في ليلة ماطرة باردة من أحدي ليالي العاصمة البريطانية الشتوية جلست وحدي في غرفة المعيشة أفكر في حياتي. ربما كان منظر المطر وهو يهطل أمامي بشدة ليبلل ما تبقى من وريقات على شجرة التفاح المزروعة أمام ناظري في حديقة منزلي هو السبب. تلك الشجرة التي كانت قبل أيام ناظرة بورقها ممتلئة بالحياة والثمر أصبحت الآن مجرد أعواد متصلة ببعض. تكاد تحسبها ميتة وهي حية. ربما هي ذكرتني بحياتي
لم أجد شيئاً يستحق الذكر في حياتي. ربما هذا كلام يجافي الحقيقة. فالحقيقة يجب أن تقال أنني ناجح جداً في حياتي العملية. فأنا أعتبر من كبار مدراء الشركة التي أعمل بها وإدارتي تعتبر ناجحة بكل المقاييس وكل من يعمل معي يحترمني ويقدرني ويعمل لي ألف حساب. أما على النطاق الشخصي فلدي عائلة صغيرة مكونة من زوجة محبة وطفلين يملآن على حياتي سعادة. وفي نظر الأصدقاء والحساد على السواء محظوظ جداً. لكن السؤال هو لماذا رغم كل ذلك أحس أن هناك ما ينغص عيشي؟ ربما هو الزواج التقليدي هو من ألوم. هذا الزواج من إمرأة أعرفها حق المعرفة. بل كنت أحبها تماماً كما أحببت شقيقتي هالة. فلما تزوجتها شعرت وكأنني أعيش مع أحد أفراد أسرتي الكبيرة. الفرق الوحيد هنا هو نومي معها في سرير واحد دون أن يحتج الدين علينا. وياليته فعل فلربما أرتحت من كل هذا الألم الذي أحسه. ألا يعرف الآباء ماذا يصنعون بأبنائهم عندما يجبرونهم على الزواج من من أشخاص لا يكنون لهم حباً بالمعنى الزوجي بل كل ما هنالك حب أخوي! لماذا أدفع ثمن قرابة أسرية من حياتي فقط لتقوية روابط لا أعترف بها ولا أقرها. لماذا ألوم الجميع إلا والدي ونفسي
أو ربما مازلت أبحث عن تلك الفتاة التي لعبت بي كما تلعب الطفلة الصغيرة بدميتها. لعبت بي كيفما شاءت ورمتني كما ترمي حذاءها في نهاية اليوم ... على الأرض ... دون أن تفكر ولو ثانية في أحاسيسي
تعرفت عليها بصدفة غير مرتبة عندما سافرت إلى بلدي لأقضي بضع أيام مع والدتي العجوز. كنت ماشياً في أحد الأسواق الراقية فإستوقفتني تلك الإبتسامة العابرة من فتاة جميلة ساحرة مرت من جانبي. لم أكن مستوعباً ما يجري فلم أفهم ماذا يمكن أن يجعل فتاة في مقتبل عمرها وجمالها تفكر حتى بالنظر إلى رجل عادي مثلي وفوق ذلك تغمرني بإبتسامة ليست ذات عطف. لم أفهم كيف لمثلها أن يأخذ من وقته ليهدره على من هو على شاكلتي. فلست بالشاب الذي كنته ذات مرة منذ زمن ولى. ولست بالجذاب أو الساحر الذي ممكن أن يلفت نظر أحد عندما يدخل إلى قاعة مملوءة بالناس. بل لطالما تمنيت أن أكون هذا الشخص. ربما لمحت في عيني نظرة رجل كان. وربما لمحت بريق قد خبا منذ زمن ولى ولم يرجع. وربما، وتلك الأقرب للحقيقة التي لا أود أن أعترف بها، رأت شخصاً ضعيفاً أمامها. شخص يمكنها أن تحبه حتى تجد من تحبة بصدق لترميه للكلاب
أعترف أن جمالها أضعفني. تلك الإبتسامة المرسومة على شفاه حباها ألله بلون وردي لم تصنعه مصانع الجمال في باريس بل خلقه ليري الناس كمال خلقه وليثبت لمثلي لا يؤمن بشيئ أن هناك من هو قادر على صنع أي شيئ. كم وددت أن أرتوي من تلك الشفاه حتى قبل أن أخاطبها للمرة الأولى. ولعلها رأت كل هذا في عيني وقدرت في عقلها أن هذا هو ما كنت أبحث عنه. ربما أقول تلك الجملة لأعطي نفسي بعض السلوى في أنها هي من خطط لكل ما حصل لي دون أن يكون لي أي دور ... أنا الرجل
لعل ما حصل حصل بسرعة كبيرة منذ شاهدتها بتلك الإبتسامة إلى تبادلنا أرقام الهاتف هو ما أفقدني توازني في الحياة. حقا ودون مبالغة. فأصبحت حياتي تدور في فلكها وأصبحت لا أرى الدنيا إلا من خلال ناظريها. فجأة أصبحت أتحين الفرص لأسافر إلى بلدي لا لأرى والدتي فلم يعد ذلك همي على الرغم من أن هذا ما كنت أقوله لزوجتي. بل أصبحت هي وفقط هي من أريد أن أكون حوله كل يوم. بدأت أتحين الأوقات التي تشتد فيها ربكة إمتحانات الأولاد لأفاجأ زوجتي بنيتي السفر لأضمن عدم مرافقتها لي فلست على إستعداد أن أبدد أي لحظة في السفر في ترفيه زوجتي على حساب حبيبتي
كم من مرة ومرة سألتها عما تفعله في غيابي عندما لا أكون حولها في البلد. قالت أنها تنتظرني كل يوم لأتصل حتى ترتاح بسماع صوتي. كنت أقرأ الكذب في عينيها وهي تقول ما تقول وأراه صدقاً صدوقا لا تكذيب فيه. بل كنت أعطي لنفسي الحق في الشك بزوجتي وهي في الغربة وحيدة مع الأطفال وأفكر أفكار شيطانية فيما عساها تفعله وأنا بعيد عنها. أعترف الآن بسفالة تفكيري حينها
