الاثنين، يوليو ٣١، ٢٠٠٦

إعتذار

أعتذر فليس هذا ما أردت نشره اليوم
ولكن بعد ما حدث لقانا أجد نفسي كلما مسكت القلم .. بكى قلمي على الصفحات وأبى أن يكمل

كتبت عن سمير مرة أخرى وكيف أن زاره عزرائيل ليقسم امامه لو أنه عاد بالزمن للوراء لما سجد لآدم لما يشاهده من بنيه ... وليكون له أن ينتقم كيفما شاء ... ممن يشاء

كتبت عن من يقول لنا أن سمير أكمل تعليمه خلف القضبان وكأنما يجب علي أن احيي هذا ... ولست أدري من أحيي السجين أم السجان ... المجرم أم المجرم

كتبت عند الطفل الذي ولد يوم أنسحب العدو من الجنوب وفرح اهله به وبالنصر وأسموه نصر تيمناً بالسيد الذي وعد بالنصر وأوفى بوعده ... ليوعد مرة أخرى بعودة كل سجين ... والنتيجه هي ... كتبت كيف قتل نصر في قانا بعد أن وُعد بالنصر

كتبت عن المقاتل المجاهد الذي لا يهمه في هذه الدنيا الموت في سبيل الهدف ولا يدين بالولاء إلا لله والحزب والسيد ... ويمكنك ترتيب تلك الولاءات كما ترى ... ولا وجود للوطن طبعا ضمن تلك

ولكني لم اكمل أي شيئ ... فكل شيئ نكتبه لا فائده منه ما لم نكتب عن أولاد القحبة ولا أستثني منهم أحدا ... هل هناك تخاذل أكبر من هذا ... من الممتع أن تنام في احضان مومس ... ولكن أما حان الوقت لتكتشف أنك انت المعهور به

شاهدت مظاهرة حاشده هذا الصباح في سورية تحمل اللافتات وتهدد بحرق أسرائيل من الطول للطول ومن العرض الى العرض ... إحدى تلك اللافتات تقول ... لن تركع أمه يقودها بشار الأسد ... لا أدري لماذا فكرت حينها أنها يجب أن تقرأ ... كس أخت هالأمه التي فيها مثل بشار الاسد ... ومن معه ... من أولاد القحبه ولا أستثني منهم أحدا

الثلاثاء، يوليو ٢٥، ٢٠٠٦

سفر

نظرت الي بغنجها المعهود وقالت بصوت لا يخلو من نزغه .. حدثني عن مغامراتك في السفر

أي مغامرات؟ أنا لا أعرف عما تتحدثين

حسناً ... لنفترض أنه لا توجد مغامرات ... حدثني عن أسفارك ... كم بلداً زرت؟

اسمعي يا سيدتي

حلوة سيدتي منك

أووف ... اسمعي يا جميلتي ... دائماً جميلتي تسكتك وتجعلك ملكي ... زرت حوالي الأربعين دولة ... أكثر من اللازم ببلد أو أثنين ... ربما علق بذهني نصف هذا العدد

ولماذا علق هذا النصف ... أراهن أن هناك أمرأه

وكيف لا يكون ... الم يقل نابوليون أبحث عن المرأة

أبتسمت وقالت ... ألله يستر .. أكمل

أول بلد أذكر زيارته هو العراق وبالتحديد البصرة حيث أخذنا والدي لزيارة أقارب لنا ... لم لأكن أعرف وقتها أننا لنا أقارب هناك حتى تلك الزيارة

أنا قلت البياض هذا أكيد مو أصلي ... طلع العرج من هناك

دعيني اقول ما سوف أقول دون أن نناقش هذه الحيثية لست ساعات قادمة

أووكي

الكثير من الشعب هنا اما جاء من العراق أو استوطن العراق لفترة أو تزاوج منهم ... ولكن كون المنتصر هو من يملك كتابة التاريخ كيفما شاء أصبحت فئة واحده من هؤلاء أصيله والباقي خس ... لنفترض ان من يملك زمام الأمور فارسي الأصل فيعلن أن من جاء من شيراز مثلاً هو الأصل والباقي مثلما أسلفت

