1
البارحة بعد أن ضاجعت زوجتي، ذهبت هي لتغتسل وظللت في الفراش مستلقياً على ظهري عاري الجسد تماماً في الظلمة العاتمة. أحسست أنني بحاجة إلى سيجارة لأدخنها. مددت يدي إلى المنضدة بجانب السرير أتحسس طريقي بأصابعي لكن لاشيئ. لم أجد شيئاً وعندها فقط تذكرت أنني قد توقفت عن التدخين. لا أدري لماذا ينتابني هذا الشعور بالرغبة بالتدخين كل فترة
فجأة أحسست بنسمة هواء باردة لفحت جسدي العاري وأنسدل باب الغرفة فاتحاً. يبدو أن زوجتي لم تحكم إغلاقه وهي ذاهبة إلى الحمام. رفعت نظري نحو الباب وهيئ لي أن هناك شخصاً واقف ينظر إليّ. دققت النظر وأنا أشعر بأطرافي تنقبض من هول ما هيئ لي أنني أراه. تأكد لي أن هناك شخصاً وأكاد أجزم أن هذا الشخص ليس بزوجتي فهي بدينة بعض الشيئ وهذا الذي يقف هناك كان أنحف منها بالشيئ الكثير. بدأ هذا الشخص بالمشي نحوي وأحسست بقشعريرة قوية تجتاح جسدي من رأسي إلى أخمص قدمي. كانت عيناي قد تعودتا على الظلام لكنني مازلت لا أستطيع أن أتبين شخصية المجهول دون نظاراتي التي لم تكن بجانبي كالعادة. بدأ جسدي يرتجف من خوف غزاه دون إنذار. أقترب هذا المجهول أكثر حتى أصبح ينظر إلي وهو واقف بجانب سريري مباشرة. إن الدهشة والرعب و المفاجأة قد أعقدوا لساني فلم أستطع أن أنطق أو أتحرك. وما زاد الأمر رهبة تلك النسمة الباردة التي ملئت علي مضجعي ولم تفارق المكان. نظرت إلى المجهول وإذا به إمرأة لكنني لم لأتبين ملامحها حتى إقتربت من وجهي وأطبقت بيدها على عنقي. كانت يداها ذات ملمس خشن وكأنها يدا رجل يعمل في البناء. إقتربت من وجهي أكثر حتى أحسست بنفسها يرتطم بوجهي وهمست بأذني كلمات لا زلت أفكر بها وأخاف من مجرد التفكير فيها. قالت لي ... تباً لك ... إلى متى أنتظرك
2
أكتب تلك السطور الآن وقد أصبح الصباح علينا. فتحت عيني فوجدت نفسي في فراشي وزوجتي بجانبي. نظرت إلى جسدي العاري فوجدتني لابساً لباس النوم. لا أتذكر أي شيئ غير تلك المرأة ولا شيئ بعد ذلك. أيقظت زوجتي من نومها لأسئلها عما حدث البارحة بعد أن ذهبت هي لتغتسل. لم تفهم ماذا كنت أقصد. لم أشأ أن أُخيفها بقصتي لكني توسلت إليها أن تعيد علي ما حدث. نظرت إلي بنظرة مملوءة بالشك وعدم الإستيعاب. رجوتها أن تقول لي ما حدث بالتفصيل دون أن تنسى أي شيئ وإن كانت لا تعتقد بأهميته في نظرها
قالت لي أنها ذهبت لتغتسل ثم جاءت وفتحت الباب وسألتني أن كنت أود الإغتسال. قاطعتها سائلاً إن كانت متأكدة من أن الباب كان مغلقاً أجابت بالموافقة. قالت أنني أجبتها بنعم للإغتسال وقمت وإغتسلت ثم وضعت ملابس النوم ودخلت فراشي بعد أن تمنيت لها ليلة سعيدة
لم أصدق ما سمعت. سألتها أن تعيد التفاصيل مرة أخرى. أعادتها علي وهي تسألني عن السبب وأشير لها بعدم المقاطعة وأن تجيب على تساؤلاتي فقط. بدأت تشعر بالحيرة وشعرت بأنني إذا إستمريت بالسؤال سوف تشعر بريب فآثرت أن أتركها وشأنها
جلست أفكر فيما قالت. الباب موصد وهي من فتحه. ما معنى هذا وأنا شاهدته يُفتح ونسمة الهواء الباردة تحف جسدي. كيف لا أتذكر أي شيئ آخر. مددت يدي بجانب المكتب لآخذ سيجارة من العلبة. تذكرت أنني أقلعت عن التدخين. ألم يحدث هذا البارحة أيضاً؟