كنت أرى حياتي غير مكتملة إلا بها. كانت لي نور الصباح وعطر الربيع وضوء القمر وجمال النجوم وبراءة الطفولة. كانت هي الدم الذي يسري في عروقي. كانت هي لي أحففها بحنان ورقة. أحببتها بكل مشاعري كما لم أحب من قبل. ولم أكن قد أحببت من قبل أحد. حرصت أن أُعلمها كم أحببتها كل يوم حتى وأنا بعيد بآلاف الأميال. أرسلت لها وردة حمراء لترسم معنى الحب كل يوم سبت لتبدأ أسبوعاً جديداً. أرسلت لها وردة بيضاء كل أربعاء رمزاً للصفاء لتختتم الأسبوع. وما بين الحب والصفاء أرسلت لها وردة صفراء باقي الأيام لتعلم كم كنت أغار عليها من الهواء. كنت أصحو كل يوم قبل الفجر فقط لأرسل لها تحية الصباح على هاتفها لأكون أول شيئ تراه كل صباح
الغريب أنني لم أفعل أي شيئ من هذا القبيل لزوجتي. هل مازلت حاقداً على قرار أبي فعاقبتها بدلاً منه كوني لا أقدر على ذلك ولكن من السهل إنزال أشد العقوبة عليها
فاجأتني يوماً بخبر تقدم أحدهم لخطبتها. ولا أدري لماذا تفاجأت بمثل هذا الخبر. فلم أكن مستعداً للقدوم على مثل هذه الخطوة، ليس لأنني لا أحبها بل على العكس كنت على شفا أن أعبدها هي دون سواها بدون مبالغة، لكن كوني من عائلة ليست سليلة دماء زرقاء أو حتى حمراء بل ربما مثلي دمه شفاف لا لون له فجميع الألوان وزعت على عرب ذو قيمة وبقينا أنا ومن مثلي دون لون. أما عن السبب الآخر والأهم فهو فرق السن بيننا والذي يصل إلى عشرون سنة. وكي أزيد الطين بلة فأنا متزوج ولدي أطفال فمن يقبل بتزويجي أياها
بداية تسمرت على الهاتف فلم أعرف بماذا أرد. ثم بدون شعور وجدت دموعي تنسدل على خدي. بدأت أبكي كالطفل معها على الهاتف. ندبت قلة شجاعتي في عدم إتخاذ ذاك القرار بالتقدم لأهلها وليكن ما يكن. فقد يرون أنني أنسان له مكانته ويتغاضوا عن الأشياء الأخرى
سألتها عن موعد الزفاف وأعلمتني أن خطيبها يريد إنهاء كل شيئ بسرعة وأنه حدد نهاية الأسبوع المقبل لإتمام الزفاف. لم أصدق كيف كانت تتكلم عنه بأريحية و إعجاب وهي لم تعرفه إلا من أيام معدودات. بل لم تكن تنطق أسمه إلا وتسبقها بكلمة خطيبي.
عقدت العزم على رؤية ذلك المحظوظ الذي دمر حياتي دون أن يدري. فسافرت إلى بلدي وتوجهت في اليوم الموعود إلى الفندق الذي وصفته لي. لم يكن هناك أثر لزفاف. سألت موظفي الفندق فلم أجد جواباً لسؤالي. هاتفتها وأنا مرتبك فآخر ما كنت أريده هو أن أسبب لها مشكلة في يوم زفافها. أطلقت ضحكة مدوية وهي تعلمني أن الأمر لم يكن سوى مزحة فليس هناك زفاف ولا زوج بل كل ما هنالك أنها أرادت أن تعمل لي مقلباً فقط لا غير. ضحكت عليّ كثيراً. غضبت قليلاً قبل أن أبدأ بالضحك على نفسي. ربما لم أعرف هل أحزن على نفسي أم أفرح كونها مازالت لي ولم تصبح لغيري ... بعد
كلما مضى وقت أكثر لي معها زاد حبي لها أضعاف. وربما زاد خنوعي أضعاف مضاعفة. أصبحت كالخاتم في يدها. تطلب مني الحضور لأنها فقط إشتاقت لرؤيتي فألقي كل ما في يدي وأسافر في تلك الليلة لأكون أمامها في اليوم التالي إن لم يكن في نفس اليوم. أهملت بيتي وعيالي. أصبح عملي وبيتي يأتون في الدرجة العاشرة والحادية عشرة على التوالي بينما أحتلت هي المرتبة الأولى والثانية والثالثة دواليك حتى التاسعة. وأشك لو أنها طلبت أن تحتل المرتبة العاشرة أيضاً لوافقت على التو
كم كنت سعيداً عندما أخبرتني أنها ذاهبة للحج. لا أدري لماذا فرحت فلم أكن يوماً بالمتدين بل العكس تماماً. ربما فرحت لأنني فكرت بأنها سوف تغير من طريقة لبسها وتعاملها مع الشباب عندما تعود. وربما فكري أصبح بضحالة تفكير طفل في العاشرة من سنه. ما فكرت فيه لم يكن إلا هراءات ليست منطقية البته. أنا أعرف ذلك الآن لكني وقتها لم أعرف سوى حبها وكيف أحافظ عليه وعليها. كم تمنيت وقتها أن أكون معها. أن أكون محرمها لأحميها بجسدي من تدافع الحجيج. لأدعو الخالق في بيته أن ندوم لبعضنا البعض. لم يحدث ذلك. طلبت منها أن تدعو لي في عرفة أن نكون سوياً في العام القادم. كانت هناك إبتسامة على ثغرها لم تفارقها طوال الوقت وأنا أودعها ودمعي في عيني. عرفت لا حقاً ومتأخراً كثيراً سر تلك الإبتسامة من أحد صديقاتها اللاتي كن يغرن منها. أخبرتني تلك الغيورة أن حبيبتي لم تكن أصلاً في الحج. بل كانت في لبنان تقضي أمتع السهرات مع شلتها من الأولاد والبنات. غضبت حينها كما لم أغضب من قبل. كانت تلك القشة التي قصمت ظهري. لم أذكر العديد من المقالب والمواقف المهينة التي وضعتني فيها لتضحك علي. لم أذكر العديد من قصص الشباب الذين عرفتهم من ورائي وأعلمتني بها صديقتها الغيورة والتي لولاها لكنت أعمي حتى الآن