خس ... ابتلشنا بالهيلق ... وهي تضحك

تموتين بالهيلق

لا ترد ... كالعادة

في البصره وفي ذاك المنزل كانت سمية ... فتاة في مثل عمري ... كنت في الثامنه من عمري على ما اعتقد ... كنا أطفال أبرياء لا هم لنا الا اللعب ... لم أحبها أو شيئ من هذا ولكن كم وددت لو أن والدي أخذنا هناك مرة أخرى ... الأطفال لا يحبون أو يكرهون فلم تتم برمجتهم بتلك العواطف بعد لكنهم يفضلون و سمية فضلتها على الكثيرين

وما أخبار سمية الآن؟

لا أدري ... أرجو الأ تسأليني عن أخبار كل فتاة احدثك عنها

وكم فتاة ستخبرني عن

بابتسامة خبيثة رددت .. لا أدري .. هل انتي مشغوله الست ساعات القادمة

يا كرهي ويا ملاقتي ... قالتها وهي تحرك شعرها الفاحم وتدسه تحت حجابها ... كدت أقول لها بالله عليك دعيه يهرب الي ... لقد مللت رسم وسمك في خيالي تارة بشعر قصير وتارة بشعر طويل ... آه من تلك الأخيره ... كم وددت لو أمد يدي وألمس شعرك ...

أين ذهبت ... قطعت علي حبل فكري

أنا مازلت هنا لم أبرح مكاني

أنت تعرف ما أقصد وبطل هبل

تعرفين ماذا يقتلني

ماذا؟

انك تعرفين انكِ هبلي وجنوني وكبريائي وخشوعي وصلاتي و

قاطعتني قائلة : انزين خلاص عاد ... كمل السالفه عن السفر ... كم دوله زرت؟

حسناً ... قلت وأنا أزفر بطريقة تدلع شخص محب يود أن يقول له حبيبه "لنكمل ما تود قوله" ولكنها لم تفعل ... هكذا هي تعرف كيف توقفني عند نفس الحد كل مرة

ماذا تريدين أن تعرفي ... فقط كم بلداً زرت؟ هذا سؤال ملغوم ... وكأني أرى من وراءه سبب أو شيئ ما قد يرتد علي يوما ما

وهل أنا من هذا النوع؟

أبتسمت دون رد فهذا سؤال ملغوم بشكل أكبر من سابقه فلا نعم تشفي غليل ولا كلمة لا تروي عليل ... لهذا قررت أن لا أرد وأنتظرت بضع ثوان وكأني أتأمل ما حولي وأرتشف رشفة من فنجان القهوة الوسط التي جلبها الجرسون قبل فتره .. وقلت

وانتي ماكو كلام حلو ... كله طراقات على قولة سوزان الأمريكية

Up one side down the other

ومن سوزان هذه

عندما نصل أمريكا سوف تعرفين

الله يستر ... كم سنة أمضيت هناك؟

فترة الدراسة فقط ... ست سنوات ونصف

الدراسة أربع سنوات ! مرة ثانية ألله يستر

المهم هذا مو موضوعنا ... من البلاد التي ظلت في بالي هي تشيكلوسفاكيا قبل الانفصال ... بصراحه لا أعرف أين كنت تحديداً بعد الانفصال ... تعرفين أن التشيك هو البلد الغني والسلوفاك هم الجزء الفقير ومع ذلك طلب السلوفاك الانفصال ضد رغبة التشيك وبعد الانفصال أحسوا أنهم ارتكبوا غلطة العمر و

عند جهينة الخبر اليقين

ماكو فايده ... أنا أعلم الجرسون أبرك

(ملاحظة ليس لها علاقة بالقصة ... يقول نزار الكأس العاشر أعماني ... لكنه لم يقل ماذا كان يشرب! ولماذا يعميني الكأس السادس)

في هذا البلد كانت أول قبله في حياتي ... شيئ غريب أن تضع ثغرك على ثغر شخص آخر بالكاد تعرفه! لم أعرف ما افعل ... ولكن جل تفكيري منصب على شيئ واحد .. أين والدي الآن؟ هل تعرفين ماذا كان ليفعل لو ضبطت بالجرم المشهود؟ أنا نفسي لا أعلم وحتى الآن لا أريد أن أعرف ماذا كان يمكن أن يفعل بي

يا جبان

تموتين بالجبان

لا ترد كالعاده

وانتي ... متى كانت أول قبلة لك؟

...