أحداث البارحة هي الشيئ الوحيد الذي في خاطري الآن. فكرت في تلك الكلمات وتلك المرأة. لقد زارتني هي بعينها في حلمي لثلاث ليال متفرقة في السابق. الفرق الوحيد أنها لم تقل أي شيئ. هي فقط نظرت إليَّ تلك النظرة العميقة التي إخترقتني. وجدت نفسي أفيق من النوم وأنا غارق في عرقي على الرغم من برودة الطقس. من أنتي؟ و ماذا تريدين مني؟
القلم يرجف في يدي خوفاً. لا أستطيع الكتابة أكثر لكني يجب أن أستمر في كتابة جميع تلك التفاصيل. لا أدري لمن أقول ما حدث فمن سيصدق مثل تلك الرواية! وهل من الممكن أن تكون فقط رواية أو حلم؟ ربما جائتني بحلم حلمته بعد أن إغتسلت ولبست ملابسي. ربما يكون منزلي مسكون بأحد الجان الذين يريدوننا أن ندع لهم المنزل بسلام. هل من المعقول أن أفكر هكذا وأنا الرجل المتعلم؟ ولماذا لم يأتي لأحد غيري في المنزل؟ أريد سيجارة الآن. ربما حان الوقت لأترك هذا الهراء خلفي. " تباً لك إلى متى أنتظرك" ... كلما تذكرت تلك الكلمات رجعت لي القشعريرة ذاتها وأسبغت جسدي بالحبيبات من فروة رأسي إلى قدمي ... أنا خائف
3
حان المساء وزوجتي تنتظرني في الفراش وأنا جالس في غرفة المكتب أكتب هذه السطور. لا أريد أن أنام. فلست مستعداً أن أغمض عيني وأرى تلك المرأة ثانية. الخوف من النوم بدأ يتغلب على فكري. زوجتي تناديني. قلت لها أن تدعني وشأني وأن تنام قبلي إن شائت. رضخت في النهاية على غير عادتها فهي عنيدة بطبعها منذ تزوجنا قبل سنين عديدة
لا أزال لا أجد تفسيراً لما حدث البارحة. تلك الكلمات لا تزال ترن في إذني كأني أسمعها الآن وأنا أكتب. أيمكن أن يكون حلماً كالذي حلمته من قبل. لقد مرت عليَّ أحلام بالسابق على جانب كبير من الواقعية لدرجة أنني تساءلت بين نفسي ونفسي إن كان هذا حقيقة أم خيال. ولكن ما يقلقني من هذا التفسير هو ما حدث لي في فراشي وكوني لا أتذكر شيئاً منه
شيئ غريب يحدث الآن. خيل لي أنني رأيت شخصاً في الصالة المجاورة لغرفة المكتب. ذهبت لأستطلع الأمر فلم أجد أحداً. أحسست بنفس لفحة الهواء الباردة كالتي مرت علي البارحة. عُدت للمكتب لأكتب فوجدتها هنا تجلس على إحدى الآرائك بجانب المكتب. تنظر إلي بتلك النظرة ذاتها. تجاهلتها وجلست أكتب ما حصل. يدي ترجف من الخوف ولا أقدر أن أرفع عيني خوفاً أن تلتقي بتلك الأعين المرعبة. أنها تسألني ما أكتب. لم أرد عليها. سألتني ثانية. يا إلهي ماذا تريدين مني؟ لم أجب عليها للمرة الثانية. تريد أن تعرف ماذا أكتب. لن أرد عليها. إنتصبت واقفة وتقدمت مني. إقتربت أكثر حتى أصبحت بجانبي. مدت يدها لتزيح يدي. تريد أن تقرأ ما أكتبه. دفعتها بقوة وأنا ما زلت أكتب ... إنها تحاول أن تخطف القلم وتمنعني من مواصلة الكتاب ..و ل ..ن ..ي ..س س س ... كانت تصارعني وتحاول إيقافي عن الكتابة و لكني دفعتها بكل ما أوتيت من قوة فوقفت مذهولة ثم عاجلتها بدفعه أخرى إلى خارج المكتب وقفلت الباب بالمفتاح. إنها تطرق الباب بشدة. سوف توقظ زوجتي لا محالة. هل ستكون زوجتي في خطر. لا أعتقد فهي تريدني أنا فقط. اللعنة لماذا تريدني أن أتوقف عن الكتابة ... ربما كانت تريد إخباري بشيئ. لست أدري ولا أريد أن أعرف الآن. أريد سيجارة الآن
4