قررت أن أتركها لأنجو بنفسي من تدمير عائلتي بيدي. قررت أن أكتبها في قصة أو أهجيها بشعر لأروي مدى قسوتها علي. لم أعرف ماذا أو كيف أكتب فلم أمسك قلم في حياتي لمثل تلك الأمور. عن ماذا أكتب فأنا مذنب مثلها أن لم يكن أكثر في كل ما حصل. كلما مسكت القلم لم ترضى يدي أن أسطر سطراً يقدحها. مازلت أحبها رغم كل شيء. قررت أن أن أقرأ لأعرف ماذا أكتب. ذهبت لمكتبة الساقي في وسط العاصمة. أشتريت روايات القصيبي وواسيني وعلوان وتركي الحمد وكل من كتب ولو كلمة واحدة في الحب والغدر. أسميت نفسي زبون الأسبوع للقائم على المكتبة العراقي الذي لم يعلق بغير كلمة ... المحب يمكنك أن تراه من بين ألف ... قالها مع تنهيده أحسست بمرارة كبيرة فيها. ربما كان يحب أحداهن أيضاً
خرجت راكضاً لبيتي. قرأتهم كما لم أقرأ من قبل. لم أنجح للمرة الألف في كتابة شيئ. طلبت من أحد الصديقات أن تعيرني كتاباً يعينني كل ما أنا فيه. أرسلت لي ذاكرة الجسد لأحلام. شعرت وأنا أقرأ أن أحلام قد كتبت قصتي بيدها وقررت أن تحرف الشخصيات لتبعد عني الحرج. لا أدري لماذا رأيت نفسي في صورة خالد ذو اليد المبتورة والذي يعشق تلك الفتاة الصغيرة وهو يعلم أنها لن تكون له. لم أقدر أن أكمل الكتاب فالمقارنة أقرب من أن تكون صدفة. رميته من شباك السيارة وأنا ألعن الساعة التي بدأت بك يا أحلام. رميته فقط لأرجع أبحث عنه في ظلام الليل لأنني إكتشفت أنني لم أعرف ماذا يحدث لخالد في نهاية الأمر وربما أردت معرفة مصيري في عيون أحلام
جلست في أحد المقاهي العربية في لندن أحاول أن أكتب بعض السطور عنها. كنت الزبون الوحيد في تلك الساعة. سألتني صاحبة المقهي السيدة اللبنانية العجوز ... أنت خليجي ... أجبتها نعم ... وعرفت بعدها لماذا سألتني بعد أن أبدلت شريط وديع الصافي بآخر خليجي رغم حبي له لكنني لم أشأ أن أعاتبها وهي فعلت ما فعلت لترضيني. لم أكن أستمع لأي أغنية حولي. هكذا أنا أدخل في حيز ليتلاشى كل شيئ حولي ما عدا محيطي. رفعت رأسي وإذا بأغنية لعبدالله رويشد لا أعرفها لكن أستوقفني مقطع فيها يقول ... طفلة ولعبت فيني ... لم أستوعب ما سمعته ... حتى أنت يا عبدالله تعلم بأمري! ياليتكِ يا سيدتي قد أبقيت وديع فوديع وديع عليّ ... مزقت الورقة التي كتبتها فقد عرفت الآن أنه أنا من يجب أن أكتبه وليست هي
آخر مرة تحدثنا فيها كانت عندما هاتفتني بعد إنقطاع طويل لتعتذر عما بدر منها في حقي مرات ومرات ومرات. كنت قد أقسمت ،كما أقسمت من قبل كثيراً ثم أرجع عن قسمي من أجلها، إن هاتفتني ثانية لأغلق السماعة ولا أرد أو أستمع لها. وجدت نفسي فور أن سمعت صوتها أتحدث دون أي إعتبار لنفسي. كانت تعتذر وأنا أهدأ من روعها. كانت تعتذر وكنت أريد أن أكون أنا من يعتذر وربي فقد فعلت ذلك. عن ماذا إعتذرت لا أدري. كل ما أعرفه أنني إعتذرت لها. مشكلتي أن قلبي لم يكن يريد أن يراها ضعيفة هكذا. ولم يرق قلبي لنفسي التي ملت وهي تذل نفسها لها
قلت لها أعطيني رقم هاتفك لأكلمك لاحقاً. أحسست بصوتها يبتسم. سألتني كمن هو غير مصدق ما يسمعه إن كنت جاداً فيما أقوله. أجبتها أنني أحبها لو مهما حدث. أحسست بروحها وهي تخاطب روحي بقولها يا ذليل لكني لم أهتم أو أتراجع. قالت لي أنها سوف تعاود الإتصال ذلك المساء لنكمل حديثنا. كانت تعرف أنها لن تتصل مرة أخرى فقد أثبتت لنفسها أنها تقدر أن تلعب بي بإشارة من أصبع قدمها الصغير وأنني سوف ألقي بنفسي تحت قدميها متى شاءت
لم تتصل ثانية ... وظللت أنتظر ذلك الإتصال الذي لم يأتي حتى الآن
طفلة ولعبت فيني
لم أجد شيئاً يستحق الذكر في حياتي. ربما هذا كلام يجافي الحقيقة. فالحقيقة يجب أن تقال أنني ناجح جداً في حياتي العملية. فأنا أعتبر من كبار مدراء الشركة التي أعمل بها وإدارتي تعتبر ناجحة بكل المقاييس وكل من يعمل معي يحترمني ويقدرني ويعمل لي ألف حساب. أما على النطاق الشخصي فلدي عائلة صغيرة مكونة من زوجة محبة وطفلين يملآن على حياتي سعادة. وفي نظر الأصدقاء والحساد على السواء محظوظ جداً. لكن السؤال هو لماذا رغم كل ذلك أحس أن هناك ما ينغص عيشي؟ ربما هو الزواج التقليدي هو من ألوم. هذا الزواج من إمرأة أعرفها حق المعرفة. بل كنت أحبها تماماً كما أحببت شقيقتي هالة. فلما تزوجتها شعرت وكأنني أعيش مع أحد أفراد أسرتي الكبيرة. الفرق الوحيد هنا هو نومي معها في سرير واحد دون أن يحتج الدين علينا. وياليته فعل فلربما أرتحت من كل هذا الألم الذي أحسه. ألا يعرف الآباء ماذا يصنعون بأبنائهم عندما يجبرونهم على الزواج من من أشخاص لا يكنون لهم حباً بالمعنى الزوجي بل كل ما هنالك حب أخوي! لماذا أدفع ثمن قرابة أسرية من حياتي فقط لتقوية روابط لا أعترف بها ولا أقرها. لماذا ألوم الجميع إلا والدي ونفسي
أو ربما مازلت أبحث عن تلك الفتاة التي لعبت بي كما تلعب الطفلة الصغيرة بدميتها. لعبت بي كيفما شاءت ورمتني كما ترمي حذاءها في نهاية اليوم ... على الأرض ... دون أن تفكر ولو ثانية في أحاسيسي
