنظرات تشيع بالحقد ... هذا الحقير يريد قتلي ... إنه لا يختلف عن الآخرين من عائلتي جميعهم حثالة ... الكلب نسى كل ما فعلته من أجله. هل نسي أنني نزلت لقبر جدته من أجله؟ أبهذا يكافئني ... سافل كأبيك تماماً<br /><br />نادتني والدتي لتخبرني بأن سليمان قد أحضر بعض الطعام لي لكنه لم يقبل أن يبقى لنأكل سوياً بداعي العجلة لإنشغاله بأمر ما. كدت أجن عندما سمعت ذلك فيبدو أنه قد حاك مؤامرته بحنكه فجاء ببعض الطعام المسموم ليقتلني أبن الكلب. الحمدالله الذي ألهمني الخروج من حجرة أخي قبل أن يأكل أحد أخوتي الصغار أو والدتي فلقد كان الجميع على وشك البدء بالأكل عندما قمت برفس الطاولة بما عليها من طعام. لا أنكر أن الأمر كان أشبه بالجنون لكنني لم أقدر أن أفعل غير ذلك. تحملت غضب والدتي ونعتها لي بالحيوان الكافر الذي يرفس نعمة الخالق برجله وأن حسابي عنده لشديد لكني لم أهتم لأي من هذا. بل الشيئ الوحيد الذي أريده الآن هو كيف أتخلص من الحقير<br /><br />عقدت أمري بأن أقوم بمباغتته الليلة فأستدرجه إلى أحد المناطق البرية عن طريق أحد الأصدقاء المشتركين بعد إيهامه بأنني أريد أن أتصالح مع صديقي بعد خلاف بسيط حدث بيننا ثم أطلب من هذا الصديق أن يمضي لحال سبيله قبل أن يصل سليمان فأقوم بالإجهاز عليه قبل أن يدرك ما يحدث. وسوف أستعين بسلاح والدي الذي يعلم الجميع أين يخفيه والمسكين يتصور أنه لا أحد يعرف مكانه. سوف آخذ سكين من المطبخ كإحتياط فلربما لم أستطع إستعمال السلاح لأي سبب كان. تلك نهايتك يا سافل. لم أتخيل أنني سوف أفكر بتفكير هكذا قبل يوم أمس ولكن عجيب ما يمكن أن تكتشفه لحظة أن تتمعن في أفعال من حولك. يا إلهي كم كنت غبي بإعتباره أعز صديق قبل ان يكون أقرب قريب<br /><br />الأربعاء 15 نوفمبر<br /><br />البارحة كانت ليلة من اصعب الليالي التي مرت علي. حقيقة لم أتخيل أن أرى ما رأيته. أن يقوم شخص بقتل قريب له من لحمه ودمه في سبيل شخص لم يراه إلا قبل يومين أو أكثر بقليل فهذا الذي لم أتوقعه. أعترف أن الصراع الذي حدث البارحة سوف يبقى في ذهني إلى أن أموت وسوف تكون آخر كلمات قالها القتيل ترن في أذني ما حييت<br /><br />هذه أول وآخر مرة أكتب فيها في هذا الكراس قبل أن أتخلص منه. لست أدري لماذا أردت أن اكتب تلك السطور. ربما أحسست بتأنيب الضمير من عدم إنهاء تلك المذكرات التي شرع صاحبها في تدوينها قبل أن يموت وأدخل في جسده لأعيش به من جديد، فقررت أن أنهي ماكان يود أن يقوله هنا. أجزم أنه أراد أن يكون هو المنتصر على قريبه وصاحبه ليكتب ويكتب لكنه كان مخطأً فصديقه سليمان كان اقوى منه وأسرع على الرغم من العتاد الذي أحضره معه. عموماً لا يهمني الآن من قتل من، فالمهم عندي هو أنني أصبحت أملك هذا الجسد الغض من الآن وصاعداً<br /></strong><div align="right"><span style="font-size:130%;"></div></span></span></div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com39tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-1161191913292230752006-10-20T17:49:00.000+01:002006-12-23T23:19:24.352+00:00طفلتي<div align="right"><span style="font-size:130%;">في ليلة ماطرة باردة من أحدي ليالي العاصمة البريطانية الشتوية جلست وحدي في غرفة المعيشة أفكر في حياتي. ربما كان منظر المطر وهو يهطل أمامي بشدة ليبلل ما تبقى من وريقات على شجرة التفاح المزروعة أمام ناظري في حديقة منزلي هو السبب. تلك الشجرة التي كانت قبل أيام ناظرة بورقها ممتلئة بالحياة والثمر أصبحت الآن مجرد أعواد متصلة ببعض. تكاد تحسبها ميتة وهي حية. ربما هي ذكرتني بحياتي<br /><br />لم أجد شيئاً يستحق الذكر في حياتي. ربما هذا كلام يجافي الحقيقة. فالحقيقة يجب أن تقال أنني ناجح جداً في حياتي العملية. فأنا أعتبر من كبار مدراء الشركة التي أعمل بها وإدارتي تعتبر ناجحة بكل المقاييس وكل من يعمل معي يحترمني ويقدرني ويعمل لي ألف حساب. أما على النطاق الشخصي فلدي عائلة صغيرة مكونة من زوجة محبة وطفلين يملآن على حياتي سعادة. وفي نظر الأصدقاء والحساد على السواء محظوظ جداً. لكن السؤال هو لماذا رغم كل ذلك أحس أن هناك ما ينغص عيشي؟ ربما هو الزواج التقليدي هو من ألوم. هذا الزواج من إمرأة أعرفها حق المعرفة. بل كنت أحبها تماماً كما أحببت شقيقتي هالة. فلما تزوجتها شعرت وكأنني أعيش مع أحد أفراد أسرتي الكبيرة. الفرق الوحيد هنا هو نومي معها في سرير واحد دون أن يحتج الدين علينا. وياليته فعل فلربما أرتحت من كل هذا الألم الذي أحسه. ألا يعرف الآباء ماذا يصنعون بأبنائهم عندما يجبرونهم على الزواج من من أشخاص لا يكنون لهم حباً بالمعنى الزوجي بل كل ما هنالك حب أخوي! لماذا أدفع ثمن قرابة أسرية من حياتي فقط لتقوية روابط لا أعترف بها ولا أقرها. لماذا ألوم الجميع إلا والدي ونفسي<br /><br />أو ربما مازلت أبحث عن تلك الفتاة التي لعبت بي كما تلعب الطفلة الصغيرة بدميتها. لعبت بي كيفما شاءت ورمتني كما ترمي حذاءها في نهاية اليوم ... على الأرض ... دون أن تفكر ولو ثانية في أحاسيسي<br /><br />تعرفت عليها بصدفة غير مرتبة عندما سافرت إلى بلدي لأقضي بضع أيام مع والدتي العجوز. كنت ماشياً في أحد الأسواق الراقية فإستوقفتني تلك الإبتسامة العابرة من فتاة جميلة ساحرة مرت من جانبي. لم أكن مستوعباً ما يجري فلم أفهم ماذا يمكن أن يجعل فتاة في مقتبل عمرها وجمالها تفكر حتى بالنظر إلى رجل عادي مثلي وفوق ذلك تغمرني بإبتسامة ليست ذات عطف. لم أفهم كيف لمثلها أن يأخذ من وقته ليهدره على من هو على شاكلتي. فلست بالشاب الذي كنته ذات مرة منذ زمن ولى. ولست بالجذاب أو الساحر الذي ممكن أن يلفت نظر أحد عندما يدخل إلى قاعة مملوءة بالناس. بل لطالما تمنيت أن أكون هذا الشخص. ربما لمحت في عيني نظرة رجل كان. وربما لمحت بريق قد خبا منذ زمن ولى ولم يرجع. وربما، وتلك الأقرب للحقيقة التي لا أود أن أعترف بها، رأت شخصاً ضعيفاً أمامها. شخص يمكنها أن تحبه حتى تجد من تحبة بصدق لترميه للكلاب<br /><br />أعترف أن جمالها أضعفني. تلك الإبتسامة المرسومة على شفاه حباها ألله بلون وردي لم تصنعه مصانع الجمال في باريس بل خلقه ليري الناس كمال خلقه وليثبت لمثلي لا يؤمن بشيئ أن هناك من هو قادر على صنع أي شيئ. كم وددت أن أرتوي من تلك الشفاه حتى قبل أن أخاطبها للمرة الأولى. ولعلها رأت كل هذا في عيني وقدرت في عقلها أن هذا هو ما كنت أبحث عنه. ربما أقول تلك الجملة لأعطي نفسي بعض السلوى في أنها هي من خطط لكل ما حصل لي دون أن يكون لي أي دور ... أنا الرجل<br /><br />لعل ما حصل حصل بسرعة كبيرة منذ شاهدتها بتلك الإبتسامة إلى تبادلنا أرقام الهاتف هو ما أفقدني توازني في الحياة. حقا ودون مبالغة. فأصبحت حياتي تدور في فلكها وأصبحت لا أرى الدنيا إلا من خلال ناظريها. فجأة أصبحت أتحين الفرص لأسافر إلى بلدي لا لأرى والدتي فلم يعد ذلك همي على الرغم من أن هذا ما كنت أقوله لزوجتي. بل أصبحت هي وفقط هي من أريد أن أكون حوله كل يوم. بدأت أتحين الأوقات التي تشتد فيها ربكة إمتحانات الأولاد لأفاجأ زوجتي بنيتي السفر لأضمن عدم مرافقتها لي فلست على إستعداد أن أبدد أي لحظة في السفر في ترفيه زوجتي على حساب حبيبتي<br /><br />كم من مرة ومرة سألتها عما تفعله في غيابي عندما لا أكون حولها في البلد. قالت أنها تنتظرني كل يوم لأتصل حتى ترتاح بسماع صوتي. كنت أقرأ الكذب في عينيها وهي تقول ما تقول وأراه صدقاً صدوقا لا تكذيب فيه. بل كنت أعطي لنفسي الحق في الشك بزوجتي وهي في الغربة وحيدة مع الأطفال وأفكر أفكار شيطانية فيما عساها تفعله وأنا بعيد عنها. أعترف الآن بسفالة تفكيري حينها<br /><br />كنت أرى حياتي غير مكتملة إلا بها. كانت لي نور الصباح وعطر الربيع وضوء القمر وجمال النجوم وبراءة الطفولة. كانت هي الدم الذي يسري في عروقي. كانت هي لي أحففها بحنان ورقة. أحببتها بكل مشاعري كما لم أحب من قبل. ولم أكن قد أحببت من قبل أحد. حرصت أن أُعلمها كم أحببتها كل يوم حتى وأنا بعيد بآلاف الأميال. أرسلت لها وردة حمراء لترسم معنى الحب كل يوم سبت لتبدأ أسبوعاً جديداً. أرسلت لها وردة بيضاء كل أربعاء رمزاً للصفاء لتختتم الأسبوع. وما بين الحب والصفاء أرسلت لها وردة صفراء باقي الأيام لتعلم كم كنت أغار عليها من الهواء. كنت أصحو كل يوم قبل الفجر فقط لأرسل لها تحية الصباح على هاتفها لأكون أول شيئ تراه كل صباح<br />الغريب أنني لم أفعل أي شيئ من هذا القبيل لزوجتي. هل مازلت حاقداً على قرار أبي فعاقبتها بدلاً منه كوني لا أقدر على ذلك ولكن من السهل إنزال أشد العقوبة عليها<br /><br />فاجأتني يوماً بخبر تقدم أحدهم لخطبتها. ولا أدري لماذا تفاجأت بمثل هذا الخبر. فلم أكن مستعداً للقدوم على مثل هذه الخطوة، ليس لأنني لا أحبها بل على العكس كنت على شفا أن أعبدها هي دون سواها بدون مبالغة، لكن كوني من عائلة ليست سليلة دماء زرقاء أو حتى حمراء بل ربما مثلي دمه شفاف لا لون له فجميع الألوان وزعت على عرب ذو قيمة وبقينا أنا ومن مثلي دون لون. أما عن السبب الآخر والأهم فهو فرق السن بيننا والذي يصل إلى عشرون سنة. وكي أزيد الطين بلة فأنا متزوج ولدي أطفال فمن يقبل بتزويجي أياها<br />بداية تسمرت على الهاتف فلم أعرف بماذا أرد. ثم بدون شعور وجدت دموعي تنسدل على خدي. بدأت أبكي كالطفل معها على الهاتف. ندبت قلة شجاعتي في عدم إتخاذ ذاك القرار بالتقدم لأهلها وليكن ما يكن. فقد يرون أنني أنسان له مكانته ويتغاضوا عن الأشياء الأخرى<br />سألتها عن موعد الزفاف وأعلمتني أن خطيبها يريد إنهاء كل شيئ بسرعة وأنه حدد نهاية الأسبوع المقبل لإتمام الزفاف. لم أصدق كيف كانت تتكلم عنه بأريحية و إعجاب وهي لم تعرفه إلا من أيام معدودات. بل لم تكن تنطق أسمه إلا وتسبقها بكلمة خطيبي.<br />عقدت العزم على رؤية ذلك المحظوظ الذي دمر حياتي دون أن يدري. فسافرت إلى بلدي وتوجهت في اليوم الموعود إلى الفندق الذي وصفته لي. لم يكن هناك أثر لزفاف. سألت موظفي الفندق فلم أجد جواباً لسؤالي. هاتفتها وأنا مرتبك فآخر ما كنت أريده هو أن أسبب لها مشكلة في يوم زفافها. أطلقت ضحكة مدوية وهي تعلمني أن الأمر لم يكن سوى مزحة فليس هناك زفاف ولا زوج بل كل ما هنالك أنها أرادت أن تعمل لي مقلباً فقط لا غير. ضحكت عليّ كثيراً. غضبت قليلاً قبل أن أبدأ بالضحك على نفسي. ربما لم أعرف هل أحزن على نفسي أم أفرح كونها مازالت لي ولم تصبح لغيري ... بعد<br /><br />كلما مضى وقت أكثر لي معها زاد حبي لها أضعاف. وربما زاد خنوعي أضعاف مضاعفة. أصبحت كالخاتم في يدها. تطلب مني الحضور لأنها فقط إشتاقت لرؤيتي فألقي كل ما في يدي وأسافر في تلك الليلة لأكون أمامها في اليوم التالي إن لم يكن في نفس اليوم. أهملت بيتي وعيالي. أصبح عملي وبيتي يأتون في الدرجة العاشرة والحادية عشرة على التوالي بينما أحتلت هي المرتبة الأولى والثانية والثالثة دواليك حتى التاسعة. وأشك لو أنها طلبت أن تحتل المرتبة العاشرة أيضاً لوافقت على التو<br /><br />كم كنت سعيداً عندما أخبرتني أنها ذاهبة للحج. لا أدري لماذا فرحت فلم أكن يوماً بالمتدين بل العكس تماماً. ربما فرحت لأنني فكرت بأنها سوف تغير من طريقة لبسها وتعاملها مع الشباب عندما تعود. وربما فكري أصبح بضحالة تفكير طفل في العاشرة من سنه. ما فكرت فيه لم يكن إلا هراءات ليست منطقية البته. أنا أعرف ذلك الآن لكني وقتها لم أعرف سوى حبها وكيف أحافظ عليه وعليها. كم تمنيت وقتها أن أكون معها. أن أكون محرمها لأحميها بجسدي من تدافع الحجيج. لأدعو الخالق في بيته أن ندوم لبعضنا البعض. لم يحدث ذلك. طلبت منها أن تدعو لي في عرفة أن نكون سوياً في العام القادم. كانت هناك إبتسامة على ثغرها لم تفارقها طوال الوقت وأنا أودعها ودمعي في عيني. عرفت لا حقاً ومتأخراً كثيراً سر تلك الإبتسامة من أحد صديقاتها اللاتي كن يغرن منها. أخبرتني تلك الغيورة أن حبيبتي لم تكن أصلاً في الحج. بل كانت في لبنان تقضي أمتع السهرات مع شلتها من الأولاد والبنات. غضبت حينها كما لم أغضب من قبل. كانت تلك القشة التي قصمت ظهري. لم أذكر العديد من المقالب والمواقف المهينة التي وضعتني فيها لتضحك علي. لم أذكر العديد من قصص الشباب الذين عرفتهم من ورائي وأعلمتني بها صديقتها الغيورة والتي لولاها لكنت أعمي حتى الآن<br /><br />قررت أن أتركها لأنجو بنفسي من تدمير عائلتي بيدي. قررت أن أكتبها في قصة أو أهجيها بشعر لأروي مدى قسوتها علي. لم أعرف ماذا أو كيف أكتب فلم أمسك قلم في حياتي لمثل تلك الأمور. عن ماذا أكتب فأنا مذنب مثلها أن لم يكن أكثر في كل ما حصل. كلما مسكت القلم لم ترضى يدي أن أسطر سطراً يقدحها. مازلت أحبها رغم كل شيء. قررت أن أن أقرأ لأعرف ماذا أكتب. ذهبت