أصبح الصباح علي وأنا وازلت في مكاني خلف المكتب. أعتقد أنني قد غفوت لبعض الوقت. أُحس بجسدي وعظامي متيبسة من النوم جالساً على الكرسي طوال الليل. إستلقيت على الأرض على ظهري لخمس دقائق حتى عاد الشعور إلى رجليّ. لم يحدث شيئ إثناء الليل. ربما دفعتها بقوة لم تكن في حسبانها فقررت تركي و شأني. سوف أذهب لفراشي فور أن أكتب هذه الكلمات. . لعلي الآن أنام مرتاحاً فلم يحدث أن أتت في منام غير منام الليل. زوجتي مازالت نائمة. لن أوقيظها لعلها بحاجة إلى بعض الراحة. سوف أدعها وشأنها فلست بحاجه لها لتسألني لماذا بقيت طوال الليل في مكتبي. سوف أذهب للنوم الآن فور أن أدخن السيجارة. تباً لليوم الذي قررت فيه أن أُقلع عن التدخين. لا يهم الآن. لست خائفاً وهذا أهم من أي شيئ الآن. ولكن هل يجب أن أترك المكتب؟ أشعر بالأمان هنا وقد نجحت في إخراجها بالقوة. سوف أنتظر حتى تفيق زوجتي من نومها وأطلب منها أن تأتيني ببعض الطعام وتضعه بجانب الباب وسوف آخذه متى ما أحسست أن الوقت ملائم
5
جاء المساء مرة أخرى. كانت زوجتي متضايقة جداً من تصرفاتي. لم تستسغ فكرة مخاطبتي من وراء الباب المغلق لكنني لم أتنازل وظللت طوال الوقت داخل المكتب. والآن أنا وحدي هنا بعد أن هدأت الأصوات بالبيت. بدأت أشعر ببعض الخوف يتسلل إلى جانبي ببطئ لكنه بطئ فعاّل. جائت لي في فكري مرة أخرى. هل سوف تعود ثانيةً الليلة ربما لتنتقم. لا أدري لكني سوف أظل متيقظاً لأي حركة أو صوت يصدر من أي مكان في المنزل
لا أدرى كم مضى من الوقت لكني تعبٌ جداً ولا أقدر أن أستمر في يقظتي أكثر من ذلك. يا إلهي لقد شعرت بتلك البرودة مرة أخرى. تلك البرودة التي تأتي هي بعدها. أنا خائف من غضبها. هل جائت لتنتقم. هل أفيق زوجتي من نومها لترى بأم عينها تلك المرأة. لا أقدر أن أتحرك. كل جسدي مشلول ما عدا يدي التي تمسك القلم وتكتب. أشعر بها حولي لكني لا أراها. أحس بأنفاسها تقترب مني. أحس بوجودها قربي
من وراء زاوية باب المكتب ظهرت فجأة وكأنها كانت معي طوال الوقت. بنفس النظرة المورعة. بنفس الشعر المنكوش. أراها ببشرة شاحبة. وعيون بيضاء جاحظة. وأسنان صفراء. كم هي كريهة المنظر الليلة. لم تختلف عما كانت عليه سابقاً لكنها المرة الأولى التي أتمعن فيها بشكلها. أقتربت أكثر حتى وصلت إلي. أوطئت رقبتها وقرَّبت لوجهي حتى أصبح نفسها يرتطم بوجهي تماماً كما حدث في فراشي. لا أريد النظر. أنا مستمر بالكتابة رغم قربها مني. مسكت رقبتي بيدها وأطبقت بالأخرى عليها.أكاد لا أقوى على التنفس. همست بأذني "لن تفلت مني" توقفت عن الكتابة ورفعت رأسي وقلت بصوت خافت "ماذا تريدين مني" لم ترد على تساؤلي. مسكت القلم وكتبت ما جرى. لا زالت يديها مطبقتين على رقبتي. قالت لي " بيدك ثلاث خيارات ... إما أن تأتي معي وتكون لي وإما ان تنظم لعشيرتي فتكون منا فأتركك لحالك أو أقتل واحداً من أهلك كل أربعين يوماً وسأبدأ بأبنائك" ... ماذا تعني بحق الأنبياء... من هي ومن هي عشيرتها؟
وضعت القلم جانباً وسئلتها ماذا تعني بأن أكون لها ومن هي ومن عشيرتها. قالت وهي تحرك أصابعها من رقبتي لتمررها خلال شعري أنها من الجن وأنها عشقتني ولن تتركني إلى أن أكون لها. سألتها عما تقصده بأن أكون لها. قالت أنه ليس من شأني أن أعرف. سألتها وماذا عن الخيار الآخر. قالت أنها أشفقت علي من حبها ولم تود أن تراني مقتولاً على يدها لذلك أعطتني هذا الخيار ولولا حبها لي لكانت قتلتني على الفور. توقفت عن اللعب بشعري وشدته بقوة جعلتني أُطلق صرخة مكتومة وقالت: لديك حتى السادسة صباحاً لتقرر أي الخيارات تريد ... وكيف أكون منكم وأنا من البشر ... قالت لي أنه يجب أن أتخلى عن حياة البشر لأنظم إليها وعشيرتها برمي نفسي من أعلى نقطة في المنزل ... من سطح المنزل ... أنتحر ... سوف أموت وبلاشك. إبتسمت وقالت "لن تموت بل ستعبر إلى حياتي وحياة بني جنسي من بني جنسك ... سوف لن تكون إنسياً بعد ذلك" ... قالت هذا وإختفت كما ظهرت ... فجأة