تعرفت عليها بصدفة غير مرتبة عندما سافرت إلى بلدي لأقضي بضع أيام مع والدتي العجوز. كنت ماشياً في أحد الأسواق الراقية فإستوقفتني تلك الإبتسامة العابرة من فتاة جميلة ساحرة مرت من جانبي. لم أكن مستوعباً ما يجري فلم أفهم ماذا يمكن أن يجعل فتاة في مقتبل عمرها وجمالها تفكر حتى بالنظر إلى رجل عادي مثلي وفوق ذلك تغمرني بإبتسامة ليست ذات عطف. لم أفهم كيف لمثلها أن يأخذ من وقته ليهدره على من هو على شاكلتي. فلست بالشاب الذي كنته ذات مرة منذ زمن ولى. ولست بالجذاب أو الساحر الذي ممكن أن يلفت نظر أحد عندما يدخل إلى قاعة مملوءة بالناس. بل لطالما تمنيت أن أكون هذا الشخص. ربما لمحت في عيني نظرة رجل كان. وربما لمحت بريق قد خبا منذ زمن ولى ولم يرجع. وربما، وتلك الأقرب للحقيقة التي لا أود أن أعترف بها، رأت شخصاً ضعيفاً أمامها. شخص يمكنها أن تحبه حتى تجد من تحبة بصدق لترميه للكلاب
أعترف أن جمالها أضعفني. تلك الإبتسامة المرسومة على شفاه حباها ألله بلون وردي لم تصنعه مصانع الجمال في باريس بل خلقه ليري الناس كمال خلقه وليثبت لمثلي لا يؤمن بشيئ أن هناك من هو قادر على صنع أي شيئ. كم وددت أن أرتوي من تلك الشفاه حتى قبل أن أخاطبها للمرة الأولى. ولعلها رأت كل هذا في عيني وقدرت في عقلها أن هذا هو ما كنت أبحث عنه. ربما أقول تلك الجملة لأعطي نفسي بعض السلوى في أنها هي من خطط لكل ما حصل لي دون أن يكون لي أي دور ... أنا الرجل
لعل ما حصل حصل بسرعة كبيرة منذ شاهدتها بتلك الإبتسامة إلى تبادلنا أرقام الهاتف هو ما أفقدني توازني في الحياة. حقا ودون مبالغة. فأصبحت حياتي تدور في فلكها وأصبحت لا أرى الدنيا إلا من خلال ناظريها. فجأة أصبحت أتحين الفرص لأسافر إلى بلدي لا لأرى والدتي فلم يعد ذلك همي على الرغم من أن هذا ما كنت أقوله لزوجتي. بل أصبحت هي وفقط هي من أريد أن أكون حوله كل يوم. بدأت أتحين الأوقات التي تشتد فيها ربكة إمتحانات الأولاد لأفاجأ زوجتي بنيتي السفر لأضمن عدم مرافقتها لي فلست على إستعداد أن أبدد أي لحظة في السفر في ترفيه زوجتي على حساب حبيبتي
كم من مرة ومرة سألتها عما تفعله في غيابي عندما لا أكون حولها في البلد. قالت أنها تنتظرني كل يوم لأتصل حتى ترتاح بسماع صوتي. كنت أقرأ الكذب في عينيها وهي تقول ما تقول وأراه صدقاً صدوقا لا تكذيب فيه. بل كنت أعطي لنفسي الحق في الشك بزوجتي وهي في الغربة وحيدة مع الأطفال وأفكر أفكار شيطانية فيما عساها تفعله وأنا بعيد عنها. أعترف الآن بسفالة تفكيري حينها
كنت أرى حياتي غير مكتملة إلا بها. كانت لي نور الصباح وعطر الربيع وضوء القمر وجمال النجوم وبراءة الطفولة. كانت هي الدم الذي يسري في عروقي. كانت هي لي أحففها بحنان ورقة. أحببتها بكل مشاعري كما لم أحب من قبل. ولم أكن قد أحببت من قبل أحد. حرصت أن أُعلمها كم أحببتها كل يوم حتى وأنا بعيد بآلاف الأميال. أرسلت لها وردة حمراء لترسم معنى الحب كل يوم سبت لتبدأ أسبوعاً جديداً. أرسلت لها وردة بيضاء كل أربعاء رمزاً للصفاء لتختتم الأسبوع. وما بين الحب والصفاء أرسلت لها وردة صفراء باقي الأيام لتعلم كم كنت أغار عليها من الهواء. كنت أصحو كل يوم قبل الفجر فقط لأرسل لها تحية الصباح على هاتفها لأكون أول شيئ تراه كل صباح
الغريب أنني لم أفعل أي شيئ من هذا القبيل لزوجتي. هل مازلت حاقداً على قرار أبي فعاقبتها بدلاً منه كوني لا أقدر على ذلك ولكن من السهل إنزال أشد العقوبة عليها
فاجأتني يوماً بخبر تقدم أحدهم لخطبتها. ولا أدري لماذا تفاجأت بمثل هذا الخبر. فلم أكن مستعداً للقدوم على مثل هذه الخطوة، ليس لأنني لا أحبها بل على العكس كنت على شفا أن أعبدها هي دون سواها بدون مبالغة، لكن كوني من عائلة ليست سليلة دماء زرقاء أو حتى حمراء بل ربما مثلي دمه شفاف لا لون له فجميع الألوان وزعت على عرب ذو قيمة وبقينا أنا ومن مثلي دون لون. أما عن السبب الآخر والأهم فهو فرق السن بيننا والذي يصل إلى عشرون سنة. وكي أزيد الطين بلة فأنا متزوج ولدي أطفال فمن يقبل بتزويجي أياها
بداية تسمرت على الهاتف فلم أعرف بماذا أرد. ثم بدون شعور وجدت دموعي تنسدل على خدي. بدأت أبكي كالطفل معها على الهاتف. ندبت قلة شجاعتي في عدم إتخاذ ذاك القرار بالتقدم لأهلها وليكن ما يكن. فقد يرون أنني أنسان له مكانته ويتغاضوا عن الأشياء الأخرى
سألتها عن موعد الزفاف وأعلمتني أن خطيبها يريد إنهاء كل شيئ بسرعة وأنه حدد نهاية الأسبوع المقبل لإتمام الزفاف. لم أصدق كيف كانت تتكلم عنه بأريحية و إعجاب وهي لم تعرفه إلا من أيام معدودات. بل لم تكن تنطق أسمه إلا وتسبقها بكلمة خطيبي.
