الاثنين، يوليو ٢٤، ٢٠٠٦

سمير

عرفت صدفه أن حزب الله يهدف بالأساس لمقايضة الجنديين الاسرائليين بسجين واحد فقط! لم أصدق ماقرأت ... بلد يدمر من أجل سجين ولاءه لحزب ... كتبت هذه السطور على عجاله فقط لأفرغ بعض غيظي قبل أن أموت






يجلس القرفصاء في نفس الزاوية التي جلس فيها منذ مده طويله ... طويله تلك المده لدرجة أنه لا يستطيع حساب كم بقي هنا بدون أن يسأل حراسه ونظاره عن اليوم والسنه والساعه والدقيقه ... يوم بعد يوم وسنة بعد سنة ينتظر الميعاد ... وهل لنا أن ننتظر غير الميعاد

الظلام شبه حالك والجو رطب مع سخونة أيلول التي تبعث رائحة عفن السنون في تلك الزنزانة الكئيبة ... رائحة تجعل الكافر يؤمن بأن هناك اله يمكنه أن يخلق مثل تلك الرائحه النتنه ومن ثم تجعله يكفر بأن اذا كان هناك اله حقاً فكيف يصبر عليها

فجأه يصدر صوت من الزاويه الأخرى ... تلك الزاويه الملعونه التي لاطالما كانت مسرحاً للألم ... وكانت حائط مبكى في ليال كثيره ... وكانت كرسي اعتراف في كنيسه مع قسيس طيب... دوى الصوت في أعماق سمير دون أن يشعر أحد من الحراس الكثر خارج الحائط ...

من أنت؟ ... من هناك؟ ... يسأل سمير بصوت أجش يحاول فيه أن يخنق خوفه ويبدي شجاعة غير موجودة ...
أنا من؟ أتريديني أن أعرفك بنفسي وأنت أنت؟
أنا سمير القنطار ... جندي من جند ألله في الأرض صاحب البطولات والانتصارات ضد العدو المغتصب ...
أريد أن أضحك ولكن ربك لم يخلق لي الضحك ... أريد أن أبكي لكن دمعي ليس عليك ... أريد أن أنتقم لكن انتقامي عليك وعلى غيرك ...
لم أفهم
ولن تفهم ... انتم ناس تقتلون وتنعون من قتلتم ... تجرحون وتنحبون من جرحتم ... تجزرون وتقدسون من جزرتم ...
بالله عليك قل لي من أنت؟
أنا عزرائيل يا سمير ... ملك من ملائكة ربك ... تعرفني وتنتظرني أنت وغيرك.
وهل يكلم عزرائيل النفوس قبل ان يقبضها؟
هل أخبرتك نفس قبضتها بغير ذلك!
أذن جاء موعدي ... هيا بي الى جنة الخلد الموعوده ... الى الحور السبعين ... الى من سبقني من الطيبين ...
تضحكني أنت ومن معك ... لا تخف أنا لست هنا لك ... أنا هنا لأقبض روح بلد من أجلك ... قل لي أولاً ... من لمن قُتل في سبيل جهادك؟ من لمن شوه من أجل حربك؟ من لمن يُتم وتَيتم من أجل فرجك؟
أنت تعرف أن هؤلاء لهم الجنه ينعمون فيها بالطيبات ... جنه لم ولن يشموا ريحها لو لم يموتوا في سبيل ربهم ووطنهم وعقيدتهم ...
ولكنهم لم يطلبوا منك الجنه ...
هؤلاء لهم الجنه ومن عادانا فله الجحيم ...
لهم الجنه! ؟ لمن الجحيم اذن؟ أتقتل بلد لتدخله الجنه؟ لنحرق بلد ... لنحرق شعب ... ليعيش سمير ... كس اخت الجنه التي تأتي تحت أقدام سمير ...
أأنت ملاك؟ أنت ملاك وليس لك أنت تتفوه بهذا ولا كفرت!
وهل هناك كفر بعد هذا الكفر! سمير سمير سمير ... أريد أن أعرف كيف أقدر أن أعيش بعد أن عرفت أن مماتي كان بسبب سمير ...
أنت ملاك أم أنسان؟
وهل هناك فرق اذا كان الاثنان يموتان كل يوم بلبنان من أجل سمير ...
Fuck It

هناك ٥ تعليقات:

Wahan يقول...

أردت أن أكون أو يدون تعليقا في مدونتك
كم يعبر ما كتبت عن كلمات أود أن اصرخ بها كل يوم أمام المدافعين عن الكرامة العربية (وأية كرامة!!) والمصفقين للذبح والهدم في شاشات التلفزيون
يلعن أبو كرامة لم نرى منها غير اسمها

Wahan يقول...

خطأ مطبعي: أردت أن أكون أول من يدون تعليقا

بالديسار يقول...

يسعدني أن أقرأ أول تعليق على ما كتبت
لم أتوقع أن يكون أحد قد قرأ ما كتبت أو ان قرأ لم أتوقع رد
شكراً وهان

قرأت اليوم عن منحه سعودية نصف مليار دولار .. أعتقد أن هذا جواب الأمه على مذبحة لبنان ... شوية فلوس وسامحونا على القصور

Hanan يقول...

sa7 ilsanik
how many more have to die for sameer to be freed?

بالديسار يقول...

Hanan

Apparently .. alot more.

thanks for taking the time to stop by