6
ماذا أفعل. هذا كثير علي. أين زوجتي لأشرح لها ما حصل. لا يمكنني ذلك فتلك المرأة حذرتني من البوح لأي كان بما حدث وإلا سوف تكون العاقبة كبيرة على الجميع. أريد سيجارة الآن. من هي ولماذا أنا. ماذا أفعل الآن. لقد سألت نفسي نفس السؤال قبل ثوان. هل أنتقل إلى حياة اللا بشر أم أموت بيدها هي. لماذا قرار حياتي ومماتي وممات عائلتي أصبح بيدي أمرأة ليست من البشر. لا أستطيع التفكير ولا أستطيع التوقف عن الكتابة. كيف يمكن يمكن أن تختار أن تنتحر لتعيش أو تعيش لتموت؟ كيف يمكن لموت أن يكون عيشاً وعيشاً هو موت؟ أليس الموت هو الموت سواء عشت أو مت؟ أفكر في أبنائي الذين لا ذنب لهم فيما يحدث ... سيعلمون يوماً ما أنني فعلت كل ما بوسعي في سبيلهم
7
الساعة السادسة إلا ربع الساعة. لم يبقي لدي إلا القليل من الوقت لأتخذ قراري. جلست الساعات السابقة أبكي بدموع غزيرة. لا أدري ماذا كنت أبكي. هل هي حياتي أم زوجتي أم ماذا. إبتل الورق من دمعي وسال الحبر من على الأسطر التي سطرتها قبل ذلك. هل من المعقول أن يطلب من أحد أن يختار بين ممات و ممات؟ اليس الأثنين بنفس القدر من العذاب ... ليس أمامي من سبيل سوى أن أموت ليعيش عيالي ... لتعيش زوجتي ... وربما لأعيش أنا
جائتني قبل قليل مرة أخرى لتعرف جوابي وقراري ... أخبرتها أنني لا أستطيع أن أكون ملك لها ولا أستطيع أن أقتل عائلتي بيدي فهذا كثير علي. وعليه أخبرتها بأنني قررت أن أكون من بني جنسها وأنظم لعشيرتها. لم تبدي أي ردة فعل وكأنما كانت متوقعة أن يكون هذا ردي ... قالت لي سوف أنتظرك في الطرف الآخر ... إقتربت مني وطبعت قبله على خدي المبلل بدموعي
8
أنا على سطح العمارة الآن. الجو ماطر. ماء المطر بدأ يطمس ما أكتبه أولاً بأول لكنني لن أقف عن الكتابة حتى تلك اللحظة. ما هي إلا لحظات و سأكون من بني الجان. ما هي إلا لحظات و سأكون خفياً. ما هي إلا لحظات و سأكون من نار وليس من طين. يدي ترجف ورجلي لا تكاد تقوى على حملي. أشعر كالرجل الذي يساق للمقصلة ... وكيف لا وأنا ذاهب برجلي لمقصلتي ... أنا خائف جداً
سوف أمسك قلمي بيدي اليمنى وأوراقي بيدي اليسرى و أتسلق الجدار إلى أعلى نقطة و أرمي نفسي من هناك. ربما وجد أحد تلك الوريقات فأرجو أن يقل لزوجتي وعيالي وداعاً و أنني أحبهم حباً جما. وأنني فعلت ما فعلته حتى أحميهم و كان هذا هو السبيل الوحيد بأن أُضحي بنفسي من أجلهم... الوداع
9
في صبيحة اليوم التالي نشر هذا الخبر في جريدة السلام في صفحة الحوادث
أقدم رجل في العقد الرابع من العمر على الإنتحار برمي نفسه من سطح العمارة التي يقطن بها في أحد أحياء ضواحي العاصمة. وقال شهود عيان أن الرجل رمى نفسه وهو ممسكاً بأوراق تطايرت في الهواء في كل مكان. وقالت مصادر من الشرطة أن تلك الأوراق كانت غير قابلة للقراءة كون مياه الأمطار أمس مسحت ماكان مكتوباً بها. ويعتقد المصدر أنه ربما كانت هي وصية الرجل التي يشرح فيها أسباب قيامه بالإنتحار.