شلون يعني أعترافات من طرف واحد ... المهم لا أدري كم مره قبلتها أو قبلتني كله سيان الآن ... الأهم انني اصبحت بطل المدرسة في تلك السنة فالجميع كان يؤلف القصص لكني كنت الوحيد الذي كان يقول الحقيقه ولدي البرهان ... شيئ ما منها

و ما هو؟

آهو انتي وايد تسألين ... خلك ازقرتي يالحبيب

ياكرهي ويا ملاقتي

هذه قصة البلد الثاني في ذاكرتي ... قلتها وأنا أشير للجرسون واطلب رأس شيشة ثاني لأن الموضوع يبدوا طويلاً

أمريكا لنذهب الى أمريكا ... قالت بشغف

ألا تريدين بريطانيا العظمى أو روسيا

روسيا مرة وحده ... هل سافرت هناك حقاً أم ذهبت الى دبي

يا ملقي ويا كرهي

هيي هذه كلمتي مسويه عليها كوبي رايت وبعدين تنقال يا كرهي ويا ملاقتي مو العكس

حاضر ... المهم في روسيا علمتني جوليا أن الشعب الروسي خبير بشيئين أثنين لا ثالث لهما

وهم

الشطرنج والجنس

احمر وجهها ولم تعقب واستمريت انا ... وأكتشفت أنني لست خبير شطرنج .. قلتها وأنا أضحك وفي قلبي معنى كاللذي في قلب الشاعر

وطلعت خبير بالشيئ الثاني

يعني أمشي حالي ... ما أزكي نفسي لكن أقدر أن أقول أني عدت من روسيا أكثر فناً

لنذهب الى أمريكا

هل أزعجتك روسيا أم أن الحرب الباردة لم تنتهي في قاموسك؟ ... هل تدرين أن غورباتشوف بعد أن ساهم في دعم الديمقراطية وفكك الأتحاد السوفياتي حكم جورجيا وهي احدى الجمهوريات السابقة ل

وعند جهينة

خلاص ما راح أكمل ... يبا وين الجرسون اشرح له شوية سياسة

يا كرهي

ويا ملاقتي أدري ... المهم هناك المزيد من الدول في جعبتي ... أسبانيا مثلاً ... كيف أذكر أسبانيا بدون أن تخطر شواطئ برشلونة على بالي ... و كريستينا .. آه منك يا كريستينا

العرب مهووسون بالجنس كل قصصكم مليئة بالجنس

أولاً هذه ذكريات وليست قصص ... ثانياً لك كل الحق لتقولي هذا عندما أنشر هذا الكلام ... فحتى ذلك الحين دعيني أكمل

أكمل يا فيلسوف

أوكي ... في أمريكا قضيت أجمل سنين حياتي

قاطعتني قائلة ... وماذا عن لبنان

انا أكره هذا البلد

زرته

لا ولا أنوي زيارته ... ما لم اقله أن لبنان بلد ولا كل البلدان ... لم أجلس مع شخص لنتكلم عن السفر فلم يذكر لبنان ... ان ذكرت النساء .. حكوا لي عند جمالهن ... ان ذكرت الأسلوب والأتيكيت ... لا داعي للقول يكفي كلمة تكرم عينيك ... الطبيعة ... الفتوش ... القاورمة ... شيشة العصر مع الوايت واين ... المزات .. العرق ... الجبل ... البحر ... الشمال ... الجنوب ... الشويفات ... صيدا ... برمانا ... صور ... السوليدير ... وطبعاً بحمدون علشان أكون كويتي صج ... الشيعة والسنة والمسيحيين والموارنة والدروز ... السهرات على أنغام مايا نصري ... آه يا مايا ... لم أقل فيروز

because it is a given

وانتي ... يا من تحبين لبنان أكثر من كل شيئ ... تعشقين بلد ... ايعقل أن أغار من بلد ... انتي سبب كرهي للبنان ... طول سنون حياتي لم أتمنى أن يكون لدي ما لدى غيري ... لم اتمنى شيئ قط قبلك ... والآن أتمنى أن اكون بلد لتحبيني ربما مثل لبنان

أتدرين لماذا أجوب بك في ذكريات سفري؟ لأبتعد بك عن شواطئ حبك وربما ربما تقتربين مني ... رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة وخطوتي ربما مرت عن طريق أكثر من بلد

نظرت الي بعتب وقالت ... لبنان لا يحتاجك انت وأمثالك ... وسحبت حقيبة يدها الشانيل وقفزت من الكرسي ومشت ... لم تلتفت ولا نصف التفاته نحوي ... لم الحق بها لأني أعرف أنني لن افوز مالم ُأصبح حجر في جبل لبنان