لمكتبة الساقي في وسط العاصمة. أشتريت روايات القصيبي وواسيني وعلوان وتركي الحمد وكل من كتب ولو كلمة واحدة في الحب والغدر. أسميت نفسي زبون الأسبوع للقائم على المكتبة العراقي الذي لم يعلق بغير كلمة ... المحب يمكنك أن تراه من بين ألف ... قالها مع تنهيده أحسست بمرارة كبيرة فيها. ربما كان يحب أحداهن أيضاً<br />خرجت راكضاً لبيتي. قرأتهم كما لم أقرأ من قبل. لم أنجح للمرة الألف في كتابة شيئ. طلبت من أحد الصديقات أن تعيرني كتاباً يعينني كل ما أنا فيه. أرسلت لي ذاكرة الجسد لأحلام. شعرت وأنا أقرأ أن أحلام قد كتبت قصتي بيدها وقررت أن تحرف الشخصيات لتبعد عني الحرج. لا أدري لماذا رأيت نفسي في صورة خالد ذو اليد المبتورة والذي يعشق تلك الفتاة الصغيرة وهو يعلم أنها لن تكون له. لم أقدر أن أكمل الكتاب فالمقارنة أقرب من أن تكون صدفة. رميته من شباك السيارة وأنا ألعن الساعة التي بدأت بك يا أحلام. رميته فقط لأرجع أبحث عنه في ظلام الليل لأنني إكتشفت أنني لم أعرف ماذا يحدث لخالد في نهاية الأمر وربما أردت معرفة مصيري في عيون أحلام<br /><br />جلست في أحد المقاهي العربية في لندن أحاول أن أكتب بعض السطور عنها. كنت الزبون الوحيد في تلك الساعة. سألتني صاحبة المقهي السيدة اللبنانية العجوز ... أنت خليجي ... أجبتها نعم ... وعرفت بعدها لماذا سألتني بعد أن أبدلت شريط وديع الصافي بآخر خليجي رغم حبي له لكنني لم أشأ أن أعاتبها وهي فعلت ما فعلت لترضيني. لم أكن أستمع لأي أغنية حولي. هكذا أنا أدخل في حيز ليتلاشى كل شيئ حولي ما عدا محيطي. رفعت رأسي وإذا بأغنية لعبدالله رويشد لا أعرفها لكن أستوقفني مقطع فيها يقول ... طفلة ولعبت فيني ... لم أستوعب ما سمعته ... حتى أنت يا عبدالله تعلم بأمري! ياليتكِ يا سيدتي قد أبقيت وديع فوديع وديع عليّ ... مزقت الورقة التي كتبتها فقد عرفت الآن أنه أنا من يجب أن أكتبه وليست هي<br /><br />آخر مرة تحدثنا فيها كانت عندما هاتفتني بعد إنقطاع طويل لتعتذر عما بدر منها في حقي مرات ومرات ومرات. كنت قد أقسمت ،كما أقسمت من قبل كثيراً ثم أرجع عن قسمي من أجلها، إن هاتفتني ثانية لأغلق السماعة ولا أرد أو أستمع لها. وجدت نفسي فور أن سمعت صوتها أتحدث دون أي إعتبار لنفسي. كانت تعتذر وأنا أهدأ من روعها. كانت تعتذر وكنت أريد أن أكون أنا من يعتذر وربي فقد فعلت ذلك. عن ماذا إعتذرت لا أدري. كل ما أعرفه أنني إعتذرت لها. مشكلتي أن قلبي لم يكن يريد أن يراها ضعيفة هكذا. ولم يرق قلبي لنفسي التي ملت وهي تذل نفسها لها<br />قلت لها أعطيني رقم هاتفك لأكلمك لاحقاً. أحسست بصوتها يبتسم. سألتني كمن هو غير مصدق ما يسمعه إن كنت جاداً فيما أقوله. أجبتها أنني أحبها لو مهما حدث. أحسست بروحها وهي تخاطب روحي بقولها يا ذليل لكني لم أهتم أو أتراجع. قالت لي أنها سوف تعاود الإتصال ذلك المساء لنكمل حديثنا. كانت تعرف أنها لن تتصل مرة أخرى فقد أثبتت لنفسها أنها تقدر أن تلعب بي بإشارة من أصبع قدمها الصغير وأنني سوف ألقي بنفسي تحت قدميها متى شاءت<br /><br />لم تتصل ثانية ... وظللت أنتظر ذلك الإتصال الذي لم يأتي حتى الآن<br /><br />طفلة ولعبت فيني </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com56tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-1159441616060177192006-09-28T11:48:00.000+01:002006-12-23T23:37:49.885+00:00تحت الصمت<div align="right"><span style="font-size:130%;"><strong>1<br /><br />البارحة بعد أن ضاجعت زوجتي، ذهبت هي لتغتسل وظللت في الفراش مستلقياً على ظهري عاري الجسد تماماً في الظلمة العاتمة. أحسست أنني بحاجة إلى سيجارة لأدخنها. مددت يدي إلى المنضدة بجانب السرير أتحسس طريقي بأصابعي لكن لاشيئ. لم أجد شيئاً وعندها فقط تذكرت أنني قد توقفت عن التدخين. لا أدري لماذا ينتابني هذا الشعور بالرغبة بالتدخين كل فترة<br /><br />فجأة أحسست بنسمة هواء باردة لفحت جسدي العاري وأنسدل باب الغرفة فاتحاً. يبدو أن زوجتي لم تحكم إغلاقه وهي ذاهبة إلى الحمام. رفعت نظري نحو الباب وهيئ لي أن هناك شخصاً واقف ينظر إليّ. دققت النظر وأنا أشعر بأطرافي تنقبض من هول ما هيئ لي أنني أراه. تأكد لي أن هناك شخصاً وأكاد أجزم أن هذا الشخص ليس بزوجتي فهي بدينة بعض الشيئ وهذا الذي يقف هناك كان أنحف منها بالشيئ الكثير. بدأ هذا الشخص بالمشي نحوي وأحسست بقشعريرة قوية تجتاح جسدي من رأسي إلى أخمص قدمي. كانت عيناي قد تعودتا على الظلام لكنني مازلت لا أستطيع أن أتبين شخصية المجهول دون نظاراتي التي لم تكن بجانبي كالعادة. بدأ جسدي يرتجف من خوف غزاه دون إنذار. أقترب هذا المجهول أكثر حتى أصبح ينظر إلي وهو واقف بجانب سريري مباشرة. إن الدهشة والرعب و المفاجأة قد أعقدوا لساني فلم أستطع أن أنطق أو أتحرك. وما زاد الأمر رهبة تلك النسمة الباردة التي ملئت علي مضجعي ولم تفارق المكان. نظرت إلى المجهول وإذا به إمرأة لكنني لم لأتبين ملامحها حتى إقتربت من وجهي وأطبقت بيدها على عنقي. كانت يداها ذات ملمس خشن وكأنها يدا رجل يعمل في البناء. إقتربت من وجهي أكثر حتى أحسست بنفسها يرتطم بوجهي وهمست بأذني كلمات لا زلت أفكر بها وأخاف من مجرد التفكير فيها. قالت لي ... تباً لك ... إلى متى أنتظرك<br /><br />2<br /><br />أكتب تلك السطور الآن وقد أصبح الصباح علينا. فتحت عيني فوجدت نفسي في فراشي وزوجتي بجانبي. نظرت إلى جسدي العاري فوجدتني لابساً لباس النوم. لا أتذكر أي شيئ غير تلك المرأة ولا شيئ بعد ذلك. أيقظت زوجتي من نومها لأسئلها عما حدث البارحة بعد أن ذهبت هي لتغتسل. لم تفهم ماذا كنت أقصد. لم أشأ أن أُخيفها بقصتي لكني توسلت إليها أن تعيد علي ما حدث. نظرت إلي بنظرة مملوءة بالشك وعدم الإستيعاب. رجوتها أن تقول لي ما حدث بالتفصيل دون أن تنسى أي شيئ وإن كانت لا تعتقد بأهميته في نظرها<br /><br />قالت لي أنها ذهبت لتغتسل ثم جاءت وفتحت الباب وسألتني أن كنت أود الإغتسال. قاطعتها سائلاً إن كانت متأكدة من أن الباب كان مغلقاً أجابت بالموافقة. قالت أنني أجبتها بنعم للإغتسال وقمت وإغتسلت ثم وضعت ملابس النوم ودخلت فراشي بعد أن تمنيت لها ليلة سعيدة<br /><br />لم أصدق ما سمعت. سألتها أن تعيد التفاصيل مرة أخرى. أعادتها علي وهي تسألني عن السبب وأشير لها بعدم المقاطعة وأن تجيب على تساؤلاتي فقط. بدأت تشعر بالحيرة وشعرت بأنني إذا إستمريت بالسؤال سوف تشعر بريب فآثرت أن أتركها وشأنها<br /><br />جلست أفكر فيما قالت. الباب موصد وهي من فتحه. ما معنى هذا وأنا شاهدته يُفتح ونسمة الهواء الباردة تحف جسدي. كيف لا أتذكر أي شيئ آخر. مددت يدي بجانب المكتب لآخذ سيجارة من العلبة. تذكرت أنني أقلعت عن التدخين. ألم يحدث هذا البارحة أيضاً؟<br /><br />أحداث البارحة هي الشيئ الوحيد الذي في خاطري الآن. فكرت في تلك الكلمات وتلك المرأة. لقد زارتني هي بعينها في حلمي لثلاث ليال متفرقة في السابق. الفرق الوحيد أنها لم تقل أي شيئ. هي فقط نظرت إليَّ تلك النظرة العميقة التي إخترقتني. وجدت نفسي أفيق من النوم وأنا غارق في عرقي على الرغم من برودة الطقس. من أنتي؟ و ماذا تريدين مني؟<br /><br />القلم يرجف في يدي خوفاً. لا أستطيع الكتابة أكثر لكني يجب أن أستمر في كتابة جميع تلك التفاصيل. لا أدري لمن أقول ما حدث فمن سيصدق مثل تلك الرواية! وهل من الممكن أن تكون فقط رواية أو حلم؟ ربما جائتني بحلم حلمته بعد أن إغتسلت ولبست ملابسي. ربما يكون منزلي مسكون بأحد الجان الذين يريدوننا أن ندع لهم المنزل بسلام. هل من المعقول أن أفكر هكذا وأنا الرجل المتعلم؟ ولماذا لم يأتي لأحد غيري في المنزل؟ أريد سيجارة الآن. ربما حان الوقت لأترك هذا الهراء خلفي. " تباً لك إلى متى أنتظرك" ... كلما تذكرت تلك الكلمات رجعت لي القشعريرة ذاتها وأسبغت جسدي بالحبيبات من فروة رأسي إلى قدمي ... أنا خائف<br /><br /><br />3<br /><br />حان المساء وزوجتي تنتظرني في الفراش وأنا جالس في غرفة المكتب أكتب هذه السطور. لا أريد أن أنام. فلست مستعداً أن أغمض عيني وأرى تلك المرأة ثانية. الخوف من النوم بدأ يتغلب على فكري. زوجتي تناديني. قلت لها أن تدعني وشأني وأن تنام قبلي إن شائت. رضخت في النهاية على غير عادتها فهي عنيدة بطبعها منذ تزوجنا قبل سنين عديدة<br /><br />لا أزال لا أجد تفسيراً لما حدث البارحة. تلك الكلمات لا تزال ترن في إذني كأني أسمعها الآن وأنا أكتب. أيمكن أن يكون حلماً كالذي حلمته من قبل. لقد مرت عليَّ أحلام بالسابق على جانب كبير من الواقعية لدرجة أنني تساءلت بين نفسي ونفسي إن كان هذا حقيقة أم خيال. ولكن ما يقلقني من هذا التفسير هو ما حدث لي في فراشي وكوني لا أتذكر شيئاً منه<br /><br />شيئ غريب يحدث الآن. خيل لي أنني رأيت شخصاً في الصالة المجاورة لغرفة المكتب. ذهبت لأستطلع الأمر فلم أجد أحداً. أحسست بنفس لفحة الهواء الباردة كالتي مرت علي البارحة. عُدت للمكتب لأكتب فوجدتها هنا تجلس على إحدى الآرائك بجانب المكتب. تنظر إلي بتلك النظرة ذاتها. تجاهلتها وجلست أكتب ما حصل. يدي ترجف من الخوف ولا أقدر أن أرفع عيني خوفاً أن تلتقي بتلك الأعين المرعبة. أنها تسألني ما أكتب. لم أرد عليها. سألتني ثانية. يا إلهي ماذا تريدين مني؟ لم أجب عليها للمرة الثانية. تريد أن تعرف ماذا أكتب. لن أرد عليها. إنتصبت واقفة وتقدمت مني. إقتربت أكثر حتى أصبحت بجانبي. مدت يدها لتزيح يدي. تريد أن تقرأ ما أكتبه. دفعتها بقوة وأنا ما زلت أكتب ... إنها تحاول أن تخطف القلم وتمنعني من مواصلة الكتاب ..و ل ..ن ..ي ..س س س ... كانت تصارعني وتحاول إيقافي عن الكتابة و لكني دفعتها بكل ما أوتيت من قوة فوقفت مذهولة ثم عاجلتها بدفعه أخرى إلى خارج المكتب وقفلت الباب بالمفتاح. إنها تطرق الباب بشدة. سوف توقظ زوجتي لا محالة. هل ستكون زوجتي في خطر. لا أعتقد فهي تريدني أنا فقط. اللعنة لماذا تريدني أن أتوقف عن الكتابة ... ربما كانت تريد إخباري بشيئ. لست أدري ولا أريد أن أعرف الآن. أريد سيجارة الآن<br /><br />4<br /><br />أصبح الصباح علي وأنا وازلت في مكاني خلف المكتب. أعتقد أنني قد غفوت لبعض الوقت. أُحس بجسدي وعظامي متيبسة من النوم جالساً على الكرسي طوال الليل. إستلقيت على الأرض على ظهري لخمس دقائق حتى عاد الشعور إلى رجليّ. لم يحدث شيئ إثناء الليل. ربما دفعتها بقوة لم تكن في حسبانها فقررت تركي و شأني. سوف أذهب لفراشي فور أن أكتب هذه الكلمات. . لعلي الآن أنام مرتاحاً فلم يحدث أن أتت في منام غير منام الليل. زوجتي مازالت نائمة. لن أوقيظها لعلها بحاجة إلى بعض الراحة. سوف أدعها وشأنها فلست بحاجه لها لتسألني لماذا بقيت طوال الليل في مكتبي. سوف أذهب للنوم الآن فور أن أدخن السيجارة. تباً لليوم الذي قررت فيه أن أُقلع عن التدخين. لا يهم الآن. لست خائفاً وهذا أهم من أي شيئ الآن. ولكن هل يجب أن أترك المكتب؟ أشعر بالأمان هنا وقد نجحت في إخراجها بالقوة. سوف أنتظر حتى تفيق زوجتي من نومها وأطلب منها أن تأتيني ببعض الطعام وتضعه بجانب الباب وسوف آخذه متى ما أحسست أن الوقت ملائم<br /><br /><br />5<br /><br />جاء المساء مرة أخرى. كانت زوجتي متضايقة جداً من تصرفاتي. لم تستسغ فكرة مخاطبتي من وراء الباب المغلق لكنني لم أتنازل وظللت طوال الوقت داخل المكتب. والآن أنا وحدي هنا بعد أن هدأت الأصوات بالبيت. بدأت أشعر ببعض الخوف يتسلل إلى جانبي ببطئ لكنه بطئ فعاّل. جائت لي في فكري مرة أخرى. هل سوف تعود ثانيةً الليلة ربما لتنتقم. لا أدري لكني سوف أظل متيقظاً لأي حركة أو صوت يصدر من أي مكان في المنزل<br /><br />لا أدرى كم مضى من الوقت لكني تعبٌ جداً ولا أقدر أن أستمر في يقظتي أكثر من ذلك. يا إلهي لقد شعرت بتلك البرودة مرة أخرى. تلك البرودة التي تأتي هي بعدها. أنا خائف من غضبها. هل جائت لتنتقم. هل أفيق زوجتي من نومها لترى بأم عينها تلك المرأة. لا أقدر أن أتحرك. كل جسدي مشلول ما عدا يدي التي تمسك القلم وتكتب. أشعر بها حولي لكني لا أراها. أحس بأنفاسها تقترب مني. أحس بوجودها قربي<br /><br />من وراء زاوية باب المكتب ظهرت فجأة وكأنها كانت معي طوال الوقت. بنفس النظرة المورعة. بنفس الشعر المنكوش. أراها ببشرة شاحبة. وعيون بيضاء جاحظة. وأسنان صفراء. كم هي كريهة المنظر الليلة. لم تختلف عما كانت عليه سابقاً لكنها المرة الأولى التي أتمعن فيها بشكلها. أقتربت أكثر حتى وصلت إلي. أوطئت رقبتها وقرَّبت لوجهي حتى أصبح نفسها يرتطم بوجهي تماماً كما حدث في فراشي. لا أريد النظر. أنا مستمر بالكتابة رغم قربها مني. مسكت رقبتي بيدها وأطبقت بالأخرى عليها.