وقام محرر الصفحة بالإتصال بزوجة المنتحر التي أفادت أن زوجها يعاني من إضطرابات عصبية وأنه يعالج منذ فترة من إكتئابات ويتعاطى العديد من الأدوية التي يمكن أن تكون لها أعراض جانبية حسب ما قاله الأطباء المعالجين. وقالت أنه كان يتصرف بصورة غريبة في الأيام الثلاث الماضية حيث كان يكتب بإستمرار ولا يرد عليها عندما تكلمه. وعندما حاولت أن تعرف ماذا يكتب بأن مسكت الأوراق والقلم تصرف بصورة عنيفة وقام بدفعها وطردها من المكتب الذي ظل حابساً نفسه فيه حتى أقدم على الإنتحار صباح أمس. ولا يزال التحقيق مستمراً
إنتهى الخبر
البارحة بعد أن ضاجعت زوجتي، ذهبت هي لتغتسل وظللت في الفراش مستلقياً على ظهري عاري الجسد تماماً في الظلمة العاتمة. أحسست أنني بحاجة إلى سيجارة لأدخنها. مددت يدي إلى المنضدة بجانب السرير أتحسس طريقي بأصابعي لكن لاشيئ. لم أجد شيئاً وعندها فقط تذكرت أنني قد توقفت عن التدخين. لا أدري لماذا ينتابني هذا الشعور بالرغبة بالتدخين كل فترة
فجأة أحسست بنسمة هواء باردة لفحت جسدي العاري وأنسدل باب الغرفة فاتحاً. يبدو أن زوجتي لم تحكم إغلاقه وهي ذاهبة إلى الحمام. رفعت نظري نحو الباب وهيئ لي أن هناك شخصاً واقف ينظر إليّ. دققت النظر وأنا أشعر بأطرافي تنقبض من هول ما هيئ لي أنني أراه. تأكد لي أن هناك شخصاً وأكاد أجزم أن هذا الشخص ليس بزوجتي فهي بدينة بعض الشيئ وهذا الذي يقف هناك كان أنحف منها بالشيئ الكثير. بدأ هذا الشخص بالمشي نحوي وأحسست بقشعريرة قوية تجتاح جسدي من رأسي إلى أخمص قدمي. كانت عيناي قد تعودتا على الظلام لكنني مازلت لا أستطيع أن أتبين شخصية المجهول دون نظاراتي التي لم تكن بجانبي كالعادة. بدأ جسدي يرتجف من خوف غزاه دون إنذار. أقترب هذا المجهول أكثر حتى أصبح ينظر إلي وهو واقف بجانب سريري مباشرة. إن الدهشة والرعب و المفاجأة قد أعقدوا لساني فلم أستطع أن أنطق أو أتحرك. وما زاد الأمر رهبة تلك النسمة الباردة التي ملئت علي مضجعي ولم تفارق المكان. نظرت إلى المجهول وإذا به إمرأة لكنني لم لأتبين ملامحها حتى إقتربت من وجهي وأطبقت بيدها على عنقي. كانت يداها ذات ملمس خشن وكأنها يدا رجل يعمل في البناء. إقتربت من وجهي أكثر حتى أحسست بنفسها يرتطم بوجهي وهمست بأذني كلمات لا زلت أفكر بها وأخاف من مجرد التفكير فيها. قالت لي ... تباً لك ... إلى متى أنتظرك
2
أكتب تلك السطور الآن وقد أصبح الصباح علينا. فتحت عيني فوجدت نفسي في فراشي وزوجتي بجانبي. نظرت إلى جسدي العاري فوجدتني لابساً لباس النوم. لا أتذكر أي شيئ غير تلك المرأة ولا شيئ بعد ذلك. أيقظت زوجتي من نومها لأسئلها عما حدث البارحة بعد أن ذهبت هي لتغتسل. لم تفهم ماذا كنت أقصد. لم أشأ أن أُخيفها بقصتي لكني توسلت إليها أن تعيد علي ما حدث. نظرت إلي بنظرة مملوءة بالشك وعدم الإستيعاب. رجوتها أن تقول لي ما حدث بالتفصيل دون أن تنسى أي شيئ وإن كانت لا تعتقد بأهميته في نظرها
قالت لي أنها ذهبت لتغتسل ثم جاءت وفتحت الباب وسألتني أن كنت أود الإغتسال. قاطعتها سائلاً إن كانت متأكدة من أن الباب كان مغلقاً أجابت بالموافقة. قالت أنني أجبتها بنعم للإغتسال وقمت وإغتسلت ثم وضعت ملابس النوم ودخلت فراشي بعد أن تمنيت لها ليلة سعيدة
لم أصدق ما سمعت. سألتها أن تعيد التفاصيل مرة أخرى. أعادتها علي وهي تسألني عن السبب وأشير لها بعدم المقاطعة وأن تجيب على تساؤلاتي فقط. بدأت تشعر بالحيرة وشعرت بأنني إذا إستمريت بالسؤال سوف تشعر بريب فآثرت أن أتركها وشأنها