بحبك يالبنان

الاثنين، يوليو ٢٤، ٢٠٠٦

سمير

عرفت صدفه أن حزب الله يهدف بالأساس لمقايضة الجنديين الاسرائليين بسجين واحد فقط! لم أصدق ماقرأت ... بلد يدمر من أجل سجين ولاءه لحزب ... كتبت هذه السطور على عجاله فقط لأفرغ بعض غيظي قبل أن أموت






يجلس القرفصاء في نفس الزاوية التي جلس فيها منذ مده طويله ... طويله تلك المده لدرجة أنه لا يستطيع حساب كم بقي هنا بدون أن يسأل حراسه ونظاره عن اليوم والسنه والساعه والدقيقه ... يوم بعد يوم وسنة بعد سنة ينتظر الميعاد ... وهل لنا أن ننتظر غير الميعاد

الظلام شبه حالك والجو رطب مع سخونة أيلول التي تبعث رائحة عفن السنون في تلك الزنزانة الكئيبة ... رائحة تجعل الكافر يؤمن بأن هناك اله يمكنه أن يخلق مثل تلك الرائحه النتنه ومن ثم تجعله يكفر بأن اذا كان هناك اله حقاً فكيف يصبر عليها

فجأه يصدر صوت من الزاويه الأخرى ... تلك الزاويه الملعونه التي لاطالما كانت مسرحاً للألم ... وكانت حائط مبكى في ليال كثيره ... وكانت كرسي اعتراف في كنيسه مع قسيس طيب... دوى الصوت في أعماق سمير دون أن يشعر أحد من الحراس الكثر خارج الحائط ...

من أنت؟ ... من هناك؟ ... يسأل سمير بصوت أجش يحاول فيه أن يخنق خوفه ويبدي شجاعة غير موجودة ...
أنا من؟ أتريديني أن أعرفك بنفسي وأنت أنت؟
أنا سمير القنطار ... جندي من جند ألله في الأرض صاحب البطولات والانتصارات ضد العدو المغتصب ...
أريد أن أضحك ولكن ربك لم يخلق لي الضحك ... أريد أن أبكي لكن دمعي ليس عليك ... أريد أن أنتقم لكن انتقامي عليك وعلى غيرك ...
لم أفهم
ولن تفهم ... انتم ناس تقتلون وتنعون من قتلتم ... تجرحون وتنحبون من جرحتم ... تجزرون وتقدسون من جزرتم ...
بالله عليك قل لي من أنت؟
أنا عزرائيل يا سمير ... ملك من ملائكة ربك ... تعرفني وتنتظرني أنت وغيرك.
وهل يكلم عزرائيل النفوس قبل ان يقبضها؟
هل أخبرتك نفس قبضتها بغير ذلك!
أذن جاء موعدي ... هيا بي الى جنة الخلد الموعوده ... الى الحور السبعين ... الى من سبقني من الطيبين ...
تضحكني أنت ومن معك ... لا تخف أنا لست هنا لك ... أنا هنا لأقبض روح بلد من أجلك ... قل لي أولاً ... من لمن قُتل في سبيل جهادك؟ من لمن شوه من أجل حربك؟ من لمن يُتم وتَيتم من أجل فرجك؟
أنت تعرف أن هؤلاء لهم الجنه ينعمون فيها بالطيبات ... جنه لم ولن يشموا ريحها لو لم يموتوا في سبيل ربهم ووطنهم وعقيدتهم ...
ولكنهم لم يطلبوا منك الجنه ...
هؤلاء لهم الجنه ومن عادانا فله الجحيم ...
لهم الجنه! ؟ لمن الجحيم اذن؟ أتقتل بلد لتدخله الجنه؟ لنحرق بلد ... لنحرق شعب ... ليعيش سمير ... كس اخت الجنه التي تأتي تحت أقدام سمير ...
أأنت ملاك؟ أنت ملاك وليس لك أنت تتفوه بهذا ولا كفرت!
وهل هناك كفر بعد هذا الكفر! سمير سمير سمير ... أريد أن أعرف كيف أقدر أن أعيش بعد أن عرفت أن مماتي كان بسبب سمير ...
أنت ملاك أم أنسان؟
وهل هناك فرق اذا كان الاثنان يموتان كل يوم بلبنان من أجل سمير ...
Fuck It