أكاد لا أقوى على التنفس. همست بأذني "لن تفلت مني" توقفت عن الكتابة ورفعت رأسي وقلت بصوت خافت "ماذا تريدين مني" لم ترد على تساؤلي. مسكت القلم وكتبت ما جرى. لا زالت يديها مطبقتين على رقبتي. قالت لي " بيدك ثلاث خيارات ... إما أن تأتي معي وتكون لي وإما ان تنظم لعشيرتي فتكون منا فأتركك لحالك أو أقتل واحداً من أهلك كل أربعين يوماً وسأبدأ بأبنائك" ... ماذا تعني بحق الأنبياء... من هي ومن هي عشيرتها؟<br />وضعت القلم جانباً وسئلتها ماذا تعني بأن أكون لها ومن هي ومن عشيرتها. قالت وهي تحرك أصابعها من رقبتي لتمررها خلال شعري أنها من الجن وأنها عشقتني ولن تتركني إلى أن أكون لها. سألتها عما تقصده بأن أكون لها. قالت أنه ليس من شأني أن أعرف. سألتها وماذا عن الخيار الآخر. قالت أنها أشفقت علي من حبها ولم تود أن تراني مقتولاً على يدها لذلك أعطتني هذا الخيار ولولا حبها لي لكانت قتلتني على الفور. توقفت عن اللعب بشعري وشدته بقوة جعلتني أُطلق صرخة مكتومة وقالت: لديك حتى السادسة صباحاً لتقرر أي الخيارات تريد ... وكيف أكون منكم وأنا من البشر ... قالت لي أنه يجب أن أتخلى عن حياة البشر لأنظم إليها وعشيرتها برمي نفسي من أعلى نقطة في المنزل ... من سطح المنزل ... أنتحر ... سوف أموت وبلاشك. إبتسمت وقالت "لن تموت بل ستعبر إلى حياتي وحياة بني جنسي من بني جنسك ... سوف لن تكون إنسياً بعد ذلك" ... قالت هذا وإختفت كما ظهرت ... فجأة<br /><br /><br />6<br /><br />ماذا أفعل. هذا كثير علي. أين زوجتي لأشرح لها ما حصل. لا يمكنني ذلك فتلك المرأة حذرتني من البوح لأي كان بما حدث وإلا سوف تكون العاقبة كبيرة على الجميع. أريد سيجارة الآن. من هي ولماذا أنا. ماذا أفعل الآن. لقد سألت نفسي نفس السؤال قبل ثوان. هل أنتقل إلى حياة اللا بشر أم أموت بيدها هي. لماذا قرار حياتي ومماتي وممات عائلتي أصبح بيدي أمرأة ليست من البشر. لا أستطيع التفكير ولا أستطيع التوقف عن الكتابة. كيف يمكن يمكن أن تختار أن تنتحر لتعيش أو تعيش لتموت؟ كيف يمكن لموت أن يكون عيشاً وعيشاً هو موت؟ أليس الموت هو الموت سواء عشت أو مت؟ أفكر في أبنائي الذين لا ذنب لهم فيما يحدث ... سيعلمون يوماً ما أنني فعلت كل ما بوسعي في سبيلهم<br /><br />7<br /><br />الساعة السادسة إلا ربع الساعة. لم يبقي لدي إلا القليل من الوقت لأتخذ قراري. جلست الساعات السابقة أبكي بدموع غزيرة. لا أدري ماذا كنت أبكي. هل هي حياتي أم زوجتي أم ماذا. إبتل الورق من دمعي وسال الحبر من على الأسطر التي سطرتها قبل ذلك. هل من المعقول أن يطلب من أحد أن يختار بين ممات و ممات؟ اليس الأثنين بنفس القدر من العذاب ... ليس أمامي من سبيل سوى أن أموت ليعيش عيالي ... لتعيش زوجتي ... وربما لأعيش أنا<br /><br />جائتني قبل قليل مرة أخرى لتعرف جوابي وقراري ... أخبرتها أنني لا أستطيع أن أكون ملك لها ولا أستطيع أن أقتل عائلتي بيدي فهذا كثير علي. وعليه أخبرتها بأنني قررت أن أكون من بني جنسها وأنظم لعشيرتها. لم تبدي أي ردة فعل وكأنما كانت متوقعة أن يكون هذا ردي ... قالت لي سوف أنتظرك في الطرف الآخر ... إقتربت مني وطبعت قبله على خدي المبلل بدموعي<br /><br />8<br /><br />أنا على سطح العمارة الآن. الجو ماطر. ماء المطر بدأ يطمس ما أكتبه أولاً بأول لكنني لن أقف عن الكتابة حتى تلك اللحظة. ما هي إلا لحظات و سأكون من بني الجان. ما هي إلا لحظات و سأكون خفياً. ما هي إلا لحظات و سأكون من نار وليس من طين. يدي ترجف ورجلي لا تكاد تقوى على حملي. أشعر كالرجل الذي يساق للمقصلة ... وكيف لا وأنا ذاهب برجلي لمقصلتي ... أنا خائف جداً<br /><br />سوف أمسك قلمي بيدي اليمنى وأوراقي بيدي اليسرى و أتسلق الجدار إلى أعلى نقطة و أرمي نفسي من هناك. ربما وجد أحد تلك الوريقات فأرجو أن يقل لزوجتي وعيالي وداعاً و أنني أحبهم حباً جما. وأنني فعلت ما فعلته حتى أحميهم و كان هذا هو السبيل الوحيد بأن أُضحي بنفسي من أجلهم... الوداع<br /><br />9<br /><br />في صبيحة اليوم التالي نشر هذا الخبر في جريدة السلام في صفحة الحوادث<br /><br />أقدم رجل في العقد الرابع من العمر على الإنتحار برمي نفسه من سطح العمارة التي يقطن بها في أحد أحياء ضواحي العاصمة. وقال شهود عيان أن الرجل رمى نفسه وهو ممسكاً بأوراق تطايرت في الهواء في كل مكان. وقالت مصادر من الشرطة أن تلك الأوراق كانت غير قابلة للقراءة كون مياه الأمطار أمس مسحت ماكان مكتوباً بها. ويعتقد المصدر أنه ربما كانت هي وصية الرجل التي يشرح فيها أسباب قيامه بالإنتحار.<br /><br />وقام محرر الصفحة بالإتصال بزوجة المنتحر التي أفادت أن زوجها يعاني من إضطرابات عصبية وأنه يعالج منذ فترة من إكتئابات ويتعاطى العديد من الأدوية التي يمكن أن تكون لها أعراض جانبية حسب ما قاله الأطباء المعالجين. وقالت أنه كان يتصرف بصورة غريبة في الأيام الثلاث الماضية حيث كان يكتب بإستمرار ولا يرد عليها عندما تكلمه. وعندما حاولت أن تعرف ماذا يكتب بأن مسكت الأوراق والقلم تصرف بصورة عنيفة وقام بدفعها وطردها من المكتب الذي ظل حابساً نفسه فيه حتى أقدم على الإنتحار صباح أمس. ولا يزال التحقيق مستمراً<br /><br />إنتهى الخبر </strong></div><div align="right"><strong><span style="font-size:130%;"></div></span></strong></span>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com35tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-1158571814681324802006-09-18T10:20:00.001+01:002010-05-04T23:15:02.119+01:00الثور - الجزء الثاني<div align="right"><br /><br /><br /><strong><span style="font-size:130%;"><em>لأنه لا داعي للشرف أحياناً ... إلا نبيذي</em><span style="font-size:180%;"> </span><br /><br />لم أقصد أن أتركك تعاني أو تخمن ما قد حدث طوال تلك الفترة، ولكن لا تجري الأمور كما تشتهي السفن أحياناً ... أليس هذا ما كنت تقوله لي بإستمرار ... يا قبطان حياتي ... إستعد لعاصفة هوجاء قد تجمح سفنك بعدها بغير هدى لمسافات وأيام ... ألم يقل المثل، وأنت خير من يعرف الأمثال لكونك صاحب الأصل والفصل، ألم يقل ما تزرع تحصد ... أنت زرعت ولسوف تحصد ما زرعته يداك ... آه كم كنت أموت في يداك ... لاحظ الفعل الماضي في كلامي فليس هناك حاضر أو مضارع أو مستقبل في قاموسي بعد الآن ... أنت وأهلك ... وإيمان طبعاً ... ليس لكم سوى الماضي في عقلي وعاطفتي ... وذاكرتي<br /><br />حبيبي ... هل أجرؤ على أن أقول حبيبي ... أرجو أن تقبلها مني في سبيل العشرة التي جمعتنا يوما ما على الأقل ... أخبرتك في رسالتي السابقة عن إكتشافي لك وإيمان في سريري. والآن سوف تعرف مني كيف تنتقم المرأة ممن يسيئ لها ... أعترف إنني وقتها فكرت كثيراً بأن أنتقم منك ومنها بالقتل أو ما شابه ... وأصدقك القول أن الفكرة تلك راودتني تلك الليلة ولكن هل يمكن لأحد أن ينصفني! ألست أنت الرجل وأنا مازلت المرأة؟ أمازال الشرع والقانون والعرف والتقاليد البالية تعطيك الحق بقتلي إذا وجدتني في نفس الفراش مع رجل آخر لأنك تصرفت كبطل في حق من حاول تلطيخ عرضك وشرفك ... ولكن ماذا لو فعلت أنا ذات الشيئ؟ أليس من سوف يظهر من أهلك أو أهلها ليقول أنكما كنتما زوجين على شرع الخالق حتى وإن لم يكن هناك إثبات! فهناك دائماً طريقة لإثبات البراءة بتسمية مختلفة ... سمها كما شئت ... عرفي ... متعة ... مسيار ... في النهاية أنا من سوف يدفع الثمن وليس أنت. أنا من سيكون الجاني وأنت الضحية. تخيل إنك أنت الضحية. القاتل يصبح في العرف والقانون ضحية بينما الضحية من أريق دمها وأنتهك عرضها تصبح الجاني<br /><br />عموماً كان هذا في الماضي وأنا بنت اليوم كما يقال. لم أفكر في إنتقام أسمى ولا أزهى من شريعة حمورابي الرافدين ... فعيني بعينك وسني بسنك وأنت من إبتدى وإنك الأظلم. ألم تقتات شهوتك على صديقة عمري؟ إذا فلسوف تقتات شهوتي على أصحابك ... ولسوف تبدأ بمن تحب وتقدر أكثر. ألم يكن سعد أحد أحب أصدقائك؟ ألم يكن هو من تربيت معه؟ ألم تثق به ليحفظ سرك؟ أعرف أن جوابك كان نعم لكل سؤال طرحته عليك. إذن فكر ثانياً فسعد كان أول من إستقبلته في فراشي بعدك ... و أقول أول لأن هناك العديد ... قد أخبرك عن البعض ولسوف أبقي البعض لنفسي ... ربما لغرض في نفس يعقوب أو أحد الأنبياء ... لا يهم الآن المهم السبب<br /><br />لن أقول لك كيف جاء سعد لفراشي ... ولكني سوف أقول لك ما حدث في الفراش ... أتدري لماذا؟ لأنني لست كباقي النساء<br />جائني سعد وكله شبق مسبق ... يبدو أنه كان يتمناني منذ فترة ... أوهكذا قال، لا يهم فلم يكن هو في خاطري ولم أكن مستعدة لإشباعه ... كنت بحاجة فقط لجعلك تندم على فعلك و أعترف لك بذلك ... ولكن قبل أن يأخذك الغرور بعيداً أرجو أن تقرأ تلك الجملة ثانيةً فأنا قلت كنت بحاجة لجعلك تندم ولكن كانت تلك البداية ... لم يكن سعد بالمحب الذي تمنيت لكنه كان أسهل الجميع. لم تخطئ عيناي تفسير نظراته لي كلما جاء لزيارتك. كان يعريني بعينيه وأنا أمشي أمامه ... كنت أرى أنه يشتهيني ... كنت أراه مقززاً بذقنه المتناثرة ولباسه الغير مهندم. إستقبلته في فراشي عندما كنت في سفرية مستعجلة للعمل كما إدعيت وعلمت بعدها منه إنك كنت مع إحداهن في إجازة سريعة. جاء لي وهو غير مرتبك وكانما كان يعرف أنه سوف يحصل عما جاء من أجله. وكيف له ألايظن ذلك وقد دعوته بنفسي بعد أن شرحت له إنك لست بالبلاد. أتدري ما حدث تلك الليلة .. ولا أظنك تريد أن تعرف ذلك الآن ... لكني سوف أقولها لك رُغماً عنك وإن شئت فلا تقرأ ... أعرف إنك مازلت تقرأ ولهذا سأُكمل ... قلت له حينها أنني كنت في حاجة إليه وإنني همت به منذ أن وطئت عيني عيناه وصدق المسكين ... وأكون صادقة بأنه لم يبخل عليّ بشيئ تلك الليلة. أتعرف أنه ملم بكل ما تتمناه كل إمرأة! نعم هذا السعد الغير منطقي الصلف الجلف كما كنت تصفه أنت ... أُقر و أعترف أنني لم أصل إلى قمة الشهوة مع أحد مثلما وصلتها مع سعد ... لم يُبقي فاصلة في جسدي إلا وكان لسانه قد أحكم تغطيتها بإحكام ... لم تبقى همزة أو لمزة لم يكشف سرها ... كم أنا سعيدة بإختيارك له ليكون صديق عمرك ... ألمحت له بعلمك بمدى رغبتي به وإنك لم تنزعج أو تبدي أي رد فعل ... ضحك وقتها الصلف الجلف ونعتك بالرجل الديوث ... أعجبني الوصف وقررت أن أقول لكل من قابلت بعد ذلك أنك تدري عما أفعل ... وخصوصاً أصدقائك ... كم كنت سعيدة وأنا أخترق أصحابك الواحد تلو الآخر<br /><br />ما بدأته كرغبة في الإنتقام سرعان ما أصبح جزء لا أستغني عنه في حياتي فلا أستطيع أن أعيش دون رجل يمدني بما أحتاج إليه ولا أجده فيك ... وهو كثير. أعرف أن ما فعلته خطأ ... لكنك رجل وكل الرجال خطايا ... و أنت الخطيئة الكبرى يا عزيزي ... لم أتخيل نفسي يوماً بحاجة إلى كل هؤلاء الرجال لكنك أنت السبب في ما وصلت إليه مما لا أجد وصفاً أدق من كلمة إدمان على كل رجل تشتهيه نفسي ... على كلِّ سوف لأترك تلك الأمور المتعلق فيني لعلمي أنها ليست ذات أهمية لوغد أناني مثلك<br /><br />هشام كان مختلفاً عن الجميع ... ربما سوف أُخبرك عنه في وقت لاحق ... أين كنت ... وجاء أبو سالم ... تعرفه بلا شك! وكيف لا هو رئيسك بالعمل ... سمعتك تتكلم عنه بإستمرار أمامي ولم أعره أي إهتمام حتى جاء اليوم الذي زرتك فيه في مقر عملك ... لم تكن موجوداً حينها وصادفته هو عند المدخل ... عرفته بنفسي وعرفني بنفسه ثم دعني لتناول القهوة في مكتبه ... كنت أعرف ماذا يعني بالقهوة فنظرته وعينيه لم يتنازلا عن التحديق في صدري ,,, وكدت أضحك وهو يحاول مدارات تلك النظرات ... هؤلاء العواجيز كلهم سواء ... لا يريدون الإعتراف بأن القطار قد ترك المحطة منذ زمن وأن زمنهم قد ولى ... بعد القهوة بأيام إتصلت به لأشكره على كرم ظيافته ولطفه ... وما هي إلا بضع كلمات حتى كان قد ضرب موعداً معي ... المسكين لم يكن مصدقاً نفسه ... يا عزيزي كل الرجال مساكين لو يعلمون ولكنهم لا يعلمون ومن الأفضل أن تظل أنت وبني جنسك هكذا. لن أطيل عليك فلم يلبث طويلاً قبل أن يكون هو أيضاً في فراشي ... أضحكني العجوز وهو يحاول إعادة الشباب الذي ولى بغير عودة وأضحكتني أكثر الموسيقى التي وضعها ليجعل الجو رومانسي ... ولكن اتعرف ما أضحكني حقاً ... أنت عندما عدت لي بعدها بأيام فرحاً بترقيتك التي أسبغها عليك أبو سالم دون أن تعرف الثمن الذي تم دفعه نقداً! لقد طلبت منه أن يمنحك تلك الترقية وأخبرته إنك تعلم بوجودي معه وإنك أنت من رتب لهذا الموعد ... لا أدري لماذا قلت ما قلته لكنه لم يستغرب فعلك! ترى لماذا؟ أتراه يعرف شيئاً لا أعرفه؟ ضحكنا كثيراً عندما بدون شعور نعتك بالثور ... وإعترف لي بأنه سوف لن يراك بغير صورة الثور في باله بعد اليوم<br /><br />هل تعرف من هو الرجل الذي لايمكن نعته بالديوث؟ خالد زوج شقيقتك ... هذا الرجل الغيور ذو الشك العظيم في كل شيئ. لا أخفيك سراً عندما أقول لك إنه كان يمقتني وشعوره كان متبادلاً مع شعوري ... لا أدري لماذا لكن أعتقد أن للموضوع علاقه بتسلطه على شقيقتك ... ليس هذا موضوعنا الآن ... على الأقل ليس هو بل هي و أعني بهي شقيقتك ... هل تعلم أنني أوصلتها بنفسي إلى منزل صديقها الذي قمت بتقديمها أنا إليه ... نعم فعلت ذلك ولا أُخفيك كم كانت متعتي وأنا أفعل ذلك ... أتذكر كم كنت تسترسل بالحديث عن أصلك وشرفك ... لا تنظر بعيداً يا حبيبي كل ما عليك فعله هو ان تنظر في أهلك ولسوف ترى العجب العجاب ... ألم أقل لك أن والدي لم يحبك أنت وأهلك ... كان ذو نظرة عميقة والدي ... وأنا كلي فخر أن أكون وسيلة لدمار أهلك ... ترى ماذا سيكون رد فعل خالد الشكّاك حين يعلم؟ لا داعي للتفكير لأنني سوف أعمل كل ما بوسعي لإظهار الحقيقة له ... ألست أنا جزء من العائلة ويجب علي كفرد فيها أن أعمل للمحافظة على شرفها ... وأيها شرف يا ذو الشرف المصون<br /><br />أما هشام فلم يكن شكاكاً بل على العكس من ذلك ... ربما قلت لك المزيد عنه عندما يحين الوقت ... عزيزي لن أطيل عليك ... لكنني سأخبرك عن شخص آخر تعرفه ... علي ... نعم شريكك بالمعرض ... هل تريد أن أكمل ... لا تريد ... وأنا أريد والله يفعل ما يريد ... أُصدقك القول أنني انا من إشتهى علي منذ البداية ولم يستجب لي إلا بعد محاولات عدة ... لا أستطيع وصف الشبق الذي إجتاحني منذ أول مرة رأيته فيها ... هل من المعقول أن يخلق ربك أحداً مثله؟ أليس مثله مكانه بطلاً لرويات الغرام أو يورد ذكره بالقرآن؟ هل لي أن أراهن أن يوسف لم يكن بذاك الجمال مقارنة به؟ هل لي أن أختلف مع من يقول أن الجمال والرقة والرجولة لا تجتمع في شخص واحد؟يا إلهي لابد أنك إحتسبتني مظلومة وأردت أن تثيبني على ما مررت به ... أو إحتسبتني ظالمة فأردت أن تزيد من ذنوبي ... ليس لي إلا أن أقول أنني فزت به بعد طول إنتظار ... لا أدري لماذا تذكرت كم لاحقتني قبل الزواج عندما ظفرت به بعد طول ملاحقات! عرفت النشوة معه ... لم أحب أحداً من كل الرجال الذين إنتقمت منك بهم مثلما أحببت علي ... هل عرفت الآن لماذا أصررت على تسمية إبننا الثاني علي! لا تخف هو أبنك ... على ما أعتقد<br /><br />بقي شيئ واحد لم أقله لك بعد ... أعرف أنك مازلت تقرأ و أكاد أرى يديك وهما ترتجفان وأنت تفكر فيمن سوف تواجه أولاً ... أنا أم هم؟ لعله سؤال فيلسوفي مثلك ... لا أعرف إجابة له فإجابته بين أظلاعك أنت وأنا لست سوى مخلوق خُلق من ظلع أعوج<br /><br />الشيئ الوحيد الذي لم أذكره لك هو أن كل أو بعض أو ولا شيئ مما ذكرته لك هنا حقيقة ... لم تفهم ... أعلم ذلك فصعب على الثور أن يستوعب بسرعة ... ما عنيته هو أنني قد أكون إستقبلت الرجال في فراشي ... أو بعضهم ... أو أكون قد لفقت تلك الحكايات من خيالي الخصب أحياناً ... هناك حل بسيط ... يمكنك أن تسأل كل الرجال الذين تعرفهم إن كانوا قد باتوا في فراشك مع زوجك من قبل ... أو أن تنفي نفسك إلى مشرق أو مغرب الأرض أيهما أقرب إلى نفسك ... ولكن<br />ترى هل ستظل وفياً لسعد علماً بأنه قد يكون من طوّع جسدي بيديه؟<br />كيف ستتعامل مع أبو سالم؟ هل أخبر أحداً في العمل بما حصل أو لم يحصل بيننا؟<br />وماذا عن علي شريكك! ... ترى ماذا حصل بيننا؟<br />وأختك! ... هل هي وفية لزوجها وسمعتها ام ماذا؟<br />وماذا عن هشام؟ من هو؟ هل تعرفه؟<br />وهل هناك غير هؤلاء الذين ذكرتهم هنا؟<br /><br />وهل لي أن أضحك كما لم أضحك من قبل؟<br /><br />ألم أقل لك أن إنتقامي ليس كباقي النساء<br />ألم أقل لك إنك سوف تندم على ما إقترفته يداك في حقي<br />أعلم أنك سوف تهذي كالمجنون وسوف تكلم نفسك وأنت تمشي على الشاطئ كلما ضايقك أمر كالمعتاد ... وإعلم يا عزيزي أنه من الشك ما قتل ... ولسوف يقتلك شكك ... ولربما قتلتني ... لا يهم فأنت قتلتني مرتين كما قتل الثور الأبيض ... الأولى عندما أوقفتني وقلت كلماتك الأربع ... والثانية عندما إستبدلتني بإيمان<br /><br />فهنيئاً لك بما إقترفته يداك<br /><br />وهنيئاً لك بحياتك من الآن وصاعداً</span></strong> </div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com26tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-1158051320545454612006-09-12T09:18:00.000+01:002007-05-05T00:22:16.839+01:00أبي<div align="right"><strong><span style="font-size:130%;">عندما كنت صبياً صغيراً كنت ألعب لعبة التنس في أحد أندية الدولة. كنت كلما أشاهد والدي وهو بصحبة أحد أصدقائه كان يمسكني من يدي ويقول لصاحبه "ولدي بالديسار ... لاعب تنس في هذا النادي" لم أكن أحب تلك الحركة ... لا أدري لماذا ... لم أكن أعرف أنه كان يقولها لأنه فخور بي. لم أعرف هذا الشيئ إلا عندما أصبح لدي من أمسكه من يده وأقول لأصحابي هذا أبني. كان أبي يود أن يعلم كل من هناك حوله أن هذا أبنه وكانت تلك طريقته في إعلامي بمدي فخره بي<br /><br />أتذكر أنني كنت أنام على ساقه وهي ممددة على الأرض أمام التلفاز ... عندما لم يكن لدينا أطقم الأثاث الفاخرة وكان أغلب الناس يجلسون على الأرض دون أن يعطوها مسميات خجولة مثل الجلسة الشرقية أو ما شابه. كنت أضع رأس على رجله فيضع هو يده على رأسي ويدعك فروة رأسي بأصابعه وانا أشاهد مسلسل كونغ فو لديفيد كارادين ... حتى أجد نفسي نائماً في فراشي صباح اليوم التالي. كانت تلك الحركة تشعرني بالإطمئنان ... كنت أشعر أن تلك اليد سوف تظل تحرسني إلى مالا نهاية<br /><br />قبل أسابيع قليلة وبينما أنا جالس أمام التلفاز في كرسيي الوثير جاء ولدي ذو السنوات الأربع وتسلق حتى إرتمي عليّ. ثم مالبث حتى أرخي رأسه على رجلي فتذكرت نفسي وأنا في حضن أبي وتذكرت تلك الدعكة على فروة رأسي وبلاشعور مني مددت يدي على رأسه وبدأت أصابعي تداعب رأسه تماماً مثلما داعبت أصابع أبي رأسي ... سألته بعد بضع ثوان إن كان يريدني أن أتوقف ... هز رأسه بالنفي ... رأيت عيني وحياتي وأبي في عينه ... ضممته إلى صدري وكأني أحاول أن أشم والدي في ولدي ... لعنت الساعة التي قررت أن أنفي نفسي فيها بعيداً عنه فلا أستطيع أن أشمه متى ما رغبت<br /><br />قررت أن أعيش أجواء رمضان معه ... فكم لدينا من الوقت معاً قبل فوات الأوان ... حجزت البطاقات لي وللأولاد فلن أعود تلك المرة بدون بالديسار الصغير ليراه ويضمه بيديه ... سوف أطلب منه أن يدعك رأسه كما دعك رأسي من قبل ... عله يفهم ما أريد حقاً ويدعك رأسي للمرة الأخيرة ... سوف أمسك ولدي من يده وأقدمه له مرة أخرى ... لأشعر أنا بالأمان ... سوف أقبل رأسه مرات ومرات حتى تبقى تلك الرائحه الزكية في روحي لسنين وقد أورثها يوماً لأبني الصغير<br /><br />لم يمهلني القدر أن أقول لك احبك يا أبي للمرة الأخيرة ... لم يمهلني القدر أن أضمك للمرة الأخيرة ... لم يمهلني القدر أن تدعك رأسي للمرة الأخيرة .... لم يمهلني القدر أن أراك للمرة الأخيرة<br />تباً للموت الذي لا ينتظر حتى نجتمع وأضع أبني في حضنك وأقول الزمن قف هنا حتى أشبع منه<br /><br />كم فراقك صعب علي<br />كم غزير هو دمعي عليك<br />كم أنت عظيم<br />كم أحبك يا أبي<br />كم أفتقدك<br />كم هو صعب أن أكتب تلك الكلمات<br />كم أنا فخور أن أسمي هو إمتداد لإسمك<br /><br />كم كان سهلاً أن أقولها لك وأنا بين يديك<br />كم هو صعباً أن أقولها وانا لست بين يديك<br /><br />كم أنت بعيد عني<br />كم أنت قريب مني<br /><br />أوعدك أن تكون في في قلبي كل يوم<br />أوعدك أن أضم إبني مثلما ضممتني كل يوم<br />أوعدك أن أعلمه إنك أنت من دعك رأسي<br />أوعدك أن أعلمه أن يدعك رأس إبنه<br /><br />لا أقدر على الكلام فقلبي لا يقوى ... وعيني لا تقوى<br /><br />وأمي لا تقوى</span></strong></div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com8tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-1156855156892212722006-08-29T13:33:00.001+01:002010-05-04T23:16:27.928+01:00الثور - الجزء الأول<div align="right"><strong><br /></strong><br /><span style="font-size:130%;"><strong>أتذكر يوم إلتقينا قبل خمس سنوات بالتحديد ... أتذكر كيف تلاقت أعيننا كل في سيارته عند الإشارة الحمراء و أبيت إلا أن تودع إبتسامتك في خزائن عقلي<br />أتذكر كيف ظللت تتبعني أينما ذهبت تسعة شهور ... كلما خرجت من منزلي في الصباح أجدك ... صدفة ... ماراً أمام منزلي لتقوم بتوصيلي بطريقتك الخاصة إلى كليتي<br />أتذكر أول مرة تكلمنا فيها بعد طول إنتظار منك و ... مني. أوقفتني وانا ماشية لمحاضرتي الأولى ذلك الصباح. كانت الساعة التاسعة صباحاً يوم الثلاثاء بتاريخ 24/10/2001 ... يا ترى هل أحرجك أنني لازلت أقدس هذا اليوم وأحفظ تاريخه وساعته! هل تعلم أني لسنوات كنت أحتفل مع نفسي بهذا اليوم لأنه كان بداية لأسعد أيام حياتي ولم أعرف أنه سوف يكون بداية لأشقى أيام حياتي أيضاً<br /><br />أوقفتني ذلك اليوم وأنت مرتبك لكن كان فيك من الجرأة أربكتني وأنا التي قد تدربت على هذه اللحظة مرات ومرات مع صديقتي إيمان ... تعرفها بلا شك ... ربما أكثر من اللازم! مسكتني من يدي وقلت ... ممكن كلمة لو سمحتي ... جنونك أربكني ولم أرد بغير نظرة نعم ... كان ملمس يدك وهو يلمس يدي أثار فيني كل العواطف التي لم أعرف أنها خُلقت فيني ... فكيف لي أن أعرف أن لمستك أنت تثير جلد رقبتي وتُسري قشعريرة لذيذة في أنحاء جسدي وأحس بطعم شبق في فمي ... لم يصف لي أحداً هذا من قبل. لم تقل لي صديقاتي عن هذا! بل إيمان ضحكت عليّ وقالت أنه لايوجد طعم شبق في الفم ... و أذكر أنني قلت لها يومها قد لا يكون طعم الشبق في فمي ... لا يهم ... المهم أن يكون أحس بنفس الطعم في فمه<br /><br />أربع كلمات بدأت بها حديثك معي ... ممكن كلمة لو سمحتي ... أربع كلمات غيرتني إلى الأبد ... فلم أعد بتلك الفتاة البريئة التي لم تفكر حتى أو تجرؤ بالحديث مع شاب أصبحت معك حبيبة و صديقة وعاشقة ومعشوقة. أنت مدرسة تخرج متفوقين بالعشق ... أنت شوبان في سيمفونياته ... أنت مونيه في لوحاته ... أنت مملكة تنتج ألذ أنواع الحب ... أنت ... آه كم أكره كم أحببتك<br /><br />أتذكر عندما جئت لطلب يدي من والدي ... وكيف عاملك ببعض العنف حينها ... لم يكن يفعل ما يفعل وقتها كرها بك ولكن كان يريد أن يحميني لم أعرف من ماذا حينها وعرفت لاحقاً بعد فوات الأوان<br />لم يغير معاملته كثيراً معك عندما جئت بوالدك صاحب الحضوة فليس بوالدي من يتنازل عن مبادئه أمام أحد فقط لكونه من كبار البلد ... فالأمر عنده سيان ... دائماً ما يقول أنهم هم من يخرب البلد ويسرقها ويقوّد عليها أمام الملأ ... لم يكن يحبك يا عزيزي<br /><br />أتذكر كيف كنت في أيام الخطبة لا تقوى على فراقي ... كنت كنت تود لو أنك تراني في أي لحظة وكل لحظة في اليوم ... قلت لك سوف تمل مني وترد أنه لا يمكن أن يأتي هذا اليوم لأنك سوف تحبني طول العمر وزيادة ... ولا أعرف ماذا كنت تقصد بالزيادة<br /><br />أذكر خروجنا إلى المطاعم الشهيرة كل ليلة وكيف كنت تحرص أن تسألني عن طلبي قبل كل شيئ وتتأكد من أن طبقي يعجبني ... بل تقوم بطلب طبق آخر لمجرد أن تلمح نظرة مني تشك فيها بجودة طعامي ... كنت دائماً تحاول أن تمسك يدي أمام كل الناس من غير خجل ولم أمانع فنظرات الغيرة التي تتبعنا كانت كفيلة بإرشادي نحوك ... هل تذكر كيف كنت تلمس بأصابع قدمك ساقي من تحت طاولة المطعم ... وكنت تهمس لي عن نعومة بشرتي وكم كنت تتوق للصعود بأصابع قدمك، ويدك إن أمكن، إلى أعلى نقطة ممكنة في الرجلين قبل أن يلتحما بالنقطة تلك<br />لم أقل لك وقتها ماذا كانت تفعل لمساتك بجسدي حينها... لم أقل لك كيف كانت لمستك تشد جسدي وتجعل كل قطرة من دمي تتجه نحو نهدي وحلماتي والنقطة تلك ... ألم تلاحظ كيف كنت أرتعش كلما فعلت ذلك و أتحجج ببرودة يناير الشتوية ... أظنك كنت تعرف لهذا لم تتوقف إلا عندما تحس أنني سوف أصل إلى نقطة الا عودة فتفعل ما سوف تفعله لاحقاً مرات ومرات ... تقف وتنسحب من جسدي<br /><br />يوم الزفاف أتى بسرعة ... ربما أسرع من اللازم. أذكر كم كنت وسيماً يومها وكيف طبعت قبلتك على جبيني أمام كل الناس وهمست لي أنه لولا هؤلاء لكان مكانها شفتي ... قلت لك وقتها أنها ليلتنا لنفعل ما نريد بطريقتنا ... قلت لي أن أمامنا العمر كله وغمزت بعينك لتعرفني بأنك قصدت تلك الليلة فقط ... ولم أفهم تلك الغمزة إلا بعد سنين<br />وعندما رقصنا رقصة الشرف وسط تصفيق الحضور وغبطة المحبين وحسد الكارهين ... بدوت لي كأنك قمر السماء ... لم أعرف حينها لبنت مثلي أن تحصل على رجل مثلك ... ولربما هذا ما أكتشفته أنت بنفسك لاحقاً<br /><br />كنت واثقاً من نفسك تلك الليلة بعد أن أوصلنا الجميع إلى جناحنا الفاخر في الدور الثالث والثلاثون في الفندق ... كان منظر المدينة خالباً للألباب وكأن الرب شاء أن يشاركنا فرحنا بسماء ملئها بالنجوم<br />دخلت الحمام لتأخذ دوش سريع وخرجت لي بذاك السروال الحرير الأزرق فقط ... وصدرك العاري المقتسم الحدود تبرز منه مقاطع وعضلات جعلتني أود لو أني مزقت ملابسي بيدي لأكون عارية بين يديك ... كانت نظرتك ترمقني بشبق وأقسم أني رأيتك ترطب شفاك بلسانك كما يرطب الأسد فمه قبل إفتراس الفريسة ... الفرق الوحيد أنني لم أمانع إفتراسك لي ... فشفتاي كانتا متشوقين لشفتيك وصدرك وكل ما فيك ... ونهداي كانا بأمس الحاجة لك ... يقسمان بإسمك ويودان لو أنك لم تبخل عليهما بالكثير من اللمس والهمس وما بينهما ... أتذكر ذلك اللباس الشفاف الذي أبتعته خصيصاً لتلك الليلة ولم أكد أضعه حتى كان على الأرض ... أتذكر لونه؟ طبعاً لن تذكر أي شيئ ... كان لونه أزرق كما أتفقنا قبلها أن نتمازج بالألوان لأننا واحد<br />وعندما إلتحمنا بقبلة بدأت بشفة ثم لسان ثم مص لسان ورقبة وأذن وكل مكان ... وكيف كانت يدك تدرب جسدي على الإنصياع لها ... كنت أحس أحس إنك لن تستمر كثيراً قبل الإنفجار ولكنك لم تخيب ظني يومها فلم يصبح لنا صباح حتى كان كل منا قد أعطى الكثير وأخذ الالكثير ... وضحكنا كثيراً ما بين وبين ونحن نفكر فيمن أوقعه القدر السيئ في الجناح الملاصق لنا لأنه لايمكن قد يكون قد إستمتع بنوم هادئ.<br />كانت إبتسامتي ذاك الصباح تدل على أن صاحبها قد أفرط في الوصول إلى الرغبة الكامنة ... وهل هذا بالشيئ المعيب؟ لا أظن ذلك فأنا أصبحت اليوم زوجة ولربما بعد تلك الليلة العظيمة ... أماً عما قريب<br />ولم تنسى أن تحتفظ بشيئ لأمك لتريها أنك أحسنت الإختيار وإنني لست بتلك الفتاة ذات التجارب ... كم أمقت أمك<br /><br />أتذكر كيف كنت تسألني وأنت تشاهد مقاطع الزفاف على الفيديو أو ألبوم الصور عن صديقاتي واحدة واحدة ... وكنت تلح على معرفة أدق التفاصيل عن الجميلات منهم بالذات ... نوال .. شروق .. وفاء .. إيمان ... قلت لك وقتها لماذا تريد معرفة كل هذا عن صديقاتي فثرت في وجهي وإتهمتني بعدم الوثوق بك وأتخذت من كونك الرجل الشرقي الذي يجب أن يعرف كل شيئ عن زوجته ذريعة ... ولم تتذكر أنني وضعت كل حياتي ككتاب مفتوح بين يديك ... ولكن كان لديك هدف آخر اليس كذلك ... ما أغباني<br /><br />لماذا لم أفكر بسبب وجودك في البيت عند حضور إيمان لزيارتي لمباركة الزفاف؟ كنت تخرج كل يوم ومنذ ثاني أيام الزفاف لأي سبب ولا تعود لساعات طوال ... لم تكن مجرد موجوداً يومها بل حرصت أن تكون في الإستقبال مرتدياً تلك الثياب التي تبرز عضلات صدرك ... ولم تنسى أن تكون ذقنك حليقة فور أن علمت بمن ينوي الزيارة تلك العصرية.<br />لم أرتب بشيئ ولم ترتب هي أيضاً لوجودك معنا ... بل ولربما سعدت بوجودك فلطالما حدثتها عنك وكانت تسرح فيما أقول ولا تنسى أن تعلق بين الحين والحين عن مدى حظوظي في الإيقاع بأحد مثلك ... لم تصدق أنك أنت من أوقع بي في شباكه ... لماذا أدفع ثمن وسامتك وأصالتك؟ أليس للفقير حظ في أن يكون الآسر يوماً بدلاً أن يكون الأسير كل يوم! لن أقول لك إن شرفي يضاهي أصلك ووسامتك وغناك بأضعاف لأنني فقدت هذا أيضاً<br /><br />أتعرف لماذا فقدته؟ لن أقول لك لماذا بل سأقول لك متى ... عندما تركت كل نساء الأرض وقررت أن يكون قدري عندك هو ... إيمان في سريري ... لربما أنت مصدوم الآن ... لم تكن تدري أنني أعرف أي شيئ ... فكر ثانية يا حبيبي ... أتذكر عندما كنت حامل في الشهور الأولى وكنت متوعكة كل يوم تقريباً حتى أنتهى أمري كما تعلم في المستشفى لأيام وأسابيع ... مالم تعلمه أنني رجعت البيت ذات يوم بعد أن سمح لي الطبيب المناوب بالخروج لبضع ساعات ... لم أشأ أن ازعجك بل وددت مفاجأتك ... كنت قد سألت الطبيب حينها عن خطورة الجماع فلم يبدي أي إعتراض ولهذا رغبت أكثر بمفاجأتك ... تخيلتك نائماً في السرير وأنت تلبس اللباس الداخلي الحرير ... تخيلت نفسي أدخل السرير بهدوء بعد أن أكون قد تعريت من كل شيئ وأغوص الى الأسفل وأنزع عنك الحرير لأذوق ما تحته فقد أشتهيتك وأشتهيته الآن أكثر من كل شيئ ... كنت أريدك في داخلي ... تفرغ كل شحنة سالبة في جسدي ... حتى تجعلني أنسى من أنا ... لربما للحظات لكنني كنت بحاجة إلى أي منها<br /><br />ولكن خمن ماذا رأيت؟<br /><br />إيمان صديقة الطفولة منكبة على وجهها في سريري وأنت كالثور الهائج فوقها تخور وهي تئن بأنين الإستمتاع ... لا أدري ما علاقة برجك الثور بشكلك حينها ... فهل الاشكال على أبراجها تقع؟ ... أرى إنك لم تنسى أن تضع بعض الموسيقى الهادئة والتي لا يتناسب جوها مع ما رأيت ... أهذا ما تريد؟ زوجة بالنهار وعاهر بالليل ؟ أم تريدها عاهر في الليل والنهار وخادمة أيضاً ... ولم لا فالشرع معك والتقاليد معك والكل معك ... أما أنا فعاهر عند زوجي يعاشرني ... يضاجعني ... يغتصبني ... يخرج مافي جعبته على جسدي و صدري وليس لي أن أتحدى لأنني إمرأة!<br />يضحكني أولاد البلهاء الذين يضنون أن المرأة بحكم تربيتها وخلقها لا تنتقم ... وإن إنتقمت فلن يتعدى الأمر مشكلة بسيطة بين والدتك أو شقيقتك ... ربما هذا صحيح في الكثير من الحالات ... لكن حالتي ليست كباقي الحالات ... ألم تعرف إنني لست كباقي البنات عندما حاولت إستمالتي تسعة شهور دون فائدة؟ ألم تعرف إنني مختلفة عندما جعلتك تنسى ربك وتحلف بإسمي ليلة الزفاف؟<br />ألم تعرف إنني لست كغيرهن عندما أقسمت أنك لي طول العمر فقط لأعطيك شيئاً لا يرضاه أو يكرهه الشرع ... ولم أرضى ... وبست قدمي لأرضى ... ولم أرضى<br /><br />نعم تألمت لخيانتك ... ونعم تألمت كونك فعلتها في فراشي وهو مكان مقدس لكل إمرأة لو كنت تعلم ... ونعم تألمت كون من كنت تخونني معها كانت صديقتي من بين كل الناس ... ولكن أتريد أن تعرف ما آلمني حقاً؟<br />ما آلمني حقاً هو إنك اخترت أن تستبدلني بها!! إيمان التي كنت تخور فوق ظهرها ويدك تحت بطنها تغوص في أعماق ذلك المكان وكأنما أنت وإمتدادك داخلها ليس بكاف لتمد أصابع العون والرحمة لتصل هي ... وليس أنت ... إلى نقطة الإنفجار. هل تعرف حقاً من هي تلك الإيمان؟ هي الفتاة التي أعطت العاهر والمومس لقب التلميذة ... هي التي لم يوقفها أحد عن الحصول على أي رجل ... أتعتقد أنك حصلت عليها كونك رجل بمعنى الكلمة؟ لا يا حبيبي ... هي مستعدة أن تنام معك ومع غيرك فقط لتثبت لنفسها أنه لا يوجد رجل يستحق في هذا الكون ... دعني أخمن ... بعد ذلك اليوم لم تستطع أن تحصل على موعد منها وإن حصلت فلم تحصل على مصة لسان أو لمسة نهد ... أليس كذلك! أرأيت كيف إنني أعرف كل شيئ ... ليس لأنني تآمرت عليك ولكن لأنني أعرف تلك الإيمان.<br /><br />على فكرة إنني أعلم إنك حاولت أن ترمي شباك خيانتك حول نوال ... وكأنما لا يوجد غير صديقاتي ...لم تنجح لأنها أشرف من ذلك ... وأطهر منك ومن أهلك ... كم أنا غبية ... قالت لي نوال أن من يحاول بصديقة لن يتوقف عند واحدة ... وثقت بك و بهم ... اللعنة عليك و عليها<br /><br />لهذا كنت متألمة لأنك إسترخصتني مع من هي أدنى مني ... ولهذا سوف أخبرك الآن بما لم تعلم عن إنتقامي ... لا أدري إذا كان من المفترض أن أقول إنتقام ... فعلى الرغم من كونه إبتدأ كإنتقام فقد تحول مع الوقت إلى شبق وشهوة ... و إدمان ... نعم إدمان ... أنا مدمنة وأنت السبب<br /></strong></span></div><div align="right"><br /><br /><em><span style="font-size:130%;"><strong>أنتهى الجزء الأول<br /><br />وصلت للكأس السابع وبدأت السطور تتداخل ... كأس نزار العاشر مازال بعيداً عني<br />قررت أخذ الكلب في نزهة فجرية، الساعة تشير الآن الي الثالثة صباحاً، لا أعتقد أنه كان قراراً حكيماً ... وماذا كنت اتوقع بعد السابع! كنا أنا والكلب كأعمى يقود مجنون أو العكس ... فبكلا الحالتين كنا نسير عكس السير وسط الطريق<br />I think it's time to hit the sack</strong></span></em> </div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com21tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-1154685785931757872006-08-04T10:47:00.000+01:002006-08-29T14:15:11.473+01:00الجديد<div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">فتحت عيني لأرى ما يدور حولي فقد غلبني النعاس وأغمضت عيني لفترة قصيرة كأنها لحظات ... بل هي لحظات قصيرة جداً والدليل أني مازلت تعبان ونعسان وأتوق إلى المزيد من الراحة ... من هذا الذي بجانبي ... إنه توأمي الذي لسبب ما لا أعتقد إنه أخي على الرغم من التشابه الكبير بالشكل بيننا إلا أننا نختلف في طباعنا إختلافاً شديداً ... فأنا دائما ما أحسست أني أتحمل المسؤولية أكثر منه فهو لا يبالي بشيئ ... ولا أحد ... وها هو كعادته كل يوم يلف حوله أصحابه ولا هم لهم إلا الحديث والضحك بصوت مرتفع ... إنهم يتعمدون إغضابي فهم يعلمون مدى كرهي ومقتي لتلك التجمعات ... إلتفت إليه وقلت<br />ألم تشبع من الكلام مع أصحابك ... طوال اليوم وأنت لا عمل لك إلا التحدث والضحك واللعب ... ألا تعتقد أنك لم تعد بتلك السن التي تسمح بهذه الأعمال<br />نظر إلي بوجه تشع منه التجاعيد مبتسماً وقال<br />وهل هي مشكلتي أن أخي و توأمي يريد أن يعيش شيخوخة مبكرة ... أنظر ما يقوله عنك جميع أصحابنا ... حتى النساء والأطفال منهم لا يفهمون سبب وجومك وحزنك المتواصل ... إنك تبدو كئيباً ... ولكني تعودت على رؤيتك هكذا منذ أن خُلِقنا<br />لم يعجبني ما قاله بحقي طبعاً فلست بالكئيب ولا بالوجوم ولا أعتقد أني أعيش شيخوخة مبكرة ... كل ما هنالك أنني أزن تصرفاتي بسني فأفعل ما يليق به ... أردت أن القنه درساً أمام الجميع فكيف له أن يتحدث إلي بتلك الطريقة ... وإن أراد ذلك فهناك الأوقات التي نكون فيها بعيداً عن آذان المتطفلين من الأصحاب ... آه من هؤلاء الأصحاب ... ومن قال أنهم أصحاب بل هم مثلهم مثل الأقارب الذين لم تكن تعرفهم من قبل ... يزورونك لمرة واحدة ولا يغادرون منزلك !!! بل أنتم من أريد تلقينه درساً ياعديمي الأخلاق ... ألا يكفي أن أشكالكم غريبة </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">تكاد لا تعرف ذكركم من أنثاكم </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">يبدو أنني فكرت بالجملة الأخيرة بصوت مرتفع فقد رمقني الجميع بنظرة غاضبة أحسست منها أن قوة الشباب لابد أن تغلب حكمة الشيوخ ... أو الشيخ بتلك الحالة فانا وحدي هنا ... نظرت لأخي و شقيقي و عضيدي وجدته ينظر لي نظرة لا تقل غضباً عن الباقين ... ما العمل الآن ... هل سوف يضربني الجميع بما فيهم شقيقي ... وما السبيل لتدارك الموقف الآخذ بالتأزم ... لماذا لا أبتسم وأدعي أن ما قلته كان بداعي المزاح</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أما قلت لكم أنكم سريعي الغضب و الزعل</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">قلتها و أنا أحاول إصطناع بسمة صفراء على ثغري علها تصلح الوضع ... لم يرد أو يبتسم أحد</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أنظروا لوجوهكم بالمرآة فكلكم أصبحتم تحملون وجوهاً كئيبة ... تماماً مثلما أتهمتونني قبل قليل</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">مرت لحظة صمت نظروا فيها بعضهم لبعض ... وإنفجروا ضاحكين ... الجميع يضحك ويشير على أنني كدت أموت خوفاً منهم</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">نعم قلقت من ردت فعلكم ولكنني لم أخف منكم ... قلتها في محاولة يائسة لإرجاع بعض كرامتي</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أجل أجل يا أخي هذا ما حصل بالضبط ... رد علي توأمي ... آه لكم وددت أن أسدد له لكمة قوية تزيد من تجاعيده الكثيرة</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">ومن هي تلك الوجوه الجديدة التي أراها معكم ... قلت محاولاً تغيير الموضوع</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">رد توأمي بسرعة : إنهم أصدقئنا الجدد ... لقد إنضموا لنادينا</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">بدأ أخي يثير غضبي ثانية فهو يعرف إنني أكره هذا المصطلح ... نادينا ... إقتربت منه حتى لاصقت إذنه بفمي وهمست </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">ألا تفكر ... كم من الأصحاب الجدد سوف ينظم إلينا ... قريباً سوف لن يكون هناك مكان لنا</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لا تقلق يا شقيقي فالمكان كبير ويسعنا جميعاً دون مشاكل</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لماذا كنت متوقعاً هذا الرد منه!! لا أدري ... لأنني تعودت على الامبالاة التي يعيشها ... قررت نصحه </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أخي العزيز يجب أن تعي ما يدور حولك ... فالحياة صعبة ولا تزداد إلا صعوبة كل يوم ... وأنا وأنت كل يوم نكبر بالسن ولا نصغر ... فلنعير إهتمامنا لعيشتنا ... وأي عيشة نعيشها ... حياة ذل وشقاء ... لم أسمع يوماً كلمة إطراء في حقي ... علماً بأني لم أرفض العمل يوماً ... لم أمرض يوماً لدرجة تستدعي عمل أي شيئ حياله ... بل كنت دائماً أتطلع ليوم عمل جديد ... ولكنني أعرف نهايتي هنا ... سيأتي يوماً تلتفت فيه الأنظار للشباب فهم متطورون ومتقدمون وكأنما نرمز نحن لعصر ... الجاهلية و ... التخلف</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">بدا علي التأثر وأنا أصدح بخطبتي الجماهيرية اليومية والتي لم ينصت لها هذا اليوم سوى ... الحائط</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">وفجأة فُتح باب الغرفة الموصد ... خرج الرجل صاحب العمل ومعه زوجته ... إتجهوا نحو الجميع ... وقف بقربي ... وضع قدمه فيني ... ووضع قدمه الأخرى بالقادم الجديد ... وسأل زوجته</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أيهما ألبس هذا اليوم</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">نظرت إلينا زوجته وأشارت إلى القادم الجديد ... صديق توأمي وشقيقي ... الفردة الأخرى من الحذاء ... وقالت وهي تشير لي </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">سوف أرمي هذا الحذاء العتيق بالقمامة فلن تحتاج إليه ولديك الحذاء الجديد</span> </div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com14tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-1154512299173178042006-08-02T10:45:00.000+01:002007-05-05T00:27:52.215+01:00رحيق الزهور<div align="right"> </div><div align="right"></div><div align="right"></div><div align="right"><strong>لم أكن أبالغ حين قلت أن أوراقي مبعثره في أكثر من بلد<br />البارحه بين الكأس والكأس وبينما كنت أبحث عن شيئ من ذكرياتي وجدت أوراق قديمة كتبتها قبل فترة وحسبتها ضاعت مثل أكثر حياتي<br /><br />وكما أقول دائماً ... أجزم انها سوف لن تعني شيئاً للجميع ما عدا اليسير منكم وربما هي</strong></div><br /><br /><br /><div align="right"><span style="font-size:130%;">يا مجانين كفا صراخ !!! صرخ الممرض في مجموعة المرضى بالجناح العام في مستشفى الأمراض العقلية ... كان صراخه أقوى بكثير من صراخهم ولكن من يجرؤ على محاسبته فهو الآمر الناهي في ذلك الجناح ... إنه أمير المنطقة وملكها المتوج ... لا يمكن لأحد منهم أن يرد عليه فذلك يعني حرمانه من رحيق الزهور ... وهو الأسم الذي يطلقه على الحبات المهدئة التي أدمنها هؤلاء المرضى ولا يقدرون على النوم بدونها والتي يتحكم هو بتوزيعها عليهم بحكم طبيعة عمله ... وبدون علم الأطباء ... معظمهم على الأقل</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">في الزاوية جلس أحدهم ساكتاً لا يتحرك ولا يتكلم بل يراقب ما يجري حوله بعيون ذكية ونظرة ثاقبة ... نظر إليه </span><span style="font-size:130%;">الممرض وإبتسم من بعيد قائلاً "وأنت ألا تريد بعض رحيق الزهور" لم يرد عليه واكتفى بنظرة شامته فقط ... فهو لم يتعاطى تلك الحبوب من قبل ولا ينوي بل كان يرفضها رفضاً قاطعاً لعلمه أنه إذا أخذها سوف يدمنها ... وإن أدمنها فلن يغادر هذا المكان أبدا</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">ً</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">إقترب الممرض منه وأشار له برأسه أن يتبعه ... سار ورائه المريض دون أي ممانعه حتى وصلوا لمكتب الطبيب المناوب الذي كالعادة لم يكن موجوداً وبدأ الممرض الحديث </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">هل لا زلت تعتقد أنك شفيت وتستطيع العيش في الخارج؟</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">ولماذا لا تقول إني بدأت أنجح في إقناعكم بأني لم أكن مجنوناً أصلاً ... قالها بحده ... أنت بالذات تعرف القصة كاملة .. أنت أول من شاهدني يوم أدخلوني هنا رُغماً عني ... كل جريمتي أنني ورِثت أبي فكان نصيبي أن رماني عمي العزيز هنا ... مجنوناً رغم أنفي</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">صرخ الممرض قائلاً : كلكم عاقلين وأنا المجنون أليس كذلك! كان الممرض رغم ماقاله يعرف أن ما سمعه للتو هي الحقيقة ولكنه لم يكن ليجرؤ على عمل شيئ حيالها</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">ماذا تريد مني الآن .. لماذا أتيت بي هنا؟</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لاشيئ ... فقط أردت أن نتسامر فأنت أعقلهم ولايوجد أحد أو عمل لأنجزه الليلة ... وجلس الإثنان يتسامران ... يسأل المريض عن الحياة خارج أسوار المستشفى ويرد عليه الممرض ... قال له من ضمن ماقال "إن الحياة بالخارج جميلة ومليئة بالغرائب لكنها مليئة بالمصاعب والمصائب" ... هز المريض رأسه موافقاً فهو ضحية واحدة من تلك المصائب</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">وسأل المريض "هل تعتقد بأني قادر على الحياة بالخارج ... خارج أسوار المستشفى أقصد فقد مضيت هنا أكثر من نصف عمري" ضحك الممرض من السؤال بصورة هستيرية مقززة وقال</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">إنك لمجنون حق</span><span style="font-size:130%;">ا</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">ً</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لم ينم المريض تلك الليلة فقد كان باله مشغولاً بشيئ واحد فقط وهو كيف يمكنه الخروج من هنا دون أن يحس به أحد ... فقد سأم المكان .. فالجميع مجانين المرضي منهم والأطباء اللذين يتصرفون أغرب التصرفات ... ولربما صدق المثل القائل بمن عاشر الناس أربعين يوماً أضحى منهم وهؤلاء وبلاشك أمضوا أياماً وشهوراً طويلة تفوق الأربعين يوماً بالكثي</span><span style="font-size:130%;">ر</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">هداه فكره لرشوة أحد العاملين على النظافة في الجناح ليزوده ببعض الملابس العادية وقت إنتهاء الزيارة الأسبوعية خاصة وأن لا أحد يزوره من عائلته إلا سائق والده العجوز بين الحين والآخر ... الذي لربما يزوره وفاءً لذكرى والده أو إحساساً بالذنب لما يحصل لهذا الولد ... </span><span style="font-size:130%;">وقرر البدء بالتنفيذ من اليوم التالي</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">وماهي إلا أيام حتى أصبح كل شيئ جاهز للتنفيذ ولم يتبقى غير موعد الزيارة ... الأيام تمر بتثاقل عجيب حتى الدقائق تمر وكأنها أيام ... زاد إنطوائه على نفسه فلم يعد يكلم أحداً بتاتاً وأصبح كل همه مراجعة الخطة والتفكير في ما سيفعله بالخارج وماذا سيقول في أحاديثه للعامة الأصحاء مثله! وأخيراً جاء يوم الزيارة ... ولأول مرة يتمنى ألا يكون قد زاره أحد وكان له ما تمنى ... أرتدى ملابس الهروب تحت ملابس المصح وجلس بهدوء ينتظر ساعة الصفر</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أعلن موظفوا الإستقبال إنتهاء موعد الزيارة فوثب من مكانه وإتجه بسرعة لدورة المياه ... نزع عنه ثياب المجانين وألقاها على الأرض ولم ينسى أن يدوسها بقدميه ... ولا بأس من بصقة سريعه عليها! خرج من دورة المياه وعينيه تنظر للأرض خوفاً من أن يتعرف عليه أحد من العاملين ... مشى بهدوء نحو البوابة ... لم يوقفه أحد ... أقترب منها ولم تبقى إلا بضع خطوات على الحرية ... للأبد ... وفجأه جاءه صوت من خلفه</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">قف ... قف لو سمحت ... فكر في أن يطلق ساقيه للريح لكنه لم يفعل ربما الخوف الذي جعل قدماه تتسمران في مكانهما ... وإلتفت نحو الصوت ليجد شخص لم يكن قد رآه من قبل وأكمل الصوت قائلاً </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لقد سقطت منك المحفظة يا أستاذ </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">تناول المحفظة ولم يشكره بكلمة لأنه لم يقوى على الحديث فعقله ليس معه بل سبقه تلك الخطوات التي تفصله عن الحرية ... إلتفت نحو البوابة وسار تلك الخطوات بسرعة وخرج منها ... لاحت منه إلتفاته نحو المصح وقال مع إبتسامه ... ولو بعد حين!! مشى بضع خطوات حتى توارى عن الناس وفعل شيئاً لطالما اقسم لنفسه أن يفعله عندما يخرج من هذا المكان ... رمى بنفسه على الأرض وبدأ يقبل ترابها ... دمعت عيناه ... ضحك ضحكة عالية اختلطت فيها الدموع بالضحكات وخلقت مزيجاً مجنوناً لا يفهمه إلا من كان مجنوناً ... وما أقل المجانين حولنا</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أين أذهب ... شرع يحدث نفسه ... إلى البحر ... بل البر ... لا لا حديقة الحيوان ... بل حديقه كبير بلا أسوار أو حراس ... أريد أن أرى بشراً لا يصنفوني بلقب مجنون أو مريض أمراض عقلية كما يحب أن يناديني المثقفين منهم دون أن تسبب لهم الكلمة أي إحراج ... لا يجب أن أذهب لعمي أولاً قبل كل شيئ فلابد أنه يريد يقدم لي الإعتذار عما فعله بي طوال تلك السنين ... ولكن كيف الوصول لكل ذلك ولا أرى أمامي إلا شوارع خالية من البشر ... هل مستشفى المجانين خطر على صحة البشر ليضعوه في آخر الدنيا ... يبدو أن الجنون أصبح كالجذام مرض معدي</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">وفي إثناء ذلك لمح عربة نقل قادمة من بعيد تجاه حيث كان ... وقف قريباً من الطريق وأشار لمن فيها الذي توقف وفتح نافذته سائلاً</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">إلى أين</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">إلى المدينه إذا سمحت</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">تفضل بالركوب فالمدينة في طريقي</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">ركب المركبة بعد أن شكر لقائدها لطفه وكرمه بيد أن الرجل كان يبتسم إبتسامه فيها من الخبث وهو يهرش شعره الأشعث ... إستمر الرجل في القيادة لفترة طويلة دون أن ينبس ببنت شفة وكان المريض فيها يتضور جوعاً لكلمة منه ... كان يريد أن يسأله عن المدينة وعن أهلها وأين يذهب و و... ولكن خاف أن يكشف أمره بأسئلته ... وفجأه سأله الغريب</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">كم عندك من النقود يا هذا</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لماذا تريد أن تعرف</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لأني سوف آخذها منك يا حمار ... أو حسبت أني سوف آخذك ايما شئت دون مقابل ... لابد أنك تحلم </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">ولكن لماذا تريد أخذ نقودي</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">اووووف ... أنت مجنون أم ماذا </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">كاد المريض أن يقفز من مكانه ... هل تراه عرف حقيقته ... ما لم يكن يعرفه أن ما قيل له لم يكن إلا كلام إستهزاء يتفوه به الناس ليسبوا بعضهم بعضاً بنعتهم بما هو يعاني منه</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">رفض أن يتنازل عن نقوده ... أوقف الرجل المركبة ونزل منها متجهاً ناحيته ... فتح الباب وسحبه خارجها من ثيابه وبدأ يكيل له اللكمات .. لم يعرف كيف يدافع عن نفسه ... أو حتى لماذا يضربه الرجل الغريب ... كان يصرخ من الألم والرجل لا يريد التوقف عن الضرب وكأنه يريد إفراغ همومه بأحد ... حتى تعبت يداه من اللكمات وقدماه من الركلات ... حينها توقف ورحل ولكن ليس قبل أن يسلب النقود كلها ورما محفظته على وجهه الملطخ بالدماء ومضى</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><blockquote></blockquote><p></p><p></p><div align="right"><span style="font-size:130%;">أستجمع قاه الخائرة وبدأ يمشي لا يدري إلا أين ... نزلت دمعة على خده لم يعرف كيف يمسحها ... إقترب من حافة المدينة وبدأت أنوارها تقترب وتخفف من آلامه .. تعبت قدماه من المشي ... جلس قليلاً ليرتاح ... أحس بالجوع لكنه لا يملك أي نقود ليشتري بها شيئاً ... تذكر كيف كانوا يطعمونه كل يوم باوقات محدده ... الآن بالتحديد ... مر بجانب بعض الغرباء فطلب منهم أن يساعدوه بقليل من المال صاحوا عليه بأن يجد لنفسه عمل شريف بدلاً من إمتهان الشحاذه سبيلاً للعيش ... لم يكن يفهم تعلق الناس بالمال ... كأن المال هم من يملكهم ولا يملكونه !! لربما فكر بما فعل به عمه من أجل المال</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">ومضى هكذا حتى ساعة متأخرة من الليل كلما حاول التحدث مع أحد تلقى تلك النظرة ... نظرة الإمتهان دون أن يتعنى </span><span style="font-size:130%;">أحد عناء الرد ... أطرق يفكر ... مابال هؤلاء الناس ... أهذا ما هربت من أجله</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">ظل يمشي حتى وصل منزل عمه الذي مازال يعيش بنفس العنوان ذاته القديم ... طرق الباب ... مضى بعض الوقت قبل أن تضاء الأنوار من الداخل وصوتاً يعرفه حق المعرفة يسأل عن الطارق في تلك الساعة من الليل</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أنه أنا يا عمي ... مسعود </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">فُتح الباب و أطل عمه وكأنه يرى شيطاناً وقال</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">ماذا تفعل هنا ؟ وكيف خرجت من المستشفي ؟ ومن أخرجك ؟ ومن فعل بك هكذا؟ وتوالت الأسئلة</span><span style="font-size:130%;"> </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">ألن تدعوني للدخول يا عمي أولاً</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لا الوقت متأخر والجميع نيام</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">إذن أعطني بعض مالي ودعني أمضي بحال سبيلي فأنا جائع</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">مالك ! أي مال تتحدث عنه يامجنون ... ليس لك عندي شيئ</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لماذا يا عمي</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لا تناديني عمك إغرب عن وجهي وإلا أبلغت الشرطة</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">مشى بعيداً ولا يدري أن تقوداه قدماه ... وكلما مر ناحية مراهقين لم يخلو الأمر من تلقيه السخرية أو حتى الضرب من بعيد بشيئ طائر مع الكثير من الضحك</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">تذكر سائق والده العجوز ... تناول رقم هاتفه من المحفظة الملطخة بالدماء ودخل أحد المتاجر سائلاً العامل إن كان بإمكانه إجراء مكالمة هاتفية قصيرة ... رمقه الرجل بنظرة إشمئزاز وهو يهز رأسه بالإيجاب ... تناول الهاتف وفي الطرف الآخر جاء صوت الرجل العجوز</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">من المتكلم</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أنا مسعود يا عمي وانا بحاجة إليك تعال لي الآن</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">مسعود! وأين أنت الآن؟ أولست في المصح</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لا يا عمي لست هناك أرجوك تعال وخذني</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">حسناً حسناً قل لي أين أنت</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">إلتفت مسعود إلى عامل المتجرقائلاً: أين أنا الآن يا سيدي</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">تناول الرجل سماعة الهاتف وبكلمات سريعة وصف العنوان للسائق ... أنتظر مسعود بالخارج لفتره ليست بالقصيرة قبل أن يصل العجوز ... فتح الباب بسرعة ورمى نفسه داخل السيارة وقال</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">إلى المستشفى أرجوك بسرعة لو سمحت</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">ماذا حدث لك وكيف خرجت منها</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لا يهم لماذا وكيف الآن ... المهم أنني أعتقدت أنني كنت مع المجانين وأردت الخروج والعيش مع العاقلين فوجدت أن المجانين بالخارج والعقال يعيشون بالداخل</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">هز العجوز رأسه وكأنه يوافقه الرأي ومضى في طريقه خارج المدينة نحو المستشفى</span></div><div align="right"></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">وصل مسعود المستشفى ... نزل من سيارة العجوز مسرعاً دون أن يشكره فلم يستطع الإنتظار أكثر من ذلك ... دخل عبر البوابة ... وقف موظفوا الإستقبال ينظرون إليه بإستغراب فقد توقع معظمهم ألا يروه ثانية وإنه خرج بلا عوده ... لم يلتفت لأحد منهم ... مشى بخطى ثابته حتى وصل لمكتب الممرض ... دخل المكتب نظر إليه وقال</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لو سمحت أنا بحاجة لرحيق الزهور</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أنت يا مسعود</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أرجوك لا تجعل الأمر أصعب عليّ أكثر مما هو ... أعطني مرادي لو سمحت</span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">أخذ الحبات المهدئة رغم علمه بمفعولها ... تناولها وذهب لفراشه ... إستلقى ... أغمض عينيه وعلت وجهه إبتسامة طمأنينة ... وقال لنفسه بصوت خافت </span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;">لم أكن الوحيد العاقل هنا ... بل الوحيد المجنون ... والآن سأكون منكم</span> </div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"><span style="font-size:130%;"></span></div><div align="right"></div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com13tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-1154335951918779182006-07-31T09:35:00.000+01:002006-07-31T10:40:38.243+01:00إعتذار<div align="right"><span style="font-size:130%;">أعتذر فليس هذا ما أردت نشره اليوم<br />ولكن بعد ما حدث لقانا أجد نفسي كلما مسكت القلم .. بكى قلمي على الصفحات وأبى أن يكمل</span></div><div align="right"><br /><span style="font-size:130%;">كتبت عن سمير مرة أخرى وكيف أن زاره عزرائيل ليقسم امامه لو أنه عاد بالزمن للوراء لما سجد لآدم لما يشاهده من بنيه ... وليكون له أن ينتقم كيفما شاء ... ممن يشاء</span></div><div align="right"><br /><span style="font-size:130%;">كتبت عن من يقول لنا أن سمير أكمل تعليمه خلف القضبان وكأنما يجب علي أن احيي هذا ... ولست أدري من أحيي السجين أم السجان ... المجرم أم المجرم</span></div><div align="right"><br /><span style="font-size:130%;">كتبت عند الطفل الذي ولد يوم أنسحب العدو من الجنوب وفرح اهله به وبالنصر وأسموه نصر تيمناً بالسيد الذي وعد بالنصر وأوفى بوعده ... ليوعد مرة أخرى بعودة كل سجين ... والنتيجه هي ... كتبت كيف قتل نصر في قانا بعد أن وُعد بالنصر</span></div><div align="right"><br /><span style="font-size:130%;">كتبت عن المقاتل المجاهد الذي لا يهمه في هذه الدنيا الموت في سبيل الهدف ولا يدين بالولاء إلا لله والحزب والسيد ... ويمكنك ترتيب تلك الولاءات كما ترى ... ولا وجود للوطن طبعا ضمن تلك </span></div><div align="right"><br /><span style="font-size:130%;">ولكني لم اكمل أي شيئ ... فكل شيئ نكتبه لا فائده منه ما لم نكتب عن أولاد القحبة ولا أستثني منهم أحدا ... هل هناك تخاذل أكبر من هذا ... من الممتع أن تنام في احضان مومس ... ولكن أما حان الوقت لتكتشف أنك انت المعهور به<br /><br />شاهدت مظاهرة حاشده هذا الصباح في سورية تحمل اللافتات وتهدد بحرق أسرائيل من الطول للطول ومن العرض الى العرض ... إحدى تلك اللافتات تقول ... لن تركع أمه يقودها بشار الأسد ... لا أدري لماذا فكرت حينها أنها يجب أن تقرأ ... كس أخت هالأمه التي فيها مثل بشار الاسد ... ومن معه ... من أولاد القحبه ولا أستثني منهم أحدا</span></div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com11tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-1153814729331915092006-07-25T08:51:00.000+01:002006-07-25T15:13:16.490+01:00سفر<p align="right"><span style="font-size:130%;">نظرت الي بغنجها المعهود وقالت بصوت لا يخلو من نزغه .. حدثني عن مغامراتك في السفر</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">أي مغامرات؟ أنا لا أعرف عما تتحدثين</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">حسناً ... لنفترض أنه لا توجد مغامرات ... حدثني عن أسفارك ... كم بلداً زرت؟</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">اسمعي يا سيدتي</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">حلوة سيدتي منك</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">أووف ... اسمعي يا جميلتي ... دائماً جميلتي تسكتك وتجعلك ملكي ... زرت حوالي الأربعين دولة ... أكثر من اللازم ببلد أو أثنين ... ربما علق بذهني نصف هذا العدد </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">ولماذا علق هذا النصف ... أراهن أن هناك أمرأه</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">وكيف لا يكون ... الم يقل نابوليون أبحث عن المرأة </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">أبتسمت وقالت ... ألله يستر .. أكمل</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">أول بلد أذكر زيارته هو العراق وبالتحديد البصرة حيث أخذنا والدي لزيارة أقارب لنا ... لم لأكن أعرف وقتها أننا لنا أقارب هناك حتى تلك الزيارة</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">أنا قلت البياض هذا أكيد مو أصلي ... طلع العرج من هناك</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">دعيني اقول ما سوف أقول دون أن نناقش هذه الحيثية لست ساعات قادمة</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">أووكي</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">الكثير من الشعب هنا اما جاء من العراق أو استوطن العراق لفترة أو تزاوج منهم ... ولكن كون المنتصر هو من يملك كتابة التاريخ كيفما شاء أصبحت فئة واحده من هؤلاء أصيله والباقي خس ... لنفترض ان من يملك زمام الأمور فارسي الأصل فيعلن أن من جاء من شيراز مثلاً هو الأصل والباقي مثلما أسلفت</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">خس ... ابتلشنا بالهيلق ... وهي تضحك</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">تموتين بالهيلق</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">لا ترد ... كالعادة</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">في البصره وفي ذاك المنزل كانت سمية ... فتاة في مثل عمري ... كنت في الثامنه من عمري على ما اعتقد ... كنا أطفال أبرياء لا هم لنا الا اللعب ... لم أحبها أو شيئ من هذا ولكن كم وددت لو أن والدي أخذنا هناك مرة أخرى ... الأطفال لا يحبون أو يكرهون فلم تتم برمجتهم بتلك العواطف بعد لكنهم يفضلون و سمية فضلتها على الكثيرين </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">وما أخبار سمية الآن؟</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">لا أدري ... أرجو الأ تسأليني عن أخبار كل فتاة احدثك عنها</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">وكم فتاة ستخبرني عن</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">بابتسامة خبيثة رددت .. لا أدري .. هل انتي مشغوله الست ساعات القادمة </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">يا كرهي ويا ملاقتي ... قالتها وهي تحرك شعرها الفاحم وتدسه تحت حجابها ... كدت أقول لها بالله عليك دعيه يهرب الي ... لقد مللت رسم وسمك في خيالي تارة بشعر قصير وتارة بشعر طويل ... آه من تلك الأخيره ... كم وددت لو أمد يدي وألمس شعرك ... </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">أين ذهبت ... قطعت علي حبل فكري </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">أنا مازلت هنا لم أبرح مكاني</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">أنت تعرف ما أقصد وبطل هبل</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">تعرفين ماذا يقتلني</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">ماذا؟</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">انك تعرفين انكِ هبلي وجنوني وكبريائي وخشوعي وصلاتي و</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">قاطعتني قائلة : انزين خلاص عاد ... كمل السالفه عن السفر ... كم دوله زرت؟</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">حسناً ... قلت وأنا أزفر بطريقة تدلع شخص محب يود أن يقول له حبيبه "لنكمل ما تود قوله" ولكنها لم تفعل ... هكذا هي تعرف كيف توقفني عند نفس الحد كل مرة</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">ماذا تريدين أن تعرفي ... فقط كم بلداً زرت؟ هذا سؤال ملغوم ... وكأني أرى من وراءه سبب أو شيئ ما قد يرتد علي يوما ما</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">وهل أنا من هذا النوع؟