جلست أفكر فيما قالت. الباب موصد وهي من فتحه. ما معنى هذا وأنا شاهدته يُفتح ونسمة الهواء الباردة تحف جسدي. كيف لا أتذكر أي شيئ آخر. مددت يدي بجانب المكتب لآخذ سيجارة من العلبة. تذكرت أنني أقلعت عن التدخين. ألم يحدث هذا البارحة أيضاً؟
أحداث البارحة هي الشيئ الوحيد الذي في خاطري الآن. فكرت في تلك الكلمات وتلك المرأة. لقد زارتني هي بعينها في حلمي لثلاث ليال متفرقة في السابق. الفرق الوحيد أنها لم تقل أي شيئ. هي فقط نظرت إليَّ تلك النظرة العميقة التي إخترقتني. وجدت نفسي أفيق من النوم وأنا غارق في عرقي على الرغم من برودة الطقس. من أنتي؟ و ماذا تريدين مني؟
القلم يرجف في يدي خوفاً. لا أستطيع الكتابة أكثر لكني يجب أن أستمر في كتابة جميع تلك التفاصيل. لا أدري لمن أقول ما حدث فمن سيصدق مثل تلك الرواية! وهل من الممكن أن تكون فقط رواية أو حلم؟ ربما جائتني بحلم حلمته بعد أن إغتسلت ولبست ملابسي. ربما يكون منزلي مسكون بأحد الجان الذين يريدوننا أن ندع لهم المنزل بسلام. هل من المعقول أن أفكر هكذا وأنا الرجل المتعلم؟ ولماذا لم يأتي لأحد غيري في المنزل؟ أريد سيجارة الآن. ربما حان الوقت لأترك هذا الهراء خلفي. " تباً لك إلى متى أنتظرك" ... كلما تذكرت تلك الكلمات رجعت لي القشعريرة ذاتها وأسبغت جسدي بالحبيبات من فروة رأسي إلى قدمي ... أنا خائف
3
حان المساء وزوجتي تنتظرني في الفراش وأنا جالس في غرفة المكتب أكتب هذه السطور. لا أريد أن أنام. فلست مستعداً أن أغمض عيني وأرى تلك المرأة ثانية. الخوف من النوم بدأ يتغلب على فكري. زوجتي تناديني. قلت لها أن تدعني وشأني وأن تنام قبلي إن شائت. رضخت في النهاية على غير عادتها فهي عنيدة بطبعها منذ تزوجنا قبل سنين عديدة
لا أزال لا أجد تفسيراً لما حدث البارحة. تلك الكلمات لا تزال ترن في إذني كأني أسمعها الآن وأنا أكتب. أيمكن أن يكون حلماً كالذي حلمته من قبل. لقد مرت عليَّ أحلام بالسابق على جانب كبير من الواقعية لدرجة أنني تساءلت بين نفسي ونفسي إن كان هذا حقيقة أم خيال. ولكن ما يقلقني من هذا التفسير هو ما حدث لي في فراشي وكوني لا أتذكر شيئاً منه
شيئ غريب يحدث الآن. خيل لي أنني رأيت شخصاً في الصالة المجاورة لغرفة المكتب. ذهبت لأستطلع الأمر فلم أجد أحداً. أحسست بنفس لفحة الهواء الباردة كالتي مرت علي البارحة. عُدت للمكتب لأكتب فوجدتها هنا تجلس على إحدى الآرائك بجانب المكتب. تنظر إلي بتلك النظرة ذاتها. تجاهلتها وجلست أكتب ما حصل. يدي ترجف من الخوف ولا أقدر أن أرفع عيني خوفاً أن تلتقي بتلك الأعين المرعبة. أنها تسألني ما أكتب. لم أرد عليها. سألتني ثانية. يا إلهي ماذا تريدين مني؟ لم أجب عليها للمرة الثانية. تريد أن تعرف ماذا أكتب. لن أرد عليها. إنتصبت واقفة وتقدمت مني. إقتربت أكثر حتى أصبحت بجانبي. مدت يدها لتزيح يدي. تريد أن تقرأ ما أكتبه. دفعتها بقوة وأنا ما زلت أكتب ... إنها تحاول أن تخطف القلم وتمنعني من مواصلة الكتاب ..و ل ..ن ..ي ..س س س ... كانت تصارعني وتحاول إيقافي عن الكتابة و لكني دفعتها بكل ما أوتيت من قوة فوقفت مذهولة ثم عاجلتها بدفعه أخرى إلى خارج المكتب وقفلت الباب بالمفتاح. إنها تطرق الباب بشدة. سوف توقظ زوجتي لا محالة. هل ستكون زوجتي في خطر. لا أعتقد فهي تريدني أنا فقط. اللعنة لماذا تريدني أن أتوقف عن الكتابة ... ربما كانت تريد إخباري بشيئ. لست أدري ولا أريد أن أعرف الآن. أريد سيجارة الآن
4