عقدت العزم على رؤية ذلك المحظوظ الذي دمر حياتي دون أن يدري. فسافرت إلى بلدي وتوجهت في اليوم الموعود إلى الفندق الذي وصفته لي. لم يكن هناك أثر لزفاف. سألت موظفي الفندق فلم أجد جواباً لسؤالي. هاتفتها وأنا مرتبك فآخر ما كنت أريده هو أن أسبب لها مشكلة في يوم زفافها. أطلقت ضحكة مدوية وهي تعلمني أن الأمر لم يكن سوى مزحة فليس هناك زفاف ولا زوج بل كل ما هنالك أنها أرادت أن تعمل لي مقلباً فقط لا غير. ضحكت عليّ كثيراً. غضبت قليلاً قبل أن أبدأ بالضحك على نفسي. ربما لم أعرف هل أحزن على نفسي أم أفرح كونها مازالت لي ولم تصبح لغيري ... بعد
كلما مضى وقت أكثر لي معها زاد حبي لها أضعاف. وربما زاد خنوعي أضعاف مضاعفة. أصبحت كالخاتم في يدها. تطلب مني الحضور لأنها فقط إشتاقت لرؤيتي فألقي كل ما في يدي وأسافر في تلك الليلة لأكون أمامها في اليوم التالي إن لم يكن في نفس اليوم. أهملت بيتي وعيالي. أصبح عملي وبيتي يأتون في الدرجة العاشرة والحادية عشرة على التوالي بينما أحتلت هي المرتبة الأولى والثانية والثالثة دواليك حتى التاسعة. وأشك لو أنها طلبت أن تحتل المرتبة العاشرة أيضاً لوافقت على التو
كم كنت سعيداً عندما أخبرتني أنها ذاهبة للحج. لا أدري لماذا فرحت فلم أكن يوماً بالمتدين بل العكس تماماً. ربما فرحت لأنني فكرت بأنها سوف تغير من طريقة لبسها وتعاملها مع الشباب عندما تعود. وربما فكري أصبح بضحالة تفكير طفل في العاشرة من سنه. ما فكرت فيه لم يكن إلا هراءات ليست منطقية البته. أنا أعرف ذلك الآن لكني وقتها لم أعرف سوى حبها وكيف أحافظ عليه وعليها. كم تمنيت وقتها أن أكون معها. أن أكون محرمها لأحميها بجسدي من تدافع الحجيج. لأدعو الخالق في بيته أن ندوم لبعضنا البعض. لم يحدث ذلك. طلبت منها أن تدعو لي في عرفة أن نكون سوياً في العام القادم. كانت هناك إبتسامة على ثغرها لم تفارقها طوال الوقت وأنا أودعها ودمعي في عيني. عرفت لا حقاً ومتأخراً كثيراً سر تلك الإبتسامة من أحد صديقاتها اللاتي كن يغرن منها. أخبرتني تلك الغيورة أن حبيبتي لم تكن أصلاً في الحج. بل كانت في لبنان تقضي أمتع السهرات مع شلتها من الأولاد والبنات. غضبت حينها كما لم أغضب من قبل. كانت تلك القشة التي قصمت ظهري. لم أذكر العديد من المقالب والمواقف المهينة التي وضعتني فيها لتضحك علي. لم أذكر العديد من قصص الشباب الذين عرفتهم من ورائي وأعلمتني بها صديقتها الغيورة والتي لولاها لكنت أعمي حتى الآن
قررت أن أتركها لأنجو بنفسي من تدمير عائلتي بيدي. قررت أن أكتبها في قصة أو أهجيها بشعر لأروي مدى قسوتها علي. لم أعرف ماذا أو كيف أكتب فلم أمسك قلم في حياتي لمثل تلك الأمور. عن ماذا أكتب فأنا مذنب مثلها أن لم يكن أكثر في كل ما حصل. كلما مسكت القلم لم ترضى يدي أن أسطر سطراً يقدحها. مازلت أحبها رغم كل شيء. قررت أن أن أقرأ لأعرف ماذا أكتب. ذهبت لمكتبة الساقي في وسط العاصمة. أشتريت روايات القصيبي وواسيني وعلوان وتركي الحمد وكل من كتب ولو كلمة واحدة في الحب والغدر. أسميت نفسي زبون الأسبوع للقائم على المكتبة العراقي الذي لم يعلق بغير كلمة ... المحب يمكنك أن تراه من بين ألف ... قالها مع تنهيده أحسست بمرارة كبيرة فيها. ربما كان يحب أحداهن أيضاً
خرجت راكضاً لبيتي. قرأتهم كما لم أقرأ من قبل. لم أنجح للمرة الألف في كتابة شيئ. طلبت من أحد الصديقات أن تعيرني كتاباً يعينني كل ما أنا فيه. أرسلت لي ذاكرة الجسد لأحلام. شعرت وأنا أقرأ أن أحلام قد كتبت قصتي بيدها وقررت أن تحرف الشخصيات لتبعد عني الحرج. لا أدري لماذا رأيت نفسي في صورة خالد ذو اليد المبتورة والذي يعشق تلك الفتاة الصغيرة وهو يعلم أنها لن تكون له. لم أقدر أن أكمل الكتاب فالمقارنة أقرب من أن تكون صدفة. رميته من شباك السيارة وأنا ألعن الساعة التي بدأت بك يا أحلام. رميته فقط لأرجع أبحث عنه في ظلام الليل لأنني إكتشفت أنني لم أعرف ماذا يحدث لخالد في نهاية الأمر وربما أردت معرفة مصيري في عيون أحلام
جلست في أحد المقاهي العربية في لندن أحاول أن أكتب بعض السطور عنها. كنت الزبون الوحيد في تلك الساعة. سألتني صاحبة المقهي السيدة اللبنانية العجوز ... أنت خليجي ... أجبتها نعم ... وعرفت بعدها لماذا سألتني بعد أن أبدلت شريط وديع الصافي بآخر خليجي رغم حبي له لكنني لم أشأ أن أعاتبها وهي فعلت ما فعلت لترضيني. لم أكن أستمع لأي أغنية حولي. هكذا أنا أدخل في حيز ليتلاشى كل شيئ حولي ما عدا محيطي. رفعت رأسي وإذا بأغنية لعبدالله رويشد لا أعرفها لكن أستوقفني مقطع فيها يقول ... طفلة ولعبت فيني ... لم أستوعب ما سمعته ... حتى أنت يا عبدالله تعلم بأمري! ياليتكِ يا سيدتي قد أبقيت وديع فوديع وديع عليّ ... مزقت الورقة التي كتبتها فقد عرفت الآن أنه أنا من يجب أن أكتبه وليست هي
آخر مرة تحدثنا فيها كانت عندما هاتفتني بعد إنقطاع طويل لتعتذر عما بدر منها في حقي مرات ومرات ومرات. كنت قد أقسمت ،كما أقسمت من قبل كثيراً ثم أرجع عن قسمي من أجلها، إن هاتفتني ثانية لأغلق السماعة ولا أرد أو أستمع لها. وجدت نفسي فور أن سمعت صوتها أتحدث دون أي إعتبار لنفسي. كانت تعتذر وأنا أهدأ من روعها. كانت تعتذر وكنت أريد أن أكون أنا من يعتذر وربي فقد فعلت ذلك. عن ماذا إعتذرت لا أدري. كل ما أعرفه أنني إعتذرت لها. مشكلتي أن قلبي لم يكن يريد أن يراها ضعيفة هكذا. ولم يرق قلبي لنفسي التي ملت وهي تذل نفسها لها