</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">أبتسمت دون رد فهذا سؤال ملغوم بشكل أكبر من سابقه فلا نعم تشفي غليل ولا كلمة لا تروي عليل ... لهذا قررت أن لا أرد وأنتظرت بضع ثوان وكأني أتأمل ما حولي وأرتشف رشفة من فنجان القهوة الوسط التي جلبها الجرسون قبل فتره .. وقلت</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">وانتي ماكو كلام حلو ... كله طراقات على قولة سوزان الأمريكية</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">Up one side down the other</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">ومن سوزان هذه</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">عندما نصل أمريكا سوف تعرفين</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">الله يستر ... كم سنة أمضيت هناك؟</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">فترة الدراسة فقط ... ست سنوات ونصف</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">الدراسة أربع سنوات ! مرة ثانية ألله يستر</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">المهم هذا مو موضوعنا ... من البلاد التي ظلت في بالي هي تشيكلوسفاكيا قبل الانفصال ... بصراحه لا أعرف أين كنت تحديداً بعد الانفصال ... تعرفين أن التشيك هو البلد الغني والسلوفاك هم الجزء الفقير ومع ذلك طلب السلوفاك الانفصال ضد رغبة التشيك وبعد الانفصال أحسوا أنهم ارتكبوا غلطة العمر و</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">عند جهينة الخبر اليقين</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">ماكو فايده ... أنا أعلم الجرسون أبرك</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">(ملاحظة ليس لها علاقة بالقصة ... يقول نزار الكأس العاشر أعماني ... لكنه لم يقل ماذا كان يشرب! ولماذا يعميني الكأس السادس)</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">في هذا البلد كانت أول قبله في حياتي ... شيئ غريب أن تضع ثغرك على ثغر شخص آخر بالكاد تعرفه! لم أعرف ما افعل ... ولكن جل تفكيري منصب على شيئ واحد .. أين والدي الآن؟ هل تعرفين ماذا كان ليفعل لو ضبطت بالجرم المشهود؟ أنا نفسي لا أعلم وحتى الآن لا أريد أن أعرف ماذا كان يمكن أن يفعل بي</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">يا جبان</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">تموتين بالجبان</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">لا ترد كالعاده</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">وانتي ... متى كانت أول قبلة لك؟</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">...</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">شلون يعني أعترافات من طرف واحد ... المهم لا أدري كم مره قبلتها أو قبلتني كله سيان الآن ... الأهم انني اصبحت بطل المدرسة في تلك السنة فالجميع كان يؤلف القصص لكني كنت الوحيد الذي كان يقول الحقيقه ولدي البرهان ... شيئ ما منها</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">و ما هو؟</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">آهو انتي وايد تسألين ... خلك ازقرتي يالحبيب</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">ياكرهي ويا ملاقتي</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">هذه قصة البلد الثاني في ذاكرتي ... قلتها وأنا أشير للجرسون واطلب رأس شيشة ثاني لأن الموضوع يبدوا طويلاً </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">أمريكا لنذهب الى أمريكا ... قالت بشغف</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">ألا تريدين بريطانيا العظمى أو روسيا</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">روسيا مرة وحده ... هل سافرت هناك حقاً أم ذهبت الى دبي</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">يا ملقي ويا كرهي</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">هيي هذه كلمتي مسويه عليها كوبي رايت وبعدين تنقال يا كرهي ويا ملاقتي مو العكس</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">حاضر ... المهم في روسيا علمتني جوليا أن الشعب الروسي خبير بشيئين أثنين لا ثالث لهما</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">وهم</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">الشطرنج والجنس</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">احمر وجهها ولم تعقب واستمريت انا ... وأكتشفت أنني لست خبير شطرنج .. قلتها وأنا أضحك وفي قلبي معنى كاللذي في قلب الشاعر</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">وطلعت خبير بالشيئ الثاني</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">يعني أمشي حالي ... ما أزكي نفسي لكن أقدر أن أقول أني عدت من روسيا أكثر فناً</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">لنذهب الى أمريكا</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">هل أزعجتك روسيا أم أن الحرب الباردة لم تنتهي في قاموسك؟ ... هل تدرين أن غورباتشوف بعد أن ساهم في دعم الديمقراطية وفكك الأتحاد السوفياتي حكم جورجيا وهي احدى الجمهوريات السابقة ل </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">وعند جهينة</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">خلاص ما راح أكمل ... يبا وين الجرسون اشرح له شوية سياسة</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">يا كرهي</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">ويا ملاقتي أدري ... المهم هناك المزيد من الدول في جعبتي ... أسبانيا مثلاً ... كيف أذكر أسبانيا بدون أن تخطر شواطئ برشلونة على بالي ... و كريستينا .. آه منك يا كريستينا</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">العرب مهووسون بالجنس كل قصصكم مليئة بالجنس</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">أولاً هذه ذكريات وليست قصص ... ثانياً لك كل الحق لتقولي هذا عندما أنشر هذا الكلام ... فحتى ذلك الحين دعيني أكمل </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">أكمل يا فيلسوف</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;"></span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;"></span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;"></span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">أوكي ... في أمريكا قضيت أجمل سنين حياتي </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">قاطعتني قائلة ... وماذا عن لبنان </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">انا أكره هذا البلد</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">زرته </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">لا ولا أنوي زيارته ... ما لم اقله أن لبنان بلد ولا كل البلدان ... لم أجلس مع شخص لنتكلم عن السفر فلم يذكر لبنان ... ان ذكرت النساء .. حكوا لي عند جمالهن ... ان ذكرت الأسلوب والأتيكيت ... لا داعي للقول يكفي كلمة تكرم عينيك ... الطبيعة ... الفتوش ... القاورمة ... شيشة العصر مع الوايت واين ... المزات .. العرق ... الجبل ... البحر ... الشمال ... الجنوب ... الشويفات ... صيدا ... برمانا ... صور ... السوليدير ... وطبعاً بحمدون علشان أكون كويتي صج ... الشيعة والسنة والمسيحيين والموارنة والدروز ... السهرات على أنغام مايا نصري ... آه يا مايا ... لم أقل فيروز </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">because it is a given </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">وانتي ... يا من تحبين لبنان أكثر من كل شيئ ... تعشقين بلد ... ايعقل أن أغار من بلد ... انتي سبب كرهي للبنان ... طول سنون حياتي لم أتمنى أن يكون لدي ما لدى غيري ... لم اتمنى شيئ قط قبلك ... والآن أتمنى أن اكون بلد لتحبيني ربما مثل لبنان </span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;"></span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">أتدرين لماذا أجوب بك في ذكريات سفري؟ لأبتعد بك عن شواطئ حبك وربما ربما تقتربين مني ... رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة وخطوتي ربما مرت عن طريق أكثر من بلد</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;">نظرت الي بعتب وقالت ... لبنان لا يحتاجك انت وأمثالك ... وسحبت حقيبة يدها الشانيل وقفزت من الكرسي ومشت ... لم تلتفت ولا نصف التفاته نحوي ... لم الحق بها لأني أعرف أنني لن افوز مالم ُأصبح حجر في جبل لبنان</span></p><p align="right"><span style="font-size:130%;"></span></p><p align="right"><span style="font-size:180%;"><span style="font-size:130%;">بحبك يالبنان</span> </span></p><p><span style="font-size:130%;"></p></span>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com11tag:blogger.com,1999:blog-31572683.post-1153730856707125582006-07-24T09:45:00.000+01:002006-08-02T10:55:01.333+01:00سمير<div align="right"><span style="font-size:130%;">عرفت صدفه أن حزب الله يهدف بالأساس لمقايضة الجنديين الاسرائليين بسجين واحد فقط! لم أصدق ماقرأت ... بلد يدمر من أجل سجين ولاءه لحزب ... كتبت هذه السطور على عجاله فقط لأفرغ بعض غيظي قبل أن أموت<br /><br /><br /></div></span><div align="right"><br /><br /><br /><br /><span style="font-size:130%;"><strong>يجلس القرفصاء في نفس الزاوية التي جلس فيها منذ مده طويله ... طويله تلك المده لدرجة أنه لا يستطيع حساب كم بقي هنا بدون أن يسأل حراسه ونظاره عن اليوم والسنه والساعه والدقيقه ... يوم بعد يوم وسنة بعد سنة ينتظر الميعاد ... وهل لنا أن ننتظر غير الميعاد<br /><br />الظلام شبه حالك والجو رطب مع سخونة أيلول التي تبعث رائحة عفن السنون في تلك الزنزانة الكئيبة ... رائحة تجعل الكافر يؤمن بأن هناك اله يمكنه أن يخلق مثل تلك الرائحه النتنه ومن ثم تجعله يكفر بأن اذا كان هناك اله حقاً فكيف يصبر عليها<br /><br />فجأه يصدر صوت من الزاويه الأخرى ... تلك الزاويه الملعونه التي لاطالما كانت مسرحاً للألم ... وكانت حائط مبكى في ليال كثيره ... وكانت كرسي اعتراف في كنيسه مع قسيس طيب... دوى الصوت في أعماق سمير دون أن يشعر أحد من الحراس الكثر خارج الحائط ...<br /><br />من أنت؟ ... من هناك؟ ... يسأل سمير بصوت أجش يحاول فيه أن يخنق خوفه ويبدي شجاعة غير موجودة ...<br />أنا من؟ أتريديني أن أعرفك بنفسي وأنت أنت؟<br />أنا سمير القنطار ... جندي من جند ألله في الأرض صاحب البطولات والانتصارات ضد العدو المغتصب ...<br />أريد أن أضحك ولكن ربك لم يخلق لي الضحك ... أريد أن أبكي لكن دمعي ليس عليك ... أريد أن أنتقم لكن انتقامي عليك وعلى غيرك ...<br />لم أفهم<br />ولن تفهم ... انتم ناس تقتلون وتنعون من قتلتم ... تجرحون وتنحبون من جرحتم ... تجزرون وتقدسون من جزرتم ...<br />بالله عليك قل لي من أنت؟<br />أنا عزرائيل يا سمير ... ملك من ملائكة ربك ... تعرفني وتنتظرني أنت وغيرك.<br />وهل يكلم عزرائيل النفوس قبل ان يقبضها؟<br />هل أخبرتك نفس قبضتها بغير ذلك!<br />أذن جاء موعدي ... هيا بي الى جنة الخلد الموعوده ... الى الحور السبعين ... الى من سبقني من الطيبين ...<br />تضحكني أنت ومن معك ... لا تخف أنا لست هنا لك ... أنا هنا لأقبض روح بلد من أجلك ... قل لي أولاً ... من لمن قُتل في سبيل جهادك؟ من لمن شوه من أجل حربك؟ من لمن يُتم وتَيتم من أجل فرجك؟<br />أنت تعرف أن هؤلاء لهم الجنه ينعمون فيها بالطيبات ... جنه لم ولن يشموا ريحها لو لم يموتوا في سبيل ربهم ووطنهم وعقيدتهم ...<br />ولكنهم لم يطلبوا منك الجنه ...<br />هؤلاء لهم الجنه ومن عادانا فله الجحيم ...<br />لهم الجنه! ؟ لمن الجحيم اذن؟ أتقتل بلد لتدخله الجنه؟ لنحرق بلد ... لنحرق شعب ... ليعيش سمير ... كس اخت الجنه التي تأتي تحت أقدام سمير ...<br />أأنت ملاك؟ أنت ملاك وليس لك أنت تتفوه بهذا ولا كفرت!<br />وهل هناك كفر بعد هذا الكفر! سمير سمير سمير ... أريد أن أعرف كيف أقدر أن أعيش بعد أن عرفت أن مماتي كان بسبب سمير ...<br />أنت ملاك أم أنسان؟<br />وهل هناك فرق اذا كان الاثنان يموتان كل يوم بلبنان من أجل سمير ...<br />Fuck It</strong></span></div>بالديسارhttp://www.blogger.com/profile/05341411154718270342noreply@blogger.com5