أصبح الصباح علي وأنا وازلت في مكاني خلف المكتب. أعتقد أنني قد غفوت لبعض الوقت. أُحس بجسدي وعظامي متيبسة من النوم جالساً على الكرسي طوال الليل. إستلقيت على الأرض على ظهري لخمس دقائق حتى عاد الشعور إلى رجليّ. لم يحدث شيئ إثناء الليل. ربما دفعتها بقوة لم تكن في حسبانها فقررت تركي و شأني. سوف أذهب لفراشي فور أن أكتب هذه الكلمات. . لعلي الآن أنام مرتاحاً فلم يحدث أن أتت في منام غير منام الليل. زوجتي مازالت نائمة. لن أوقيظها لعلها بحاجة إلى بعض الراحة. سوف أدعها وشأنها فلست بحاجه لها لتسألني لماذا بقيت طوال الليل في مكتبي. سوف أذهب للنوم الآن فور أن أدخن السيجارة. تباً لليوم الذي قررت فيه أن أُقلع عن التدخين. لا يهم الآن. لست خائفاً وهذا أهم من أي شيئ الآن. ولكن هل يجب أن أترك المكتب؟ أشعر بالأمان هنا وقد نجحت في إخراجها بالقوة. سوف أنتظر حتى تفيق زوجتي من نومها وأطلب منها أن تأتيني ببعض الطعام وتضعه بجانب الباب وسوف آخذه متى ما أحسست أن الوقت ملائم
5
جاء المساء مرة أخرى. كانت زوجتي متضايقة جداً من تصرفاتي. لم تستسغ فكرة مخاطبتي من وراء الباب المغلق لكنني لم أتنازل وظللت طوال الوقت داخل المكتب. والآن أنا وحدي هنا بعد أن هدأت الأصوات بالبيت. بدأت أشعر ببعض الخوف يتسلل إلى جانبي ببطئ لكنه بطئ فعاّل. جائت لي في فكري مرة أخرى. هل سوف تعود ثانيةً الليلة ربما لتنتقم. لا أدري لكني سوف أظل متيقظاً لأي حركة أو صوت يصدر من أي مكان في المنزل
لا أدرى كم مضى من الوقت لكني تعبٌ جداً ولا أقدر أن أستمر في يقظتي أكثر من ذلك. يا إلهي لقد شعرت بتلك البرودة مرة أخرى. تلك البرودة التي تأتي هي بعدها. أنا خائف من غضبها. هل جائت لتنتقم. هل أفيق زوجتي من نومها لترى بأم عينها تلك المرأة. لا أقدر أن أتحرك. كل جسدي مشلول ما عدا يدي التي تمسك القلم وتكتب. أشعر بها حولي لكني لا أراها. أحس بأنفاسها تقترب مني. أحس بوجودها قربي
من وراء زاوية باب المكتب ظهرت فجأة وكأنها كانت معي طوال الوقت. بنفس النظرة المورعة. بنفس الشعر المنكوش. أراها ببشرة شاحبة. وعيون بيضاء جاحظة. وأسنان صفراء. كم هي كريهة المنظر الليلة. لم تختلف عما كانت عليه سابقاً لكنها المرة الأولى التي أتمعن فيها بشكلها. أقتربت أكثر حتى وصلت إلي. أوطئت رقبتها وقرَّبت لوجهي حتى أصبح نفسها يرتطم بوجهي تماماً كما حدث في فراشي. لا أريد النظر. أنا مستمر بالكتابة رغم قربها مني. مسكت رقبتي بيدها وأطبقت بالأخرى عليها.أكاد لا أقوى على التنفس. همست بأذني "لن تفلت مني" توقفت عن الكتابة ورفعت رأسي وقلت بصوت خافت "ماذا تريدين مني" لم ترد على تساؤلي. مسكت القلم وكتبت ما جرى. لا زالت يديها مطبقتين على رقبتي. قالت لي " بيدك ثلاث خيارات ... إما أن تأتي معي وتكون لي وإما ان تنظم لعشيرتي فتكون منا فأتركك لحالك أو أقتل واحداً من أهلك كل أربعين يوماً وسأبدأ بأبنائك" ... ماذا تعني بحق الأنبياء... من هي ومن هي عشيرتها؟
وضعت القلم جانباً وسئلتها ماذا تعني بأن أكون لها ومن هي ومن عشيرتها. قالت وهي تحرك أصابعها من رقبتي لتمررها خلال شعري أنها من الجن وأنها عشقتني ولن تتركني إلى أن أكون لها. سألتها عما تقصده بأن أكون لها. قالت أنه ليس من شأني أن أعرف. سألتها وماذا عن الخيار الآخر. قالت أنها أشفقت علي من حبها ولم تود أن تراني مقتولاً على يدها لذلك أعطتني هذا الخيار ولولا حبها لي لكانت قتلتني على الفور. توقفت عن اللعب بشعري وشدته بقوة جعلتني أُطلق صرخة مكتومة وقالت: لديك حتى السادسة صباحاً لتقرر أي الخيارات تريد ... وكيف أكون منكم وأنا من البشر ... قالت لي أنه يجب أن أتخلى عن حياة البشر لأنظم إليها وعشيرتها برمي نفسي من أعلى نقطة في المنزل ... من سطح المنزل ... أنتحر ... سوف أموت وبلاشك. إبتسمت وقالت "لن تموت بل ستعبر إلى حياتي وحياة بني جنسي من بني جنسك ... سوف لن تكون إنسياً بعد ذلك" ... قالت هذا وإختفت كما ظهرت ... فجأة