قلت لها أعطيني رقم هاتفك لأكلمك لاحقاً. أحسست بصوتها يبتسم. سألتني كمن هو غير مصدق ما يسمعه إن كنت جاداً فيما أقوله. أجبتها أنني أحبها لو مهما حدث. أحسست بروحها وهي تخاطب روحي بقولها يا ذليل لكني لم أهتم أو أتراجع. قالت لي أنها سوف تعاود الإتصال ذلك المساء لنكمل حديثنا. كانت تعرف أنها لن تتصل مرة أخرى فقد أثبتت لنفسها أنها تقدر أن تلعب بي بإشارة من أصبع قدمها الصغير وأنني سوف ألقي بنفسي تحت قدميها متى شاءت
لم تتصل ثانية ... وظللت أنتظر ذلك الإتصال الذي لم يأتي حتى الآن
طفلة ولعبت فيني
هناك ٥٦ تعليقًا:
يااااااااااااااااااااااااااااااه
ذلك الحب الذي يخطفنا من انفسنا
دون ان نشعر
يجعلنا دمي في ايدي من نحب
نمشي وراهم لا نعرف الى اين
طريق لا آخر له
وكل لحظة ينمو الحب كشجره
وتزداد الاشجار المثمرة
بالنسبة لي يكفي انني عشت اللحظة يوما
وادركت الشعور غيري لم يحصل له الشرف حتي الآن
كل ما اتمناه ان اتوه مرة اخرى في متاهات
حب آخر لكن الآخر هذا يستحق العطاء هذه المره
اشكر لك الصدق الذي غلفت به
روايتك كم متعب هذا الشعور
دمت بحب
تحياتي
مزيج حلو
من الرومانسية والواقعية والعبثية
رومانسية الرجل وواقعية تلك الطفلة
وعبثية الموقف
وعلى قولة غوار الطوشى
يضرب الحب شو بيذل
عموما يا استاذي
جهد مميز
ولكن
أتمنى أن تجد قواعد اللغة العربية
مكانها بين ما تكتب
اضافة الى التركيز على بعض الاخطاء النحوية والاملائية
لان ما تكتبه جميل ورائع بل وممتاز مع مرتبة الشرف
وهذا ينقصه الدعم اللغوي
ودمت مطمئنا
newme
سيدتي
قصتك تلهمني بعض التفاصيل هنا وهناك
أكتبها بغير إستئذان منك
أدري أني أمون ... صح
أتمنى لك النهاية السعيدة
وقبل كل ذلك حسن الأختيار
ودمتي بخير
sologa-bologa
سيدي
تلك الجملة الخالدة من غوار كانت في بالي وأنا أكتب السطور
أنا أتفق معك في وجود قصور باللغة عندي
لعل وجودي في الغرب لأغلب عمري وحتى الآن له علاقة قوية في ذلك
ما الحل؟
أنا قارئ نهم للقصص العربية
ربما تعلمت منها القليل
شكراً للإطراء والنصيحة
ودمت بخير
حبيبي
ترجع بالسلامة ولتطمئن نفسك بلقاء الاحبة والوطن
ارجو انك ما تزعل مني لاني احب اكون صريح
وفي نقطة نسيت لا اضيفها على التعليق
وهي
ان المجتمع اقوى من كل شيء
اقوى من الحب واقوى من الدين نفسه
لان العادات والقيم الاجتماعية اقوى من الدين نفسه
ودمت صديقا
بالديسار
قصة جميلة رائعة احببت وجود عناصر اعرفها كاحلام و وواسيني الاعرج و تركي الحمد و غازي القصيب
و اغنية عبدالله رويشد,,,و كذلك عناصر تشبهني كالطفلة النزقة
!
دمت رائع
sologa-bologa
عزيزي
ما من زعل وما نستغني عن ملاحظات الطيبين
مثلك وشرواك
9ahba'a
سيدتي
يا نزقة
:)
دمتي بخير
قصتي!
تلهمك؟
جميل ولكن كيف؟
لا أجدني بين أوراقك!
لا يكون انا الجنية؟!
وأكيد تمون
يحصل لي الشرف ان
تكون تلهم قصتي كاتب بفكرك
اشكر امنياتك الصادقة
دمت بحب
تحياتي
مكتبتي!!
و العراقي مسئول المكتبة صديقي !!
..
هناك على الدرجات الخشبيه
و في دفء اركانها
حدثت اجمل حكاياتي لى الاطلاق..
هناك ..حيث
الكتب الزاحفة من الارفف لتحتل الممرات فتتعثر بها اقدامنا..
..
الله بالديسار
فتحت ادراجي
وشممت رائحة الخريف في لندن
..
افهم نزقها و غرورها حين تعلم ان هناك من يحبها
لكنه لا يكفي
لا يكفي هذا الحب
تحتاج صوت جديد..عين جديده و قلب جديد يؤكد لها انها الاجمل و العذب و الاروع
حتى يصبح تجميع القلوب حولها
كالادمان
..
تغيب و تعود فقط لتتأكد ان كل شئ كما هو
ماتزال انت كما انت..
..
وقلبك لا يزال ملكها..
عندها تطمئن..
..
اودعك سرا اخي بالديسار
لو قسى قلب صاحبك
او ابتعد
وادركت هي انها لم تعد بداخله
صدقني عندها هي من سيجن
..
هي مدمنه حب
وهو ادمنها
وانا ادمنت كتاباتك
على قولة صهباء
وانها لسكرة .....حتى النصر
عذرا على الاخطاء الاملائيه
:)
وعذرا على الاطاله
..
دمت بخير
كانت تعتذر وكنت أريد أن أكون أنا من يعتذر وربي فقد فعلت ذلك. عن ماذا إعتذرت لا أدري. كل ما أعرفه أنني إعتذرت لها. مشكلتي أن قلبي لم يكن يريد أن يراها ضعيفة هكذا
---------------
هذا المحب الحقيقي وشعور عرفته وعايشته وكلامك صوره لي بمنتهى الشفافيه
كنت اعتقد ان محد يحس بهالامور او انها حالة خاصة بس الظاهر مشاعر التعبير عن الحب مشتركة بين بني البشر
فنـــــــان
سلووقا
من زود ما النص الجميل ماانتبهت للاخطاء مع اني دقيقة بهالامور لوول شيشتني برد اقراه
بالديسار..
حينما قرأت لا اعرف لماذا تذكرت الحميمية لحنيف قرشي.. لكنها في النهاية ترك زوجته وترك طفلية.. ومضى مع تلك الطفلة..
في حين ان طفلتك لعبتك بك كما قلت انت..
أحب تلك النوعية من الكتابة الداخلية.. انها تعبر عن مكامن مشاعرك.. انها ترقى بك إلى الأعلى.. أنني أكاد اشعر بضجر الزوج.. وألمه.. وتعاسته الداخلية
دمت لي
قبل ان انتهي منك.. هل قرأت حنيف قرشي.. اقرأه لربما تجد وجعاً آخر يشاركك نصف حياتك..
سارة مطر
sarahjassi82.jeeran.com
هكذا أنا أدخل في حيز ليتلاشى كل شيئ حولي ما عدا محيطي
كلماتك أعلاه تلخص مشكلة بطل القصة، بل تلخص حالة انسانية شاخصة فينا جميعا، نقطة ضعفنا الرئيسية
نحن دائماً نعتقد أننا محور الكون، فيصغر الكون ويصبح كل بشري منا مركزه ونواته
أرثي لبطلك يا بالديسار، فزوجه لا تعلم لذا لا تتألم، وفتاته تستمتع بلعبتها الطيعة، ووالده قد حقق غرضه بتزويج ابنه بمن يريد، هو وحده، بالرغم من خيانته، من يعاني، هو وحده من يعلم حق العلم بضعفه وقلة حيلته، وانقياده المهين
مسكين هذا الرجل
رائع يا بالديسار، سردك يأسر القلب
كل عام وأنت بخير
سيدي العزيز بالدسيار
كل الاجلال والتقدير لقلمك الراقي واسلوبك السلس
أوتار الصور التمثيلية والمونولوج المتذمر يسيل لعاب العطاشى منا فاستمر في عزب تلك الأحان الجميلة
تحياتي
newme
سيدتي عندما أقرأ ما تسطرين
لا بد لعقلي أن يتأثر
وخيالي ينبع من نفس المكان
وبعدين ما لقيتي الا الجنية عاد
لا تخافين الصورة في البال بعيدة تماماً عنها
دمتي بخير
عذبة
سيدتي
ربما تواجهنا على تلك الدرجات الخشبية أو بين آلاف الكتب المبعثرة دون أن ندري
أحب هذا المكان
وأضحك كل مرة أخرج منها عن عدم تعب العراقي من محاولة بيعي كتب سياسية ممنوعة في الدول العربية
وكل مرة أقول له نفس الكلام ... لا أقرأ السياسية لأنهم كلهم خونة فيبتسم
يبدو أنه يريد أن يسمع جملتي كل مره
تحليلك للقصة جميل جداً
وقلتي ما وددت أن أقوله بطريقتك
أتمنى أن أكون على قدر ثقتك في ادمانك
ودمتي بخير
soulvoice
سيدتي
المحب الحقيقي أصبح عملة نادرة في نظري
والدليل أننا مازلنا نرجع لكتب التراث التي حكت عنهم
ولا ندري إن كانت هي أيضاً حقيقية
أو من وحي خيال كاتب عاش في تلك العصور وأضحت كتاباته واقع
وما عليك من سلوقا ترى قاعد يبث إشاعات مغرضة
:)
ودمتي بخير
سارة مطر
أميرة القبيلة
سيدتي
أحاول التنويع في طريقة السرد حتى لا أضع نفسي في اطار واحد
لكني أرتاح لهذا النوع لما فيه من مساحة لوصف المشاعر الداخلية بدقة
لم أقرأ الحميمية بعد
لكن بعد وصفك سوف أشتريها في أقرب فرصة
شكراً لوجودك ولتعريفي برواية جديدة
ودمتي بخير
white wings
سيدتي
كالعادة تعرفين أين الوتر
:)
أتفق معك في أنانية الرجل
لكنها مثلما أسلفتي صفة انسانية
يدعي معظمنا عدم وجودها فيه
بطريقة الزين عندنا والشين حوالينا
لكن من موضع المرأة
أيهما أفضل أن تعرفي بعلاقة فاشلة لزوجك أم عدم المعرفة؟
وكل عام و أنت بخير
ودمتي بخير
kitty
سيدتي
سوف أنتظر عودتك
وعساك من عواده
وتقبل ألله طاعتك
ودمتي بخير
رحاّل
سيدي
يشرفني مرورك الأول واطرائك
ودمت بخير
سارة مطر
سيدتي
عودتك وتعليقك مرة ثانية يعني الكثير لي
أما بالنسبة للقصيبي فلست من عشاقه عندما يكتب الروايات بل أميل نحو شعره أكثر وذكرته كوني فعلاً قد اشتريت احدى رواياته من مكتبة الساقي كما فعل بطل القصة
طبعاً لابد من وجود العديد من الإسقاطات الشخصية في أحداث القصة
لكن المشكلة ربما أنه لا أحد يمكن أن يعترف انه الرجل الملعوب فيه أو البنت التي تتسلى بالمحبين
ربما حكيت لك يوماً ما أين أقع في أحداث تلك القصة
اما الخط فقد عجزت ولا حل لدي سوي أن تشترون جميعكم شاشات كبيرة
:)
ودمتي بخير
ان كان لزوجي علاقة فاشلة، فأتمنى أن أعلم بها....لأشمت به
هل أنا شريرة ومن غير صنف البشر؟
:)
أيامك سعيدة مديدة
white wings
جنية شريرة وبشعر منكوش بعد
:)
الشماتة مو حلوة
بس الخيانة أبشع بعد
خلاص مو جنية شريرة
الله يبعدكم عن هالأمور
مدونة جميلة وكتابات رائعة
عيدك مبارك
تحياتي
bo_sale7
عيدك مبارك
وشكراً لمرورك السخي
ودمت بخير
لم يسعفني الوقت لأقرأ
حتما سأعود قريبا بعد أن أحاصر الوقت
فقط أردت أن أقول
كل عام وانت بخير
عساك من عواده
صباح السكّر
جعلتني أغرق هنا كثيرًا
ذكرتني بـ سقف الكفاية
أتعجب من البنات! جدًا! وكأنني لست منهم:D
هل كان الخطأ من الطفلة.. أم من الرجل لأنه جعل من نفسه لعبة!
مدونة جميلة. .سأكون من مرتاديها بكل تأكيد:)
كن بـ خير
tweety
سيدتي مباركة أيامك جميعها أعياد كانت أو غيرها
وجود "الكتكوت" ضمن التعليقات يبعث في نفسي البهجة
ودمتي بخير
د. سارة
سيدتي
مرورك هنا أسعد صباحي الذي أصبح سُكري بتصبيحتك
هل هي حقاً طفلة ... متى نضع الخط الفاصل بيت تصرفات طفولة و نضوج
والرجل ... متى يعقل الرجال ... وكأنني لست منهم
:)
ودمتي بخير
نحّاس ... وصاحبه
عزيزي
ربما أكون أشد تفائلاً من صاحبك حين أقول ليست الأمور بذلك السوء
على الأقل أتمنى ذلك
تحياتي لك ولصاحبك
لكَ وعدٌ بالقراءة هُنا
حتى انتهي من تحت الصمــت
أليس من الممكن أن يكون هو من لعب بها !؟
فهو الأكبر والأكثر نضجا واستقرارا لديه زوجة وأسرة ووظيفة ومع كل هذا يريد من طفلته حبا عادلا !