6
ماذا أفعل. هذا كثير علي. أين زوجتي لأشرح لها ما حصل. لا يمكنني ذلك فتلك المرأة حذرتني من البوح لأي كان بما حدث وإلا سوف تكون العاقبة كبيرة على الجميع. أريد سيجارة الآن. من هي ولماذا أنا. ماذا أفعل الآن. لقد سألت نفسي نفس السؤال قبل ثوان. هل أنتقل إلى حياة اللا بشر أم أموت بيدها هي. لماذا قرار حياتي ومماتي وممات عائلتي أصبح بيدي أمرأة ليست من البشر. لا أستطيع التفكير ولا أستطيع التوقف عن الكتابة. كيف يمكن يمكن أن تختار أن تنتحر لتعيش أو تعيش لتموت؟ كيف يمكن لموت أن يكون عيشاً وعيشاً هو موت؟ أليس الموت هو الموت سواء عشت أو مت؟ أفكر في أبنائي الذين لا ذنب لهم فيما يحدث ... سيعلمون يوماً ما أنني فعلت كل ما بوسعي في سبيلهم
7
الساعة السادسة إلا ربع الساعة. لم يبقي لدي إلا القليل من الوقت لأتخذ قراري. جلست الساعات السابقة أبكي بدموع غزيرة. لا أدري ماذا كنت أبكي. هل هي حياتي أم زوجتي أم ماذا. إبتل الورق من دمعي وسال الحبر من على الأسطر التي سطرتها قبل ذلك. هل من المعقول أن يطلب من أحد أن يختار بين ممات و ممات؟ اليس الأثنين بنفس القدر من العذاب ... ليس أمامي من سبيل سوى أن أموت ليعيش عيالي ... لتعيش زوجتي ... وربما لأعيش أنا
جائتني قبل قليل مرة أخرى لتعرف جوابي وقراري ... أخبرتها أنني لا أستطيع أن أكون ملك لها ولا أستطيع أن أقتل عائلتي بيدي فهذا كثير علي. وعليه أخبرتها بأنني قررت أن أكون من بني جنسها وأنظم لعشيرتها. لم تبدي أي ردة فعل وكأنما كانت متوقعة أن يكون هذا ردي ... قالت لي سوف أنتظرك في الطرف الآخر ... إقتربت مني وطبعت قبله على خدي المبلل بدموعي
8
أنا على سطح العمارة الآن. الجو ماطر. ماء المطر بدأ يطمس ما أكتبه أولاً بأول لكنني لن أقف عن الكتابة حتى تلك اللحظة. ما هي إلا لحظات و سأكون من بني الجان. ما هي إلا لحظات و سأكون خفياً. ما هي إلا لحظات و سأكون من نار وليس من طين. يدي ترجف ورجلي لا تكاد تقوى على حملي. أشعر كالرجل الذي يساق للمقصلة ... وكيف لا وأنا ذاهب برجلي لمقصلتي ... أنا خائف جداً
سوف أمسك قلمي بيدي اليمنى وأوراقي بيدي اليسرى و أتسلق الجدار إلى أعلى نقطة و أرمي نفسي من هناك. ربما وجد أحد تلك الوريقات فأرجو أن يقل لزوجتي وعيالي وداعاً و أنني أحبهم حباً جما. وأنني فعلت ما فعلته حتى أحميهم و كان هذا هو السبيل الوحيد بأن أُضحي بنفسي من أجلهم... الوداع
9
في صبيحة اليوم التالي نشر هذا الخبر في جريدة السلام في صفحة الحوادث
أقدم رجل في العقد الرابع من العمر على الإنتحار برمي نفسه من سطح العمارة التي يقطن بها في أحد أحياء ضواحي العاصمة. وقال شهود عيان أن الرجل رمى نفسه وهو ممسكاً بأوراق تطايرت في الهواء في كل مكان. وقالت مصادر من الشرطة أن تلك الأوراق كانت غير قابلة للقراءة كون مياه الأمطار أمس مسحت ماكان مكتوباً بها. ويعتقد المصدر أنه ربما كانت هي وصية الرجل التي يشرح فيها أسباب قيامه بالإنتحار.
وقام محرر الصفحة بالإتصال بزوجة المنتحر التي أفادت أن زوجها يعاني من إضطرابات عصبية وأنه يعالج منذ فترة من إكتئابات ويتعاطى العديد من الأدوية التي يمكن أن تكون لها أعراض جانبية حسب ما قاله الأطباء المعالجين. وقالت أنه كان يتصرف بصورة غريبة في الأيام الثلاث الماضية حيث كان يكتب بإستمرار ولا يرد عليها عندما تكلمه. وعندما حاولت أن تعرف ماذا يكتب بأن مسكت الأوراق والقلم تصرف بصورة عنيفة وقام بدفعها وطردها من المكتب الذي ظل حابساً نفسه فيه حتى أقدم على الإنتحار صباح أمس. ولا يزال التحقيق مستمراً
إنتهى الخبر