..برغم تعاطفي معه الا انني لا أعفيه من مسئولية ماحدث بل أشم به رائحة الانانية , لا عليك فأنا أتفلسف دائما
أتفق مع نحاس وصاحبه ..تلك الفقرة كانت روعة
القصة جميلة وأسلوبك أجمل
لوحات
سيدتي
وعد الحر دين
زرت مدونتك على عجالة
أعجبني أسلوبك
أوعدك بزيارة متروية قريباً
ودمتي بخير
tweety
سيدتي
بالنسبة لأنانية الرجل في هذه القصة
لا أقدر أن أصدر هذا الحكم
لكن لديك وجهة نظر فيها الكثير من الملاءة
لكن هل الحب له علاقة بالنضوج؟
معظم تصرفات البشر يمكن إرجاع القرار فيها إلى النضوج من عدمه
لكن عندما نصل إلى الحب ... من منا لم يتخذ قرار بعشق شخص
لو استخدم عقله لما قرر أن يسلك نفس الطريق
شكراً لعودتك وتعليقك
ودمتي بخير
Now I know was my dad used to say; el7ob bilkabar iy3awir :D, that’s because it is qair shikil, loved it Baldi, and loved your descriptions, I had to read it several times to be able to grasp the psychology of each personality, and like tweety; I see them both guilty, and see that each draws his own excuse for an escape from reality, both are irresponsible.
kil 3am wi inta bekhair wi ibda3 dear
بالدي
لااطول علينا لو سمحت
اللي بانتظار اللي بعدوو على احر من الجمر :))
تصحيح
اللي = .....
واقع وقع ؟
ام مُخيلة لا ترضى بأقل من الواقعيه
فضولي لا ينتظر إجابات :)..
يكسر الخاطر
هذا شعوري عندما وضعت نفسي
في مكانها
وأحسست بمدى غبائه
عندما بكى
هذا الرومانسي المسكين
وعلمه بتلاعبها به
كالدمى.. لا يغفره ذنب الرومانسية
:/
ayya
سيدتي
والدك على حق ... أرجو أن لا أقع في الحب على كبر فهو لا يرحم
هل قرأتي تعليق عذبة؟ لقد نظرت للفتاة بأنها مذنبة وتريد إشباع غرورها فقط
تويتي ترى أنه هو الوحيد المذنب كونه ناضج بينما وايت ونجز ترثى لحاله
وانتي تلومين الطرفين
جميل هذا التعدد في الآراء
ربما لا شعورياً أجد نفسي منحازاً للرجل هذه المرة بعكس موقفي في قصة الثور عندما وجدت الرجل مذنب فوق العادة
كالعادة مرورك جميل ... كم أنا محظوظ لوجودك هنا
ودمتي بخير
Happy Halloween
soulvoice
سيدتي
مشكلتي الكسل
نون النساء
سيدتي
للتو تركت لك تعليق في مدونتك ... يبدو أن القلوب عند بعضها
ربما هو واقع عشته
وربما عاشه أحد حولي
وربما خيال جمح هنا وهناك
البعض يقول دموع العاشقين تروي أزهار الدنيا فتعطيها الروح ولولا تلك الدموع لما كانت بذاك الجمال
ودمتي بخير
بالديسار
ابطيت
ما القصة سيدي، أين البوست الجديد؟
قصص من هذا النوع تطبق علي نهاياتها
بالصمت و كثير من التأمل و العبر
الحب لا يلتقي
و الجحود
و الكذب
و الخداع
و اعتقد يا بالديسار و في هذه الحياة
يجب أن يكون أمرنا دائما بين أمرين أو أكثر
و في حالة بطل القصة المهزوم
بين القلب و العقل
:
قصة رائعة و بقلم رائع
وفقت
white wings
سيدتي
أوعدك بشيء جديد حالما أنتهي من سفري وأعود الى مكتبي وأوراقي
طائر
سيدي
ذروة الحب عندما تفقد عقلك لمن تحب
وعندما تفقد هذا فكيف يفترض أن تزن الأمور
مرورك أسعدني
ودمت بخير
Baldi
I feel sorry for the man in this fiction, but I also do not release him from his responsibilities. I don’t blame him for falling in love, I think this is sometimes inevitable, but being older also means being wiser in dealing with matters, there should be some respect to his older age not to let a young girl play him the way she did. I believe the way one handled himself is the main issue here, if he had kept that respect and refused to be a ring in her finger, she would have valued him more even if there were a gap in age. At the end; what we get is all a matter of how we deal with things.
سيدي .. قصة جميلة خرجت بها عن قالب قصصك السابقة
هل أجمل من حب كهذا .... تعيشه ببلاهة ... يضحك عليك كل من حولك .. أما أنت فضائع في دنيا العشق .. لا تأبه بكل ما يتردد حولك من ملامة .. بل أنت حتى لا تدركه...
رائع كالعادة يا الديسار
بعدين يا جماعة ليش حاطين على البطل ... هذا الحديث يبرأه
حدثنا إسحق بن إبراهيم وعبد بن حميد واللفظ لإسحق قالا أخبرنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العينين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه
قال عبد في روايته ابن طاوس عن أبيه سمعت ابن عباس
... وكاسك
ayya
سيدتي
أتفق معك فيما تقولين، لكني في نهاية الأمر لا أرى أي شخص يقرأ النهايات في البدايات
wahan
سيدتي
لم أكن ادري أن لي قوالب ... فقط مقالب
:)
الحب ببلاهة ... هذا أجمل ما يمكن وصف حب كهذا
العديد منا عاشه أو مازال به يعيش دون أن يدري
حضورك ينعشني كل مرة
ودمتي بخير
كاسك
أصبحت وكتب الحديث لا تفترقان أيها الصديق
هل لاحظت الهجوم المكثف على الرجل هنا
ليس له من نصير
حضورك أسعد الرجال
ودمت بخير
نعم مقالب ......!!!!! مزارع النعام وأقسام الإختلاس .....رغم ذاك تظل الأجمل
فعلا الحب أعمى ... وهذا اللي دايما أقوله لو الشخص فعلا حب كان يتنازل ويطوف اشياء وايد ..
يعطيك العافية :)
tasty
سيدتي
وما الذي يدمي قلوبنا
غير تلك الكلمة
الحب أعمي
آه لو تدرين
من يتنازل مرة
يتنازل عن أشياء كثيرة
وأصعبها أولها
مرورك جميل مثلك
عزيزي بالديسار..
أعلم بأني متأخرة كثيرا في طرح تعليقي هنا بين ثنايا صفحتك، و لكني اليوم وجدت الكريق أليها!
هل تعلم .. مقالك هذا مختلف بالنسبة لي.. لأنني أعلم تماما كيف يحب الرجل الخمسيني عندما تكون حبيبته تصغره بسنوات تكاد تتجاوز عمره مقسوما على الرقم 2.. و كم هو حب مختلف و رائع!
المجتمع و المعتقدات تطغى على الحب أحيانا!
دمت بود
ألماس
إرسال تعليق